لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب النوازل الفقهية والمجتمع: أبحاث في تاريخ الغرب الإسلامي (من القرن 6 إلى 9 هـ / 12 – 15م) pdf تأليف د. محمد فتحة

كتاب "النوازل الفقهية والمجتمع: أبحاث في تاريخ الغرب الإسلامي (من القرن 6 إلى 9 هـ / 12 – 15م)" للدكتور محمد فتحة - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : النوازل الفقهية والمجتمع: أبحاث في تاريخ الغرب الإسلامي (من القرن 6 إلى 9 هـ / 12 – 15م).


المؤلف : د. محمد فتحة.


الناشر : كلية الآداب والعلوم الانسانية – الدار البيضاء.


حجم الكتاب : 7.49 ميجا بايت.


سلسلة : الأطروحات والرسائل.


سنة النشر : 1999.


عدد الصفحات : 458 ص.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"انتشار التصوف الاسلامي واقطابه


يبرز التصوف مع مطلع القرن السادس كتيار له حضور قوي داخل المجتمع ويساهم في التأطير الديني لأهل الغرب الاسلامي. ولعل إحدى أهم الاسباب التي أدت الى انتشاره خلال الفترة المذكورة، جنوح أغلب الفقهاء الى اعتبار المذهب وسيلة من وسائل نيل الدنيا واندماجهم في اختيارات الدولة التي لم توافق دائما روح وتعاليم الاسلام. وقد أدى هذا الانحراف الى توجيه المذهب توجيها تطبيقيا أضر كثيرا بصورتهم في أعين الرعية ولدى طرف من زملائهم الذين اختاروا ، بالاضافة الى تمكنهم من أمور الشريعة، توجها نحو الزهد والعبادة والتربية الروحية لأتباعهم الذين كانت أعدادهم تتزايد باستمرار.


تظهر أولى بوادر الخلاف بين الاتجاهين، في قرار احراق كتاب الاحياء للغزالي. وفي متابعة الصوفية الذين استمروا في إشاعة افكار الغزالي والاحتجاج على قرار إحراق مؤلفاته أمثال ابن العريف وابن برجان وأبي بكر الميورقي.


وقد استغل الموحدون في بداية أمرهم خصوصيات المرحلة المرابطية فلم يقفوا موقفا عدائيا من التصوف بل أدرجه ابن تومرت ضمن برنامجه بأن وضع نفسه منذ المنطلق في سياق توجهات الغزالي، باعتباره قد اتصل به وتلقى عنه، وباعتبار ما يروى عن كون الغزالي قد دعا له بأن تكون نهاية دولة المرابطين على يديه وأنه وسيلة للانتقام من المسؤولين عن احراق كتاب الاحياء.


ومهما يكن الأمر فإن الموحدين لم يقفوا موقفا معاديا من تيار التصوف، بل بالعكس، ففي عهدهم ظهر اقطاب التصوف المغربي واتسع نطاقه ليشمل البوادي والمناطق النائية ، كما أن خلفاء هم عملوا على الظهور بمظهر الاعتناء بالمتصوفة. وهو ما يبرز جليا مع الخليفة يعقوب المنصور الموحدي الذي كان في نفس الوقت يراقبهم باحتياط كبير. لم يكن هناك شيء على المستوى الرسمي يحد من نشاط وتحرك المتصوفة. كما أن المناخ العقائدي العام المصاحب لظهور واستقرار الدولة الموحدية، وتجريدية المذهب لعبا دورا ايجابيا في انتشار صيت المتصوفة وإقبال الناس عليهم والاعتقاد في كراماتهم ذلك أن مذهب التوحيد وأفكار ابن تومرت جانبت حاجة الناس وامكانياتهم العقلية، لافراطها في العقلانية وفرضها على الناس قسرا، وأتت بنتائج عكسية تتمثل في إقبال الناس على المتصوفة، خصوصا بالبوادي حيث نشط هؤلاء داخل ربطهم ومزاراتهم. وهذا يرجع الى حاجة العامة الى اسلام بسيط في متناول أيديهم لعب فيه المتصوفة دورا أساسيا بفضل بركتهم واعتقاد الناس في علو مراتبهم لدى الله، مما يؤهلهم في أعينهم للعب دور الوسيط بين الخالق وعبده.


لم يقتصر دور المتصوفة على ذلك فقط، فلم يركنوا إلى أمور العبادة والتأمل أو التربية بل اندمجوا في الحياة العامة وصارت لهم تدخلات تعود بالنفع على العموم. فكبر صيتهم وازداد نفوذهم لأن الاعتقاد فيهم تعدى حدود الرعية ليشمل الأوساط السلطانية والحاكمة بصفة عامة ولعل أول الموحدين الذين تعاملوا مع الصوفية من هذه الزاوية ثاني خلفائهم أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الذي تقرب من الشيخ داود مزاحم الذي تسبب في شفائه من مرض عجز عنه الاطباء أبي ولم يقف الأمر عند الاسرة الحاكمة بل تعداه الى كبار أفراد العصبية الموحدية، الذين اعتقدوا بصدق في تيار التصوف الى درجة أنهم تابوا عما كانوا فيه من مظالم جرتها عليهم ولاياتهم.


وبدون أن نسهب كثيرا في هذا الموضوع، نلاحظ أن نفوذ تيار التصوف تزايد مع مرور الوقت، فأصبحت لرجالاته الحظوة الكبيرة داخل مجتمع الغرب الاسلامي، لدى الحاكمين والمحكومين على السواء.


 يبدو هذا التيار خلال القرن السادس الهجري منتشرا من غرب المنطقة فأقطابه المشهورون ينتمون إما الى الاندلس أو الى المغرب الاقصى الذي صهر شخصياتهم، وبه أدركوا مراتبهم المعروفة وفي هذا الاطار فان أب التصوف المغربي بدون منازع هو الشيخ أبي الحسن بن حرزهم تـ 559 / 1173م، وسنده مشرقي فقد أخذ الطريقة عن ابن العربي عن الغزالي عن إمام الحرمين عن أبي طالب المكي عن الجنيد. وقد أشاع تعاليم الغزالي وعليه أخد القطب أبو مدين بن شعيب بن حسين الأندلسي الأصل ودفين العباد ت 594 هـ / 1194. وبعد أن أكمل أبو مدين تربيته الصوفية بفاس على يد ابن حرزهم وأبي يعزى ومحمد الدقاق السجلماسي، انتقل الى المشرق ثم الى بجاية حيث استقر، الى أن أمر يعقوب المنصور الموحدي بإشخاصه اليه، بسبب وشاية والي المدينة به فتوفي وهو في طريقه الى مراكش. كان أبو مدين معجبا بكتاب الاحياء للغزالي ويلقنه كما كان شديد الاعجاب بأبي يعزى وقد لعب أبو مدين دورا أساسيا في توجيه التصوف ببلاد المغرب الكبير فمن مدرسته تفرعت أغلب الاتجاهات الصوفية المعروفة بالمغرب الاقصى كطريقة أبي محمد صالح وطريقة أبي زكرياء الحاحي الذي كان ظهوره في آخر القرن السابع. وعلى هذا الاساس فهو لم يتصل مباشرة بأبي مدين وإنما يفصله عنه شيخان. وقد عرف المغرب الاقصى عدة طوائف أخرى ذكرها ابن قنفذ وهم الشعيبيون والامغاريون والماجريون والأغماتيون والحجاج وكلها كانت لها أخوة بطائفة أبي محمد صالح. وفي هذا المعنى فإنها ترجع بسندها الى الشيخ أبي مدين على الرغم من أن هذا الأخير لم يترك أثرا مكتوبا، وكان منشغلاً بالتربية والتعليم والعبادة، وأغلب ما وصل عنه من تأليف بعض تلامذته ولعل أهم أفضاله على التصوف المغربي أنه استطاع أن يركب في طريقته أغلب التأثيرات التي صادفها في حياته، وأن يسهل استيعابها من قبل من احتك به وكيفما كان مستواهم العلمي لهذا نرى طريقته تشتهر عبر أرجاء المغرب الكبير، ويقبل عليها العوام والفقهاء أمثال أبي زكرياء يحيى بن أبي علي الزواوي ( تـ (611) وأبي عبد الله التاودي تـ (580) وأبي تميم عبد الرحمن الهزميري، وأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي وغيرهم كثير وعن هؤلاء وتلامذتهم انتشرت طريقة الغوث أبي مدين خلال القرن الثامن الهجري."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب