لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مفهوم التاريخ وتاريخ المفهوم - الهادي التيمومي PDF

كتاب كتاب مفهوم التاريخ وتاريخ المفهوم - الهادي التيمومي أونلاين بصيغة PDF :








معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : مفهوم التاريخ وتاريخ المفهوم في العالم الغربي من النهضة الى العولمة.


مؤلف الكتاب : الهادي التيمومي.

 ‏

تاريخ النشر: 2003.


الناشر: دار محمد علي للنشر.


عدد الصفحات : 159.


حجم الكتاب : 4.64 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"المؤرّخ الماركسي


مثلت الماركسية أعظم ثورة فكرية أثرت في علم التاريخ منذ الإغريق القدامى، ولعل ذلك راجع لا فقط إلى اكتشافاتها في ميدان الإنسانيات وإنما كذلك إلى جمعها بين العلم والأخلاق وبين النظرية والتطبيق وبين تفسير العالم وضرورة تغييره. ولا يوجد فرع واحد من فروع المعرفة الإنسانية والاجتماعية لم يتأثر إن كثيرا أو قليلاً بالماركسية، وحتى ألد أعدائها لم يترددوا في الأخذ عنها رغم أنهم لم يعترفوا بذلك صراحةً.


1. الماركسية (Le marxisme)


شهدت أوروبا منذ أواسط القرن التاسع عشر هزات اجتماعية وسياسية عنيفة ناجمة عن رواج مفاهيم الديمقراطيّة والتّحرّر وعن تناقضات الاقتصاد الرأسمالي. ولعل أبرز هذه الهزات الحركات الليبرالية والقومية لعام 1848 وثورة العمّال الباريسيين المعروفة بـ«كومونة باريس عام 1871. وتدل هذه القلاقل الاجتماعية والسّياسيّة على أنّ الاقتصار على شعار حقوق الإنسان لعام 1789 لم يعد كافيًا، ولا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار لمطالب الشرائح الاجتماعية الشعبية، وخاصة منها البروليتاريا الصناعية.


وانطلقت الماركسية في بدايتها انطلاقة قوية وتحوّلت إلى شبح مخيف بالنسبة إلى الحكومات البرجوازية تأسيس الأممية الشيوعية الأولى، تكاثر الإضرابات العمالية..... لكنّ الفكر الماركسي فقد تدريجيا الكثير من وهجه الثوري بعد موت مؤسسه كارل ماركس (1883)، إذ حدثت تطوّرات في المجتمعات الصناعية الأوروبية سارت في الاتجاه المعاكس للذي رسمته الماركسية (تحسن نسبي للأوضاع المعيشية للبروليتاريا رغم بعض الأزمات الاقتصادية الخطيرة أحيانًا تدخل الحكومات لضمان بعض مصالح الشغالين، وتعاظم دور النقابات العمالية وتحقيقها مكاسب معتبرة لمنظوريها، اضطلاع الأحزاب الاشتراكية بدور هام في الحياة البرلمانية إنّ الاستثناء الوحيد كان روسيا القيصرية التي كانت تسبح ضد تيار العصر بنظامها السياسي الأوتوقراطي وظروف عيش عمالها المتردية جدًّا.


وكانت الاشتراكية في هذا البلد ذات طابع ثوري بقيادة الفيلسوف والمنظر ورجل الميدان لينين (LENINE). وبعد نجاح ثورة أكتوبر الاشتراكية في هذا البلد (1917)، أخذ الفكر الماركسي ينتشر في العالم، وزاده دفعا صعود الفاشيات إلى الحكم في بعض البلدان الأوروبية وخطورة الأزمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية لعام 1929 وازداد الفكر الماركسي رواجًا بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة عندما تحوّلت أوروبا الوسطى والشرقية والصين إلى الاشتراكية، ووصل الأمر ببعض مجتمعات العالم الثالث شبه البدائية مثل اليمن الجنوبي إلى تبني حكوماتها للماركسية، هذه الماركسية التي أكد مؤسسوها أنها جعلت فقط للبلدان الرأسمالية المتطورة جدًّا.


لقد كانت الماركسية عملاً ثنائيا قام به الألمانيان فريدريك أنقلــز (FREDERIC ENGELS) (توفي عام 1895) وخاصة كارل ماركس KARL) (MARX (توفي عام 1883). ومن الصعب جدا تلخيص هذه النظرية في فقرات معدودات، لكن الحجم المحدود لهذا الكتاب يفرض ذلك.


إن أهم كتاب ألفه ماركس هو «رأس المال» (1867) وهو من أعظم التحاليل العلمية لآليات النظام الاقتصادي الرأسمالي. ويعتبر ماركس أن نظريته محصلة لقراءة نقدية شملت الفلسفة الألمانية (هيغل، فيورباخ ...) والاشتراكية الفرنسية (كومونة باريس سان سیمون، برودون...) والاقتصاد السياسي البريطاني (ريكاردو، سميث، ميل...).


تعترف الماركسية بأنها نظرية مادية Materialiste) أي أنها تقر بأن الوجود هو الذي يحدّد الوعي، وأن العالم موجود ومستقل عن الوعي، وهو موجود منذ الأزل ولا خالق له ولا حدود له في الزمان والمكان، والواقع المادي هو الأساس، أما ما هو روحاني ومثالي فهو ثانوي والوعي هو نتاج الواقع المادي وانعكاس له.


إن هذا المفهوم المادّيّ مناقض تمامًا للنظرية المثالية (Idealiste) التي ترى أن إنتاج الأفكار الجمالية والأخلاقية والسياسية والدينية...) يكاد يكون مستقلاً عن القاعدة المادية للمجتمع وللفرد قوى الإنتاج من فلاحة وصناعة وحرف، وعلاقات الإنتاج بين صاحب وسيلة الإنتاج والعامل).


وليست الماركسية نظرية مادّيّة فحسب وإنّما هي نظرية مادية جدلية ) (Dialectique أي نظرية تعتبر أنّ كلّ ظاهرة يجب أن تُدرس في إطار ديناميكية تتعارض في صلبها القوى المتناقضة. فكل ظاهرة تحمل في أحشائها الشيء ونقيضه. والمقاربة الجدلية مختلفة عن المقاربات الأخرى، فالمقاربة التفهميّة (Comprehensive) (التاريخانيون) تشرح الأحداث اعتمادًا على نوايا الفاعلين التاريخيين ومقاصدهم، والمقاربة العلية (Causale) تشرح الواقع الاجتماعي بربطه بواقع اجتماعي آخر، والمقاربة البنيوية (Structurale) تبحث عن البنى المستترة التي تعطي لكل ظاهرة معناها الخاص، والمقاربة الوظيفية (Fonctionnaliste) تركز على الوظيفة المنوطة بعهدة كل ظاهرة في نسق معين.


أما المقاربة الجدلية الماركسية، فيهمها في المقام الأوّل العناصر المتناقضة الكامنة فؤ صلب الأشياء المادة والحركة العام والخاص، الحياة والموت، السلبي والإيجابي إلخ... وتعتبر الماركسية أنّ المجتمعات البشرية تخضع لجملة من القوانين في تطوّرها، وهذه القوانين هي الماديّة التاريخية وهي تطبيق المادية الجدلية بصفتها فلسفة على تاريخ المجتمعات. وقد انتقدت الماركسية بشدّة الوضعيّة لأنّ هذه النظرية ترفض إجراء المقارنات التاريخية والبحث في الهياكل الخفية والآليات المستترة في التاريخ البشري مثل نمط الإنتاج أو صراع الطبقات أو الوعي الطبقي...


ومبادئ المادية التاريخية هي :


إن الطريقة التي ينظم بها البشر إنتاج حاجاتهم المادية هي العامل المحدّد في نهاية التحليل (En dernière instance) للتاريخ البشري، ويؤكد مؤسسا الماركسية عبارة نهاية التحليل» للتفريق بين المادية الجدلية والمادية الميكانيكية. وقد قال أنقلز : "... إذا ما لوى... أحدهم عنق هذه الجملة وقولها إن العالم الاقتصادي هو الوحيد المحدّد، يكون قد حوّلها إلى جملة فارغة ومجرّدة وعبثية، كما أنّ ماركس نفسه نبه في رأس المال (الكتاب الأول) في رده على أحد نقاده: إن رأيي حسب هذا (الناقد) أن نمطا محددًا من الإنتاج ومن العلاقات الاجتماعية المنبثقة عنه، أو ببساطة إنّ البنية الاقتصادية للمجتمع هي القاعدة الحقيقية التي يعلو فوقها لاحقا البنيان التشريعي والسياسي بطريقة تجعل من نمط إنتاج الحياة المادية هو المتحكم عموما في تطوّر الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، إذن حسبما نسبه إلى (هذا الناقد فإنّ هذا الرأي صحيح لكن بالنسبة إلى العالم المعاصر الذي يخضع للمصالح المادية، لكنه ليس صحيحا تماما بالنسبة إلى العصر الوسيط الذي تسود فيه الكاثوليكية أو بالنسبة إلى أثينا وروما حيث تسود السياسة... لكن من الواضح أنّ العصر الوسيط لا يستطيع أن يعيش فقط بالكاثوليكية، وأنّ أثينا وروما لا يستطيعان العيش فقط بالسياسة، وإن الظروف الاقتصادية لتلك العصور هي التين تفسر وخلافا لما هو متوقع - لماذا كانت الكاثوليكية هنا والسّياسة هناك تضطلعان بمثل ذلك الدور.


• نمط الإنتاج هو المحدّد للتاريخ وللأشكال الاجتماعية المتنوعة. ونمط الإنتاج هو تداخل بين قوى إنتاج معينة (أرض، مال، مصنع،...) وعلاقات إنتاج معينة (أصناف علاقات الشغل بين مالكي وسائل الإنتاج من جهة والكادحين الذين يستخدمون تلك الوسائل الإنتاجية، مثل العلاقة بين مالك العبيد وعبيده أو العلاقة بين الفيودالي والقنّ، أو العلاقة بين رجل الأعمال الرأسمالي والأجير ......).


• تضطلع البنى الفوقية المؤسسات السياسية، الأفكار...) بدور في تطوّر المجتمعات، لكنه دور غير حاسم.


• الفاعلون الرئيسيون في التاريخ هم المنتجون المباشرون، أي العمال. أما عظماء الرجال من سياسيين وعسكريين ومفكرين، فدورهم أقل أهمية.


• ظهور الطبقات الاجتماعية كان وليد الملكية الفردية لوسائل الإنتاج وفي مقدمتها الأرض وعلاقة هذه الطبقات بعضها ببعض هي علاقات صراع، وقد قال أنقلز في كتابه أصل العائلة والملكيّة الخاصّة والدولة (1884) : "إنّ أساس الحضارة هو استغلال طبقة اجتماعية لأخرى... وقد أنجزت الحضارة أشياء يعجز عنها تماماً المجتمع البطريركي القديم، لكنها أنجزت ذلك بالاعتماد على أقذر ما في الإنسان من ميول فطريّة وأهواء، وبتطوير ذلك على حساب بقية مؤهلاته “.


• ‏الدولة هي جهاز في خدمة الطبقة المهيمنة اقتصاديا، وليست جهازا محايدا أو فوق الطبقات.


• ‏صراع الطبقات سيؤدي حتماً إلى ديكتاتورية البروليتاريا وإلى قيام المجتمع الخالي من الاستغلال الطبقات ومن ومن الدولة."


رابط تحميل الكتاب 


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب