لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ النظرية الأنثروبولوجية - توماس هايلاند إيركسون وفين سيفرت نيلسون PDF

 كتاب تاريخ النظرية الانثربولوجية - توماس هايلاند إيركسون وفين سيفرت نيلسون pdf





معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : تاريخ النظرية الأنثروبولوجية.


المؤلف : توماس هايلاند إيركسون وفين سيفرت نيلسون.


الناشر : منشورات ضفاف.


عدد الصفحات : 263.


حجم الكتاب : 9.82 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"البدايات


متى وُجد علماء الأنثروبولوجيا؟ تنقسم الآراء في هذه القضية، ويعتمد الجواب - بدرجة كبيرة – على ما يعنيه الواحد بعالم الأنثروبولوجيا. كان – ولا يزال - لدى الناس تطفل حول جيرانهم والناس الأكثر بعدا عنهم، دخلوا في قيل وقال عنهم وتعاركوا معهم، وتزوجوا منهم، وقالوا عنهم ما قالوا ثم كتبت بعض هذه القصص والأساطير، وانتقد بعضها على اعتبار أنها روايات غير دقيقة أو ذات مركزية عرقية أو على الأصح عنصرية). وقد قورنت بعض هذه القصص بأخرى حول أناس آخرين؛ مما أدى إلى افتراضات أكثر عمومية حول الناس أينما كانوا. وبهذا المعنى، يبدأ البحث الأنثروبولوجي في اللحظة التي يقوم فيها أجنبي بالانتقال إلى شقة في الجوار.


إذا قيدنا أنفسنا بالأنثروبولوجيا كفرع من فروع المعرفة العلمية، يمكن للبعض أن يتعقبه بالعودة إلى عصر التنوير الأوربي خلال القرن الثامن عشر. ادعى البعض أن الأنثروبولوجيا لم تبرز كعلم حتى خمسينيات القرن التاسع عشر، مع ذلك جادل آخرون أن البحث الأنثروبولوجي بمعناه المعروف في الوقت الحاضر استهل فقط بعد الحرب العالمية الأولى، ونحن لا نستطيع تفادي مثل هذه الأمور الغامضة.


مما لا شك فيه - على أية حال - أنّ الأنثروبولوجيا اعتبرت علمًا للإنسانية، تجد أصولها في المنطقة التي ندعوها على نحو شائع وإن كان بلا دقة: الغرب، وعلى نحو ملحوظ في ثلاثة أو أربعة بلدان أوربية : فرنسا وبريطانيا العظمى، والولايات المتحدة، وحتى الحرب العالمية الثانية ألمانيا. وللحديث،تاريخيا، فإنّ هذا فرع من فروع المعرفة الأوربية، وإن ممارسيه - مثل كل أولئك الذين يعملون في محال العلوم الأوربية - يحبون أن يتعقبوا جذوره بين فترة وأخرى بالعودة إلى اليونانيين القدامى.


هيرودتس ويونانيون آخرون


بفضل البحوث التي قام بها أنثروبولوجيون ومؤرخون وآثاريون، فإننا نعتقد اليوم أن اليونانيين القدامى اختلفوا عنّا بصورة جذرية. كان نصف السكان عبيدا في دول المدينة الديموقراطية الكلاسيكية، حيث اعتبر المواطنون الأحرار العمل اليدوي باعنا على التحقير وأنّ من المحتمل أن تكون الديموقراطية والتي اخترعت كذلك من قبل اليونانيين أكثر شبها بالولائم التنافسية لدى الكواكوتل (الفصل الرابع)، بالمقارنة مع المؤسسات الموصفة في المؤسسات الدستورية الحديثة (انظر فينلي 1973؛ بي. أندرسون (1974).


إن في العودة إلى اليونانيين رحلة طويلة، ولكي ننفذ إلى عالمهم من خلال الزجاج المكسر والمدخن، فإننا سنلقي نظرة على دول المدينة الصغيرة المحاطة بالأرض الزراعية التقليدية لعصر الحديد والمرتبطة بالعالم الخارجي من خلال شبكة علاقات التجارة البحرية بين السكان الحضر على طول سواحل المتوسط والبحر الأسود. جاءت التجارة بسلع الرفاهية والعبيد - وهي ثروة معتبرة – إلى المدن ومواطني مراكزها، ممن يُعرفون بازدرائهم للعمل البدني وكان في متناول أياديهم فائض كبير، استخدموه - فيما بين أشياء أخرى - لبناء المعابد والملاعب، والحمامات وبنايات عامة أخرى، حيث كان من الممكن للمواطنين الذكور أن يلتقوا ويدخلوا في خلافات وتأملات فلسفية حول كيفية وضع العالم مع بعضه البعض.


عاش هيرودتس الهاليكارناسيس (484) - 425 ق. م) في مثل هذا المجتمع المحلي. بدأ هيرودتس - المولود في مدينة مستعمرة يونانية على الساحل الجنوبي الغربي لما يعرف اليوم بتركيا - السفر كرجل شاب واكتسب معرفة حميمة عن العديد من الشعوب الأجنبية التي حافظ اليونانيون على صلاتٍ معها. يُذكر اليوم هيرودتس بصورة رئيسية لتاريخه عن الحروب الفارسية، ولكنّه كتب كذلك قصص رحلات مفصلة عن أجزاء متنوعة لغرب آسيا ومصر وعن مناطق بعيدة كبعد السيثيين على الساحل الشمالي للبحر الأسود في هذه القصص - البعيدة كل البعد عمّا نحن عليه في عالمنا الحاضر - نتعرف على مشكلة ظلت تتبع الأنثروبولوجيا بأقنعة متنوعة حتى اليوم: كيف أنّ علينا أن نتصل بـ الآخر ؟ هل هم. مثلنا ا من حيث الأساس، أم إنهم مختلفون عنّا أساسا؟ حاولت الكثير من النظريات الأنثروبولوجية أن تقيم توازنا بين هذه المواقف، وهذا ما حاول هيرودتس القيام به بالضبط، إذ يظهر ببساطة أحيانًا رجلاً مدنياً متعصباً وذا مركزية عرقية، ممن يحتقر كل شيء أجنبي، ويعترف في أوقات أخرى أنّ للناس المختلفين قيما مختلفة لأنّهم يعيشون في ظل ظروف مختلفة، وليس لأنهم ناقصون أخلاقيا واليوم تقرأ توصيفات هيرودتس رفيعة المستوى للغة واللباس والمؤسسات السياسية والتشريعية والحرف والاقتصاد. ورغم أنه أحيانًا حصل على الأشياء بشكل خاطئ بصورة واضحة؛ فقد كان عالما دقيقا حدّ النقنقة، ممن ترك كتبا هي في الغالب المصادر المكتوبة الوحيدة فقط التي نملكها عن شعوب ذلك الماضي البعيد.


اختبر العديد من اليونانيين حصافتهم على الضدّ من العبارات الفلسفية الموهمة بالتناقض، التي تلمس على نحو مباشر عن مشكلة: كيف أن علينا أن نتصل به الآخرين ؟ وهذا هو تناقض الكونية على الضدّ من النسبية. يمكن أن يحاول كوني اليوم الحاضر التعرف على ما هو شائع ومتماثل (أو) حتى الكونيات) بين المجتمعات المختلفة، بينما يود النسبي أن يشدد على تفرد وخصوصية كل مجتمع أو ثقافة. يُوصف سفسطائيو أثينا أحيانًا كما لو أنّهم أول النسبيين المتفلسفين حسب التقاليد الأوربية اهتم بضعة مفكرين معاصرين تقريبا في آسيا، مثل: كوتاما بوذا، كونفوشيوس ولاو - تزاي بقضايا مماثلة). وفي حوارات أفلاطون (447) - 327 ق. م) البروتا جوراس والجورجياس، يجادل سقراط السفسطائية، قد نصـورهم بمعركة فكرية نزيهة محاطين بمعابد ملونة وبنايات عامة،وقورة مع عبيدهم ممن نادرًا ما كانوا منظورين، حيث يقفون في الظل بين الأعمدة يقف مواطنون آخرون کمشاهدین، فيما يتمكن إيمان سقراط بالكونية من التأكيد على الحقائق الكونية، ويتم تحدي هذا من وجهة النظر النسبية التي تقول بتباين الحقيقة على الدوام على أساس التجربة، وما يسميه الناس اليوم "ثقافة".


لا تتعامل حوارات أفلاطون مباشرة مع الفروق الثقافية، ولكنها تشهد على حقيقة أن المواجهات عبر الثقافية كانت جزءًا من الحياة اليومية في دول المدينة. امتدت طرق التجارة اليونانية من مضيق جبل طارق إلى أوكرانيا الوقت الحاضر، وخاض اليونانيون حروبا مع الفرس والعديد من البرابرة الآخرين، وبدا مصطلح "البربري" ويعني: أجنبي بالنسبة للأذن اليونانية كما لو أنّ هؤلاء الغرباء كانوا قادرين فقط أن يقولوا: بار - بار بار - بار. وبالمثل في روسيا، يُدعى الألمان حتى هذا اليوم: نيمتسي (الخرسان: أولئك الذين يتكلمون، إلا إنهم لا يقولون شيئًا.


انغمس أرسطو (384) - 322 ق. م كذلك في تأملات رفيعة المستوى حول الطبيعة الإنسانية، وناقش في أنثروبولوجيته الفلسفية الفروق بين الناس على وجه العموم،والحيوانات، وتوصل إلى أنّه على الرغم من أنّ للناس بضع حاجات مشتركة مع الحيوانات؛ فإنّ الإنسان فقط هو الذي يملك العقل والحكمة والأخلاق. كما جادل أرسطو كذلك في أنّ البشر اجتماعيون من حيث الجوهر بطبيعتهم في الأنثروبولوجيا وأي مجال آخر، فإنّ مثل هذا الطراز الكوني للفكر، والذي يرمي تأسيس التماثلات بدلاً من الاختلافات بين جماعات البشر، يلعب دورًا مهما حتى اليوم. زد على ذلك، فإنه يبدو من الواضح أنّ الأنثروبولوجيا، صعودا في التاريخ، تأرجحت بين الوقفة الكونية والنسبية، وأنّه غالبًا ما قيل كذلك إنّ الرموز المركزية في مجال العلم مالت كذلك إما لهذا الموقف أو ذاك.


بعد العصور القديمة


ربما كانت الظروف مفضلة على نحو خاص لتطور العلم المنظم في دولة المدينة اليونانية الكلاسيكية، وكذلك الحال في القرون التالية؛ حيث تم تشجيع النشاطات المدنية مثل: الفن والعلم والفلسفة حول المتوسط. أولاً : قاد الإسكندر العظيم في الفترة الهيللينية بعد المقدونية (356) - 323 ق. م جيوشه إلى التخوم الشمالية للهند، ناشرًا بذلك الثقافة اليونانية الحضرية أينما ذهب من ثم فيما بعد، وخلال بضعة قرون عندما هيمنت روما على معظم أوربا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ طبعت سكانها بثقافة مشتقة من المثل اليونانية. وفي هذا المجتمع المعقد متعدد القوميات، فإنّه ليس مما يدعو إلى العجب أن نجد أنّ مصلحة اليونانيين في الآخر تم القيام بها كذلك. وعليه، كتب الجغرافي سترابو (64) - 63 ق. م - 21 ب. م) مجلدات ضخمة حول الشعوب الغريبة والأماكن البعيدة، ممن سطع بريقها بتطفل و مرح الاكتشاف. ولكن عندما تم تأسيس المسيحية كدين دولة، وبدأت الإمبراطورية الرومانية بالتفكك منتصف القرن الرابع الميلادي؛ أخذ تغير جوهري مكانه في الحياة الثقافية الأوربية. ذهب في ذلك المواطنون الميسورون في العصور القديمة، ممن انغمسوا في العلم والفلسفة والفضل) لمداخيلهم من التجارة وعمل العبيد). وذهبت حقيقة ثقافة المدينة الكاملة الغراء، التي حملت الإمبراطورية الرومانية معا كدولة موحدة (وإن كانت مفككة. وبمكانها، كان هناك عدد لا حصر له من الثقافات الأوربية التي عبرت عن نفسها من حملة التقاليد الألمانية، والسلافية والفنلندية والكيلتية، التي كانت بقدم تلك التي هي لليونان ما قبل الحضرية سياسيا، تفككت أوربا في مئات المشيخات والمدن والجيوب المحلية المستقلة ذاتيا، والتي كانت تتوحد فقط في وحدات أكبر مع تنامي الدولة الحديثة ابتداء من القرن السادس عشر فصاعدًا. وخلال هذه الفترة الطويلة، كانت الكنيسة هي التي تربط القارة معا بدرجة كبيرة، والتي كانت (أي الكنيسة آخر الأوصياء على الكونية الرومانية. في ظل راية الكنيسة، برزت وازدهرت الشبكات الدولية بين الرهبان ورجال الدين رابطة جيوب التعلم التي أديمت فيها التقاليد الفلسفية والعلمية للعصور القديمة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب