لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل ابن الشريف - عبد الرحمن بن زيدان pdf

كتاب المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل ابن الشريف ل عبد الرحمن بن زيدان - أونلاين pdf





معلومات عن الكتاب :


العنوان. المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل ابن الشريف.


المؤلف : عبد الرحمن بن زيدان.


تحقيق : د. عبد الهادي التازي.


عالصفحات : 528.


رقم الطبعة : 1.


بلد النشر : المغرب.


حجم الكتاب : 10.80 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"الباب الخامس عشر في سفرائه الى الدول الاروبية وغيرها


فمن أشهرهم عبد الله بن عائشة الاندلسي الأصل الرباطي الدار والاقبار السلوي الولاية كان المترجم يحليه في مكاتيبه لاروبا بأكبر الرؤساء وبالقبطان العام وبحارس البحرية وكذلك له في الكتب الاوروبية من الذكر الجميل والثناء العاطر ما تدفق في غير ما ديوان لهم وعلو قدره سياسة وضبطا وحزما ونصيحة وأمانة وتمكنه من المترجم هما اللذان نبها العيون النائمة من دول اوربا بالسهر الدائم على الظفر به الى ان أسره مركب حربي إنجليزي ثلاث سنوات الى ان سرحه مجانا بعض ملوكهم تقربا لصاحب الترجمة واعترافا بسابق جميله ثم بعد ذلك وجهه المترجم سفير تهنئة لمن تجدد ملكه من انكلترا فكان في ذلك اعطاء القوس باريها ثم بعد ذلك تعرض له مركب بحري حربي فرنساوي وأطلق عليه قنابله فسلمه الله منها ثم في الحادي عشر من نونبر سنة ثمان وتسعين وستمائة وألف موافق اليوم السابع عشر من جمادى الثانية عام احد عشر ومائة وألف أرسله المترجم سفيرا للويز الرابع عشر فاستلفتت سفارته من تلك المملكة الأنظار و ملئت منها الصحف بحسن التذكار وتعجبوا من ذكائه ونبله حتى ذكر المؤرخان هردي واريس Hardi et ris) في نقطهما التاريخية المطبوعة بباريز سنة 1921 ان بعض الرؤساء سأل المترجم في محفل عام عن السر في تعدد المسلم للزوجات دون الاوربي فأجاب ان اللطف الذي يجده الأوربي في واحدة لا يجده المسلم الا في التعدد فتعجب من لطف جوابه وما ذاك في الحقيقة الا هوى صادف المقصد، وكان ركوب هذا السفير في سفارته هذه من مرسى بريسط (BREST) الفرنسية بقصد الرجوع الى المغرب في رابع وعشري ماي سنة 1699 موافق حجة من العام وقد كانت وفاة هذا السفير الراسخ القدم الطائر الصيت عام أربعة وعشرين ومائة وألف، متعلقات و من سفارة ابن عائشة هذا ما تناقلته دواوين نقاد مؤرخي اوروبا من أنه لما رجع لمخدومه المترجم وصف له جمال الفتاة دو كنتي (Conti) وانه خطبها من والدها عظيم فرنسا اذ ذاك لويز الرابع عشر بواسطة السفير المذكور وأن والد الفتاة لم يجب الخطبة لأمور منها عدم ملائمة طبعها لطبعه العربي، ومنها ما له من تعدد الازواج حتى بالغ بعضهم وقال ان أزواجه تزيد على الألفين ومنها شدته وقساوته قالوا حتى انه قتل امرأة نسائه لقطعها ثمرة من ثمار أشجار بساتينه الى غير من هذا مما هو بعيد على الحقيقة وكل كامل العقل يبعده بل يفنده وأقول هذه الاحدوثة تستغرب وقوعها الافكار السليمة بل تستحيلها لأمور منها ان مهارة هذا السفير في السياسة وكمال معرفته بحال مخدومه وما تتوق اليه نفسه الأبية المقاصد السامية التي أوجبت ترشيحه على من كثير ممن هو أعلم منه وأعرف مجدا وشرفا تحاشيه من حمل هذه الطرفة لأميره والحال انه ما رشحه لهذه المامورية ذات البال دون غيره الا لما يعلمه من ذكائه ونبله وحدقه ونباهته وساسات أوربا أنفسهم مقرون بما له رقي الافكار ودقة النظر ذلك الأمر الذي اضطرها من الى بذل جهدها باقتناصه ومنها ان من عرف أحوال العرب عموما وحال المترجم خصوصا وما جبل عليه كسلفه من شدة الغيرة وكثافة الحجاب الذي ميز الله به الامة العربية على باقي الأمم يستوي في المحافظة على ذلك الشريف والمشروف لم يبق له أدنى ريب في أنه لا يمكن لهذا السفير الاقدام على التفوه لمخدومه وهو من هو في الغيرة وعلو الهمة بجمال فتاة راقت في عينه واخذت بمجامع لبه مع تيقنه بأن مخدومه لا يستفزه وصفه اياها له ولو أعطي فصاحة سحبان وهذا أمر بديهي حتى عند الاروبيين فقد صرح غير واحد من نقادهم بان المترجم وان كان كامل الذكورية ولوعا بالنساء لم يكن في صف الذين استعبدهم حبهن واستولى على فكرته بل كان يقتصر على ما تدعو اليه الشهوة الانسانية على مقتضى القوانين الشرعية وان كثرة نسائه وسراريه المملوكات الملك المعتبر في نظر الشرع الاسلامي لم تشغله عن تدبير شؤون مملكته والنظر في مصالحها العامة ومواصلة السعي وراء تسكين روعاتها وجلب الراحة اليها دائم العمل بنشاط وثبات جاش لا يعرف كسلا ولا يركن لتوان وممن يتقن هذا الامر وصرح به (بيدجات مكان) فيما علقه على ما كتبه (سان أولون) وغيره ممن اتصف بالانصاف من حداق مؤرخي الأوروبيين وهيهات ان تترك همة كهذه موضعا للعشق والغرام تحمل صاحبها على السعي في جلب فتاة لم يرها من أقطار شاسعة مباينة له في الدين والجنس والاداب مع احتواء قصره على سيدات نساء العرب الرائقات الحسن والجمال وعدم خلوه من مسبيات العجم ان هذا لبعيد وأبعد منه انه يرغب في خطبة بنت أعظم ملك لأوروبا اذ ذاك وهو لويز الرابع عشر وما أدراك ما لويز ويقتصر في الخطبة على وساطة ابن عائشة على الصورة الآتي ذكرها من غير ان يعززها برسالة رسمية ودادية الى الملك رجاء قضاء وطره مع ما علم من احتفال المترجم بتنميق انشاء الرسائل وتطريزها وزخرفتها بالذهب لمطلق رجال رعيته فضلا عن ملك طائر الصيت مثل المخطوب منه ثم بعد هذا يتهاون ابن عائشة ويقتصر على بعث رسالة لم يتول هو ولا كاتبه الرسمي كتابتها هذه صورتها : وبعد أمرني مولانا السلطان على انه إن كان جواب ملك فرنسا موافقا لما تضمنه كتابنا هذا فاتجهز للسفر على أي مركب من المراكب الحربية الفرنسوية ترد على مرسى سلا أو غيره لأتوجه الى حضرة سمو ذلك الملك الفخيم واعرض على جنابه العالي المعاهدة التي يرغب سيدنا عقدها معه بمزيد الاشتياق والفرح وأن أحقق لديه بكل التأكيد بأنه يفتخر سيدنا بمصاهرة أعز الملوك وأجلهم وأن يبيح له الدخول في جميع مراسي الايالة الشريفة وسائر مدنها وأقطارها وكذلك لكافة رعيته وعليه أشهد أن القبطان عبد الله عائشة هو الذي أملى علي هذا الكتاب باللغة الاسبانية، ثم ألزمني بترجمتها الى اللغة الفرنسوية ولاجله وضع فيه خاتمه والسلام دجان ماني دولا كلوزري(3) النازل بمدينة سلا في مقابلة تجارة المسيو جوردان وكتبه في 14 نونبر سنة 1699 موافق 27 جمادى 1 عام 1111 هذه ترجمة رئيسها حينه بالرباط الشيخ اسماعيل حامدي لها فلينظر صورة هذه الرسالة التي نقلها الاروبيون وليتأملها العارف بمقتضيات الأحوال والظروف هل يمكن قبولها بتلك الصفة فيما تضمنته من المهمات العظيمة فلعمري ان هذا لمما يتضاحك منه الصبيان ومن وقف على المكاتب التي حفظها لمولانا اسماعيل الصادرة منه لعظيم فرنسا وغيره او كان له أدنى إلمام بما كان بينه وبين الملك لويز الرابع عشر من العلائق السياسية والمكاتبات الرسمية الصادرة فيما هو دون هذه الاحدوثة التي لم يعززها التاريخ بثانية وقد حشر غير واحد من مؤرخي فرنسا وغيرها في مؤلفاتهم العديدة المختلفة الاوضاع من ذلك ما يكون لنا أعظم شاهد وأكبر دليل على ما قلناه قضى منه بالعجب وعلم ان ما سوده بعض المتعصبين في سوق هذه الرواية الخيالية الذين لا قصد لهم بها الا تشويه حياة المترجم وافساد سمعته والغض منه انما هو حديث خرافة وياليتهم تنبهوا عند الصاق هذه القضية بجنبه لتطرق احتمال ان ذلك ربما كان من دسائس المزورين على الملوك ابتغاء ايقاد نار الفتن أو اعتذروا عن حفاظ آثارهم التاريخية ولو بما يقبل عند بسطاء العقول في اخلالهم واهمالهم لما يعضد هذا الاثر النادر الوجود في قصص التاريخ اذ هذه الدولة العظيمة أخذت على نفسها حفظ الاثار والتزمت ضبط الوقائع التي ليست في جنب هذه الواقعة بشيء وذلك مما امتازت به على من سواها من دول العالم والحق يقال فكيف لا تتحفظ في هذه الواقعة حتى على عين المكتوب الصادر من ابن عائشة وليت شعري لو صحت هذه القضية ولم تقترن بها قرائن الريب أي عار أو أدبي يلحق جانب المترجم اذا سعی لذلك في توثيق عرى العلائق وتحسينها وزيادة تاصيل المواصلة واستثبات الامن بين الدولتين الفرنسية والمغربية لينام الكل في مهاد الأمن والراحة الموجبين لنمو التجارة ووفور الثروة وغير ذلك من المقاصد السياسية الحسنة.."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب