لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب المغرب والأندلس في عصر المرابطين: دراسة اجتماعية واقتصادية 480هـ-540هـ/1056م- 1145م - عيسى بن الذيب Pdf

 كتاب المغرب والأندلس في عصر المرابطين: دراسة اجتماعية واقتصادية 480هـ-540هـ/1056م- 1145م للمؤلف عيسى بن الذيب بصيغة Pdf.


(هو بحث لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الوسيط.)






معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : المغرب والأندلس في عصر المرابطين: دراسة اجتماعية واقتصادية 480هـ-540هـ/1056م- 1145م.


المؤلف : عيسى بن الذيب.


عدد الصفحات : 513.


حجم الكتاب : 4.57 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


مقتطف من الكتاب:


" الصناع أو الحرفيين:


تعد شريحة الصناع و الحرفيين أهم شريحة من شرائح طبقة العامة التي لا يكمن الاستغناء عنها لدورها الكبير ومساهمتها في متطلبات الحياة اليومية للمجتمع وتزدادا أهمية الصناع والحرفيين مع اتساع العمران و ازدهار المدن وكثرة سكانها و مرافقها و هذا ما يتفق مع ما ذهب إليه ابن خلدون في قوله: "أن الصنائع دائما تكمل بكمال العمران الحضري و كثرته". ولأهمية الصنائع و الحرف في المجتمع اعتبرها البعض بأنها أي (الصنعة أول ما ينبغي للإنسان أن يتعلمه بعد معرفته بدينه و لعل هذا ما جعل إقبال العامة على تعلمها إذا لم ينل حقه في التعليم و هذا ما نستشفه من قول المقري: "أن الجاهل الذي لم يوفقه الله للعلم يجهد أن يتميز بصنعة، و يربأ بنفسه أن يرى فارغا عالة على الناس".


ومما لا شك فيه أن أصحاب الصنائع و الحرف كانت غالبيتهم من العامة، و عليه فإن أمثلتهم لم تستثنيهم من ذلك بل حثتهم على الكد والسعي للعمل و عليه فلا غرابة من تكليف أهل السوس و أغمات نسائهم وصبيانهم التحرف و التكسب". وقد قسم ابن خلدون الحرف أو الصنائع إلى قسمين: القسم الخاص بأمر المعاش ضروريا كان أو غير ضروري، كالخياطة و الجزارة و النجارة و الحدادة و أمثالها. والقسم الثاني يختص بالأفكار التي هي خاصية الإنسان كالوراقة و التجليد و الغناء...الخ.


ولاكتساب الصنعة أو الحرفة فإن ذلك عادة ما يبدأ في الصغر و هذا ما توضحه المصادر المعاصرة للفترة إذ يشير السقطي أنه شاهد بأم عينيه الأطفال الصغار و هم يشتغلون في الأرحاء. و ما يزيد الأمر تأكيدا هو ما ذهب إليه صاحب "الاستبصار" من أن أطفال مكناسة يتعلمون الحياكة داخل منازلهم و فيهم من ورث الحرفة عن والده و لو كانت تلك الحرفة حقيرة و هذا ما أشارت إليه أمثال العامة. و عليه فلا غرابة أن يسمي بعض الأشخاص باسم الحرف التي امتهنوها أو مارسها آباؤهم و بالعودة إلى المصادر يمكننا تصنيف الصناع أو أهل الحرف إلى ثلاثة أصناف:


الصنف الأول : هم الصناع الذين يملكون آلات العمل و دكاكين خاصة بهم، و معهم صبيان تحت التمرين يرتبطون بصاحب العمل كمعاونين لمعلمهم.


أما الصنف الثاني: فيتمثل في الصناع الذين لا يمتلكون كثيرا من آلات العمل و لا دكاكين خاصة بهم و هؤلاء عادة ما كانوا يتخذون الأزقة و الحارات لخدمة كل من يحتاج إليهم. أما الصنف الثالث: فهم الصناع المتجولون في أحياء المدن والأرياف مثل صناعي الأدوات الحديدة و غيرها.


وبناءا على هذا التصنيف يتضح لنا أن أهل المغرب و الأندلس قد اشتهروا بإتقانهم الصناعات و الحرف وما وصف الجزنائي لصناع "فاس" إلا دليلا صادقا على ذلك حيث يقول فيهم: "و لا صانع أصدق من صانعهم و عليه شهدت المدينة إقبال أهل الصناعات و الحرف عليها متخذين إياها مقرا لنشاطاتهم الصناعية و الحرفية و اجتمع فيها ما ليس بمدينة من مدن الدنيا و أتتها التجارات و أهل الصناعات من كل صقع حتى تكامل بها كل متجر ".


و قد أمدنا "الجزنائي" بمعلومات قلما نجدها في غيرها من المصادر حيث صنف لنا الصناعات و . الحرف التي اشتهرت بها مدينة فاس، كما أحصى لنا عدد دور كل صناعة و حرفة حيث بلغ عدد الحوانيت بها تسعة آلاف و اثنتين و ثمانين و الأطرز ثلاثة آلاف و أربعة و تسعين، و دور عمل الصابون سبعا و أربعين و دور الدباغين ستا و ثمانين و دور الصناع مائة و ستة عشر، و دور تسبيك الحديد و النحاس إثني عشر، و دور عمل الزجاج بإحدى عشرة، و كوش الجير مائة و خمس وثلاثين و أفران الخبز ألفا و مائة وسبعين و أحجار عمل الكاغيد أربعمائة كل ذلك بداخل المدينة و دور الفخارة مائة و ثمانين بخارج المدينة ناهيك عن انتشار دور بعض الحرف و الصناعات التي تحتاج إلى المياه على طرفي الوادي الكبير كدار الصباغين وحوانيتهم، وحوانيت الخنافين والقصابين والسفاجين والمواضع المعدة لطبخ الغزل والفوالين.


كما تنوعت الصناعات والحرف المغربية في عصر المرابطين بين الصناعات الحربية كصناعة الدروق اللمطية، و الرماح ذات العصي القصيرة و المتصفة بطول أسنانها و رقتها. و بين الصناعات الجلدية كصناعة السروج و اللجم و الأقتاب المعدة لخدمة الإبل. و برز حرفيو السوس في الصناعات النسيجية كالأكسية الرقيقة و الثياب الرفيعة التي لا يقدر أحد على صنعها عدا نساء السوس اللواتي اشتهرن بحدق صناعتهن اليدوية. في حين اختص صناع مدينة "تادلة" " تادلة" بالثياب القطنية و سجلماسة بالصناعات الصوفية، حتى أن الثوب منه تعدى سعره عشرين مثقالا."


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب