لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مدخل إلى تاريخ المغرب - عبد الله كنون الحسني PDF

كتاب مدخل إلى تاريخ المغرب - عبد الله كنون الحسني أونلاين بصيغة PDF








معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : مدخل إلى تاريخ المغرب.


المؤلف : العلامة الأديب عبد الله كنون الحسني.


الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت


سنة الطباعة : 2017.


الطبعة: الأولى عن دار الكتب العلمية - لبنان.


عدد الصفحات : 168.


حجم الكتاب : 13.97 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"المغرب في عهد بني مرين


انتشرت المعارف في هذا العهد انتشاراً طائلاً وصار أبناء المغرب من شتى القبائل يتنافسون في الدراسة والتحصيل ونبغ أفراد عديدون في كثير من فروع العلم رفعوا رأس المغرب عالياً في هذا الميدان.


فبينما كان رجال الدولة في منازعاتهم وحروبهم كان رجال الثقافة يعملون على توطيد مجد المغرب في عالم الأدب والعرفان، وذاك وأبيك المجد الحقيقي الذي تذهب الفتوحات وتدول الدول وهو لا يذهب ولا يدول.


وهذه الظاهرة وهي نشاط الحركة العلمية بين الشعب من تلقاء نفسها مع كون القائمين بها من أبناء المغرب الأقحاح، هي التي مكنت للمعرفة أن تبقى رائجة السوق ولو بعد ضعف الدولة وصيرورتها إلى الاضمحلال، وتأمل في أمر واحد وهو ما المعنا إليه من قبل في حادث غرق أسطول السلطان أبي الحسن المريني حيث ذكرنا أن جملة من غرق فيه أربعمائة عالم ممن كان السلطان قد صحبهم في حملته تلك على شمال إفريقيا، وعادة لا يصحب السلطان إلا جهابذة أهل العلم فإذا كان عدد من صحب السلطان منهم أربعمائة عالم فما ظنك بمن لم يصحبه وبمن لم يكن في طبقتهم؟ ولا تعني أن الدولة لم يكن لها يد في نشر المعارف وتشجيع رجالها بل أنها ما قصرت في هذا الصدد حتى ليسمونها دولة العلم وذلك لما أثلته من المآثر الجليلة والمناقب الحميدة كبناء المدارس وترتيب المدرّسين بها في كافة أنحاء المغرب وبناء الخزائن العلمية الملحقة بالقرويين وتحبيس الكتب العديدة عليها. وإن الفخر والإعجاب ليبلغان حدهما الأقصى ولا يفيان بحق المدرستين العديمتي النظير بفاس، مدرسة العطارين التي بناها السلطان أبو سعيد ابن المنصور والمدرسة العنانية التي بناها السلطان أبو عنان بن أبي الحسن فضلاً عن غيرهما في غير فاس.


وبالاختصار فإن في هذا العهد كان الشعب مندفعاً بنفسه إلى الجري في ميدان التحصيل، والدولة لا تألو جهداً في تشجيع الشعب بما يجعله عظيم الرغبة في هذا السبيل.


ولا بد أن نشير إلى أن أكثر العلوم انتشاراً في هذا العهد وأخصها بالعناية هو علم الفقه والأحكام، فإنه قد توسع فيه توسعاً عظيماً لم يعهد فيما مضى من العصور ولا فيما أتى بعد. ثم علوم اللغة العربية والأدب، فأشهر نحاة المغرب وهو ابن آجروم وأشهر شعراء المغرب هو مالك ابن المرحل كلاهما من رجال هذا العهد على أن العلوم الكونية وخصوصاً الرياضيات قد كانت في هذا العصر أيضاً منتشرة جداً، وأشهر رياضي مغربي وهو أحمد بن البناء العددي كان من علماء هذا العصر.


وأما عن الحياة الاجتماعية وأحوال المعاش فقد كان المغرب يمرح في بحبوحة من الخفض والدعة لتوفر أسباب العيش والمواد الحيوية حتى أنها في بعض الأوقات كادت تكون بغير ثمن. وكانت مظاهر الحضارة والترف قد عمت البادية بلة الحاضرة. ولكن مع حفظ التجمل وغلبة الوقار. وإنا لنستدل بحادثة واحدة على أن ما كان شائعاً في بلاد أخرى كالأندلس من الاستهتار وقلة التصون لم يكن ممكن الوقوع في المغرب، وتلك هي حادثة سفير غرناطة الذي سكر فحده قاضي فاس أبو الحسن الصغير حد الشرب ولم يراع فيه إلا ولا ذمة. ولما شكا إلى الوزير ورام هذا أن ينتقم له من القاضي غضب السلطان لذلك وانتقم من الوزير.


وهكذا كانت أحكام القضاة منطبقة على الشريعة الإسلامية ولا يمكن أن تعقب من سلطان ولا وزير ناهيك بمن كان يتولى القضاء في هذا العهد من فطاحل العلماء الذين لا يرضى أحد منهم ان يكون آلة في يد غيره على أن السلاطين أنفسهم كانوا في الغالب من رجال العدل والإنصاف وما عُرف التسلط في هذه الدولة إلا عن بعض الوزراء المستبدين وآخر سلاطينها عبد الحق الذي ثارت به العامة وقضت على دولته.


وفي هذا العهد بلغ استعراب المغرب وقبائله إلى الحد الذي لم يبلغه قط، وكان عمل الدولة كله في دائرة العروبة، واشتدت وصلة المغرب شعباً ودولة ببلاد الشرق العربي بالرحلات والمكاتبات وتبادل الهدايا بين الملوك، وبلغ الأمر إلى إن شرفاء مكة بايعوا سلطان المغرب، ويشير ابن خلدون إلى شيء من ذلك فيقول: «وأما لهذا العهد وهو آخر المائة الثامنة فقد انقلبت أحوال المغرب الذي نحن شاهدوه وتبدلت بالجملة، وأعتاض من أجيال البربر أهله على القدم بمن طرأ فيه من لدن المائة الخامسة من أجيال العرب بما كثروهم وغلبوهم وانتزعوا منهم عامة الأوطان وشاركوهم فيما بقي من البلدان.


على أنه يذكر بعد ذلك انتقاص عمران البلاد وذهاب الحضارة بسبب الطاعون الجارف الذي عم الأرض شرقاً وغرباً في منتصف القرن الثامن وكان من نتائجه فتور العزائم وضعف الهمم في البلاد الإسلامية جمعاء."


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب