لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ المغرب تحيين وتركيب pdf إشراف وتقديم محمد القبلي

كتاب تاريخ المغرب تحيين وتركيب - إشراف وتقديم محمد القبلي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب:


عنوان الكتاب : تاريخ المغرب تحيين وتركيب.


إشراف وتقديم : محمد القبلي.


الناشر : المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب.


الطبعة : الأولى سنة 2011.


عدد الصفحات : 821.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب:


"المآثر المرابطية القصور والمساجد والحصون


يعد قصر الحجر أول بناية محصنة أنشأها الأميران أبو بكر بن عمر ويوسف بن تاشفين ابتداء من سنة 1070/462، وذلك بالموقع الذي سيستبحر حوله عمران مراكش. ويعتبر بناء قصر محصن بداخله نطفية (خزان ماء جوفي ودار لضرب السكة بمثابة تعبير عن إرادة المرابطين في الاستقرار بالموقع واتخاذه عاصمة لهم. هذا وإن بساطة "الرياض" المنسوب ليوسف بن تاشفين لتقوم شاهدا على ما اشتهر به هذا الأمير من تقشف. أما قصر ابنه وخلفه علي، فإن تصميمه الصليبي الشكل قد أشر على ظهور الرياض التقليدي بالمغرب. ونجد نفس الهندسة في قلعة منطي أكودو (Monteagudo قرب ،مُرسية، وهي إحدى أشهر المآثر المرابطية. وأما الزخارف الهندسية المصبوغة التي زين بها الرياض فهي مستوحاة من واجهات الجامع الأموي الأعظم بقرطبة. وإذا كان هذا التأثير الأندلسي قد انطلق مع حكم علي بن يوسف باعتبار تشبعه بالفن الأندلسي أكثر من سلفه، فسوف يكون علينا، ذلك، أن نقوم بتحديد أدق لمدى تأثير فنون بني حماد حكام الجزء الشرقي من المغرب الأوسط خلال القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي.


وسوف يسمح العرض الذي سنقدمه لاحقا عن توسعة جامع القرويين بتفادي الإسهاب في الحديث عن بقية المساجد المرابطية المشيدة بمدن الجزائر ونَدرومة وتلمسان. ويمكن تلخيص السمات المميزة لهذا المعمار الديني كالآتي: فعلى مستوى الهندسة، تأخذ بلاطات المصلى شكلا تعامديا واضحا تجاه بلاط القبلة؛ كما أن البلاطات القائمة على جانبي الصحن تتقدم بدورها كامتداد لبلاطات المصلى. أما الأعمدة المبنية من الآجر، فقد عوضت الأعمدة الرخامية التي كانت شائعة الاستعمال في الأندلس. وهكذا أصبح الصرح أكثر استقرارا وإن لم يعد يوحي من الناحية الجمالية بنفس الرقة والرشاقة اللتين يتميز بهما مسجد قرطبة. هذا وإن جوانب التجديد الأساسية قد طالت زخارف القبب. وهكذا فإن قبة جامع تلمسان المؤرخة بعام 1136/530، حسب نقش كتب بخط الثلث قد زينت بزخارف ذات روعة نادرة نقشت كلها على الجبس المخرم. وعلاوة على هذا فإن هذه التحفة تعد أول نموذج للقباب المقرنصة المؤرخة بالغرب (1954,195....G.Marcais, L'architecture musulmane) أما بالأندلس، فمن الغريب ألا يترك المعمار الديني المرابطي أي أثر على الإطلاق. كما أن جامع علي بن يوسف بمراكش قد تعرض للزوال ولم تنج منه إلا قاعدة الصومعة التي تم التعرف عليها خلال إحدى التنقيبات الأثرية. ومع هذا، فبالإمكان أخذ فكرة عما كان عليه الفن الديني الممارس من قبل المرابطين بالجامع الكبير لعاصمتهم، وذلك من خلال القبة المرابطية التي تمثل جزءا من هذا الجامع من غير شك وهي قبة لا تزال تثير الإعجاب إلى اليوم.


 توجد هذه القبة في قلب المدينة العتيقة، وهي معروفة باسم غريب هو قبة البعديين. ويبدو أنها كانت جزءا من الجامع الذي شيد بأمر من الأمير علي بن يوسف في منتصف سنة 1126/520 ، ويتعلق الأمر بجوْسَق مستطيل القاعدة يحتوي على ميضأة. وقد أملت الضرورة اختزال البناية المستطيلة السفلى في شكل مربع لرفع القبة، وذلك بفضل مهارة تقنية خارقة. وخلال خمسينيات القرن العشرين، كشفت التنقيبات الأثرية من حول الجوسق عن نطفية هامة وسقاية ذات مورد ستصبح الأنموذج الأول لسقايات مراكش كما كشفت هذه التنقيبات نفسها عن شبكة معقدة من قنوات المياه. وقد جمعت المواد المستعملة بين طبقات من الحجر وأخرى من الآجر، وذلك لأن الآجر مستعمل من جهة أخرى في الحواشي الناتئة بالديكور الخارجي. ويتكون هذا الديكور من تقاطعات العقود المنكسرة التي تتوجها موردات - وهي زخارف دائرية على شكل ورود – فيترتب عن ذلك منظر رائع. وهنالك مفارقة واضحة بين الصرامة الهندسية التي تطبع الواجهة وبين وفرة الزخارف النباتية التي تكسو البناية من الداخل. وتتكون هذه الزخرفة من سلسلة من المثلثات الكروية (pendentifs) التي يستند إليها عند الزوايا كل من العقود المقرنصة والقبة الصغيرة للجوسق. وتتبلور في الجبس المنقوش المزين لمثلثات القبة زخارف تتأسس على سعف متعددة الأشكال؛ وهي زخارف أنجزت كلها بإتقان تام.

 

 أمام النمو العمراني الذي عرفته مدينة فاس في مطلع القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، تقدمت السلطات الدينية إلى الأمير علي بن يوسف بطلب يقضي بتوسيع جامع القرويين. وهكذا أعطي الأمر لقاضي البلد بالسهر على إنجاز الأعمال التي استغرقت مجموع الفترة الفاصلة ما بين سنتي ) 1135/530 و1144/539.


وقد خلف لنا الجزنائي في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي مصدرا أساسيا بعنوان جنى زهرة الآس، وهو عبارة عن وصف نادر لما أنجز آنئذ بجامع القرويين. فقد أضيفت ثلاثة أساكيب جهة القبلة كما أضيفت ،قبتان إحداهما تعلو المحراب الجديد والأخرى أمامه « ورقش ذلك كله بورقة الذهب واللازورد وأصناف الأصبغة » وقد أنيرت القبة بشمسيات « متقنات من أنواع الزجاج وألوانه، وتم ذلك على أحسن ما أريد » (الجزنائي، ص 68). وهكذا ظهر فن الشمسيات المتداخل مع صنعة الزجاج الذي تكاثرت معامله بفاس في العصر الموحدي.


ولقد توسع المرينيون في استعماله فيما شيدوه من معالم. وأما بلاط المحراب الذي يعلو بقية البلاطات الأخرى، فإنه قد ضاعف من رونق هذه الأخيرة بحكم ما يتسم به من شرف استقبال المحراب. وحفاظا على الوحدة الجمالية للمسجد، حرص المرابطون على الأخد بما كان معمولا به قبلهم بخصوص عقود نعل الفرس (arc en fer a cheval) . وهكذا تكون أصالة هذه المعلمة قائمة أساسا في الشكل الذي وضعت عليه القبة عندما أنجزت كلها بواسطة المقرنصات." 


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب