لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ ابن خلدون العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر - عبد الرحمن بن خلدون ج4 - PDF

 كتاب تاريخ ابن خلدون العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر للمؤلف عبد الرحمن بن خلدون الجزء الرابع أونلاين بصيغة PDF.







معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : تاريخ ابن خلدون العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.


الجزء : الرابع.


المؤلف : عبد الرحمن بن خلدون (٧٣٢ - ٨٠٨ هـ).


ضبط المتن ووضع الحواشي والفهارس : أ. خليل شحادة.


مراجعة : د. سهيل زكار.


الناشر : دار الفكر، بيروت.


الطبعة : الأولى، ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م.


عدد الصفحات : 730.


حجم الكتاب : 14.01 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :



الخبر عن الأدارسة ملوك المغرب الاقصى ومبدأ دولتهم وانقراضها ثم تجدّدها مفترقة في نواحي المغرب


لما خرج حسين بن علي بن حسن المثلث بن حسن المثنى بن الحسن السبط بمكة في ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائة أيام المهدي، واجتمع عليه قرابته وفيهم عماه إدريس ويحيى، وقاتلهم محمد بن سليمان بن علي بعجة على ثلاثة أميال بمكة فقتل الحسين في جماعة من أهل بيته وانهزموا وأسر كثير منهم، ونجا يحيى بن إدريس وسليمان، وظهر يحيى بعد ذلك في الديلم، وقد ذكرنا خبره من قبل وكيف استنزله الرشيد وحبسه . . ( وأما إدريس ). فقر ولحق بمصر، وعلى بريدها يومئذ واضح | مولى صالح بن المنصور ويعرف بالمسكين، وكان واضح يتشيّع، فعلم شأن إدريس | وأتاه إلى الموضع الذي كان به مستخفياً ولم ير شيئا أخلص من أن يحمله على البريد إلى المغرب ففعل، ولحق إدريس بالمغرب الأقصى هو ومولاه راشد، ونزل بولية  سنة إثنتين وسبعين وبها يومئذ إسحق بن محمد بن عبد الحميد أمير أوربة وكبيرهم لعهده فأجاره، وأجمع البرابر على القيام بدعوته، وكشف القناع في ذلك، واجتمعت عليه زواغة ولواتة وسدراتة وغياثة ونفرة ومكناسة وغمارة وكافة البرابر بالمغرب فبايعوه، وقاموا بأمره. وخطب الناس يوم بويع فقال بعد حمد الله والصلاة على نبيه لا تمدن الأعناق إلى غيرنا فإنّ الذي تجدونه عندنا من الحق لا تجدونه عند غيرنا ولحق به من إخوته سلمان، ونزل بأرض زناته من تلمسان ونواحيها، ونذكر خبره فيما بعد. ( ولما استوثق ) أمر إدريس وتمت دعوته زحف إلى البرابرة الذين كانوا بالمغرب على دين المجوسية واليهودية والنصرانية مثل قندلاوه وبهلوانه ومديونة وما زار وفتح تامستا ومدينة شاله وتادلا وكان أكثرهم على دين اليهودية والنصرانية فأسلموا على يديه طوعاً وكرهاً وهدم معاقلهم وحصونهم. ثم زحف إلى تلمسان وبها من قبائل بني يعرب ومغراوه سنة ثلاث وسبعين، ولقيه أميرها محمد بن حرز بن جزلان فأعطاه الطاعة، وبذل له إدريس الأمان ولسائر زناتة فأمكنه من قياد البلد، وبنى مسجدها وأمر بعمل منبره وكتب إسمه فيه حسبما هو مخطوط في صفح  المنبر لهذا العهد. ورجع إلى مدينة وليلى ثم دسّ إليه الرشيد مولى من موالي المهدي إسمه سليمان بن حريز ويعرف بالشماخ أنفذه بكتابه إلى ابن الأغلب فأجازه، ولحق بإدريس مظهراً النزوع إليه فيمن نزع من وهران المغرب متبرئاً من الدعوة العباسية ومنتحلاً للطلب. واختصه الإمام إدريس وحلا بعينه وكان قد تأبط سُمَّا في سنون، فناوله إياه عند شكايته من وجع أسنانه، فكان فيه كما زعموا حتفه ودفن بوليلى سنة خمس وسبعين. وفرّ الشماخ ولحقه فيما زعموا راشد بوادي ملوية فاختلفا ضربتين قطع فيها راشد يد الشماخ، وأجاز الوادي فأعجزه، واعتلق بالبرابر من أوربة وغيرهم فجمل من دعوته في إبنه إدريس الأصغر من جاريته كنره بايعوه حملاً ثم رضيعاً ثم فصيلاً إلى أن شب واستنم فبايعوه بجامع وليلى سنة ثمان وثمانين ابن إحدى عشرة سنة، وكان ابن الأغلب دس إليهم الأموال واستمالهم حتى قتلوا راشداً مولاه سنة ست وثمانين، وقام بكفالة إدريس من بعده أبو خالد بن يزيد بن الياس العبدي، ولم يزل كذلك إلى أن بايعوا لإدريس، فقاموا بأمره وجردوا لأنفسهم رسوم ا الملك بتجديد طاعته، وافتتحوا بلاد المغرب كلها واستوثق لهم الملك بها واستوزر إدريس مصعب بن عيسى الأزدي المسمّى بالملجوم من ضربة في بعض حروبهم. وسمته على الخرطوم وكأنها خطام، ونزع إليه كثير من قبائل العرب والأندلس، حتى اجتمع إليه منهم زهاء خمسمائة فاختصهم دون البربر، وكانوا له بطانة وحاشية، واستفحل بهم سلطانه. ثم قتل كبير أوربة إسحق بن محمود سنة إثنتين وتسعين لما أحس منه. بموالاة إبراهيم بن الأغلب، وكثرت حاشية الدولة وأنصارها، وضاقت وليلى بهم فاعتام موضعاً لبناء مدينة لهم، وكانت فاس موضعاً لبني بوغش وبني الخير من وزاغة، وكان في بني بوغش محوس ويهود ونصاري، وكان موضع شيبوبة منها بيت نار لمجوسهم، وأسلموا كلهم على يده. وكانت بينهم فتن فبعث للإصلاح بينهم كاتبه أبا الحسن عبد الملك بن مالك الخزرجي. ثم جاء إلى فاس وضرب أبنيته بكز واوه، وشرع في بنائها فاختط عدوة الأندلس سنة إثنتين وتسعين. وفي سنة ثلاث بعدها اختط عدوة القرويين وبنى مساكنه، وانتقل إليها وأسس جامع الشرفاء، وكانت عدوة القرويين من لدن باب السلسلة إلى غدير الجوزاء والجرف، واستقام له أمر الخلافة وأمر القائمين بدعوته وأمر العز والملك. ثم خرج غازياً المصامدة سنة. سبع وتسعين فافتتح بلادهم ودانوا بدعوته. ثم غزا تلمسان وجدّد بناء مسجدها وإصلاح منبرها، وأقام بها ثلاث سنين، وانتظمت كلمة البرابرة وزناتة ومحوا دعوة الخوارج منهم، واقتطع الغربيين عن دعوة العباسيين من لدن الشموس الأقصى إلى شلف. ودائع ابراهيم بن الأغلب عن حماه بعدما ضايقه بالمكاد، واستقاد الأولياء واستمال بهلول بن عبد الواحد المظفري بمن معه من قومه عن طاعة إدريس إلى طاعة هرون الرشيد. ووفد عليه بالقيروان، واستراب إدريس بالبرابرة فصالح ابراهيم بن الأغلب وسكن من غربه. وعجز الأغالبة من بعد ذلك عن مدافعة هؤلاء الأدارسة، ودافعوا خلفاء بني العباس بالمعاذير بالغضّ من إدريس والقدح في نسبه إلى أبيه إدريس بما هو أو هن من خيوط العناكب. ( وهلك إدريس ) سنة ثلاث عشرة وقام بالأمر من بعده إبنه محمد بعهده إليه فأجمع أمره بوفاة جدته كنزة أمّ إدريس على أن يشرك إخوته في سلطانه ويقاسم ممالك أبيه. فقسم المغرب بينهم أعمالاً اختص منها القاسم بطنجة وبسكرة وسبته وتيطاوين وقلعة حجر النسر وما الى ذلك من البلاد والقبائل واختص عمر بتيكيسان وترغة وما بينهما من قبائل صنهاجة وغمارة واختص داود ببلاد هوارة وتسول وتازي وما بينهما من القبائل : مكناسة وغياثة واختص عبدالله باغمات وبلد نفيس وجبال المصامدة وبلاد المطة والسوس الأقصى، واختص يحيى بأصيلا والعرائش وبلاد زوغة وما إلى ذلك. واختص عيسى بشالة وسلا وازمور وتامسنا وما الى ذلك من القبائل واختص حمزة بو ليلى واعمالها وأبقى الباقين في كفالتهم وكفالة جدتهم كنزة لصغرهم وبقيت تلمسان لولد سليمان بن عبدالله وخرج عيسى بازمور على أخيه محمد طالباً الأمر لنفسه، فبعث لحربه أخاه عمر بعد أن دعا القاسم لذلك فامتنع. ولما أوقع عمر بعيسى وغلب على ما في يده استنابه إلى أعماله بإذن أخيه محمد. ثم أمره أخوه محمد بالنهوض إلى حرب القاسم لقعوده عن إجابته، في محاربة عيسى فزحف إليه، وأوقع به، واستناب عليه إلى ما في يده فصار الريف البحري كله. من عمل عمر هذا من تيكيشاش، وبلاد غمارة إلى سبته ، ثم إلى طنجة ، وهذا ساحل البحر الرومي، ثم ينعطف إلى أصيلا ثم سلا، ثم أزمور وبلاد تامستا، وهذا ساحل البحر الكبير. وتزهد القاسم وبنى رباطا بساحل أصيلا للعبادة إلى أن هلك، واتسعت ولاية عمر بعمل عيسى والقاسم، وخلصت طويته لأخيه محمد الأمير، وهلك في إمارة أخيه محمد ببلد صنهاجة بموضع يقال له : فج الفرص سنة عشرين ومائتين، ودفن بفاس وعمر هذا هو جد المحموديين الدائلين بالأندلس من بني أمية كما نذكره، وعقد الأمير محمد علي عمله لولده علي بن عمر. ثم كان مهلك الأمير محمد لسبعة أشهر من مهلك أخيه عمر سنة إحدى وعشرين ومائتين بعد أن استخلف ولده عليا في مرضه وهو ابن تسع سنين فقام بأمره الأولياء والحاشية من العرب وأوربة وسائر البربر وصنائع الدولة وبايعوه غلاماً مترعرعاً وقاموا بأمره وأحسنوا كفالته وطاعته فكانت أيامه خير أيام، وهلك سنة أربع وثلاثين لثلاث عشرة سنة من ولايته، وعهد لأخيه يحيى بن محمد فقام بالأمر، وامتد سلطانه و عظمت دولته، وحسنت آثار أيامه. واستجدت فاس في العمران وبنيت بها الحمامات والفنادق للتجار، وبنيت الأرباض، ورحل إليها الناس من الثغور القاصية واتفق أن نزلتها امرأة من أهل القيروان تسمّى أم البنين بنت محمد الفهري، وقال ابن أبي ذرع إسمها فاطمة، وانها من هوارة، وكانت مثرية بموروث أفادته من ذويها، واعتزمت على صرفه في وجوه الخير فاختطت المسجد الجامع بعدوة القرويين أصغر ما كان سنة خمس وأربعين في أرض بيضاء كان أقطعها الإمام إدريس، وأنبطت بصحنها بئراً شراباً للناس، فكأنما نبهت بذلك عزائم الملوك من بعدها، ونقلت إليه الخطبة من جامع إدريس لضيق محلته وجوار بيته. واختط بعد ذلك أحمد بن سعيد بن أبي بكر اليغرني صومعته سنة خمس وأربعين وثلثمائة، على رأس مائة سنة من اختطاط الجامع حسبما هو منقوش في الحجارة بالركن الشرقي منها. ثم أوسع في خطته المنصور بن أبي عامر، وجلب إليه الماء وأعد له السقاية والسلسلة بباب الحفاة منه. "


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب