لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي - محمد الصغير الإفراني PDF

 كتاب نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي للمؤلف محمد الصغير الإفراني - أونلاين بصيغة PDF.










معلومات عن الكتاب:


العنوان : نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي


المؤلف : محمد الصغير الإفراني.


تحقيق : عبد اللطيف الشادلي.


الناشر : مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء.


الطبعة : الأولى - سنة 1419 هـ / 1998م.


عدد الصفحات : 514.


حجم الكتاب : 7.30 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).




مقتطف من الكتاب :


" ذكر الخبر عن سفر المنصور من مراكش لفاس حرسها الله وسبب ذلك


تقدم لنا أن الشيخ المامون بن المنصور كان خليفة لأبيه على فاس، إلا أنه أساء السيرة وأضر بالرعية. فكان فويسقا خبيث الطوية مولعا بالعبث بالصبيان مدمنا للخمور سفاكا للدماء غير مكثرت بأمور الدين من الصلاة وشرائطها. ولما ظهر فساده وتبين للناس عواره، نهاه القائد ابراهيم السفياني وزير أبيه، عن سوء فعله، فلم ينته، واستمر على قبحه. فأعاد عليه، فلما أكثر عليه من التقريع والتوبيخ سقاه السم فكان فيه حتف ابراهيم . وكان مما أنكر عليه أنه قبض على كاتب أبيه ، أبي عبد الله محمد بن عيسى المتقدم الذكر ووظف عليه مالا وبزه ذخائره وأخذ ماله، حتى كان مما أخذ منه ثمانين حسكة مذهبة، ومائة تخت من الملف المختلف الألوان. فلما كثرت قبائحه وترددت الشكاية به لأبيه، كتب له أن ينكف عن غيه وينزجر عن خبثه وسوء رأيه. فما زاده التحذير إلا إغراء. فلما رأى المنصور أنه لم يكثرت بأمره، ولم يزدجر عن خبائثه وشره، عزم على التوجه لفاس بقصد أن يمكر به ويؤدبه بما يكون رادعا له. فسمع الشيخ بذلك فجمع عسكره، وهيا جنده ودفع المرتب لأصحابه، وعدد جيشه فكان فيما قيل إثنين وعشرين ألفا كلهم بكساوي الملف والحرير، على أحسن شارة وأكمل زي. وعزم إن بلغه مخرج أبيه من مراكش، أن يتوجه في أصحابه إلى تلمسان ويستجير بالأتراك. فلما بلغ المنصور ما عزم عليه الشيخ من الذهاب إلى تلمسان، تخلف عن الخروج من مراكش. فصار يلاطفه ويأمره ألا يفعل، وولاه سجلماسة ودرعة، وتخلى له عن خراجهما، وقال له : قد سوغتكه ولا أطالبك به. ومراده بذلك كله أن تسكن نفرته ويرجع إليه عقله. فأظهر الشيخ امتثال الأمر، وخرج يؤم سجلماسة. فما انفصل عن فاس بشيء يسير حتى رجع لها، وعاد لما كان عاكفا عليه. فبعث له المنصور أعيان مراكش وعلماءها فنصحوه ووعظوه وخوفوه سخط والده، وحذروه من العقوق، ولم يألوا جهدا في النصيحة له فوجدوه مشغول القلب عن نصائحهم، معمور الذهن بخلاف قولهم. إلا انه أظهر الرجوع عما كان عازما عليه من النفار من أبيه، وقصر في الظاهر عن بعض قبائحه. فرجع الأعيان والعلماء للمنصور لمراكش، وقالوا له إنه تاب، وحسنت حالته، واطمأنت نفسه، وأنه واقف عند الأمر والنهي. فلم يطمئن المنصور لقولهم، وقال لهم : لعل هذا إصلاح للشحناء وكذب لإصلاح الخاطر. ثم لم يلبث المنصور أن بعث لولده زيدان، وكان خليفة بتادلا يأمره أن يرسل مائة من الفرسان على طريق تاقبالت، وكل من وجوده قاصدا للغرب من ناحية مراكش يردونه. وأرسل مولاه مسعود الدور أن يقف على طريق سلا، ويفعل مثل ذلك. وخلف ولده أبا فارس على مراكش. وخرج حينئذ المنصور من مراكش في اثني عشر ألفا من الخيل. وكان خروجه في أوائل جمادى الأولى عام أحد عشر وألف. وجد السير، فلم تمض إلا أيام قلائل حتى نزل بالداروج، موضع قريب من فاس، والشيخ في جميع ذلك لا شعور له بخروج أبيه ولا بما هو عليه. فبعث يوما عيونه يترصدون له من قدم من مراكش، ويكشفون له عن الخبر. فما راعهم إلا الأباطح سائلة بأعناق الجياد وأفواه الشعاب تقذف الجيوش من بطون الأودية، لأنهم عميت عليهم الأنباء بقطع المنصور للسابلة. فرجعوا للشيخ مسرعين والرعب يفت في أعضادهم ويطفي فورة عزائمهم، فقصوا عليه ما دهمهم وأخبروه بما رأوا. فعلم أنه محاط به، فلم يمكنه إلا الفرار. فركب من حينه، وهرب لزاوية الولي الصالح أبي الشتاء ببلاد فشتالة قرب نهر ورغة. وكان سيدي أبو الشتاء قد توفي قبل ذلك بما يقرب من خمس عشرة سنة، لأن وفاته كانت سنة سبع وتسعين وتسعمائة، كما في المرأة. فنزل بالزاوية ومعه بطانته وأصحاب دخلته من الأحداث وأتباع السوء. فبلغ خبره للمنصور، فوجه له الباشا جودر والقائد منصور النبيلي وحلف لهما بأغلظ الأيمان إن لم يأتيا به ليمكرن بهما ويجعلهما عبرة. فذهبا إليه، فامتنع من الدخول في يدهما وانعزل بأصحابه حتى تراموا بالنبال وناوشهم القتال. فقبضوا عليه في حكاية طويلة. فأمر به المنصور أن يسجن بمكناس، فسجن بها ودخل المنصور لدار الملك من فاس الجديد. وشكر الله على ما أولاه من الظفر به والنصر عليه من غير إراقة دم. وتصدق لذلك بأموال عظيمة.. " 


رابط تحميل الكتاب:



رابط ثاني:

عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب