لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

علم النجوم والفلك و توقعات المستقبل ببلاد المغرب خلال عصري المرابطين والموحدين (القرن 6 و7 هـ / 12 و13 م) - إبراهيم القادري بوتشيش PDF

مقال علم النجوم والفلك و توقعات المستقبل ببلاد المغرب خلال عصري المرابطين والموحدين (القرن 6 و7 هـ / 12 و13 م) - إبراهيم القادري بوتشيش PDF






معلومات عن المقال :


العنوان : علم النجوم والفلك و توقعات المستقبل ببلاد المغرب خلال عصري المرابطين والموحدين (القرن 6 و7 هـ / 12 و13 م).


المؤلف : إبراهيم القادري بوتشيش.


المصدر : اعمال الندوة التكريمية : متنوعات حليمة فرحات. 


الناشر : الجمعية المغربية للبحث التاريخي ومعهد الدراسات

الإفريقية.


عدد الصفحات : 16.


حجم الملف : 0.6 ميجا بايت.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"الابتكارات العلمية المرتبطة بعلم النجوم والفلك :


الجدير بالذكر أن علم النجوم والفلك لقي تشجيعا من لدن الخلفاء الموحدين، بل إنهم أنفسهم شاركوا مشاركة فعالة في ذلك، ونسوق في هذا الصدد نموذج الخليفة يعقوب المنصور الذي بنى برجا عاليا في مسجد الجامع بإشبيلية ليكون مرصدا لرصد النجوم يعتقد أنه أول مرصد شيد في أوروبا وبعد ذلك، ونتيجة للتشجيع الذي حظي به علم التنجيم من قبل الدولة نفسها، انبرى العلماء للمساهمة في هذا العلم حيث تمكن البتراجي المراكشي من أن يخترع في ترتيب الأفلاك والمراكز طريقة جديدة، بعيدا عن الفرضيات الفلكية الباطلة التي صيغت قبله، ودعم ذلك بتأليف رسالة عن الأجرام السماوية ترجمت إلى اللاتينية وطبعت.


وقبل ذلك كان العالم والجغرافي الشهير الشريف الإدريسي قد صنع صورة القبة السماوية لروجار الثاني، وهي محاولة رائعة في معرفة هيئة السماء والأجرام والنجوم، أثارت إعجاب الملك النورماني، فكانت اختراعا فلكيا سابقا لعصره.


 ويذكر الأستاذ المنوني استنادا على مخطوط شرح الماساوي على روضة الأزهار" للجاردي، علما من أعلام النجوم والفلك في هذه الحقبة، هو أبو بكر محمد بن يوسف الإشبيلي السبتي الذي كان له رصد اعتمده مع رصد آخر للجاردي، لحساب الطول والعرض.


كما يذكر إسما آخر لمع في هذا العلم وهو أبو حسن بن علي المراكشي (ت 660هـ) الذي صنفه العالم الايطالي كارلون ضمن رواد علوم الهيئة، وذلك في احدى محاضراته التي ألقاها بالجامعة المصرية.


ومن المفيد أن نذكر أن أبا الحسن هذا طاف في القرن 7هـ بجزيرة الأندلس وقسم هام من بلاد المغرب، فحرر ارتفاع القطب الشمالي في إحدى وأربعين مدينة، أولها افرانه على الساحل الغربي من بلاد المغرب وآخرها القاهرة.


ثم تفرغ للتأليف في هذا العلم فصنف كتاب "جامع" المبادي والغايـــات فـــــي البحث عن آلات علم الفلك"، وهو تأليف وصفه صاحب "كشف الظنون " بأنه أعظم ما صنف في هذا الغرض، وذكر أنه رتبه على أربعة فنون : الأول في الحساب ويتضمن 87 فصلا، والثاني في وضع الآلات ويحوي و أقسام، و الثالث في العمل بالآلات ويضم 15 بابا، بينما خصص الرابع لمطارحات يحصل بها الدراية والقوة على الاستنباط، ويشتمل على 4 أبواب استعمل فيها عمليات حسابية تقوم على الجبر والمقابلة لاستخراج التنبؤات الصحيحة.


ومن علماء النجوم والفلك المغاربة الذين طارت شهرتهم في العصر الموحدي، ابن الكماد التونسي، وهو أبو العباس أحمد بن علي بن إسحاق الذي وضع زيجا مصححا ظل معتمدا في المغرب، وهو الزيج الذي لخصه ابن البنا في كتابه "مناهج الطالب لتعديل الكواكب ".


والجدير بالذكر أن عالما من أهل مدينة مكناس المغربية تمكن من رصد الميل الكلي في عام 602هـ ، فوجده 23 درجة و 32 دقيقة و 30 ثانية، وهو اختراع علمي هائل بالقياس مع المعارف السائدة في عصره. وقد أفاضت كتب التراجم والطبقات في ذكر بعض علماء التنجيم المغاربة مثل أبي محمد عبد الله بن محمد المعروف بابن السكاك الذي عاش في القرن 6 هـ كان معدلا، وأبي عبد الله الحراز الذي كان مؤقتا بالجامع الأعظم بمراكش . ووظيفة المؤقت من الوظائف الهامة التي ظهرت في الدولة المغربية. ثم محمد عبد الله محمد بن عبد الرحمن الشلبي الفاسي (ت 639هـ) الذي عرف بعلو كعبه في علم الأوقات والنجوم حسبما وصفه صاحب روض القرطاس، فضلا عن أبي الحجاج يوسف بن محمد بن علي السقطي القصري الذي كان على دراية كبيرة بعلم الأوقات، وأبي محمد عبد الله بن يوسف بن زيدان الفاسي من أهل القرن 7هـ ، و قد اشتهر هو أيضا بالتعديل.


من البديهي أن يتمخض عن ازدهار علم النجوم والفلك في العصر الموحدي نتائج هامة تجلت في بعض الابتكارات الآلية، من بينها ساعات نصبت على بـاب جامع الكتبيين بمراكش بلغ علوها 50 ذراعا تنزل فيها على كل رأس ساعة صنجة يبلغ وزنها 100 درهم و بنزولها تقرع أجراس يسمع صداها من مسافات بعيدة معلنة عن بداية ساعة جديدة، وعرفت باسم الفحانة.


وفي نفس المنحى، وجدت في إحدى جدران صومعة حسان بمدينة الرباط، نافذتان هائلتان مقوستان بهندسة عجيبة ومتقنة، وأمامها بيت مربع في جوف قطب المركز الذي تدور عليه جدران الصومعة ، فإذا سامتها الشمس ارتسم الضياء النافذ منهما في داخل البيت المذكور في كيفية غريبة على شكل خطين منحرفين مشتبكي الوسط، متفرقي الأطراف ويعلق الأستاذ المانوني على ذلك بقوله ولم يدر إلى الآن ما الفائدة المقصودة منهما، فعسى أن تزاح عنها بالمستقبل ستور الخفاء تتجلى لعالم الوضوح والمعرفة".


وبالمثل تم تشييد الأبراج لمراقبة الهلال من ذلك ما ذكره الأستاذ المنوني عن برج كان يوجد خارج باب الجيسة في فاس يدعى برج الكوكب، و قد صنع في أعلاه نوافذ على عدد شهور السنة يراقب كل شهر من واحدة منها. وقد يكون في بناء هذه الإثني عشرة نافذة مغزى عميقا لا يفهمه إلا من أوحت عبقريته بذلك، لأن كتب التاريخ لم تهتم بتفسير أعمال الفلكيين والمنجمين، لكنها بالتأكيد كانت خطوة إيجابية في هذا العلم.


أما ابن طفيل و ابن رشد، فرغم انشغالهما بالفلسفة والطب، فقد كان لهما أيضا يد بيضاء في علم النجوم والفلك، وحسبنا أن الأول أشار في رسالة حي بن يقظان بأن الشمس ليست حارة بذاتها، وأنها أكبر بكثير من كوكب الأرض، وأن الأرض كروية الشكل، والذي يستضيىء منها أبدا بالشمس أعظم من النصف.


خلاصة القول أن علم النجوم وتوقعات المستقبل وما يرتبط بذلك من علوم فلكية، ظهر بالمغرب خلال عصر المرابطين والموحدين ظهورا قويا واستمد وجوده من حاجات الناس إليه في معيوشهم اليومي، ومن تشجيع الدولتين المرابطية والموحدية، فاحتل بذلك مكانة هامة في الخريطة العلمية، و أصبح علما نافعــا ومفيدا، بل شكل تجربة ناجحة سرعان ما تسربت إلى أوروبا المسيحية لتستفيد من رصيدها في نهضتها العلمية في مشارف العصور الحديثة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب