لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التاريخ والانثروبولوجيا وجدلية التاريخ الجديد: مقاربة في المفاهيم - عمر رمضان احمودة PDF

مقال التاريخ والانثروبولوجيا وجدلية التاريخ الجديد: مقاربة في المفاهيم - عمر رمضان احمودة - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن المقال :


العنوان : التاريخ والانثروبولوجيا وجدلية التاريخ الجديد: مقاربة في المفاهيم.


المؤلف الرئيسي : عمر رمضان احمودة.


المصدر : مجلة الجامعي.


الناشر : النقابة العامة لأعضاء هيئة التدريس الجامعي.


عدد الصفحات : 30.


الحجم : 0.3 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من المقال :


"مفهوم التاريخ


رغم الاتفاق على التسمية (التاريخ) إلا ان الخوض في تفاصيلها بحثاً عن مفهوم للتاريخ أو تعريفاً له يمثل نقلة كبيرة من المحدد إلى المفتوح أي من الأمام إلى الخلف فما اصطلح على تسميته بالتاريخ اختلف كثيرا في حصره في مفهوم واضح و دقيق يمكن من خلال تعاطيه الانفتاح أكثر على مشروعيته العلمية.


فالإقرار بوجود اختلاف مفاهيمي في تحديد ماهية التاريخ هو بالضرورة انتقال من حقل التاريخ وهو المحدد إلى فلسفته وهو المفتوح من اجل تحديد مفهوم أكثر انفتاحاً من التسليم بالدلالات الايحائية المباشرة، والمؤرخين المشتغلين داخل حقل الدراسات التاريخية بخوضهم في مثل هذا الاستحقاق التخصصي يعترفون بارتباط التاريخ بالفلسفة في سؤاله التعليلي الدقيق، الا أنهم ومن جهة أخرى وعلى مستوى الممارسة البحثية التاريخية غالباً ما يكونوا بعيدين عن التنظير منشغلين بالحدث أو الفعل بغية فهم نتائجه المباشرة أو أسبابه ذات العلاقة بهذه النتائج سعياً وراء التفاصيل المتتابعة التي تقود إلى الحقيقة، هذه الحقيقة التي ظلت جزئية منذ بدء مسيرتهم ولم تكتمل ولو شكلياً.لذلك اقتحموا مجال الفلسفة تلقائياً، أو أن الفلسفة باغتتهم بوجودها ضمنيا داخل العمليات العقلية التي أطلقوها أثناء التعامل مع النص التاريخي لتتسع خصوبة المجال البحثي بالتأمل والاستقراء والاستقصاء والشك وغيرها. ولذلك بطبيعة الحال ميزات وعيوب منهجية متداخلة بل ومترابطة حسب موقع هذه الميزات والعيوب داخل الإطار العام للعمل العلمي الممارس مباشرة، فالميزات منها الاقتراب بالتاريخ نحو العلمية، والعيوب اتساع مجاله وهو الذي يتناقض مع مسيرة المعرفة في العصر الحديث التي يعتبر التخصص الضيق أهم ملامحها بسبب التاريخ نفسه في جدليته بين الثابت والمتحول بين الكلي والجزئي، بين برهانه وعرفانه......الخ.


وقبل استعراض مجموعة من المفاهيم والتعريفات الخاصة بالتاريخ بحثاً من ارتباطه بالفلسفة بشكل عام وبالانثروبولوجيا بشكل خاص وجب التعريف بمقولات التاريخ الكبرى وهي:


1) الكلية:


وتعني أن يتجاوز المؤرخ الوقائع الجزئية إلى التاريخ العالمي أي عدم الاكتفاء بدارسة مجتمع ما، أو دولة ما، وإنما دراسة تاريخ العالم كله في إطار واحد من الماضي السحيق وحتى اللحظة. فالحقيقة لاتتجزأ في مجال التاريخ لأن مرتكز التاريخ واحد وهو الإنسان.


(2) العلية


وتعني البحث في أسباب الأحداث أو الأفعال في إطار اختزال العلل الجزئية للحوادث الفردية إلى علة واحدة أو علتين على أكثر تقدير، يفسر في ضوئها التاريخ العالمي، أي إعادة تشكيل وقائع التاريخ ليقدم منها صورة عقلية.


ومن خلال ذلك يمكن نظرياً صياغة القوانين التي حكمت حركة الإنسان، ومقارنتها مع وقائع الحاضر انثروبولوجيا، فالماضي يساعد على فهم الحاضر والحاضر يساعد على فهم الماضي)، فكل التاريخ وكما يقول كرونشه "تاريخ معاصر.


وإذا كان التاريخ بكامله معاصراً فهل يعني هذا منهجياً أن مهمة المؤرخ ليست إلا مهمة الانثروبولوجي والعكس صحيح؟


وللإجابة على هذا السؤال نحاول تأصيل مفهوم التاريخ تاريخيا، من الإغريق الذين كانوا يعتقدون أن الإله "زيوس" وغيره من الآلهة يتدخلون عملياً في شؤون البشر وهو ما نجده لدى كافة المؤرخين الإغريق بما فيهم " تيوسيديد" الذي فهم موضوع التاريخ كقصص قدرية وكنوع من المأساة.


أما "هيرودوت" الذي يسجل لنا تاريخ اسم التاريخ إنه أول من استعمل مصطلح (historia) للدلالة على هذا النشاط الفكري، فإن التاريخ لديه مجرد وصف للماضي بصفته ماضي، إلا أن عمله وعلى المستوى المنهجي اتسم بدقة الملاحظة مع اهتمام موسوعي إضافة إلى استمتاع بالرواية الشفهية، فقد كان يقول "إنني لا أصدق كل المعلومات التي استقيها لكنني اذكر مايقال لي" كما كان هيرودوت يقوم بالرحلات من أجل الحصول على المعلومات والاستكشاف، فيذكر انه رحل إلى آسيا وافريقيا وأوروبا وبلاد فارس ومصر التي مكث بها أربعة شهور. كما استطاع أن يميز بين فن التاريخ والرواية الشعرية حيث يذكر سيشرون" أنه أول من فعل ذلك إضافة إلى أنه تميز بالقدرة على جمع المادة الحقيقية وتحضير الوثائق والقيام بالمقارنة والبحث.

 ‏

أما فيما يخص علاقة الفلسفة بالتاريخ "فهيردوت" أيضا أول من أدخل الفلسفة في التاريخ وشق طريق البحث التاريخي، وقد احتوى كتابه الخامس والمسمى "بالسكيشي" وصفا للبلاد والسكان وعاداتهم، وهو في حديثه عن ليبيا في الجزء المعروف بالكتاب الليبي يذكر تاريخ مدينة كيريني (قوريني) وملوكها ويصف المنطقة التي كانت تسمى قديما ليبيا ويذكر قبائلها وأوضاعهم الاجتماعية والسياسية.


وبذلك يكون هيرودوت قد دمج بين مهمتين اثنتين على مستوى الممارسة المنهجية العملية، بين عمل المؤرخ وعمل الانثروبولوجي، فالزيارات الميدانية هي دراسات حقلية كما أن منهج المقارنة منهج انترويولوجي، أما في تعاطيه مع الوثائق وتمحيصها فكان مؤرخا ناهيك عن موسوعيته واستخدامه الملاحظة الدقيقة وهذا يعني الارتباط الوثيق بين العلمين اللذين ندرسهما منذ هيرودوت والذي يتفق المؤرخين على انه أول من استخدم كلمة تاريخ كما سبق وان أسلفنا. إلا أن الذي يؤخذ على الإغريق عموما في هذا السياق هو تحديدهم لمفهوم التاريخ في الزمن، والزمن هو التغير والتبدل، أي أنهم لم يربطوه بالإنسان ومن ثم الزمن ولا حتى بالمكان باعتبار الإنسان مركز التاريخ، بل إن الفلسفة الإغريقية عموما وضعت التاريخ في مرتبة وضيعة بين العلوم بحجة أن سمة التاريخ عدم الثبات بل التغير والتبدل وهو بذلك لا يصنف في دائرة العلوم.


إلا أن وعي الإغريق بالزمن قد تطور إلى الوعي بالتاريخ عندما بدأوا يعتقدون بتراكمية الأخير، أي أن التاريخ أصبح في نظرهم هو تجربة منتجة للخبرة، بمعنى أن التراكم توالد عن بعضه بحيث أن الثاني له أول وأن هذا الأول هو الذي أنتج الثاني، أي الارتباط العضوي، فكما أن الإنسان في شقه البدني مركب عضوي، فالتاريخ في فكرته العضوية ترابط زمني ينتج شكلا مختزلا لمضمونه ومعبرا عن ماهيته وكينونته، التي تتعمق معرفتها بالتأمل الفلسفي بحثا عن فكرته الكلية داخل الجزئيات المركبة في تسلسل مرتهن للعلية في بنيتها المنهجية تاريخيا، وهو ما نستطيع أن نقاربه بالتعريف الذي حدده الفيلسوف الإغريقي "ارسطو طاليس" بقوله إن التاريخ هو : سرد منظم لمجموعة من الظواهر الطبيعية سواء جاءت مرتبة ترتيب زمني أم غير مرتبة في ذلك السرد. وكذلك الذي حدده أستاذه ومجايله الفيلسوف الإغريقي أيضا "افلاطون" الذي رأى أن التاريخ عبارة عن مجموعة من الدورات لابد من أن تنتهي بالانحلال والتفكك فاعتبار الظواهر الطبيعية مجال لدراسة التاريخ ارسطيا يحيل إلى فهم انتروبولوجي للتاريخ وكذلك الحال بالنسبة للدورات الافلاطونية التي يفهم منها معنى الدورات الحضارية التي لا مناص من تضمنها للثقافة وتاريخها، باعتبار الثقافة مؤشرا حضاريا أيا كان زمنها وهو المجال الذي يدرس الآن في اطار الانتروبولوجيا الحضرية ويسلك الطريق المنحرف للتاريخ."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب