لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ إفريقيا الشمالية - الجزء الثاني - (تونس - الجزائر - المغرب الأقصى) من الفتح الإسلامي إلى سنة 1830م pdf تأليف شارل أندري جوليان




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ إفريقيا الشمالية - (تونس - الجزائر - المغرب الأقصى) من الفتح الإسلامي إلى سنة 1830م.


الجزء : الثاني.


المؤلف : شارل أندري جوليان.


تعريب : محمد مزالي والبشير بن سلامة.


الناشر : الدار التونسية للنشر.


 ‏رقم الطبعة : الثانية - 1983.


 عدد الصفحات: 482.


حجم الكتاب : 13.18 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).

 






مقتطف من الكتاب :


"فلسفة ابن طفيل وابن رشد :


إن الثقافة الإسبانية المغربية عززت ما كان يتمتع به الموحدون من هيبة في كامل البلاد الاسلامية وكان ابن طفيل وابن رشد وهما أكبر فلاسفة العرب في القرن الثاني (1110) (1185) من المقربين عند الخلفاء. فابن طفيل كان كاتبا لأحد أبناء عبد المؤمن في سبتة وطنجة ثم أصبح الطبيب الأول لأبي يعقوب الذي كثيرا ما انتصح بنصائحه. وحل ابن رشد (1126 – 1198) محله لدى الخليفة ولم يتغير عليه الا المنصور لمدة محدودة. وكلاهما طبع بطابعه فلسفة القرون الوسطى مما كانت له آثاره في العالم المسيحي نفسه. و كان ليبنتز (Leibnitz) لا ينفك يثني على قصة ابن طفيل الفلسفية حي بن يقظان حسب اقتباسها إلى اللاطينية من طرف (Pococke) وقد وصف فيها المؤلف طفلا وحيدا في جزيرة قفراء وهو يتسامى عن المذكرات الحسية التي استطاع بفضلها أن يصنع بكل دقة ما هو ضروري لسد حاجاته إلى الصور المجردة للاجسام ثم إلى تصور العلل الكبرى : أي السماء التي يراها على شكل كرة والعالم حيوانا كبيرا وأخيرا الله المريد الحكيم العليم الرحيم الذي تتجلى صفاته من خلال دراسة الكائنات الطبيعية. وقد حاول حي بن يقظان الدعوة إلى فلسفته في بلاد مجاورة لكنه لم يجد آذانا صاغية فقفل راجعا إلى جزيرته صحبة مريد له تقي كان اعتنق مذهبه قبل ذلك وانقطع إلى التأمل المجرد تاركا الشعب يعيش في صوره ورموزه. وبذلك ضبط ابن طفيل فصل المقال فيما يوجد بين التصوف والدين من مفارقات


استجاب ابن رشد لنصيحة ابن طفيل وأقدم على كتب الفلسفة اليونانية التي كانت ترجمتها تبدو للخليفة غامضة ولم تصلنا كل كتبه بالعربية ووصلنا بعضها مترجما لى الهبة او اللاطينية بينما فقد البعض الآخر. و كان ابن رشد محللا مفسرا أكثر منه فيلسوفا مبدعا. وكان لشروحه الثلاثة لأرسطو المتلائمة مع درجات التعليم الثلاث تأثير كبير ولم يخالف ابن رشد من الناحية الفلسفية ابن سينا وابن باجة الا في مسائل ثانوية وكان مجددا في نقطتين : أولاهما نظريته الخاصة بخلق الصور الجوهرية المخالفة لابن سينا. والثانية في نظرية العقل التي رد بها على الاسكندر الا فروديزي. وصرف اهتمامه بالخصوص إلى ما الحكمة بین والشريعة من واجب الاتصال بوصفهما مرحلتين من مراحل العقل. وكان يرى أنه يجب على العامة الاكتفاء بالظاهر بينما يحق للفيلسوف التأويل حتى يمكنه الكشف عن الحقيقة بل إن في تعرفه عليها ضربا من العبادة.


وليس من الغريب إذن أن تكون هذه الفلسفة التوفيقية التي ترى أن حقيقة واحدة قد تظهر في صور مختلفة أثارت قلق الفقهاء الرسمييسن وألصقت بصاحبها تهمة الكفر.


الموسيقى :


لم يهتم الوسط الأندلسي والمغربي الذي فيه عاش ابن طفيل وابن رشد بالفلسفة فقط بل ولع كذلك بالموسيقى والفن. فعن طريقة المغرب انتقلت نظرية الموسيقى والفواصل والمقامات من المشرق، حيث تكونت، إلى اسبانيا وكادت تبقى هناك على حالها. وكان أهل إشبيلية ولوعين ولعا كبيرا بالموسيقى على حد قول ابن رشد و تجادل الفلاسفة في جمالية الموسيقى، وفي وقع الأصوات في النفس البشرية وقوتها التعبيرية وكان ابن رشد ينكر الألحان الباكية، المزعجة، ويرفض التقليد الأعمى لكل ما يتنافى مع المعقول ولا يليق بالإنسان مثل صراخ الحيوان وأصوات الطبيعة لوقعها السيء على السامع وكان يحرم كل موسيقى صادرة عن آلات مختلفة وحتى المقامات الموسيقية جميعها. وكانت الغاية من الموسيقى بالنسبة إليه أخلاقية : من واجبها حمل البشر على القوة والاعتدال. لهذا كان يحتقر الألحان العربية الذائعة في مدن المغرب والأندلس على السواء. ولا يزال عدد هواة «موسيقى غرناطة» في بلاد البربر كبيرا ويعتبرونها أرقى وأروع موسيقى وبينما اختص أهل المدن بهذه الموسيقى فإن البربر احتفظوا في الأرياف بغنائهم ذي الألحان الجادة والنبرات الخشنة البسيطة الذي يعتمد من حيث الآلات المزمار البدائي أو المزود وهو آلة ذات اسطوانة لها عروة من خشب متحركة.


الفن المعماري :


كانت النـزعـة الفنـيـة في إقامة المباني متصلة بحياة المدن وكما كان الشأن بالنسبة للفن المعماري المرابطي فإن الفن المعماري الموحدي ازدهر عندما انفردت عائلة واحدة بالحكم. فبلغ أوجه حالما بسط عبد المؤمن نفوذه على المغرب الأقصى. فكانت أزهى فترات الفن في الجناح الغربي من العالم الإسلامي.


وأقام عبد المؤمن حمدا لله مساجد بتازه. ومراكش حيث أمكن ضبط الرسم الأول لجامع الكتبيين الذي تهدم وكشف اليوم عن أسيسه وكذلك بتنملل تخليدا لذكرى المهدي. واجتمعت في هذه المساجد التقاليد الاسبانية المغربية والعناصر الشرقية والتأثيرات المحلية، وشيد كذلك حصن قلعة رباط الفتح التي كانت تحتل الموقع الحالي لقصبة الوداية في الرباط. وأذن ابنه أبو يعقوب ببناء الجامع الأعظم باشبيلية وقصبية مراكش. وأشرف أبو يعقوب المنصور حسب تقاليدهم على الأشغال الأولى لبناء جامع حسان في الرباط وعلى تشييد جامع قصبة مراكش وكذلك على نهاية أشغال جيرالدا بإشبيلية ومنارة جامع الكتبيين. وكان جامع حسان جليل المظهر، إذ كان يحتل مساحة كبرى طولها 183م، 10 وعرضها 139م، 40 وله 16 بابا. ولم تبق منه إلا المنارة المبنية بحجارة وردية اللون والماثلة في وسط واجهة المسجد.


ومن بين المنارات الموحدية المربعة الشكل والتي يعلوها في الوسط برج صغير لـم تثبت كاملة أمام طوارق الحدثان إلا منارة جامع الكتبيين. وهي تتكون من ستة طوابق يحتوي كل واحد منها على قاعات متراكبة تفنن المعماريون في تنويع أشكال أقبائها. وكان بمثابة بروج صغيرة وهو مغطى بقبة مضلعة وفي آخره منارة تنتهي بثلاث كرات من النحاس المذهب وكان طول هذا المبنى يتجاوز 67 مترا.


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب