لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب البحث في تاريخ المغرب؛ حصيلة وتقويم PDF




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : البحث في تاريخ المغرب؛ حصيلة وتقويم.


أعمال ندوتي البحث الغربي حول المجتمع المغاربي في الفترة الاستعمارية، أكتوبر 1986 وثلاثون سنة من البحث الجامعي بالمغرب، دجنبر 1986.


الناشر : كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.


‪تاريخ النشر : 1989 م‬ - مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء.


عدد الصفحات : 290.


حجم الكتاب : 4.57 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).









مقتطف من الكتاب :



" مرحلة التاريخ الاجتماعي أو نحو وضع الأسس لتاريخ علمي وشمولي (1976 إلى الآن)


خلال هذه المرحلة سيتجاوز التأليف التاريخي النزعة الوطنية وسيحاول لمؤرخون الشباب أن يضعوا الأسس التي ستسمح في مرحلة لاحقة بكتابة تاريخ علمي وشمولي. هذا التاريخ الجديد سيهتم بالمجتمع وديناميكيته بالدرجة الأولى وسيحاول أن يتفتح على العلوم الاجتماعية الأخرى. وبطبيعة الحال فإن المسار الجديد للتأليف التاريخي سيعكس التحول الحاصل على المستوى السياسي والاجتماعي بانتقال الاهتمام من ماهو «وطني» إلى ماهو «اجتماعي».


- ظروف التأليف التاريخي خلال هذه الحقبة :


مما لاشك فيه أن الظروف أصبحت أكثر ملائمة لبروز إنتاج تاريخي أهم من الإنتاج الذي عرفته المرحلة السابقة سواء من ناحية الكم أو الكيف. ويمكن أن نرجع هذا إلى العوامل التالية :


(1) نضج نخبة من المؤرخين الشباب بعد مضي ما يزيد على عقدين من الزمن على بداية تدريس التاريخ بالجامعة.


(2) فتح دور الوثائق والمخطوطات أمام الباحثين المكتبة الحسنية على الخصوص) وتحقيق تقدم ملحوظ في عملية رصد الوثائق وجمعها وترتيبها وقد تجلى هذا في إحداث مديرية الوثائق الملكية في سنة 1975 وإصدارها لمجموعة الوثائق الدورية. كما تجلى في عمل الفهرسة الذي قامت به المكتبة الحسنية أصدرت لحد الآن خمسة فهارس للمخطوطات والجزء الأول من فهارس الوثائق). ولم يبق هذا المجهود مقتصرا على المؤسسات العمومية بل ساهم فيه بعض الباحثين بكيفية فعالة إما عن طريق نشر الوثائق التاريخية محمد) ،داود محمد المنوني، محمد الفاسي) أو عن طريق الجمع والتصنيف البيبليوغرافي، كما هو الشأن بالنسبة للأستاذ المنوني الذي أنجز عدة فهارس ودراسات بيبليوغرافية.


(3) التحسن النسبي الذي همّ وسائل الاتصال بين الباحثين، كما يتجلى ذلك في الندوات العلمية التي تنظمها كليات الآداب وظهور عدة مجلات ودوريات، يتخصص بعضها في التاريخ (مجلة تاريخ المغرب، دار النيابة)، وتوفّر فرص النشر لبعض الأعمال التاريخية على الأقل، سواء من طرف المؤسسات الجامعية أو من طرف جمعيات النشر (الجمعية المغربية للنشر، جمعية البحث في الآداب والعلوم الإنسانية).


وكان لهذه العوامل أثر واضح على مستوى الإنتاج التاريخي بالمغرب سواء على مستوى الدراسات المنشورة أو على مستوى الأبحاث الجامعية التي لم تنشر بعد. وهنا تجدر الإشارة إلى بعض الأرقام التي تخص كلية الآداب بالرباط فقط :


عدد رسائل د . د.ع التي نوقشت خلال فترة 1980 - 1985: 20


- عدد رسائل د.د. ع. التي سجلت خلال نفس الفترة : 30.


- عدد مواضيع دكتوراة الدولة المسجلة منذ سنة 1980 : 18


ب - خصائص التأليف التاريخي خلال هذه المرحلة :


رغم صدور بعض الدراسات الشمولية أو التركيبية عن تاريخ المغرب ككل تاريخ المغرب لمجموعة من المؤلفين 1976، ومجمل تاريخ المغرب للأستاذ العروي (1970 فإن الكل كان يعتقد، وهذا ينطبق حتى على مؤلفي هذين الكتابين، بأن الأمر يتعلق بمحاولتين لملء الفراغ على مستوى الكتاب الجامعي وبالتالي فإن ماقدم في الكتابين من تأويلات أو تعميمات ترك مفتوحا للتأكيد أو النفي على ضوء تطور البحث التاريخي الدقيق. وإذا كان المؤرخون الجدد قد أعرضوا عن التأويلات الاستعمارية لتاريخ المغرب، فإنهم رفضوا كذلك أن يقبلوا كحقيقة كل تأويل استعماري معكوس كما وقفوا موقف الحذر من محاولات التنظير المتسرعة، والتي قد لا تستند على قاعدة تاريخية صلبة، إيمانا منهم بأن البحث التاريخي الدقيق والملموس وعلى المستوى المحلي بالأساس، هو الذي سيسمح في مرحلة لاحقة بإصدار تأويلات وتفسيرات مقبولة.


ويمكن أن نجمل خصائص التأليف التاريخي خلال هذه المرحلة فيما يلي :


1) ركز البحث الجامعي خلال هذه المرحلة على التاريخ الاجتماعي بدل التاريخ السياسي ؟ كان الشان عند المؤرخين التقليديين، وترسخ الاعتقاد لدى المؤرخين الجدد بأن التاريخ الحقيقي يوجد على مستوى القاعدة وأن دراسة تاريخ المجتمعات من خلال مشاغلها اليومية أخصب وأفيد من دراسة التاريخ السياسي وحده. وغير خاف هنا أن المؤرخين الشباب سوف يتأثرون ليس فقط بمدرسة الحوليات الفرنسية ولكن كذلك بالتيارات الإيديولوجية التي كانت متواجدة على الساحة خلال السبعينات. وجاءت أطروحة الأستاذ العروي عند منتصف السبعينات كتعبير عن هذا الاتجاه الجديد (15) وكموجه له في نفس الوقت، رغم طابعها الشمولي وجرأتها التنظيرية، وهما خاصيتان ربما اعتبرتا سابقتين لأوانهما من طرف بقية المؤرخين الشباب. كما أن دراسة أحمد التوفيق حول المجتمع الإينولتاني (نوقشت في سنة 1976) شكلت منعطفا هاما في مسار البحث التاريخي بالمغرب.


(2) توجه الدارسين نحو البحث المونوغرافي أي البحث المحدود في المكان أو الزمان، وذلك لاقتناع الباحثين بأن الدراسات المجهرية، بما تمتاز به من دقة وتركيز، تعتبر منطلقا ضروريا نحو كتابة التاريخ الشمولي.


(3) توجه معظم الأبحاث الجامعية لدراسة القرن 19 وفترة ماقبل الحماية لأسباب عديدة.


4) تفتح الدراسات التاريخية الجديدة على العلوم الاجتماعية الأخرى، وخاصة علمي الاجتماع والاقتصاد. إن المؤرخين الجدد يدركون بكيفية متزايدة أهمية المناهج المستعملة في علوم اجتماعية أخرى كالانثربولوجيا في دارسة المجتمعات القبلية. ومن جهة أخرى هناك وعي لدى المؤرخين بأن التاريخ لن يكون علميا بمعنى الكلمة إلا إذا اعتمد على الأرقام، أي أصبح تاريخا كمياً، وأبرز مثال على الاتجاه الاقتصادي في الدراسات التاريخية نجده في دراسة الأستاذ عمر أفا حول تاريخ النقد بالمغرب خلال القرن 19.


5) الاعتماد بشكل مكثف على المصادر الوطنية انطلاقا من رغبة المؤرخين الجدد في الكشف عن تاريخ البلاد من الداخل، لكن إذا كان هؤلاء لا زالوا يؤمنون بأهمية الوثيقة المخزنية فإنهم يدركون جيدا كذلك أنه لابد الاعتماد من على المصادر غير الرسمية، مخطوطات كانت أم وثائق خاصة، للحصول على صورة أكثر قرباً من الواقع وأكثر توازنا من الصورة التي تقدمها لنا الوثائق المخزنية وحدها. وهذه القناعة بأهمية المصادر غير الرسمية. إضافة إلى التوجه المتعدد التخصصات للتاريخ الجديد، سمحت بالكشف عن كميات كبيرة من الوثائق المحلية من جهة، وإلى الإقبال على تحقيق المخطوطات ونشرها من جهة ثانية، بما فيها المخطوطات التي لا تدخل بالضرورة ضمن التاريخ بالمعنى الضيق للكلمة. كما كان من نتائج تفتح المؤرخين على مناهج العلوم الاجتماعية الأخرى أن تبددت التحفظات المتعلقة باستعمال الرواية الشفوية كمصدر من المصادر التي يلجأ إليها المؤرخ. وبخصوص الوثائق الأجنبية يمكن القول بأن خفوت الحماس الوطني بعد الستينات ساهم في إعادة الاعتبار لهذا الصنف من المصادر، ولم يعد ينظر إلى الوثائق الأجنبية كمصدر ثانوي ومساعد بل أثبتت بعض الدراسات المنجزة أن الوثائق الأجنبية، إذا ما استعملت بما ينبغي من الحيطة والحذر، قد تصبح أساسية في الكشف عن بعض الجوانب أو الحقب التاريخية التي لم تحظ باهتمام كاف من طرف مصادرنا التقليدية.


6) الاحتياط والحذر عندما يتعلق الأمر بالتأويل أو التنظير، انطلاقا من قناعة المؤرخين الجدد بأن المرحلة الحالية هي مرحلة تتطلب قبل كل شيء تدقيق معرفتنا التاريخية للواقع المغربي، وبأن الدراسات المونوغرافية التي تنجز حاليا جزئية ومحصورة في الزمان والمكان وبالتالي فهي لا تسمح بطرح تفسيرات على مستوى الوطن ككل أو على مستوى الزمن الطويل. "


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب