لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة في كتاب عبدالرحمن المودن: البوادي المغربية قبل الإستعمار : قبائل ایناون و المخزن بين القرن السادس عشر والتاسع عشر - د. عمرو إديل PDF

مقال قراءة في كتاب عبدالرحمن المودن: البوادي المغربية قبل الإستعمار : قبائل ایناون و المخزن بين القرن السادس عشر والتاسع عشر - د. عمرو إديل - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن المقال :


العنوان : قراءة في كتاب عبد الرحمن المودن: البوادي المغربية قبل الإستعمار: قبائل ایناون و المخزن بين القرن السادس عشر والتاسع عشر.


المؤلف : عمرو اديل.


المصدر : مجلة أمل.


الناشر : محمد معروف.


المجلد/العدد : مج 6 ع 16.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من المقال :


"علاقات المدينة با في حوض ايناون.


تعتبر مسألة العلاقات بين المدن والبوادي موضوعا أساسيا ومفتاحا رئيسيا لفهم تركيبة وتطور المجتمع المغربي. وبحكم تنوع وتعقد هذه العلاقات، فإننا في حاجة ماسة إلى تفحصها والتعمق في دراستها. وفي هذا الباب تعتبر مساهمة الأستاذ المودن أساسية لكونه استطاع أن يبرز تنوع واختلاف هذه العلاقات من خلال نموذجي فاس وتازة. ففاس كعاصمة للمخزن، تمارس علاقات مع البوادي المجاورة لهـــــا تتميز بالهيمنة والسيطرة. فهي تستقطب المنتوجات الفلاحية وتلعب دور الوسيط التجاري الذي يجمع ويوزع في نفس الآن. كما أن الفئات الاجتماعية العليا (أعيان، قواد ، أشراف تمتلك عدة عزبان تمارس مــــــن خلالها علاقات تتميز بالهيمنة والاستغلال المتعدد الأشكال. وقد تصل هذه العلاقات إلى مستوى ممارسة العنف بنوعيه: المادي (الحركة لتأديب و"أكل "القبائل الرافضة لأداء الواجب والرمزي (من خلال فتـاوي علمائها الذين وصلوا إلى درجة تكفير سكان البوادي - راجع مسألة تكفير الحياينة:ص.365 وما بعدها). اما في نموذج تازة، فإن هذه العلاقات تتميز بالعكس، إذ بحكم موقعها الجغرافي، نجد أن هذه المدينة تعاني من التطويق والحصار الذي غالبا ما يفرضه سكان البوادي المجاورة لها. وهكذا تعددت أحداث المواجهة بين المدينة والبادية، إذ لجأ سكان هذه الأخيرة مرات عديدة إلى قطع الماء عنها، بل وقاموا بالهجوم على الحامية العسكرية المخزنية الموجودة بها، واعترضوا الامدادات الموجهة إليها من العاصمة فاس.


إن مقاربة الأستاذ المودن لمسألة العلاقات بين المدينة والبادية في حوض ايناون تظهر تعدد وتنوع مستويات هذه العلاقات. وهكذا فالحدود الفاصلة بين المدينة والبادية تتجسد ماديا من خلال الأسوار المحيطة بالمدن لحمايتها. كما أن أبوابها تشكل إطارا لمراقبة الوافدين عليها وأحيانا تساعد على القاء القبض عليهم. ومن جهة أخرى فإن المدينة تمارس هيمنة ادارية على محالها القروي، فهي التي تحكم البادية من خلال تعيين القواد والقضاة، كما أنها تشكل منطلقا لعمليات الردع والقمع الموجهة للبادية من خلال تجنيد الحركات والامداد. أما على المستوى الرمزي فإن هذه العلاقات تمتاز بتحقير المدينة للبادية من خلال مسألة التكفير التي أشرنا إليها سابقا. أما الجانب الاقتصادي في هذه العلاقات فيتميز من جهة، بكون المدينة تزاحم البادية فيما يتعلق بالموارد، إذ أنها تستحوذ على جزء من المياه، كما أن سكانها يسيطرون على أراضي فلاحية واسعة مسألة العزبان). ومن جهة أخرى فإن العلاقات التجارية بين هاتين الموحدتين ليست متكافئة، إذ أن المدينة هي المسيطرة من خلال تجارها الذين يتحكمون في عمليات التبادل . وأخيرا فإن المدينة هي التي تستفيد من الجباية والضرائب المفروضة على البادية وهكذا يظهر أن المدينة هي في نفس الوقت تجسيد لسلطة المخزن ووسيلة أساسية لفرض هيمنته على البادية ومواردها المتعددة. ويبدو أن علاقة التصادم والمواجهة بين البادية والمدينة هي في الحقيقة تعبير عن التعارض الموجود بين القبيلة والمخزن.


إن مساهمة الأستاذ المودن لا تنحصر فقط في إظهار هذه المفارقة، بل في تجاوز الطرح القائل باستغلال المدينة للبادية، وذلك من خلال إبراز مستويات التمفصل المتعددة والارتباطات المختلفة بين مكونين أساسيين للمجال المغربي فهو يبرز أن هذا التعارض لا يعني دائما بأن هناك انسجاما وتجانســـــا داخل المدينة أو البادية. كما لا يعني أ أن الصدام كان دائما، إذ عرف التاريخ الجهوي عدة مراحل للهدنة والتحالف وتبادل المصالح بين الوحدتين :


- مصالح تجارية من خلال تبادل المنتوجات القروية والحضرية.


- المدينة ملجأ لسكان البوادي في حالة الفاقة أو الكوارث الطبيعية والبشرية.


- المدينة خزان للخيرات التي يمكن إعادة توزيعها أو نهبها.


- وأخيرا فالمدينة وسيلة للاتصال بالخارج، خاصة من خلال الموكب الحجي.


انطلاقا من هذه الخلاصات التي وصل إليها الباحث، نريد أن نطرح بعض التساؤلات، نوجزها على الشكل التالي:


- مسألة امتلاك أعيان مدينة فاس للأراضي في بادية فاس وارتباطاتها السياسية والعسكرية والدينية، أي بصيغة أخرى لماذا انتشرت العزبان غرب" ايناون وقلت في شرقه؟.


- ما هو الدور الذي لعبته تازة داخل محال ايناون ولماذا لم تتشكل بها بنية اجتماعية مشابهة لفاس؟ ولماذا بقيت علاقاتها مع باديتها علاقة اصطدام وصراع؟ 


- مسألة الضرائب والجبايات المفروضة على البادية ومدى تأثيرها على ضعف تطور الانتاج الفلاحي، وإلى أي حد ساهمت في نشوء بورجوازية حضرية؟.


واخيرا لماذا شكلت البادية المجال المفضل لانطلاق الانتفاضة المحلية وبمرجعية دينية وسياسية دون التركيز على الجوانب الاقتصادية المرتبطة بوضعية الفلاحين والأرض؟.


وختاما لا بد أن نذكر مرة أخرى بأن هذا العرض ، ومن منطلق التخصص الذي ننتمي إليـه (أي: الجغرافية)، لا يغطي سوى جزء يسير من العمل الغني الذي قدمه الأستاذ المودن. وإيماننا كبير بأن الاشكالات الكثيرة التي تعرض . لها الكاتب، سوف توحي للباحثين بمناقشات مفيدة، وتفتح آفاقا جديدة للمعرفة التاريخية المرتبطة بالبوادي المغربية. ومهما يكن ، فإن أهمية وغنى وجدية المادة المعرفية التي أنجزها عبد الرحمن المودن، لا يوازيها سوى ممكنه الكبير من تطويع اللغة وسلاسة الأسلوب ومنطقية التحليل، مما يجعل قراءة كتابه متعة فكرية حقيقية سواء بالنسبة لذوي الاختصاص أو الجمهور القراء.""


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب