لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الموسيقى العسكرية ومجالات استخداماتها في بلاد المغرب خلال عصر المرابطين والموحدين 448-668ه/1056-1269م - فريد عبد الرشيد فريد PDF

الموسيقى العسكرية ومجالات استخداماتها في بلاد المغرب خلال عصر المرابطين والموحدين 448-668ه/1056-1269م - فريد عبد الرشيد فريد PDF





معلومات عن المقال : 


العنوان : الموسيقى العسكرية ومجالات استخداماتها في بلاد المغرب خلال عصر المرابطين والموحدين 448-668ه /1056-1269م.


المؤلف : فريد عبد الرشيد فريد.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من المقال:


"كان للبشر على مر الفترات التاريخية باع كبير في ابتكار عديد من وسائل الاتصال المختلفة؛ التي تسهل عليهم نقل الأخبار والأوامر والمعلومات بكل سهولة ويسر بين الأقطار والمدن، وإذا كان الإغريق والرومان والفرس وغيرهم لهم باع في استخدام وسائل الاتصال، فإنَّ ذلك لا يعدو أن يكون مجرد حالات خاصة، إذا ما قارناها مع دور العرب المسلمين بحسب ما يرى أحد الباحثين.


ونتفق مع هذا الباحث فيما ذهب إليه من أن الجهة التي مارست هذا النوع من الاتصال وأعطته جل عنايتها ورعايتها هي الجهة العربية، فالعرب - وحدهم - كانوا السباقين الذين وضعوا الأسس الأولى لعلم التَّرميز والتَّعمية، وقدموا أمثلة حية على ذلك.


ونذكر هذه الوسائل التي لجأ إليها الإنسان - بخلاف المخاطبات والمراسلات المعتادة - استعمال مختلف أنواع الآلات الموسيقية من الطبول والأبواق والأجراس كوسيلة إخبارية سريعة، غايتها الإشعار بالحدث، والإنذار بوقوعه، لما لها من دلالات الجُمل المكتوبة. فعلى سبيل المثال؛ كان المرتبون في منارة الإسكندرية قديمًا - حينما يتراءى لهم ما يريبهم في البحر، يقرعون الطبول والأبواق والأجراس، لإنذار عامة الناس باحتمال هجوم العدو عليهم، فيتحركون لمحاربته.


كما تتوافر لدينا إشارة عن استخدام المسلمين للطبول في عمليات التراسل أوردها الطبري ( ت ۳۱۰ هـ /۹۲۲م) حدثت زمن الخليفة المأمون (۱۹۸-۲۱۸ھ/۸۱۳-۸۳۳م) تم فيها استخدام الطبول للتراسل بين الخليفة وقائده هرثمة بن أعين؛ الذي أراد أن يخبر المأمون بما يدبر له من قبل وزيره الفضل بن سهل، وما يكتم عنه من الأخبار، ومن ناحيته كان الفضل بن سهل يوغر صدر المأمون على هرثمة، ويظهره في ثوب العاصي المتمرد، وكان الخليفة يقيم آنذاك بمدينة مزو ، فلما بلغ هرثمة مزو لمقابلة المأمون؛ خشى أن يكتم المأمون قدومه، فأمر بضرب الطبول؛ كي يسمعها المأمون، ويصله خبره. وعلى المنوال نفسه، يسرد لنا المقدسي ت ۳۸۰هـ / ۹۹۰م واقعة أخرى عن استخدام المسلمين للطبول والأبواق في منارات ورباطات الساحل الشامي خلال النصف الأول من القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي؛ للإنذار بقدوم الروم من خلال قرع الطبول؛ حتَّى يخرج الناس لملاقاتهم بالسلاح والقوة. ويضاف إلى هذه الاستخدامات السابقة وظيفة أخرى لا تقل أهمية عما سبق ألا وهي استخدام المسلمين للطبول في ساحات القتال كإشارة أو علامة إخبارية؛ لتحرك الجيوش وتوقفها، فكانت علامة المسير والوقوف ضرب الطبول وسكونها، لإعلام القوات بحركات السير والوقوف، لا سيما في مناطق الجبال المنيعة، والوديان الوعرة، والأزقة الضيقة، فإن أراد قائد الجيش أن يقف؛ أمسك عن ضرب الطبول، فيقف الناس جميعًا من كل ناحية.


وفي بلاد المغرب - موضوع دراستنا - لم تصل إلى آذاننا أصداء آلات الموسيقى العسكرية، لا سيما الطبول في المصادر التاريخية، التي اطلعنا عليها حتى منتصف القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي؛ لأنَّ طبيعة الموضوع ذاتها كانت تقتضي الكتمان، ورغم ذلك فإنَّ المصادر التاريخية لم تخذلنا في الوقوف على نماذج واضحةٍ حول استعمال الموسيقى عسكريًا في حروب الحصارات، فبدأت أصوات آلات الموسيقى تملأ بعض ساحات المعارك منذ نهايات النصف الأول من القرن الرابع للهجرة، وتحديدًا على أيدي الفاطميين؛ الذين استخدموا قرع الطبول كشفرة في معاركهم وحصاراتهم ومن الشواهد على ذلك ما حدث أثناء حصار الفاطميين لمدينة فاس سنة ٣٤٧هـ / ٩٥٨م ، على يد القائد الفاطمي جوهر الصقلي؛ الذي بعث بأحد قواده ويدعى زيري بن مناد الصنهاجي عندما استطال عليه حصارها رفقة جماعة من قومه ممن يعرفون بالشجاعة والأقدام؛ ليتسللوا إلى داخل المدينة، وبعد نجاح مهمتهم فتحوا الأبواب، وأشعلوا المشاعل، وضربوا الطبول، وكانت الإمارة بين جوهر وزيري، فلما سمعها جوهر ركب في العساكر، واقتحم مدينة فاس سنة ٣٤٨هـ / ٩٥٩م.


وفي أواخر القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي، يذكر صاحب كتاب التشوف أثناء حديثه عن يعلي بن مصلين الرجراجي أنه كان يقاتل كفار برغواطة وغزاهم مرات، وأن طبله هو الباقي هناك إلي الآن، ويعلق أحد الباحثين على طبل الرجراجي قائلاً: "والإشارة للطبل لها دلالتها، فهي تعني أن أبناء المنطقة كانوا يُسْتَنْفِرُون للجهاد عن طريق الطبل، ولا يحتاجون للنداء الفردي، فصارت تلك عادتهم، وأنهم احتفظوا بذلك الطبل على سيبل التبرك، ولاستعماله كلما جد الجد". ورغم ندرة الإشارات حول الموسيقى العسكرية خلال هذه الفترة؛ فإنَّ دوي صوتها الفترات التاريخية اللاحقة، وخصوصًا خلال عصري المرابطين والموحدين."


رابط التحميل :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب