لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الخوارج في بلاد المغرب الإسلامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري - محمود إسماعيل عبد الرزاق PDF

كتاب الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري للمؤلف محمود إسماعيل - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الخوارج في بلاد المغرب الإسلامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري.


المؤلف : محمود إسماعيل عبد الرزاق.


الصفحات : 338.


حجم الكتاب : 11 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"بلاد المغرب قبيل ظهور الخوارج


نجم عن سياسة الامويين الأواخر موجة من السخط عمت كافة الولايات الاسلامية، وقد استغل الهاشميون والخوارج حالة السخط هذه في تأليب الجماعة الاسلامية ضد الحكم الأموي، فبينما اتجه الهاشميون بدعوتهم نحو المشرق فى فارس وخراسان عمد الخوارج الى بث دعاتهم في بلاد المغرب التي كانت اذ ذاك ميدانا خصبا لتقبل مبادئهم.


فقد عانت بلاد المغرب كغيرها من الولايات الاسلامية من الفتن السياسية الناجمة عن الخصومات القبلية بين القيسية واليمنية حتى ليذهب بعض الدارسين الى اعتبارها دافعا اساسيا لثورات البربر على الحكم الأموي. فالثابت أن غالبية عرب الفتح الذين استقروا بالمغرب كانوا من اليمنية، وهم الذين آزروا موسى بن نصير خلال ولايته استمرت حتى عام 96 هـ. ولما عزل موسى واستبدله الخليفة سليمان بن عبد الملك بمحمد بن يزيد - وكان تيسيا - كان هم الوالي الجديد وشغله الشاغل تصفية نفوذ آل موسى، فأخذ يتتبعهم ويبطش بهم ويستولى على أموالهم بتحريض من الخليفة لنقمته على موسى بن نصير، فأودع محمد بن يزيد عبد الله بن موسى السجن وفرض عليه من المغارم ما هو لفوق طاقته، وما فتىء يعذبه حتى مات.


وفي ولاية يزيد بن أبى مسلم ( 101 - 103 هـ ) ( 723-720م ) عاد نفوذ اليمنية من جديد، وانتقم يزيد بن أبي مسلم من سلفه محمد بن يزيد، فرمى به فى السجن واشبعه جلدا وتعذيبا انتقاما لما حل باليمنية على يديه من عسف واضطهاد.


وآلت ولاية المغرب الى بشر بن صفوان بعد مقتل يزيد بن أبي مسلم، وكان بشر من غلاة اليمنية فأمعن فى اضطهاد القيسية، وبلغ به التعصب لعشيرته انه استخلف على البلاد قبل موته نغاش بن قرط الكلبي، فعاث فيها وأسرف في اذلال القيسية.


و عاودت القيسية الظهور حين ولى هشام بن عبد الملك عبيدة بن عبد الرحمن القيسي، فبيت النية على البطش بعمال بشر بن صفوان، وامعن في اقتفاء آثر آل موسى بن نصير حتى استأصل شافتهم. واستمرت محنة اليمنية في المغرب فى عهد عبيد الله بن الحبحاب الذي تقلد الولاية سنة 116 هـ ( 735م )، ولاقى أشياعهم على يديه عنتا شديدا.


والى جانب انشغال الولاة بالخصومات القبلية، كانوا يتنافسون في جمع الاموال ارضاء للخلافة من ناحية، وكسبا للانصار واشباعا لنهمهم من ناحية أخرى. فعكفوا على ارسال الحملات والجيوش تضرب في أطراف المغرب أو تهاجم الجزر البحرية فى البحر المتوسط بغية السلب والنهب، فیزید ابن ابی مسلم غزا صقلية سنة 101 هـ ( 719م ) في وقت كان الموقف بالمغرب عصيبا. وفى سنة 109 هـ ( 727 م ) غزا بشر ابن صفوان نفس الجزيرة « واصاب منها سبيا كثيرا » بعد أن « هلك من جيشه خلق كثير ». وغرق الاسطول الذي بعثه عبيدة ابن عبد الرحمن الى صقلية فى العام التالي بقيادة المستنير بن الحبحاب. وغزا عبيد الله بن الحبحاب فى بلاد السوس وارض السودان، لكنه لم يجن من وراء غزواته سوى مغانم الذهب والفضة وسبايا البربر. كما بعث بجنده الى جزيرة سردينية سنة 117 هـ ( 736 م ) «  فنهبوا وغنموا وعادوا »، ثم غزا صقلية وعادت حملته بالاموال والسبايا. و فى كل تلك الجيوش كان البربر يشكلون غالبية رجالها، فكانوا أداة لخدمة أطماع الولاة.


ويجمع كثيرون من المؤرخين على سوء معاملة عمال العصر الاموي الاخير للبربر وارهاقهم بالمغارم والجبايات ، واعتبر بعضهم بلاد البربر دار حرب حتى بعد اعتناقهم الاسلام جريا على سياسة الخلافة الاموية فى سائر الامصار الاسلامية. وحاول الخليفة عمر بن عبد العزيز وضع حد لتسلط الولاة واستعادة ثقة البربر في الحكومة الاسلامية، فعين على المغرب واليا تقيا هو اسماعيل بن عبيد الله وأمره باسقاط الجزية على من أسلم من بربر وتحرير من استرق من نسائهم، كما أمره « باقرار القرى فى يد غنامها بعد أخذ الخمس »، لتثول الارض الى أصحابها فيجنون ثمارها ويدفعون عنها خراجها المعلوم. وقد حرص عمر بن عبد العزيز على أن يجمع اسماعيل بن عبيد الله بين أعباء الادارة والحرب الى جانب جمع الخراج والصدقات ليحول دون جور الجباة واستبدادهم.


لكن هذه السياسة انتهت بوفاته، وعادت الخلافة الأموية الى سيرتها الاولى. فقد استبدل الخليفة يزيد بن عبد الملك اسماعيل بن عبيد الله بيزيد بن أبي مسلم سنة 102 هـ 720، فاستبد بالبربر، م وقضى على الاصلاحات التي انجزها سلفه، وكان يزيد بن أبي مسلم ينفذ مشيئة الخلافة الأموية التى اعادت فرض الجزية على من أسلم من الموالى ليتسنى لها الحصول على مزيد من الأموال والتنصل من دفع مزيد من الاعطيات للجند المسلمين من الموالى ومهما كان الأمر فقد اشتط يزيد في معاملة البربر، ونسب اليه أنه اهدر كبرياءهم بوشم حرسه من البربر فكان يشم الرجل فى يده اليمنى باسمه وفى اليسرى بكلمة « حرسی »، وادى ذلك الى شعور البربر بالمهانة، فأنفوا منه وانكروه.


وجرى عبيدة بن عبد الرحمن على سياسة العسف هذه حتى « جمع من الاماء والجوارى والعبيد والخصيان والدواب والذهب » الشيء الكثير. وتفاقمت الاحوال و ازدادت سوءا ابان ولاية عبيد الله بن الحبحاب الذي أسرف في سياسته فجند الجيوش لسلب البربر وسبيهم في أقاصي المغرب، ونشر الهلع والرعب فى تلك الاصقاع. وعين ابنه اسماعيل عاملا على طنجة وجعل معه عمر بن عبد الله المرادى، فأساءا السيرة واعتبرا البربر فينا أسلموا أم لم يسلموا - وعاملوهم معاملة الرقيق. وهكذا تسبب الولاة الأمويون فى المغرب في اثارة مشاعر الحقد والكراهية عند البربر على الولاة والخلفاء على السواء مما اوجد مناخا ملائما لانتشار مذهب الخوارج.


ويحاول بعض الدارسين الدفاع عن الخلافة الأموية وتبرئتها من تبعات ما حدث في المغرب من مساوىء، بالقاء اللوم على الولاة وحدهم. فيذكر دبوز أن سليمان بن عبد الملك أنكر على موسى بن نصير سلوكه في المغرب وأنه كان حانقا عليه لمبالغته فى السبى وعدم عدله في البربر ». ويمضى الدكتور السيد عبد العزيز سالم في نفس الاتجاه فيقول « وكان سليمان بن عبد الملك يستهجن سياسة عبد الله بن موسى القائمة على العنف والتسلط في معاملة البربر .. » ويستشهد بعبارة أوردها الرقيق مدللا بها على نزاهة الخليفة وعدله اذ أوصى واليه الجديد على المغرب بقوله » يا محمد بن يزيد، اتق الله وحده لا شريك له، وقم فيما وليتك بالحق والعدل ». ويظهر نفس هذا الاتجاه عند الدكتور مؤنس اذ يقول «.. وليس الى الشك سبيل في أن خلفاء بني أمية لم يكونوا ليرضوا عن سياسة يزيد بن أبي مسلم وبشر بن صفوان فى افريقية، اذ أنهم لم يكونوا يعلمون شيئا عن الوسائل التي كانا يلجان اليها في عسف البربر والاستبداد بهم. ومن دلائل ذلك أن يزيد بن عبد الملك لم يغضب حين علم بقتل البربر يزيد ابن ابى مسلم ».


ونعتقد أن المحدثين قد تأثروا فى هذا الصدد برواية لصاحب كتاب اخبار مجموعة في فتح الاندلس تقول « .. وقد يقول من يطعن على الائمة أنهم إنما خرجوا ضيقا من سير عمالهم، وأن الخليفة وولده كانوا يكتبون الى عمال طنجة فى جلود الخرفان العسلية وهو قول أهل البغض للائمة ( يقصد الخوارج ) « ومن المعروف أن هذا المؤرخ المجهول يعد الوحيد بين المؤرخين القدامى الذى تصدى للدفاع عن بني امية. ولا غرابة في ذلك اذا علمنا أنه كان اندلسيا يعيش في كنف الدولة الأموية بالاندلس، وبديهي أن يتعصب لبني امية ضد أعدائهم.


أما ما ذكره دبوز عن حنق سليمان بن عبد الملك على موسى بن نصير لعدم عدله فى البربر، فقول يؤخذ بحذر. فمن الثابت ان حقده هذا يرجع لاسباب شخصية أوردناها سلفا ونفس الشيء يقال في تفسير حنق سليمان بن عبد الملك على عبد الله بن موسى، وليس الحال كما ذكر الدكتور سالم استهجانا لتسلط عبد الله على البربر. فما أورده من دليل في هذا الصدد لا يؤيد ما ساقه، اذ أن نصيحة الخليفة لواليه الجديد باتباع الحق والعدل » أمر تقليدى اصطلح عليه فى تعيين الولاة والعمال.


وتؤكد الوقائع هذا التفسير، فقد أسرف الوالى الجديد في اضطهاد اليمنية وتعقب آل موسى بن نصير واتباعهم ومصادرة اموالهم وسبى ذراريهم مرضاة للخليفة.


ولا نشك فى أن ولاة المغرب كانوا يمثلون مشيئة الخلافة وينفذون سياستها، وأن الخلفاء درجوا على اختيار عمال يأتمرون بأمرهم، والا فما تفسير سنى الاصلاح والعدل التي شهدها المغرب ابان ولاية اسماعيل ابن عبيد الله ؟ ؟ لقد حرص الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي عرف بالورع والتقى على اختيار عماله من العدول الاتقياء، وكان اسماعيل أحدهم. والظلم الذى حاق بالبربر على يد يزيد بن أبي مسلم انما تم تحت سع الخلافة وبصرها، فالخليفة يزيد بن عبد الملك عرف بالطمع والجشع وحب المال » الذى جمع له عماله منه ما لم يجمع لاحد من قبل ». ولا غرو فقد كان ممتنا لسياسة عامله فى المغرب الذى اشبع له أطماعه فقال فيه عبارته الشهيرة « ما مثلى ومثل الحجاج وابن أبي مسلم بعده الا كرجل ضاع منه درهم فوجد دينارا ». وتسليم الخليفة بما حدث من قتله سنة 102 هـ ( 721 م ) واختيار محمد بن يزيد بدلا منه لا يؤيد وجهة نظر الدكتور مؤنس ، فقد كان عليه أن يسلم بالأمر الواقع ريثما تهدا الخواطر من جراء الآثار السيئة لحكم يزيد فى نفوس البربر ، ثم رماهم بعد شهور ببشر بن صفوان الذي انتقم من قتلة يزيد . وبعد موت يزيد بن عبد الملك تولى اخوه هشام الخلافة فأقر بشرا على المغرب لانه بعث اليه بأموال عظام وهدايا فاخرة ». ولا يخامرنا شك في أن اشتطاط ابن الحبحاب في سياسته المالية بالمغرب كان مرضاة للخليفة، فقد كان الخلفاء بالمشرق يستحبون طرائف المغرب ويبعثون في طلبها الى عمال افريقية. ويذكر ابن عذارى انه لما أفضى الامر الى ابن الحبحاب مناهم بالكثير. ويخبرنا ابن خلدون أن الخلفاء كانوا يطالبون الولاة بالوصائف البربريات والاردية العسلية الالوان وانواع طرف المغرب، فكانوا يتغالون في جمع ذلك وانتحاله حتى « كانت الصرمة من الغنم تهلك بالذبح لاتخاذ الجلود العسلية من سخالها ولا يوجد منها مع ذلك الا الواحد وما قرب منه »."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب