لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الشيخ والمريد؛ النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة pdf تأليف عبد الله حمودي

كتاب الشيخ والمريد؛ النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة - تأليف عبد الله حمودي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الشيخ والمريد؛ النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة.


مؤلف : عبد الله حمودي.


ترجمة : عبد المجيد جحفة.


الناشر : دار توبقال للنشر.


عدد الصفحات : 313.


حجم الملف : 11.06 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"خلال العشرينيات من هذا القرن، فيما كان القايد الكندافي يقود حركاته في سوس الأقصى، كانت الدولة الأمة الفرنسية تستكمل إقامة المؤسسات الاستعمارية، وتعودُ بصورة نشيطة إلى عملها المنهجي في الضغط على المنشقين كانت مرحلة ما بعد الحرب مناسبة لهذه المهمة. وقد مورست مراقبة مشددة على زعماء الأهالي بواسطة الإدارة الترابية الجديدة التي كان يشرف عليها الضباط والموظفون الفرنسيون بمساعدة أعوانهم من الأهالي. وبهذا رأى سي الطيب الكندافي قيادته تتقلص، وأصبح فيما بعد مغضوباً عليه. وقد مس هذا التقليم تدريجياً كل القياد الكبار باستثناء الكلاوي. وفيما كانت منطقة أكادير وتارودانت تعرف حملة تعميرية منتظمة، تعرضت المناطق الأخرى، مثل الحوز وسايس والغرب، لهجمة ثانية من الاستيطان الترابي.


 توفي سي الطيب سنة 1928 ورعاً بعد فقد سلطته وآلة سطوته. كانت منطقة سوس التي عرفها، سوس القايد التيوتي واحميدة، تشهد تحولات بايقاع سريع مثل باقي مناطق المغرب. وكما رأينا، فقد شهدت الثلاثينيات استكمال الهيمنة الاستعمارية من خلال إخضاع جيوب المقاومة الأخيرة، ومن خلال توطيد إدارة مباشرة ترتكز في سائر البلاد على الزعماء الطبيعيين، وعلى المجالس الجماعية (الجماعات التي أضحت وسائل عَمَلٍ في يد هذه الإدارة. وأقيمت بنية تقنية تُدبر أمور المعمرين والأهالي والمصالح الأخرى (كالتدريس والطب والزراعة... إلخ)؛ وعسكر الجيش في النقط الاستراتيجية للبلاد. كانت هذه الهندسة السياسية والاجتماعية تحدث ثورة فريدة مبنية على «عقلنة نوعية؛ ولها في مراكزها، كما في هوامشها، إدارات استيطانية. وكانت هذه الإدارات تنسق الحساب والتخطيط والطقوس والنفقات والابتزازات؛ كل هذا من أجل المصلحة العليا للدولة المستعمرة القوية.


 كانت التجربة الجزائرية حاسمة في إنشاء النظام المغربي. في. سنة 1843، اشتكى جول کامبون Jules Cambon الحاكم العام للجزائر آنذاك، أمام مجلس الشيوخ قائلا : إن الإدارة الفرنسية لم تعد تملك وسطاء معترفاً بهم من طرفنا) يتوسطون لنا مع الأهالي». وحث الإدارة الفرنسية على تكوين أطر» جدد المجتمع الأهالي. ولم ينس الجنرال ليوطي درس التجربة الجزائرية ولا تجربة السنوات السابقة حول التخوم الجزائرية المغر ، ولا أفكار گالييني Galiéni، عندما وضع كل خبرته في بناء حكم جديد للمغرب يعتمد على الأعيان ، وسجل في الآن نفسه تناقضاته الأدبية وكذا فوائده قائلا :

 ‏

وكيف يمكن لنظام يمثل في تَجَلُّ تام شكلا للإدارة والسياسة يصعب على الليبرالي قبوله، أن يحافظ، بتطور ذكي وتكيف مع السلطة المركزية الجديدة] التي قد تتقبله بصعوبة، على رأسمال الحظوة والهيبة [الذي اكتسبه، والذي قد تكون التضحية به غير ذات جدوى وربما خطيرة؛ وتجذر] هذا النظام قد يجعل الشكل الجديد للسلطة الذي قد نُحله محله في حالة إصلاح يلغيه] نظاماً وهمياه.


هذه السياسة التي دشنها أول مقيم عام تطورت في نهاية العشرينيات، ولم تتغير أبداً في جوهرها بعد ذلك، لأنها اتضح أن صيغتها اقتصادية. وقد صمد التكيف المتبادل بين النزعة المركزية الفرنسية وسلطة الأعيان للصيغة الأولى لهذه السياسة حتى استقلال المغرب (1956). وتكمن عقلانية هذه السياسة واقتصادها في كونها تتيح الاستيلاء على الأفراد بصفتهم أفرادا، فيما كانت تحكمهم بصفتهم مجموعات، وذلك بفضل الأعيان. وهذه السياسة اقتصادية نسبيا لأن الإدارة المحلية في إحدى مراتب سُلمها تتم بوسيلة وسطاء يستمدون أجرتهم كلها أو غالبها من الرعايا. وبهذا تمكن هذا النوع من التسيير من تثبيت وتجميد تحديد هذه المجموعات البشرية، بما في ذلك الحدود القبلية في البوادي، بفضل تقطيع (ترابي) تم بالقوة وبالمعرفة، بل وبقوة العلم. وأخيرا، فقد كانت هذه المجموعات تقوم بدور التأطير الذي يخضع لبنية تقنية.


لقد أثارت الدولة الجديدة الإدارية الدقيقة والمتسلطة والاجتماعية بوصفها نظاماً، إعجاب الوطنيين الذين كانوا يحاربونها بوصفها هيمنة أجنبية. ويقول أحد الوطنيين، وهو المختار السوسي، الذي قاد بحثا ضخما ومريرا في سوس إن بواعث هذا البحث التزام وطني ورغبة في توثيق أمور البلاد بعد أن طلع علينا الاستعمار بنظامه العجيب. كان هذا رأي عالم أمازيغي ابن الحاج علي الدرقاوي الذي تحدثنا عنه في الفصل السابق)، ولا شك أنه كان رأي الوطنيين الكبار الآخرين. وهذا العالم الكبير المتعلق باللغة العربية الفصحى وبالإسلام، ساهم بالكثير في مهمة النهوض بهذه اللغة وبالديانة إلى جانب وطنيين آخرين ضد سياسة الاستعمار التي ارتكزت على التفريق والاغتياب.


في ظل هذه الظروف الجديدة، نشأ تقليد معين، فقد غدا الأعيان ركيزة أساس لاستقرار النظام. ولكن هؤلاء الوسطاء الجدد، خلافاً للأعيان في السابق، أصبحوا أقل تعلقاً بتعبئة عشائرهم وقبائلهم، لأسباب كثيرة منها دعم المعمر، وامتلاك ثروات دائمة، والمشاركة في الاقتصاد الجديد ؛ وضمنت لهم هذه الصيغة نفوذا وامتيازات اجتماعية من نوع لم يُعرف من قبل. وبإيجاز، فقد صارت لنظام الرعاية قاعدة قارة. ولا نحتاج إلى أن نكرر أن نظام الرعاية هذا لم يكن زائدة فطرية وغريبة عن بيروقراطية معقلنة؛ فللعقلانية البيروقراطية الاستعمارية أسسها الخاصة، كما بين ذلك تصريح لليوطي. وعلى عكس النظرة التي تقول بالازدواجية، فنحن نرى أنه أقيم نظام موحد، هو نظام الرعاية الذي نسج وفق خيوط قوة جديدة سطرت هدفا شاملا وفعلت في المجتمع بعمق.


سيصمد هذا التقليد الجديد القائم على الدولة المتسلطة التقنية الطقوسية، والني يجذرها الأعيان، في وجه المقاومة من أجل الاستقلال والأحداث الكبرى التي ميزت هذه المعركة الطويلة معروفة، رغم أنها وَرَدَتْ في روايات طغى عليها السياق الأحادي، وما كان بوسعها القبض على التضاربات والانتفاشات والنزاعات داخل الجانبين الوطني والاستعماري، وذلك بسبب هذه القطبية ذاتها. ويبدو أن هذا السرد الأحادي، وهو سرد الأمة والقومية، بدأت تزعزعه اليوم تفرعات واختلافات؛ ويصعب رصد هذه التمظهرات وتحديد توجهاتها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب