لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب إيليغ قديما وحديثا - تأليف محمد المختار السوسي PDF

 كتاب إيليغ قديما وحديثا - محمد المختار السوسي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب :


العنوان : إيليغ قديما وحديثا.


المؤلف : محمد المختار السوسي.


تحقيق : محمد بن عبد الله الروداني.


السنة : 1966م.


الناشر : المطبعة الملكية بالرباط.


عدد الصفحات : 390.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"الايليفيون يستردون تارودانت بعد موت يحيا


رأيت فيما تقدم ما كان فيه يحيا تجاه بودميعة فقد وقف امامه كالصخرة العظيمة التي تقف في سيل الوادى فى مخرم من مخارمه، فقد وقف بقوة عظيمة وصولة عنيفة دون انتشار ايالة الدولة الجديدة، فيقاومه بكل ما في مستطاعه مقاومة عنيفة تتكون من قواف ينقذف بها الخيال الشعرى فيكون تأثيرها عند من يعرفها أنسف من تأثير ما ينقذف من أفواه المدافع، ومن معارك وحروب عظيمة، حتى قدر ان يزحزحه عن تارودانت حيث بقى نحو ثلاث عشرة سنة يجر النار الى قرصه، ويغترف قصد امتلاء مزوده، ولم يزل كذلك حتى قضى نحبه في سادس جمادى الثانية عام 1035 هـ، فخلفه في رئاسة حزبه ابن اخيه احمد بن محمد بن عبد الله بن سعيد، فحاول ان يقف امام ايليغ الا انه غير محظوظ، ويظهر انه ليس له مثل عزيمة عمه، ولا كان له مثل تأثيره في الناس، فان ليحيا شفوفا بعلمه الجم، وحسن سمته، وصراحته بما يراه حقا، ولذلك نرى ان ابن اخيه معذور ان لم يقدر أن يملا مركزه بكل جدارة، ولهذا لم يطل به الامر حتى زحف اليه أهل ايليغ فلم ينشبوا ان احتلوا تارودانت و نزعوا من يده كل تلك الناحية، ومما يتعلق برجع تارودانت أن الامير بودميعة زارها فكان امام اول صلاة تراويح صلاها فيها هو القاضي ابو فارس عبد العزيز الرسموكي، فيمكن ان هذا وقع الآن، ويمكن ان يقع عند استيلائه عليها من اول مرة.


هذه تارودانت رجعت الى ايالة ايليغ، ولكن كيف رجعت اسلما ام حربا ؟ وفي أي سنة رجعت ؟ اما كيف رجعت فانها رجعت سلما، وسترى من الرسالة الآتية ما يدل على ذلك، والحامل على ضعف أحمد بن محمد خاف يحيا هو وقوع خلاف بين جيشه، واليك نص ذلك، ففى ص 40 ج 3 من السلسلة الأولى. فرنسة. ما نصه (205).


انقسم جيش يحيا الى ثلاثة أقسام : أهل مراكش مكثوا مخلصين للمرابط - یعنی بودميعة - وأهل سوس مخلصون لابن اخي يحيا او ابن اخته، وأهل حاجة التحقوا بعبدة.


وفي ص 358 من نفس الجزء أيضا بين مذكرات عن المغرب ما نصه:


و تارودانت مدينة جميلة على بعد نحو 12 من اليابسة، وهيفي قبضة صالح ماسة اشتراها من صالح اخر بمثتى دوكة فقط.


اقول : عرفنا الآن وقوع الخلاف بين الجيش الذى خلفه يحيا، وان المراكشيين منهم هم الذين سهلوا استيلاء بودميعة على المدينة، كما عرفنا انه دفع في تملكها دراهم معدودة لبعض الخائنين من المرابطين في الحاشية التي بقيت بعد يحيا، ولا نخال ان احمد بن محمد خلف يحيا هو الذي تولى ذلك بنفسه، وانما الذى يظهر ان ذلك صدر من بعض المخالفين عليه من أهله.


واما السنة التي رجعت فيها المدينة الى بودميعة فهي سنة 1039 هـ بعد موت يحيا بثلاث سنين، وسترى النص على ذلك.


من تامل كيفية رجوع هذه المدينة بسبب الدعاية فقط ادرك مقدار ما يتمتع به بودميعة انذاك من السمعة الحسنة عند الناس لان الدعاية لا تجدى الا مع سمعة طيبة، وكيف لا يكون كذلك وهو يصيخ الى علماء عهده ويراعيهم ويتقبل ما ينصحونه به، بدليل انهم يجرؤون على ذلك بكل طمانينة وبين ايدينا الآن رسالة كتبها اليه قاضی تارودانت أبو زيد التاما نارتي اثر استرجاعها نعرضها لان فيها فوائد جليلة تبين لنا روح تلك الايام، وما هي المثل العليا عند ارباب الفضيلة فيها زيادة على فوائد اخرى تتعلق بالموضوع.


قال : ولما ولى الرئيس أبو الحسن الجزولى أمر سوس سنة تسع وثلاثين والف، بعد وفاة شيخنا أبي زكرياء بن عبد الله بن سعيد الحاحي كتبت اليه بما نصه :


غوث الدهر وجابر كسره، وتحفة المغرب وفاديه من اسره، وجامع امره، وقامع شره وذهره، ومحمد ضرام جمره، الماجد الهمام، وظل الامن الوارف على الانام، سيدنا ابو الحسن ابن السيد المبرور، المنعم المشكور، ابی عبد الله ابن ابي عبد الله ابن الشيخ الكامل الواصل الرباني، غوث الاغوات وقطب الاقطاب، الذي يقصر عن احصاء مناقبه الخطاب، اسوتنا ووسيلتنا، وشيخ شيوخنا ابي العباس احمد بن موسى بن عيسى بن عمر، كلا الله بعصمته علاءه، ووالى فى مراقی العز اعتلاءه، سلام على مكانتكم المكينة، ورحمة الله ركاته تحفان مقامكم العلى بالوقار والسكينة، هذا وقد اتصل بمعظم جنابكم في محل سكناه بقبيلة سندالة فتحكم لقاعدة سوس سلما لا حربا فتقاذفت اليكم قبائلها عجما وعربا، فشكرت الى الله من زوال المانع من شق انعصا، لا كاتبكم بما يجب على الاستقصاء، فاعلم انى كنت استنشق نسيم الأرج، وارتقب من الله الفرج، وارجو الولوج في حوزتكم، والانحياش لشيعتكم، لما اعلم في ذلك من صلاح العباد والبلاد، وانحسام مادة الظلم والفساد، وكنت اضرب في وجه من يجهم وجهها، وينكر تجاهها، ويصد عن سبيلها، ويتلوى عن ذكر جميلها، حتى لقيت من ذلك ما الله يجزى عنه بفضله المه بقوته وحوله، وقد تلقى اهل الحاضرة وسائر من يعتبر من أهل ويزيح البوادي وهذه الجبال، هذا الفتح الميمون بالبشائر، واذاعوا به في الاهلين والعشائر، وعدوه غبطة لا توازي، ونعمة من الله لا تجازی، واطمأنت نفوسهم وزال عنهم به بؤسهم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبتيسيره وحسن تدبيره تتوالى الخيرات وتزداد البركات، وقد أملوا بهذا الفتح العزيز اعزاز بلادهم، واحراز طارفهم و تلادهم، وحفظ اقطارهم من كل عوار، ودفاع من عسى ان يثور فيها من الثوار، والرفق بهم بما تطاير اليهم من رفقكم بما الى نظركم من الاقطار، تمم الله ذلك بيمن الاقبال، والسعد القائم المتوال هذا فيمن هم بالصلاح، ولهم بين العباد الفوز والفلاح، واما فئة البغى والخسران وطوائف الظلم والعدوان، فقد سقط في ايديهم، وشالت نعامتهم. واختتأ فی اسمال الخمول خاصتهم وعامتهم، وطارت قلوبهم روعا، وضاقوا مما نزل بهم ذرعا، فما وجدوا ارضا تقلهم، ولا سماء تظلهم، ولا امكن لذوبان خطافهم الا الشرود، ولا لغربان اذا يتهم الا الطيران بمفتت الكبود، وعن زمن قريب بحول الله ( يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مومنین) (فيعم بلاد الله الامان، وتعود كل (قرية امنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان، وتأمن هوادج الحرم في نجوعها ورجوعها، ويسكن روعها في منامها وهجوعها، وتنسـرب شاء الغياض حيث شاءت برعائها، وسقبان الفدافد اينما توجهت برغائها، وتنتهج مناهج الأمن في فلواتها، وتسيح في الارض بضخم ذراها وعلواتها، وتبتهج طوائف الدين في مناراتها ومساجدها والعلوم الشرعية في منصاتها ومعاهدها، والحرف الحاجية في مصادرها ومواردها، والمعايش في رغدها ورياشها والأسباب في ازديادها وانتعاشها، حتى يحفظ للمصالح نظامها، ويتم للبرينة وثامها، فأكرم بها خصلة جمعت لكم شرف الدارين، وضمت لكم من رحمة الله كفلين، واوقار العدلين، وهي الوراثة النبوية التي يجب على وارثها ان يقدرها قدرها، ويحفظ من الخسوف شمسها وبدرها، ويلم بالعدل والتيسير أمرها وشعتها، ويجمع بالفضل والاحسان متفرقها ومتشتتها، ويعظم حرماتها وشعائرها،، ويسدد الى مناهج الحق انظارها، حتى يشكر في الملاء الاعلى سعيه، ويثبت في ديوان العناية رعيه، فيصبح فرحا مؤيدا منصورا، ينقلب له كل عسير ميسورا، وكل قليل مباركا موفورا، واذا فتح الله لسيدنا أيده الله هذه المدينة وفكها من اسرها، واستنقذها من وبال أمرها، فليعتن بها، وليختر من يقم كناسها، ويطهرها من فاحش ادناسها، فقد طالما تمخط شيطان الغواية فى اطوارها و اجناسها، واجلب بخيله ورجله على اطباق اناسها حتى عطلت بها صوامع يؤذن فيها بكرة واصيلا، وهدمت منها مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا.."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب