لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إشكالية تناول تاريخ المغرب القديم من خلال المصادر الأجنبية : نموذج حرب يوغرطة للمؤرخ اللاتيني سالوستيوس - سعيد البوزيدي PDF

إشكالية تناول تاريخ المغرب القديم من خلال المصادر الأجنبية : نموذج حرب يوغرطة للمؤرخ اللاتيني سالوستيوس" - سعيد البوزيدي. أونلاين PDF.






معلومات عن المقال :


العنوان : إشكالية تناول تاريخ المغرب القديم من خلال المصادر الأجنبية : نموذج حرب يوغرطة للمؤرخ اللاتيني سالوستيوس.


المؤلف : الأستاذ، سعيد البوزيدي.


الناشر : كلية الآداب والعلوم الإنسانية - عين الشق – جامعة الحسن الثاني والجمعية المغربية للبحث التاريخي.


المصدر : أعمال ندوة تكريم الستاذة زينب عواد : التاريخ القديم – قضايا وأبحاث.


الهيئة المسؤولة : كلية الآداب والعلوم الإنسانية - عين الشق – جامعة الحسن الثاني.


عدد الصفحات : 15.


حجم المقال : 0.7 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقال :


"بين التاريخ الروماني والتاريخ الموريطاني : تقاطع أم تكامل ؟


يدفعنا الاهتمام بهذه المنهجية إلى التساؤل عن الإطار العام الذي تتمحور فيه المواضيع التاريخية : هل هو تاريخ موريطانيا تحت السيطرة الرومانية أم تاريخ روما من خلال نقطة توقفها في موريطانيا ضمن مسيرة توسعاتها في العالم المتوسطي ؟ إن دواعي هذا التساؤل نابعة من طبيعة الأبحاث التي اهتمت بتاريخ المغرب في العهد الروماني، فمنها من يعبر عن ذاك بالمغرب الروماني، ومنها من يعبر عن ذالك بماضي شمال إفريقيا في القديم ويدرج في ذلك المغرب القديم.


يفرض الإطار الأول توفر مصادر تاريخية تتناول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية للمجتمع الموري قبل فترة الاحتلال الروماني. وهي جوانب لا نملك عنها إلا إشارات ذات إفادة محدودة، ونعاني معها أمرين : أولهما قلة المعلومات التي تتناول أوضاع الموريين ثم عموميتها وتناقضها في بعض الأحيان. فالمصادر الأدبية الرومانية لم تكن على علم ثابت بأحوال البلاد بدليل هيمنة العموميات والفرضيات والمقارنات مع جهات أخرى. أما الأمر الثاني فيتعلق بحمولة هذه المعلومات، فهي كتابة أجنبية يونانية أو لاتينية، وبالتالي فهي لا تعبر عن واقع وأحوال معاشة، مما يجعلها عرضة لإيديولوجية القوى المسيطرة. يضاف إلى هذا، أنها أخبار مستقاة من مصادر تختلف حسب اجتهادات المؤرخ، وغالبا ما يكون قد سمع عنها ولم يشاهدها. إن اعتماد هذه المصادر المكتوبة قد يشكل مصدر الأحكام المسبقة مما يلزم الحذر، ووضعها في سياقها التاريخي العام الذي أنجزت فيه.


تضعنا هذه المعيقات أمام الإشكالية التالية، وهي أن كل المحاولات المرتبطة بدراسة تاريخ الفترة المورية يغلب عليها طابع الفرضيات والاحتمالات الناتجة عن اجتهاد الباحث في تأويل النص وحمولته المعلوماتية. يضاف إلى هذا خطورة الاسقاطات والمقاربات مع ما كانت تعرفها باقي الشعوب والممالك في إفريقيا الشمالية دون مراعاة الخصوصيات الجغرافية والتاريخية للمغرب القديم. وتبقى نتائج التحريات الأركيولوجية وقراءتها، لأن من شأنها أن تساعد على تغطية بعض النقط المرتبطة بهذه الفترة من تاريخ المغرب القديم. إلا أن نتائج الأبحاث الاركيولوجية بدورها تعاني من القلة بالنسبة لهذه الفترة من تاريخ موريطانيا الغربية، فأغلبية الجهود تنصب إما على الفترة الفينيقية والقرطاجية، وإما على الفترة الرومانية أو ما يسمى بالفترات المتأخرة. مما ينتج عنه تهميش فترة الممالك البربرية.


أما تناول تاريخ المغرب القديم من زاوية التاريخ الروماني فإنه يثير جدالا ومناقشات تتمحور أساسا حول سعي بعض الدراسات إلى طمس تاريخ المغرب القديم قبل السيطرة الرومانية ، وإبراز الدور الحضاري الذي لعبه الرومان في شمال إفريقيا. مما يعتبر انحيازا إلى فكرة عظمة روما ودروها التاريخي في حوض البحر المتوسط 10 . بيد أن هذه الاعتبارات فيها جانب من الموضوعية وبالتالي يجب أن لا تغيب عن ذهننا ويمكن توظيفها، في شكلها الإيجابي الرامي إلى تمحص واقع وأحوال المغرب القديم تحت السيطرة الرومانية. هذا الطرح يمليه نقص مصادر "محلية" يتم توظيفها من وجهة نظر داخلية. فأحادية المصدر "الخارجي" لا تترك الخيار في تناول الموضوع من وجهة نظر خارجية. غير أن توظيف نتائج هذه النظرة من أجل استخراج ما تركز عليه هذه المصادر الخارجية" من أخبار ومعلومات مرتبطة بالتاريخ والمجتمع الموري، أمر ممكن.


تنبع الاستعانة بهذه المصادر من كون الفصل بين تاريخ موريطانيا وتاريخ روما أمر شائك لاعتبارات منهجية وتاريخية، فتداخل وتكامل كل من التاريخين أمر يلزم الانفتاح على مختلف هذه المصادر . مما يفرض تبني النظرة الشمولية في تناول تاريخ المغرب القديم، نظرا للموقع الجغرافي الذي يجعل منه آخر نقطة للتوسعات الرومانية في العالم المعروف، ثم لامتداداته الطبيعية وعلاقاته مع شبه الجزيرة الإيبيرية نتيجة الارتباطات المباشرة بين الطرفين، وأخيرا نتيجة الترابط التاريخي والحضاري لباقي جهات السواحل الغربية الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.


يبرز تداخل هذه العلاقات منذ الرحلات الجغرافية الفينيقية القرطاجية التي جعلت من المغرب القديم أهم نقط اهتماماتها. فكل الرحلات نحو السواحل الأطلسية تتحدث عن توقفها في بلاد ليبيا الغربية قبل مواكبة الرحلة. وهذا يقتضي تناول تاريخ المغرب القديم، في إطار التاريخ الشامل للعالم المتوسطي، لأن هذا القسم من القارة الليبية كان يشكل محطة استراتيجية في دراسة عملية التفاعلات بين مختلف الجهات التي دخلت في حظيرة السيطرة الرومانية. فلا يمكن عزل الأحداث التاريخية ولا التفاعلات الاقتصادية ولا التطورات الاجتماعية التي شهدها المغرب القديم عن التحولات العامة التي كانت تعيش عليها روما وباقي العالم المتوسطي.


وتتم داخل هذا الإطار مراعاة الاعتبارات التاريخية للمغرب القديم وهي الاعتبارات التي عانت روما من آثارها طوال فترة وجودها في المنطقة. إضافة إلى الخصوصيات الجغرافية والمتمثلة في وضع هذا القسم من القارة الليبية في الصورة العامة للعالم المعروف. أخيرا يجب تناول تاريخ المغرب القديم في إطار التفاعلات المتكاملة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط الناتجة عن عمليات المد والجزر الحضاري بين الضفتين .. فإذا كانت الجهة الشمالية بالنسبة للفترة التي تهمنا هي مركز القرارات ومصدر التحولات، فإن الجهة الجنوبية من العالم المتوسطي أثرت هي الأخرى في مجرى الأحداث التاريخية وتركت بصماتها في التاريخ الروماني والعالم المتوسطي. وما صدى ثورة إيدمون وما نتج عنها من تحركات على صعيد السلطة المركزية في روما من أجل إخمادها والحد من انتشارها إلا دليل على هذا التأثير. كما أن هجوم القبائل المورية على الضفة الشمالية للبحر المتوسط انطلاقا من سنة 171م 12 دليل آخر على أن هذه المنطقة ظلت فاعلة ومؤثرة، وساهمت في كتابة التاريخ الروماني، مما يجعلنا نعتقد أن عملية التكامل والتفاعل بين "التاريخين" أمر لا محيد عنه نظرا لتقاطع الحلقتين الرومانية والموريطانية في كتابة وقراءة تاريخ المغرب القديم."


رابط تحميل المقال


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب