لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي pdf تأليف د. محمد حجي

 كتاب الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي للمؤلف محمد حجي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF












معلومات عن الكتاب :


العنوان : الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي.


المؤلف : ذ. محمد حجي.


الطبعة ثانية - موسعة ومنقحة.


سنة النشر 1409 - 1988.


عدد الصفحات : 361.


حجم الكتاب : 6٠5 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب:


"الدلائيون والبلاد الواطئة (هولاندا)


كانت البلاد الواطئة PAYS-BAS» تشتمل على هولاندا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ الحالية، مع جزء من شمال فرنسا وتخلصت البلاد الواطئة من الاستعمار الاسباني والمذهب الكاثوليكي سنة 1581 فكونت حكومة فيدرالية متركبة من سبع دويلات تحتفظ كل منها باستقلالها الداخلي، تحت اسم جمهورية الأقاليم المتحدة السبعة REPUBLIQUE DES SEPT PROVINCES UNIES وتكون من ممثلي الأقاليم مجلس يحمل اسم (الولايات العامة) LES ETATS GENERAUX فكان المؤسسة الوحيدة القائمة بالمهام السياسية للحكومة الفيدرالية. ولم يمض وقت قصير حتى صار أسطول البلاد الواطئة سيد البحار، وكانت السفن الهولاندية. کسفن سائر الدول المعادية لاسبانيا - لا تسطيع أن تعبر مضيق جبل طارق دون أن تتعرض لخطر مزدوج، فهي ان اقتربت من الساحل المغربي أسرت، وان جنحت الى الساحل الآخر حطمها الاسبان وأخذوا بخارتها للتجذيف في سفنهم الكبيرة.


وتعتبر جمهورية الأقاليم المتحدة من الدول الأوربية السابقة الى التحالف مع المغرب أيام أحمد المنصور الذهبي. وكانت هناك عوامل متعددة ساعدت على التقارب بين المغرب وهذه الأقاليم، منها حقدها المشترك على اسبانيا، واقامة جالية من اليهود المطرودين من الأندلس في البلاد الواطئة نظرا لما اشتهرت به من التسامح الديني. فكون أفراد هذه الجالية اليهود العربة علاقات تجارية مع إخوانهم المقيمين في المغرب والجزائر وربطوا معهم صلات متينة فكانت السفن لذلك تتردد بين الموانىء المغربية والهولاندية بدون انقطاع. واحتفظت البلاد الواطئة بصداقتها بعد موت المنصور مع ابنه زيدان. لكن لما استبد أبو حسون بسوس والجنوب المغربي، واستقل العياشي ببلاد الغرب ومدن أبي رقراق وجدت البلاد الواطئة نفسها مضطرة للتفاهم مع هذين الحاكمين للمحافظة على مصالحها في هذه الأقاليم.


ونظرا لقيام جمهوريات صغيرة في مدن سلا والرباط والقصبة (1040-1071 / 1660-1630) تحت نظر العياشي ثم الدلائيين كانت الولايات العامة تراسل رؤساء هذه المدن وتتفاوض معهم بصفتهم المباشرين للسلطة في هذه الثغور، و سمت خلال عام 1643/1053 هندريك دوبير HENDRICK DOPPER» قنصلا ممتازا للبلاد الواطئة في المغرب، فكان يتردد بين مراكش وسلا، ويتصل بالملك السعدي ورؤساء العدوتين على السواء.


ولما استحكم أمر الدلائيين وقوي نفوذهم في الأقاليم التابعة لهم، لم يعد رؤساء مدن سلا يبيحون لأنفسهم الاتصال المباشر مع رؤساء الدول الأجنبية. وقد رد سعيد الجنوي النائب العام عن الدلائيين في هذه المدن ردا سلبيا على رسالة وجهتها الولايات العامة - كالعادة - الى حكام سلا، في موضوع الصلح والمهادنة، وأشعر حكومة البلاد الواطئة بضرورة مخاطبة السلطان محمد الحاج الدلائي الذي يرجع اليه وحده أمر الحرب والسلم. ومما جاء في الرسالة .. والصلح نعم السبيل لمن سلكها، والطريق لمن اقتفى سنتها، وثبوت الصلح على هذه المثابة، من الأمور التي فيها الغرابة، قل أن يتم فيها المرام أو ينتهي بيننا وبينكم الكلام. كيف وقد تركتم في الخطاب من تولى أمرنا، ومن طاعته أوكد الفروض علينا، مولانا عز الاسلام ، وجابره ومغيثه حيث عزّ ناصره، الامام الذي تضاءلت الاغوار والانجاد ،لصولته واستكانت الآفاق لهيبته ووطئته، واستنار الاسلام بظهوره، وحمدت نيران الكفر باضواء ،نوره المقدام الذي حمل على كاهله الراية المسلمين، وساد الأولياء والعلماء والمجاهدين صاحب الأمر المطاع أبي عبد اللع سيدي محمد بن محمد بن أبي بكر نوره الله، ورزق كلا من المسلمين رضاه. ولا غرو إن كان الصلح مطلوبكم فأتوه من أبوابه، وتوصلوا اليه بأسبابه، واعرفوا لكل ذي فضل فضله وخاطبوا كل رئيس بما يناسب قدره. » وقد أجابت الولايات العامة عن هذه الرسالة بكتاب تستبشر فيه بالاستعدادات الطيبة التي عبر عنها حكام مدن سلا، وتعتذر عن عدم الكتابة من قبل الى السلطان محمد الحاج. وأرسلت في نفس الوقت رسالة أخرى الى أمير الدلاء حملها اليه القنصل الهولاندي في المغرب هندريك) دوير HENDRICK DOPPER وفيها تقدم الولايات العامة الى محمد الحاج لأول مرة هذا القنصل الذي ندبته ليؤكد للأمير ما تكنه له من ود ونقدير، وترجوه أن يطلق سراح الأسرى الهولانديين في سلا، ويضمن الحرية والأمن لرعاياها من التجار ، وأن يتفضل باستقبال القنصل الهولاندي كلما رغب في المثول بين يديه.


 ظلت العلاقات عادية بين الدلائيين والهولانديين باستثناء بعض الاحداث العابرة الناتجة عن عن أعمال القرصنة البحرية. وكانت المحادثات مستمرة بين الفريقين لعقد معاهدة سلم وصداقة. وفي أوائل عام 1651/1061 قبيل مجيء الامير عبد الله الدلائي الى سلا أرسلت الولايات العامة مفوضين عنها برئاسة الضابط البحري (جيديون دو ویلدت «GEDEON DE WILDT على رأس أسطول، وندب حكام مدن سلا من طرفهم الحاج ابراهيم معنين والحاج محمد فنيش ليفاوضا باسمهم وأعطوهما حق التصرف المطلق في التعاقد مع ضباط أسطول البلاد الواطئة. وبعد محادثات طولة وقع الطرفان في 17 صفر 1061 9 فبراير 1651 معاهدة تشتمل على نسعة فصول. مجملها ان يطلق سراح الأسرى الهولانديين مقابل أداء ثمن الشراء لمالكيهم في ظرف ثلاثة أشهر، وألا تتسلح أية سفينة سلاوية للقرصنة في البحر ما لم تقدم ضامنا يتكفل بتعويض الخسائر التي قد تلحقها برعايا البلاد الواطئة، وانه سيخلى سبيل الهولانديين الذين قد يوجدون على ظهر سفن محايدة، والا يسمح لقراصنة الجزائر وتونس وطرابلس أن يبيعوا في سلا ما يستولون عليه من أسرى الهولانديين وبضائعهم، وألا يزاد في واجبات الجمرك الحالية، وان يحمي السلاويون التجار رعايا البلاد الواطئة، وألا يسمحوا للأتراك وغيرهم بحمل رسائل امتياز في سلا، وفي مقابل ذلك لن يعترض الاسطول الهولاندي طريق السفن السلاوية، كما ان السلاويين لن يأسروا الاجانب الراكبين على ظهر السفن الهولاندية.


وفي أواخر هذه السنة (1651/1061) عين الامير عبد الله الدلائي حاكما على مدن سلا. ولما اطلع على نص المعاهدة السابقة لم تعجبه في مجملها، وأنكر منها بالخصوص الفصل الرابع الذي يحرم على المغاربة أن يتعاملوا بالبيع والشراء مع اخوانهم الجزائريين والتونسيين والطرابلسيين ارضاء ومؤازرة الحلفاء مسيحيين ورفض امضاء هذه المعاهدة. وفي ذلك التاريخ أرسلت الولايات العامة قنصلا جديدا الى سلا هو دافيد) دوفرییس DAVID DE VRIES(37) الذي استقبل اسقبالا حسنا من طرف قائدى سلا والرباط أولا، ثم حظي بمقابلة الامير عبد الله الدلائي في القصبة. وكتب الامير سعيد الجنوي على اثر ذلك الى الولايات العامة يخبرها بوصول قنصلها الجديد، ومصادقة الامير عبد الله الدلائي على معاهدة 9 فبراير 1651 باستثناء الفصل الرابع منها لمخالفته تعاليم الديانة الاسلامية."


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب