لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الانثروبولوجيا الاقتصادية التاريخ والاثنوغرافيا والنقد - كريس هان وكيث هارت PDF

كتاب الانثروبولوجيا الاقتصادية التاريخ والاثنوغرافيا والنقد - كريس هان وكيث هارت PDF.





معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الانثروبولوجيا الاقتصادية التاريخ والاثنوغرافيا والنقد.


المؤلف : كريس هان وكيث هارت.


ترجمة : عبد الله فاضل.


عدد الصفحات : 278.


حجم الكتاب : 9.54 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"صعود علم الاقتصاد الحديث والأنثروبولوجيا


يعترف بجون ستيوارت میل (John Stuart Mill)، مع كارل ماركس، على نطاق واسع بأنه آخر الاقتصاديين السياسيين الكلاسيكيين. وفي حين سلكت الماركسية طريقها الخاص منذ ذلك الحين، أعيد صوغ نظرية ميل الليبرالية النفعية ابتداء من سبعينيات القرن التاسع عشر إلى ما بات يعرف بالنموذج الكلاسيكي الجديد الذي ما زال يسود علم الاقتصاد اليوم. كان وليم جيفونز (William Jevons) في مانشستر وكارل مینجر (Carl Menger) في فيينا وليون والراس (Leon Walras) في لوزان، كل على حدة، رواد هذا التحول الذي يُعرَف أحيانًا بـ «الثورة الحدية» (Marginalist Revolution) في الفترة 1871 - 1874. وكانت هذه الثورة كلاسيكية جديدة من حيث إنّها واصلت احتفاءها بالسوق بوصفها المصدر الرئيس لزيادة الرفاه الاقتصادي؛ لكنها استبدلت النظرة الكلاسيكية إلى القيمة الاقتصادية بوصفها ملكية موضوعية للسلع المنتجة، تتصارع عليها الطبقات المختلفة، بتركيز على الحسابات الذاتية لأفراد يسعون إلى تعظيم منفعتهم الخاصة. وباتت هذه الفكرة تعرف بـ «الإنسان الاقتصادي»، مع أن ميل والحديين (Marginalist) الأوائل لم يستخدموا هذا التعبير الذي التقط في صيغته اللاتينية Homo Economicus) صعود الفردانية المنهجية في العلوم الاجتماعية منذ أوائل القرن العشرين. عندئذ حُجبَت الأبعاد السياسية والسوسيولوجية) للنشاط الاقتصادي. ولم يَعُدْ يُنظر إلى القيمة متوسطاً اجتماعيا، بل زيادة على الحد في ضوء الأصول الإجمالية لفاعل من الفاعلين. وهكذا، فدولار واحد يعني لشخص يملك عشرة دولارات أكثر مما يعنيه لمليونير.


ركب ألفرد مارشال (Alfred Marshall) النموذج الجديد في كتابه مبادئ علم الاقتصاد) (1890). وأشار هذا التحول الفارق أيضًا إلى نهاية التعارض بين الاقتصاد السياسي ونظيره الأسري؛ فمنذ ذلك الوقت وصاعدا صار من المفترض أن تتقاسم الشركات والأسر منطقا اقتصاديًا مشتركًا. وعلى خُطا فرانسيس إيدجوورث Francis Edgewort)، بدأ الاقتصاديون بالاعتماد أكثر على الطرائق الرياضية، مع أن ذلك لم يكن بالدرجة المستخدمة اليوم. وتحدت نسخة نمساوية مطورة من تعاليم مينجر علم الاقتصاد الكلاسيكي الجديد الذي قدمه مارشال ووضعت من خلال لودفيغ فون مايسز Ludwig) (von Mises وفريدريك هايك Friedrich Hayek) الأسس الفكرية للسياسات الليبرالية الجديدة في العقود الأخيرة.


بينما كانت هذه التطورات تجري في علم الاقتصاد، محوّلة إياه إلى علم استنتاجي يقوم افتراضيًا على مبادئ عامة كان إدوارد تايلور Edward) (Tylor ولويس هنري مورغان وإميل دوركهايم Emile Dream) وكارل بوخر (Karl Bicher وآخرون يتفحصون أهمية المعطيات الإثنوغرافية الجديدة بالنسبة إلى أجنداتهم الفكرية المتنوعة. ولم يكن الاقتصاديون الروّاد يبالون كثيرا بنتائجهم، لكن الاستثناء الأكبر هو ماركس الذي استمد في سنواته الأخيرة أفكارًا دقيقة من الأعمال الإثنولوجية». وكانت النتيجة كتابا لإنغلز استند كثيرًا إلى مورغان) الذي اهتم اهتمامًا كبيرًا بالملكية، لكنه لم ينشغل انشغالا ملموسًا بأنظمة الإنتاج والتبادل. وكان، مثل غيره من معاصريه البارزين تلقى تعليمه في القانون وليس في الاقتصاد. أما تايلور) فلم يعط سوى توصيفات سطحية لأنماط العيش الرئيسة ومراحل التقدم التقني؛ ولم يزد الجيل الأخير من أنثروبولوجيي (الكراسي الفيكتوريين على ذلك إلا قليلا. وبما أنه لم يكن لدى الأنثروبولوجيين الأوائل تصور واضح عن الاقتصاد، فإنهم لم يكونوا في وضع يؤهلهم للمساهمة بأفكار نظرية جديدة في شأن الموضوع.


مع ذلك، كان حتى أقل أولئك التطوريين (Evolutionist) اهتماما بالاقتصاد، يكن تقديرًا ضمنيًا للحياة الاقتصادية التي كانوا يشيرون إليها صراحة في بعض الأحيان. هكذا، ألقى جيمس فريزر (James Frazer) الذي كان قد نال شهرته بفضل كتابه الغصن الذهبي)، محاضرة عن الملكية، عرض فيها وجهة نظر مختلفة جدا عن تلك التي لمورغان وإنغلز اللذين يريان في قواعد الملكية أساسَ الصراع الطبقي. وعلى العكس منهما، جادل فريزر بأن الطقوس الغريبة في ظاهرها، كتحريم أشياء معينة والخوف من العقوبات فوق الطبيعية، غالبًا ما قوّت احترام الملكية الخاصة، وساهمت بذلك في أمن الاستمتاع بها. وحمل الكتاب الذي نشرت فيه هذه المحاضرة عنوانا فرعيّا: خطاب عن تأثير الخرافة في نمو المؤسسات.


وكثيرًا ما يأخذ المنظرون التطوريون الحديثون قواعد الملكية لإثبات فكرتهم عن «المؤسسة»، كما سنبين في الفصل الخامس.


نرسم، في ما يأتي الخطوط العامة لبعض المساهمات الريادية في ما بات يعرف لاحقا بالأنثروبولوجيا الاقتصادية في التقاليد الوطنية البارزة لبعض الدول في ذلك الوقت ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا.


التقليد الألماني


في ألمانيا، تناول علماء من خلفيات تخصصية متنوعة وبصرامة شديدة المسائل النظرية المتعلقة بالأصول الاقتصادية والحتمية التكنولوجية، غير مكتفين بمجرد توصيفات الثقافة المادية. وأعطى عدد من هؤلاء العلماء الأولوية للعمل متسائلين: هل كان العمل جوهريا لتحقيق الإنسان ذاته أم إن الإنسانية تنفر نفورًا طبيعيًا من العمل الشاق؟ لم تكن كتابات ماركس الفلسفية المبكرة عن الموضوع قد نشرت بعد، لكن كانت قوة الحركة الاشتراكية في ألمانيا عاملا ، دفع حتى خصوم مادية ماركس وإنغلز التاريخية إلى تقدير دراسات أنماط الإنتاج. ومال العلماء الألمان إلى تأكيد المسارات التاريخية الخاصة التي اتبعتها البلدان المختلفة. وكان أول منصب أكاديمي شغله ماكس فيبر هو كرسي الاقتصاد الوطني (Nationalökonomie)، وهو فرع اقتصادي رفض النزعة الكونية لعلماء الاقتصاد السياسي البريطانيين، وابتكر، عوضا عن تصنيفات نوعية جديدة لشرح التطور الاقتصادي.


تمثل أحد التصنيفات المؤثرة بنظرية المراحل الثلاث التي قدمها كارل بوخر، وهو مؤرخ اقتصادي متعدد المهارات أدمج البيانات الإثنوغرافية الجديدة في معارفه الموسوعية عن التاريخ الألماني والأوروبي. تخيل بوخر أن الإنسان البدائي كان يبحث عن الغذاء على أساس فردي عشوائي. وأنجزت المرحلة الأولى من التاريخ الاقتصادي الحقيقي مع ظهور الأسرة بوصفها الوحدة الرئيسة التي تنسق الإنتاج والاستهلاك في المجتمعات قبل الصناعية. وتبنى هذه الفكرة عالم الاقتصاد الزراعي الروسي ألكساندر کایانوف Alexander Chayanov) في دراساته عن طبقة الفلاحين الروس المعاصرة، وفي ما بعد، كارل بولاني في مناقشته «تدبير شؤون الأسرة»، ثم مارشال ساهلينز Marshal Sahlins)، في نموذجه عن نمط الإنتاج المنزلي. وعلى غرار أرسطو، شدد بوخر على الطبيعة الاكتفائية و«المغلقة» التي يتميز بها نظام الإنتاج الاكتفائي [الكفافي] (Subsistence - oriented)، وانتقد كثيرا لهذا السبب.


مع ذلك، أدرك بوخر أيضًا أهمية التبادل الأساسية، وتحديدا أهمية الهبة، في قيام الاقتصاد الإنساني. ورأى أن أصول التجارة تكمن في الأعراف المنظمة اجتماعيا، لا في الميل الطبيعي إلى المقايضة والمبادلة (كما افترض سميث). ولم تكتسب الأسواق أهمية أكبر إلا في مراحل لاحقة من التطور الاقتصادي، أي مرحلة المدينة - الدولة التي أوضحها بوخر في دراسة عن فرانكفورت في القرون الوسطى والاقتصاد الوطني المعاصر (Volkswirtschaft). وحتى في ذلك الحين، كان من المهم أن نرى كيف تشكل اقتصاد السوق بفعل سياقه الاجتماعي. وعلى سبيل المثال، بين بوخر في دراسة مبكرة كيف كانت أفكار ثقافية عن حسن الضيافة والمودة تحفّز الاستهلاك في فترة عيد الميلاد في بلده ألمانيا. وكتب أيضًا بكثافة عن العمل مستندا إلى مواد من المراحل التاريخية الثلاث كلها ومن حالة الطبيعة الأصلية التي سبقت تلك المراحل، مميزا بعناية بين الطرائق المختلفة للعمل معا، ومظهرًا كيف أثرت في الكفاءة الاقتصادية. ورأى في دراسة معروفة أن مشقة العمل كانت تُخَفَّف بواسطة إيقاع عملية العمل نفسها، ولا سيّما الغناء. وإذ جعلت مرافقة الموسيقى من العمل أمرًا ممتعا، أدت إلى مستويات أعلى من التعاون وإلى كفاءة أعلى في الاقتصاد؛ لكن بوخر لم يزعم أن الكفاءة النفعية هي السبب المنطقي النهائي الكامن وراء ذلك السلوك."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب