لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب في المعرفة التاريخية - ارنست كاسيرر pdf

كتاب في المعرفة التاريخية للمؤلف ارنست كاسيرر أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب :


العنوان : في المعرفة التاريخية.


المؤلف : ارنست كاسيرر.


 ترجمة : أحمد حمدي محمو.

 ‏

عدد الصفحات : 138.


حجم الكتاب : 4.93 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"لا يمكن انكار دور الرومانتيكية في جعل التفكير التاريخي مثمرا الى درجة غير عادية. ويعتبر ما تحقق في هذا الشأن من أهم النتائج الفكرية التي حققتها الرومانتيكية. ولكن ليس من السهل تحديد الدور الذي كان لها في هذا السبيل. فالآراء الخاصة بالأهمية الفعلية لتأثيرها تتضارب تضاربا كبيرا. وحتى فى الوقت الحاضر، ما زال هناك تعارض من عدة نواح بين الآراء والأحكام الخاصة بقيمتها ولذا فاننا نجد مقالين في كتاب عن تاريخ العصور الوسطى والعصور الحديثة ينتهيان الى نتائج متعارضة تماما. المقال الأول كتبه « فون بيلوف »، وهو دفاع مطلق عن الكتابة الرومانتيكية، وهو بحق مناصرة تامة لها، فقد نسب اليها كل ما كتب في القرن التاسع عشر، وحسب من نتائجها الروحية وكلما ابتعد التاريخ عن اتباع آراء الرومانتيكية الرئيسية، اعتبر أنه قد أصبح معرضا لخطر الانحراف الى أي طريق غير مألوف كالمادية مثلا أو وجهة النظر الاجتماعية، أو التفسير الوضعي كما ظهر في فرنسا تحت تأثیر « كونت »، ولذا أصبح من الواجب أن تكون صيحة المعركة للكتابة التاريخية الحديثة « عودوا الى الرومانتيكية »، وقد دافع « فون بيلوف » عن هذا الموقف بتبصر عظيم ووضوح، وبأقصى قدر من التعصب في الوقت نفسه. أما المقال الآخر فهو لـ « فيتر »، الذي قدم صورة مختلفة تماما، أنكر فيها انكارا مطلقا أية قدرة للرومانتيكية على بلوغ المعرفة التاريخية الموضوعية. فقد حاول أن يثبت أن الرومانتيكية قد طرقت عالم التاريخ وفي جعبتها أفكار محددة قد سبق تصورها. ولهذا السبب لم تستطع قط أن تحقق أى فهم غير متحيز للأحداث. وأعمت نظريات الروح القومية » و «التطور العضوي، والاسراف في تقدير «غير المعلوم » الذي اعتبر في مرتبة أعلى بكثير من « المعلوم » - كل المتمسكين بهذه النظرة من البداية، وجعلتهم لا يدركون النواحي الهامة في الأفعال التاريخية. فلم تنكشف لهم قط العوامل المتنوعة والمتعددة الجوانب التي تقرر التاريخ، ولم تتسق مع الكتابة التاريخية نظريتهم الدجماتيقية التصور التي تعتمد على طائفة من فروض الرومانتيكية غير المبرهنة وتعميماتها غير الناضجة، وذلك لأنها قد تمت على يد أناس لم تكن لديهم سوى دراية ضئيلة بالتاريخ، فأصبح الرأي التاريخي السياسي الرومانتيكي بغير فائدة على الاطلاق.


فما الذي نستطيع أن نستنتجه من هذا الاختلاف البين في الرأي بين اثنين من الباحثين مثل « بيلوف» و «فيتر » اللذين كانا يعرفان تطور الفكر التاريخى الحديث معرفة تامة، وتتبعاه في جميع مراحله الواضحة : يتضح على الفور أنه لا يمكن قبول رأى فيتر بمجرد ترك المجال الضيق للكتابة التاريخية والنظر الى تطور العلوم الانسانية - Geisteswissens chaften في القرن التاسع عشر، فقد أظهر الاتجاه الذي تم هناك بوضوح تأثير الأفكار الرومانتيكية الدائم بل والحاسم في كل مجال فقد أثرت هذه الأفكار تأثيرا واضحا على ما قام به « شليجل » A. W. Schlegel في تاريخ عالم الأدب، وما حققه الأخوان « ياكوب وفيلهلم جريم » في عالم اللغة الألمانية، وما أنجزه زافيني Savigny في تاريخ القانون. وربما يكمن فى هذه الآثار أهم ما حققته الرومانتيكية وأخلده. ولو لم يكن لديها أى شيء سوى الشعور بما هو معجز وخارق للعادة، والاهتمام بالغامض والملغز مما كان موضع فخرها، ويعتبره أنصارها من الكتاب عادة أفضل خصائصها وأكثرها جوهرية - لما أمكنها الثبات طويلا في العالم الثقافى ويرجع ثباتها في كل من الأدب والتاريخ الفكرى العام الى أنها كانت كذلك بحثا في المعرفة، وأنها قدمت أداة خاصة بها، هي أداة النقد التاريخي الحديث. في هذا السبيل عملت الرومانتيكية جنبا الى جنب بجوار أفكار الاستنارة المحتقرة احتقارا جما من هذا يتضح وجود طريق مباشر ومستمر ومتصل بين القرنين الثامن فهناك صلة بين بايلي Bayle وفولتير من القرن عشر والتاسع عشر الثامن عشر ، ونيبور ورانكه من القرن التاسع عشر. ويتحتم علينا أن نشيد بمزايا الرومانتيكية الباقية فقد ظلت، آثارها يانعة في عالم علم الحضارة، حتى بعد أن خبا بريقها الشاعرى، وذبلت « زهرة الرومانتيكية الزرقاء » وقد تبدو هذه الاشادة متناقضة مع النظرة التقليدية التي ينظر بها الى الرومانتيكية : فأى نهضة وازدهار يمكن أن تتوقع من رؤية إلى العالم Weitanschauung تبحث في الأماكن المظلمة بدلا من المضيئة و تشعر بالرضى عند قيامها بذلك ؟ وما الذي يتوقعه التاريخ من مزاج يرفع من شأن الأسطورة ويمجدها ، ويحاول التشبث بالنظرة الخرافية والدينية الى الأشياء ؟ رغما عن هذا، فقد أقامت أفضل العقول في العصر الرومانتيكي حدا فاصلا بين العلم والأسطورة . ولذا فمن يقرأ تعقيب أوجوست فيلهيلم شليجل على « أغان ألمانية قديمة ، للأخوين ياكوب وفيلهيلم جريم سيظن أن الذى كتب هذا التعقيب هو أحد طلائع الرومانتيكية. لأن المقال يفرق تفرقة قاطعة بين المصادر التاريخية من ناحية، والمصادر الخرافية والشاعرية، أو الأسطورية من ناحية أخرى فكل التاريخ الموثوق به، وفقا لرأى شليجل يعتمد على مثل هذه التفرقة وقد وجه شليجل اللوم الى الأخوين لأنهما فشلا في أحوال كثيرة في فصل الخرافة فصلا كافيا عن التاريخ الحق، ولأنهما أسبغا على الخرافة شرف یعنی الاعتراف به الشك في أكثر معارفنا دقة ورسوخا.


ويقول شليجل : « ان جميع الحقائق التاريخية تتضمن السؤال البسيط الخاص بهل حدث شيء معين بالفعل أو لم يحدث، وهل اتبع هذا الشيء الوسيلة التي ذكرت، أو أنه قد تم باتباع وسيلة أخرى ولا يمكن أن تكون الروايات المتناقضة حقيقية معا في نفس الوقت ويساء الى الخرافة ذاتها بتحميل مقصودها جميع الأشياء الزائفة غير المعقولة أو الحمقاء التي يذكرها الراوى. فليس لكل الأفكار الخاطئة أصل. فهناك أوهام غير مستلهمة تماما، وأكاذيب غير شاعرية. غير أن الأخوين جريم يتحدثان حتى في القصص وحكايات الأطفال عن الروح القديمة للخرافة وعن التقاليد الأكثر تأخرا، أو عن الأسطورة، وعن الطبيعة الأسطورية للكل ».


وقد طالب شليجل بالاضافة الى هذا النقد بصفة خاصة بأساس لغوى أكيد لبحث السجلات الأدبية ويقول في هذا الشأن : لا يمكن تكرار القول على الدوام بأن نجاح البحث في العصور القديمة للغة العامية يتسنى فقط اعتمادا على النقد والتفسير. فكيف يتيسر ذلك بغير معرفة دقيقة بالنحو ؟ » وقد بين أن ما قام به الأجانب حتى ذلك الوقت من أجل القواعد الألمانية، كان أكثر بكثير مما أنجزه الباحثون الألمانيون. ويبدو أن هذا هو ما ألهم ياكوب جريم لكتابة كتابه عن النحو الألماني. وربما كان لمقال شليجل فضل حثه على القيام بمهمته الحقة الخاصة بدراسة اللغويات التاريخية.


وتأثير النزعة الرئيسية للرومانتيكية على نيبور أكثر جدارة بالملاحظة وقد أشعرته الرومانتيكية بالسمة المتمايزة للتفكير الأسطوري وأهميتها، ولكنها دفعته الى وضع حد قاطع بين الفكرين الأسطوري والتاريخى الحق. وأكثر من ذلك أنه أدرك وجود اختلاف رئیسی بین المصادر المختلفة للمعرفة التاريخية، كما أدرك أنه لا يمكن الاهتداء الى وجهة نظر مدعمة تدعيما تاما الا اذا وضع هذا الاختلاف على الدوام نصب الأعين. وقد استطاع نيبور أن يفصل الأساطير فصلا واضحا ودقيقا عن الواقع التاريخي، لأنه فهم الأساطير فهما عميقا. ولذا يعتبر فهمه الواضح للشعر والدين - الذى يرجع الفضل فيه الى الرومانتيكية - هو نقطة انطلاقه التي انطلق منها لاكتشاف صورة جديدة للتفسير التاريخي. وكان يؤمن بأن أية ملحمة رومانية ظهرت في بداية عهد الرومان تفوق في روعة خيالها وعمقها أي شيء كتبته روما في عهدها المتأخر. ولكنه رأى التاريخ الفعلى لروما من ناحية أخرى، فهو لم يرض عن الخلاص من التقاليد الخرافية الرومانية جملة واحدة، بل أراد أن يضع مكانها شيئا انشائيا وايجابيا فقد أراد توضیح تاريخ الشريعة الرومانية بدلا من الاكتفاء بذكر أحداث التاريخ الرومانية المحققة تحقيقا جزافيا مشكوكا فيه. وتصور تاریخ روما مكونا بصفة رئيسية من نضال دستورى كبير بين الأشراف والعوام. وهو النضال الذي تمتد جذوره الى الخلافات بين الغزاة والمنهزمين. ونظر أول الأمر الى المشكلات الاجتماعية والسياسية، والروابط التي تربط النظام الروماني بنظام توزیع ممتلكات الأرض. وبهذه الوسيلة، ميز المظاهر من الواقع وتحررت ماهية الأحداث التاريخية من أحجبة الرموز الغيبية والشعرية، التي أحاطت بها، وأخفت معالمها أثناء انتقالها عبر العصور. ولم يكن عبثا أنه أثناء تلقيه العلم، كان يميل الى الفلسفة النقدية، التي ألهمت مؤلفاته حتى بعد أن هجر الفلسفة المجردة وميتافيزيقية التاريخ، وانقطع انقطاعا تاما الى البحث التاريخي.


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب