لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب مقالات في الأناسة - كلود ليفي شتراوس pdf

 كتاب مقالات في الأناسة تأليف كلود ليفي شتراوس أونلاين بصيغة PDF.









معلومات عن الكتاب:


المؤلف : كلود ليفي شتراوس.


ترجمة: د. حسن قبيسي.


الناشر : دار التنوير للطباعة و النشر و التوزيع، 2008.


عدد الصفحات : 286.


حجم الكتاب : 5.3ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب:


" المعنى المزدوج للتقدم


السنا نجد أنفسنا والحالة هذه أمام مفارقة غريبة؟ إذ أننا إذا تناولنا الألفاظ وفقاً للمعنى الذي أسبغناه عليها نكون قد رأينا أن التقدم الثقافي متوقف على التآزر بين الثقافات هذا التآزر يقوم على وضع الحظوظ التي تصادفها كل ثقافة عبر نموّها التاريخي موضع المشاركة (سواء كانت هذه المشاركة واعية أو لاواعية إرادية أو لا إرادية هادفة أو عابرة، مقصودة أو اضطرارية). ثم سلّمنا أخيراً بأن هذا التآزر يؤتي ثماره على نحو أفضل كلما كان قائماً بين ثقافات يحكمها تنوع أشد. فإذا كان ذلك كذلك، فنحن على ما يبدو حيال شرطين متناقضين ذلك أن هذا اللعب المشترك الذي ينشأ عنه كل تقدّم ، ينبغي أن يفضي في حصيلته، عاجلا أم آجلاً إلى تجانس الموارد لدى كل اللاعبين فإذا كان التنوع شرطاً أساسياً، فينبغي أن نعترف بأن حظوظ الربح تصبح أقل فأقل كلما طالت اللعبة أكثر فأكثر.


يبدو أن ليس لهذه الحصيلة الحتمية إلا علاجان: أولهما، أن يحرص كل ،لاعب، أثناء ،لعبه على الاحتفاظ بفروقات تفاضلية. والأمر ممكن. لأن كل مجتمع (وهو اللاعب في نموذجنا النظري) يتألف تحالف من جماعات طائفية مهنية اقتصادية، وأن المبلغ المطروح في الرمان الاجتماعي يتألف من المبالغ الجزئية التي يطرحها في هذا الرهان جميع الفرقاء المشتركين. إن التفاوتات الاجتماعية هي خير مثال على هذا الحل.


فالثورتان العظيمتان اللتان اختر ناهما كشاهد على ما أوردناه في هذا البحث، وهما الثورة النيوليتية والثورة الصناعية قد اقترنتا لا فقط بتنوع في الجسم الاجتماعي كما كان سبنسر يرى بوضوح، بل اقترنتا أيضاً بتبلور أوضاع متباينة بين الجماعات، لا سيما من الناحية الاقتصادية. وقد لوحظ منذ وقت طويل أن الاكتشافات النيوليتية سرعان ما كانت قد أفضت إلى تميز اجتماعي حينما تولّدت في المشرق القديم التجمعات المدنية العظيمة، وظهرت فيه الدول والملل والطبقات ونفس الملاحظة تنطبق على الثورة الصناعية التي كانت مشروطة بظهور البروليتاريا وأفضت إلى أشكال جديدة من استغلال العمل البشري سبقت الأشكال القديمة بأشواط. وقد جرت العادة حتى الآن على معالجة هذه التحولات الاجتماعية بوصفها نتيجة للتحولات التقنية، فيصار إلى إقامة علاقة سببية بين الأولى والثانية. فإذا كان تأويلنا صحيحاً، فإننا نرى أن علاقة السببية بين هاتين الظاهرتين (مع ما تنطوي عليه هذه العلاقة من تعاقب زمني ينبغي أن يصار إلى التخلي عنها ـ الأمر الذي يميل إليه العلم الحديث عادة، على كل حال - لصالح الأخذ بالترابط الوظيفي بينها . ولنذكر في معرض الكلام أن الاعتراف بأن التقدم التقني قد أدّى إلى نمو استغلال الإنسان للإنسان، بوصفه لازمة تاريخية له [للتقدم]، قد يشكل مدعاة إلى شيء من التكتم والتحفظ في الإعراب عما تثيره التحولات التقنية المذكورة في نفوسنا من تكبر وتعريم في الصدور.


أما العلاج الثاني فمشروط إلى حدّ كبير بالأول: وهو اللجوء، طوعاً أو كرهاً، إلى إدخال فرقاء جدد على التحالف من خارجه، على أن تكون «مراهناتهم مختلفة تمام الاختلاف عن تلك التي يتصف بها التجمع الأساسي. وقد صير أيضاً إلى محاولة اتباع هذا الحل. فإذا كانت لفظة رأسمالية تسمح، على وجه العموم، بتعيين الحل الأول، فإن لفظتي امبريالية وكولونيالية من شأنها أن تساعدا على تعيين الحل الثاني. لقد كان من شأن التوسع الكولونيالي في القرن التاسع عشر أن يساعد أوروبا الصناعية أيما مساعدة على تجديد (لم يكن لصالحها وحدها بالطبع) انطلاقة كان من شأنها أن تتعرض للاستنزاف بصورة أسرع بكثير لو لم يُصر إلى ادخال الشعوب المستعمرة ضمن دائرتها.


هكذا نرى أن العلاج يقوم في كلتا الحالتين على توسيع التآزر، إما عن طريق التنويع الداخلي، وإما عن طريق قبول الفرقاء الجدد. في النهاية، ينبغي العمل دائماً على رفع عدد اللاعبين، أي العودة إلى التعقيد والتنوع اللذين كان يتصف بهما الوضع الأصلي. لكننا نرى أيضاً أن هذين الحلين لا يسعهما إلا أن يؤديا مؤقتاً إلى تباطؤ سير العملية. فالاستغلال لا يمكن أن يتم إلا ضمن تحالف: إذ تقوم بين الجماعتين، المسيطرين والخاضعين، صلات معينة وتنشأ تبادلات معينة هذان الفريقان مضطران بدورهما، بصورة واعية أو لاواعية، ورغم العلاقة الوحيدة الجانب التي تجمعها في الظاهر، إلى التشارك في المبالغ الموضوعة موضع المراهنة، فتتجه الفوارق والاختلافات القائمة بينهما إلى التضاؤل تدريجياً. إن تحسن الأوضاع الاجتماعية من جهة وحصول البلدان المستعمرة على الاستقلال، بصورة تدريجية من جهة أخرى يجعلان هذه الظاهرة تجري أمام أعيننا. ورغم أن هناك أشواطاً طويلة ينبغي أن تقطع في هذين الاتجاهين، فنحن نعلم أن الأمور ستجري لا محالة على هذا النحو. ربما كان من الواجب، في الحقيقة أن نعتبر ظهور أنظمة سياسية واقتصادية متناحرة في العالم، بمثابة حلّ ثالث. غير أن من الممكن أن نعتبر أيضاً، أن تجدد التنوع في كل مرة، وعلى صعيد آخر، يتيح الإبقاء إلى ما لا نهاية، وعبر أشكال متغيرة لن تني تفاجىء البشر دائما على هذه الحالة من اللاتوازن التي يتوقف عليها بقاء البشرية حياوياً وثقافيا." 


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب