لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الانسان والحيوان ابان الازمات في تاريخ المغرب - حسن بودلال Pdf

مقال الانسان والحيوان ابان الازمات في تاريخ المغرب للمؤلف حسن بودلال أونلاين بصيغة Pdf










معلومات عن المقال:


عنوان المقال: الانسان والحيوان ابان الازمات في تاريخ المغرب


المؤلف: حسن بودلال.


العنوان : الأزمات والهشاشة بالمغرب مقاربات متقاطعة.


الناشر : الجمعية المغربية للبحث التاريخي.


عدد الصفحات : 17.


حجم المقال : 6.27 ميجا بايت.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من المقال:


" تتفق معظم الدراسات على أن الجبال والصحاري شكلت عبر تاريخ المغرب خزانا بشريا للسهول الشمالية، وقد ربط الكثير ذلك بعوامل المناخ في علاقتها بمسبات المرض، انطلاقا من كون بعض الفيروسات والبكتيريا المعدية والكائنات الحاملة لها كالبراغيث، تعجز عن العيش في ظروف الجفاف والحرارة المرتفعة بالصحراء أو البرودة القاسية للمناطق الجبلية، لكن تم إغفال دور التغذية في ذلك، مع العلم أن المجاعات لم تَقِل في مجازرها السكانية عن الأوبئة، فإذا كان الجسم ذا مناعة يمكن لها أن تقاوم المرض، فما من شيء يقف أمام الجوع في ظل انعدام القوت. وما يهمنا من التغذية هو المنتوجات الحيوانية هل مكن حضورها في الوجبات اليومية من جعل هذه المناطق أكثر تحملا للجوع، من خلال ضمانها لتغذية متوازنة للأجساد ومقاومة أكبر للأسقام؟ فكما يقرر "برغيير"  (André BURGUIÈRE) الأوبئة لا تصير فتاكة إلا "في الوقت الذي يصبح فيه البشر، وقد أضعفهم سوء التغذية عاجزين عن مقاومته".

قسم ابن خلدون البدو إلى ثلاثة أصناف المزارعون وهم عامة البربر، ثم المتعاطون لتربية السائمة من البقر والغنم، ويسمون شاوية وهم أقل ارتحالا ثم مربو الإبل، الأكثر ظعنا والأبعد في القفر مجالا، مثل العرب والبربر من زناتة.. انطلاقا من هذا التصنيف، وبالعودة إلى إشارات مصدرية مختلفة، يمكن رصد انتشار تربية الماشية في جل المجالات، من سهول وجبال وصحاري، لكن اختلفت أنواع المواشي التي تم تربيتها بين هذه المناطق، إذ يلاحظ أن القبائل البدوية بالسهول الشمالية كان أكثر سائمتها من الغنم والبقر ، بينما تخصص أهل الجبال بالزراعة مع مزج ذلك بتربية الماعز بالخصوص، أما من كان" معاشهم في الإبل"، فمارسوا الترحال في المناطق الصحراوية الشاسعة.


إن هذا التباين في نوعية الماشية رغم ما يبدو عليه من بساطة، شكل عاملا لا يمكن إغفاله في قدرة بعض المناطق على مواجهة الجوع دون أخرى، فالإبل والماعز تمتلك قدرة كبيرة على مواجهة الجفاف، إذ عند قلة العشب أو فقدانه بموجب القحط، تستعيض عنه بالنباتات والشجيرات الشوكية المقاومة لقلة التساقطات، كما أن للماعز مهارة كبيرة في تسلق الأشجار الدائمة الخضرة، وعلى العكس من ذلك فإن الغنم والبقر يسرع إليها الهلاك بمجرد فقدان الأعشاب والحشائش، خاصة في ظل قلة الأعلاف، نظرا لضعف النشاط الزراعي ومحدودية تقنيات التخزين والحفظ، بالإضافة إلى صعوبة نقلها بين المناطق لظروف البنية التحتية وبدائية وسائل النقل، وهو ما جعل المناطق الجبلية والصحراوية أكثر مقاومة للجوع.


ساعدت عوامل أخرى ذات ارتباط بالحيوان على تجنب هذه المناطق للمجاعات والأوبئة تمثل أبرزها في وفرة العسل بالمناطق الجبلية، إذ تغزر النصوص التي تفيد وجوده بهذه المناطق عكس المجالات السهلية ، وهو ما وفر غذاء سهل الحفظ والتخزين وغنيا بالسعرات الحرارية كما فرضت طبيعة التربة الفقيرة وظروف المناخ الباردة على السكان زراعة الشعير، وصار الخبز الأسود المصنوع منه عماد وجباتهم. في المقابل لم يكن مفضلا لدى الحضريين والفئات الميسورة، وبعد علامة على الفقر وضنك العيش، لكنه شديد الغنى بالمعادن والفيتامينات مقارنة بالخبز الأبيض، وإذا أضفنا إلى ذلك وجود زيت الأركان والزيتون وبعض الفواكه الموسمية والمكسرات، كل ذلك مكن أجسادهم من نظام غذائي طبيعي متوازن ومناعة قادرة على مواجهة الأدواء.


أما في المناطق الصحراوية، فقد تأقلم الكثير من الرحل على نظام غذائي خال من المنتوجات الزراعية، وإنما أغذيتهم وأقواتهم الألبان واللحوم، ونتج عن ترحالهم الدائم، وقدرتهم على قطع مسافات هائلة مرونة كبيرة لتجنب المناطق التي يلحقها القحط والجوع من خلال الانتقال إلى مناطق أكثر خصبا، وأضفت المنتوجات التي يحصلون عليها من سكان الواحات خاصة من التمور، المزيد من التوازن على تغذية هؤلاء.


يتضح أن المنتجات الحيوانية المتوفرة في هذه المناطق جعلت من سكانها أكثر تحملا للجوع ومقاومة للمرض، فمن جهة تم تربية أنواع من الحيوانات متكيفة مع الجفاف، مما أعطى لأصحابها "ضمان" بقاء أطول ومن جهة ثانية فإن وفرة مصادر تغذية ثانية مثل العسل والطرائد ، أضفى مزيدا من التوازن على وجبات هؤلاء، مما مكن أجسامهم من مناعة قوية عززها تحركهم الدائم وراء قطعانهم في تضاريس صعبة، فتخلصت أجسادهم من الدهون الضارة وغلبت عليهم النحافة"، وصاروا أصبر وأجلد أمام تقلبات الزمن، فغدت هذه المناطق خزانا بشريا للسهول الشمالية والمدن. ولا شك أن هذا التحليل يحمل استثناءات جغرافية واجتماعية."


رابط تحميل الكتاب:



عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب