لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التاريخ الجديد - جاك لوغوف PDF

 كتاب التاريخ الجديد للمؤلف جاك لوغوف أونلاين بصيغة PDF






معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب :التاريخ الجديد.


المؤلف :جاك لوغوف.


ترجمة :محمد الطاهر المنصوري.


الناشر :المنظمة العربية للترجمة، بيروت-لبنان.


الطبعة الأولى : 2007.


عدد الصفحات : 612.


حجم الكتاب : 13.9 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :


"تاريخ الذهنيات


فيليب أرياس


كان لوسيان فافر يروي حكاية أوردها هنا انطلاقاً من الذاكرة من دون التثبت من النصّ، لأنها كما بقيت في ذكرياتي، ولا يهم إن بقيت محرفة ومبسطة، فقد بدت لي دائماً أنها تطبيق ساطع لمسألة الذهنية العويصة.


..في الصباح الباكر غادر فرنسوا الأول فراش عشيقته للعودة متخفياً إلى قصره. لقد مرَّ أمام كنيسة في الوقت الذي تقرع فيه النواقيس إيذاناً بوقت الصلاة، فأثر فيه ذلك، فدخل لحضور القداس والصلاة في خشوع.


يفاجأ الإنسان اليوم بالجمع بين الحب الآثم والتقوى الصادقة، فله في ذلك اختيار أحد تأويلين :


التأويل الأول أثار صوت ناقوس المعبد الرغبة في نفس الملك للتكفير عن ذنبه، فتوقف للصلاة طلباً للمغفرة. لا يمكن أن يكون موقفه خال من النفاق، فهو المذنب ليلاً التائب فجراً. إنه يتصرف كإنسان اليوم على الأقل مثل الإنسان العادي الذي له بعض العقلانية من دون أن يكون قرأ دوستويفسكي (Dostorevski) أو يرتاب من فرويد، مثل القاضي أو عضو المحاكم الشعبية. إنه مقتنع بأن التناسق الأخلاقي طبيعي وضروري. وإذا غابت الأخلاق لدى البعض، فهؤلاء هم أناس غير عاديين ومنبوذون من المجتمع. وهذه القاعدة هي قيمة ثابتة في مستوى معين من العمق والتعميم، لأن الطبيعة البشرية لا تتغير. إن مثل هذا التأويل هو تأويل المؤرخ الكلاسيكي، المندفع نحو الإقرار باستمرار المشاعر نفسها، بالنسبة إلى كل فترة وفي كل الثقافات على الأقل المتحضرة، وبصورة أدق الحضارة المسيحية.


وعلى عكس ذلك يكون التأويل الآخر، وهو تأويل مؤرخ الذهنيات. لقد كان الملك صادقاً ببساطة وبعفوية في تقواه كما هو صادق في حبّه، وهو ما زال لم يشعر بتناقض هذين الشعورين. إنه يدخل الكنيسة كما يندس في فراش عشيقته بالجموح البريء نفسه. ولا تكدر صدق صلاته روائح القبة الكريهة. أما ساعة التوبة فستأتي في ما بعد.


أما اليوم، فلا يسمح الرأي الجماعي بوجود أحاسيس متناقضة في الوقت نفسه. وعلى رغم العديد من الجهود لجعلها مقبولة، وذلك بسير أعماق النفوس، فالفكر ينفر منها في النهاية حتى ولو تظاهر بأخذها بعين الاعتبار. وعلى العكس تبدو هذه الظاهرة طبيعية في الماضي. وهذا لا يعني اختلافاً بين مسيحية حساسة ومتشائمة، ومسيحية متشدّدة أخلاقيا. إن الاختلاف عميق والإصلاحات الدينية في القرنين السادس عشر والسابع عشر ليست هي السبب في ذلك، وإن كانت من دون شك تعبيراً عن هذا الاختلاف.


هناك مثال آخر أعطاه لوسيان فافر للتعبير عن تطابق بين بعض المواقف التي أصبحت في ما بعد غير متطابقة. وهو مثال مارغريت دو نافار (Marguerite de Navarre) أخت فرنسوا الأول، والتي استطاعت أن تكتب مرآة النفس المخطئة، وهو ديوان في الأذكار بعدما كتبت الإبتاميرون وهو مجموعة من القصص الفاحشة. عاداتنا لا تسمح أبدا بهذا الخلط الساذج والصادق النية. لقد كانت بعض الأشياء ممكنة ومقبولة في فترة معينة وفي ثقافة معينة، ولكنها لم تعد كذلك في فترة أخرى وفي ثقافة أخرى. وإذا كنا لا نستطيع اليوم أن نتصرف بالبساطة نفسها والطبيعية نفسها، وضمن ظروف مماثلة مثل أميرينا في القرن السادس عشر، يدل ذلك بالتأكيد على تغير في الذهنيات حصل بيننا وبينهما، فليس لأننا لا نؤمن بالقيم نفسها، وإنما لأن ردود الفعل الأساسية ليست هي نفسها.


هذا هو ما نعنيه تقريباً منذ لوسيان فافر بـ «المواقف الذهنية».


نشأة تاريخ الذهنيات وتطوره


رواد تاریخ آخر


يستحسن أن نقدم هنا فكرة الذهنية بالانطلاق من أمثلة مأخوذة من أعمال لوسيان فافر وفي الواقع إن تاريخ الذهنيات ليس تاريخاً جديداً، فقد ولد غداة الحرب العالمية الأولى عند بعض المؤرخين، مثل الفرنسيين لوسيان فافر ومارك بلوخ والبلجيكي هنري بيران، وعند بعض الجغرافيين مثل أ،دومنجون، وعند بعض علماء الاجتماع، مثل ل. ليفي برول وهالبواكس وغيرهما. وهذه المجموعة هي التي أوحت منذ 1929 بـ حوليات التاريخ الاقتصادي والاجتماعي الشهيرة. نقول عادة مدرسة «الحوليات، غير أن مجموعة الحوليات كانت أحسن تنظيم وأكثر نضالية وهي ليست الوحيدة. يجب أن نضيف إليها بعض الشخصيات المستقلة والمنفردة التي كان لها الدور الريادي نفسه مثل المؤرخ الهولندي الشهير هويزنغا وبعض الكتاب الذين ظلوا مغمورين لفترة طويلة من الزمن، مثل الألماني نوربير إلياس صاحب الكتابات المجددة التي نشرت سنة 1939، والذين حجبتهم عواصف الزمن حتى وقع اكتشافهم اليوم من جديد، أو بعض الكتاب الهامشيين أقصد أن علاقة أعمالهم بتاريخ الذهنيات لم تبرز في إبانها مثل ماريو براتز (Mario Praz)، مؤرخ الآداب الملعونة والنوع المرضي منها. وقد نشر كتابه الرئيسي بالإيطالية في العشرينات، وترجم إلى الفرنسية سنة 1977، وهو محاولة متميزة تهدف إلى رسم حدود التبادل بين التعبير الأدبي والمتخيل الجماعي.


كل هؤلاء الكتاب سواء انتموا إلى الحوليات أو كانوا غرباء عنها أو هامشيين بالنسبة إليها، يقرّون للتاريخ بحقل آخر غير الحقل الذي كان محصوراً فيه من قبل، وهو تاريخ الأفعال الواعية والإرادية والموجهة في اتجاه القرار السياسي ونشر الأفكار وسلوك الناس وسير الأحداث.


يعد حقل المتخيل والعاطفة واللعب وكل ما هو مجاني، بالنسبة إلى هويزنغا بقيمة الاقتصاد نفسها، فهو يعبر عن ذلك صراحة انحطاط العصر الوسيط قائلاً: «يجب أن يهتم تاريخ الحضارات بالدرجة نفسها بالحلم وبالجمال وبالخيال الرومانسي، كما يهتم بعدد السكان وحجم الضرائب، أي التاريخ الديمغرافي والاقتصادي. «إن الوهم في حد ذاته، والذي يعيشه المعاصرون، له قيمة أية حقيقة نفسها. إنها جمل يجيب عنها اليوم مثل الصدى وخمسون سنة بعد ما قيلت، ج. لوغوف في تقديم كتاب بعنوان: من أجل عصر وسيط آخر: «ضرورة توفير بعض العناصر الصلبة لدراسة المتخيل الاجتماعي.


هويزنغا الشهير، وم. براتز الذائع الصيت، ونوربير إلياس هذا المغمور، كل هؤلاء لم يكن ممكناً لهم تأسيس مدرسة واقتحام حواجز التاريخ التقليدي ونجحت مجموعة ستراسبورغ الصغيرة."


تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب