لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الدولة والولاية والمجال في المغرب الوسيط: علائق وتفاعل - محمد القبلي PDF

 كتاب الدولة والولاية والمجال في المغرب الوسيط: علائق وتفاعل للمؤلف محمد القبلي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


العنوان : الدولة والولاية والمجال في المغرب الوسيط: علائق وتفاعل.


المؤلف : حمد القبلي.


الناشر : دار توبقال للنشر.


الطبعة : الأولى - سنة 1997 م.


عدد الصفحات : 121.


حجم الكتاب : 2.62 ميجا بايت.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"سوف أحاول أن لا أقف في هذا العرض عند دولة دون أخرى من بين الدول المغربية الوسيطية المتعاقبة تمشيا مع ما تقتضيه الصيغة الإجمالية التركيبية للعنوان. ونظرا لما هو واضح من سعة الموضوع وتشعب جوانبه، فإنني سوف أعمل على التعامل معه من خلال خطاطة عامة تدور حول الدولة المغربية كظاهرة ومسار و ميكنزمات وثوابت. واعتبارا من جهة أخرى لأهمية جانب المناقشة في مثل هذا المقام، فإنني سوف أحاول أن أركز ما استطعت في ثنايا العرض عسى أن يسمح الوقت بالعودة إلى ما سوف يقف عنده الزملاء الأفاضل فيما بعد من نقط وقضايا.


 وبالتالي فإنني سوف أقتصر ضمن الخطاطة التي تحدثت عنها على محورين اثنين أساسيين: أولهما يتعلق بالعناصر المؤطرة للدولة الوسيطية عندنا كنتاج تاريخي ومسار، أما المحور الثاني فمخصص لمحاولة الكشف عن مضمون الدولة ورصدها ككيان وتوجه عام وممارسة. وبعبارة أبسط، لنقل إن مشروعنا سوف يتلخص في القيام بمقاربتين اثنتين ترمي إحداهما للتعرف على الدولة من الخارج كظاهرة مشدودة الى واقع معين بينما تسعى الأخرى إلى التعرف على نفس الدولة من الداخل فتلامسها كحركية متفاعلة مع هذا الواقع بالذات.

 ‏

ولنبدأ بالشق الأول من خطاطتنا فنتعرف على أبرز العناصر المؤطرة لظاهرة الدولة المغربية ومسارها خلال العصر الوسيط.


هذه العناصر تؤول باختصار إلى الواقع المركب الذي واكب الظاهرة التي تهمنا. وتفكيك هذا الواقع يقتضي أن نتعرف على كل من الفترة والمجال المباشر والمحيط الأوسع الذي يتموقع فيه هذا المجال.


أما معرفة الفترة المعنية بظاهرة الدولة هنا فتحتم علينا أن نبدأ بالاتفاق حول المقصود بلفظ الدولة على وجه التحديد. مرد هذا الاحتياط المبدئي أن هنالك قراءة انتقائية متواترة غالبة تقف عند الدول المركزية الكبرى - أي عند الدول المرابطية والموحدية والمرينية - ثم تضيف الى هذه الدول المتجانسة بوجه عام دولة تختلف عنها وتأتي زمنيا قبلها جميعا هي دولة الأدارسة. ونظرا لأقدمية هذه القراءة وسعة انتشارها، فإن هذه الدول الأربع هي التي تمثل الدولة المغربية الوسيطية بالنسبة للوعي التاريخي الجماعي عندما يطرح السؤال. ترى هل يمكن الأخذ بهذه القراءة والاكتفاء بها في محاولتنا التعرف على الدولة المغربية الوسيطية كظاهرة مجردة بعيدة عن كل تدخل أو إقصاء ؟ نحن نعلم أن للدولة من الناحية العلمية عدة تحديدات قد تختلف باختلاف المناهج والقطاعات. هذه التحديدات على اختلافها متفقة على أن الدولة تنظيم اجتماعي يرمي إلى ضبط العلاقات وحماية الأرض وضمان الاستقرار. واذا ما اعتبرنا هذه الوظائف المتفق عليها كقاسم مشترك الجميع أنماط الدول المدروسة، أفلا يمكن أن نسائل الواقع التاريخي عندنا ونبحث عما إذا لم تكن هنالك دول أخرى قد أقصيت من خانة الدول المغربية فنراجع إمكانية إدماجها بجانب الدول الآنفة الذكر ضمن مجموعة متسلسلة تتقاسم نفس الصيرورة والمسار المشترك ؟ صحيح أننا نكاد نجهل كل شيء عن الواقع الفعلي المعيش لكيانات متعددة نذكر من بينها دولا قامت هنا وهناك بسجلماسة وأغمات وغمارة وبلاد برغواطة بالسهول الأطلسية. ولربما كان من جملة أسباب جهلنا هذا أن الأمر يتعلق بكيانات مُغْفَلَة لم يتم إدراجها منذ القدم ضمن الكايانات المعترف بها على المستوى المجتمعي بسائر أبعاده.


على أنه من المؤكد بالنسبة لهذه الدول المنفية المقصاة أنها تمثل عينات مختلفة تلتقي رغم اختلافها عند الأخذ باللامركزية وما يتبعها من تساكن وتعامل وصراع أيضا. كما أنه من المؤكد أيضا أن بعض هذه التجارب قد أدمج الآن ضمن الإشكالية الاقتصادية العامة لغرب القارة الإفريقية على مستوى البحث والتعامل العلمي. وبالإمكان أن نضيف بالنسبة لنفس التجارب أنها لا تعدو في النهاية أن تكون مجرد حلقة عادية لها ما يماثلها في التجارب البشرية ابتداء بما عرفه الغرب المسيحي المعاصر من قيام الدولة المركزية على أنقاض دول لامركزية متعددة متساكنة. ومعلوم أن هنالك حضارات أخرى قديمة لن نطيل بالوقوف عندها قد عرفت نفس التطور. ولربما رجعنا إلى هذه النقطة عند المناقشة إن اقتضى الحال.


ما يهمنا الآن بالدرجة الأولى أن نسجل ضرورة تدارك هذا البتر المتقادم عندنا لتتضح الرؤية ويكتمل مسار الدولة المغربية الوسيطية التي نحاول التعرف عليها. وأول مقتضيات هذا التوجه أن نضع نقطة البدإ عند انتفاضة الخوارج بشمال المغرب سنة 122 للهجرة أو 740 للميلاد. وبذلك تكون الفترة المعنية بموضوعنا قد استغرقت ثمانية قرون تبدأ من هذه النقطة بعينها وتنتهي عند منتصف القرن التاسع للهجرة أو الخامس عشر للميلاد.

 

هذا فيما يتعلق بتحديد الفترة وفحواها العام باختصار شديد. أما بالنسبة لكل من المجال المباشر المؤطر والمحيط، فلربما كان من اللازم أن نشير بصددهما إلى بعض الاعتبارات البديهية المعروفة ولو على سبيل التذكير.


أول هذه البديهيات أن الأمر يتعلق هنا بمجال مباشر منصهر فيما أسميناه بالمحيط. هذا المحيط الأوسع يشمل المغرب الكبير الممتد بين المحيط والتخوم الليبية - المصرية الحالية. ومعلوم أن هذه الرقعة المغاربية كلها قد مثلت معبرا بشريا وقنطرة تجارية لا محيد عنهما في الربط بين ضفاف الأبيض المتوسط وما وراء الصحراء طيلة الفترة التي حددت آنفا. وهنالك بديهية ثانية مرتبطة بالأولى وتتلخص في أن هذا الانصهار قد جعل من المجال المغربي الخاص مجالا غُفْلا طيلة حقبة الكيانات اللامركزية المتعددة المتساكنة بمعنى أن هذا المجال لم يتميز على مستوى المصادر حسبما يبدو بتسمية تميزه ولا بهوية خاصة به طوال المدة الزمنية الفاصلة بين الانتفاضة الخارجية المؤسسة في منتصف القرن الثامن وبين ظهور الدولة المركزية في منتصف القرن الحادي عشر للميلاد.


كيف تتحدث المصادر عن هذا المجال بالنسبة للحقبة المذكورة ؟ الملاحظ أن تسمية "المغرب الأقصى " غير واردة عبر هذه الحقبة كلها حسب ما نعلم. كل ما في الأمر أن هنالك وحدات مجالية مُعَرَّفة بالإحالة على القبيل المتغلب أو الأسرة الحاكمة أو الزعامة الفردية النافذة أو منطقة الانتساب. أما المجال ككل فالظاهر أنه غائب تماما كوحدة مرجعية طيلة هذه الحلقة اللامركزية بأسرها متى ظهرت تسمية " المغرب الأقصى" التي لازلنا نحتفظ بها إلى اليوم إذن؟ بالرجوع إلى المصادر المعاصرة التي وصلتنا، يمكن أن نقول إنها قد استعملت لأول مرة من قبل الشريف الإدريسي في رحلته المشهورة بنزهة المشتاق يترتب عن هذا أن التسمية قد سجلت إبان فترة تأليف الرحلة المشار إليها في منتصف القرن الثاني عشر للميلاد. وبما أن الإدريسي قد استعمل هذه التسمية ما لا يقل عن سبع عشرة مرة، فالغالب أنها لم تكن طارئة رغم حداثتها وإنما كانت معتادة على مستوى التدوين وربما على مستوى التداول الشفهي الرسمي : بصفة أخص. بل لربما جاز لنا أن نعتمد وتيرة هذا الاستعمال المكثف في منتصف القرن الثاني عشر لنرد ظهور التسمية في حد ذاتها إلى بداية نفس القرن على الأقل. ولعل مما يؤيد هذه القراءة أن لتوحيد المجال المعني بهذه التسمية تاريخ محدد معروف يلتقي مع زوال الدول اللامركزية بطبيعة الحال. وبما أن نهاية اللامركزية عندنا قد تمت على يد بناة الدولة المركزية المرابطية في منتصف القرن الحادي عشر للميلاد، فقد يكون من المعقول جدا أن تظهر التسمية على إثر ظهور الظاهرة المتصلة بها أو بعد حيز مناسب من الزمن. والحاصل من كل هذا أن تسمية المغرب الأقصى" لم تظهر عبثا وليست راجعة لمجرد الصدفة. ذلك أنها جاءت نتيجة ظهور وضع جديد توحد من خلاله المجال الموزع حتى الآن بين عدة قوى. ومما ترتب عن ضم الشتات أن أسفرت العملية كلها عن ظهور كيان مرجعي سوف يزداد رسوخا مع الزمن. ولعل من أبرز المواصفات المميزة لهذا الكيان أنه قد انعكس أول ما انعكس في شكل هوية سياسية مرتبطة ارتباطا عضويا أساسيا بحضور الدولة المركزية الحاكمة وإمكاناتها المعنوية - المادية الموحدة ."


تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب