لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب إفريقيا الشمالية في العصر القديم - محمد محي الدين المشرفي PDF

كتاب إفريقيا الشمالية في العصر القديم - محمد محي الدين المشرفي PDF :









معلومات عن الكتاب :


العنوان : إفريقيا الشمالية في العصر القديم.


المؤلف : محمد محي الدين المشرفي.


الناشر : دار الكتب العربية.


الطبعة : الرابعة 1389 هـ / 1969 م.


عدد الصفحات : 173.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"سكان افريقيا الشمالية الأقدمون


صورة البلاد القديمة - المغرب في العصر الحجري - سكان المغرب الأقدمون - صنوف البربر ومميزاتهم - حياتهم الادبية والفنية - القبائل البربرية الشهيرة.


يخبرنا علماء الجغرافيا والجيولوجيا ان شكل البلاد المغربية في أيامنا هذه مخالف لما كانت عليه في الزمن القديم، بمعنى ان افريقيا الشمالية كانت متصلة باسبانيا من الناحية الشمالية، بحيث لم يكن هناك وجود لبوغاز جبل طارق؛ وكان البحر المحيط - على حد تعبير المؤرخين المذكورين - ممتداً الى ناحية تازة، بل الى مصب نهر ملوية؛ ويعللون هذه الأقوال بأنهم عثروا في تلك النواحي على بقايا حيوانات لا تعيش الا في البحر والواقع انه ليس لدينا في الوقت الحاضر معلومات تاريخية مفصلة عن احوال البلاد في العصور القديمة، بل نستطيع أن نقول ان معلوماتنا عن الشمال الافريقي في الزمن الذي يقع قبل التاريخ ضئيلة لا تسمن ولا تغنى من جوع، وذلك لعدم تدوين أخبار السلف. على ان طائفة من الباحثين عثروا أثناء تجولاتهم الاستطلاعية العلمية في هــذه البلاد على بعض الأدوات الحجرية والصخور المنقوشة التي تبرهن بكيفية ثابتة على أن أهل العصر الحجري - وهم.


سكان المغرب الأولين - كانوا يتمتعون بحضارة بسيطة؛ واستنتج علماء الجيولوجيا من أبحاثهم حول الحجارة المذكورة معلومات تتعلق بأحوال معيشة هؤلاء القوم الأولين الذين.


أصبحنا نعلم أشياء عن عوائدهم ونظمهم الاجتماعية من ذلك ان أهل العصر الحجري كانوا يسكنون الكهوف ويقتاتون من لحوم الحيوانات الكاسرة التي كانوا يتغلبون عليها فلما تمدنوا قليلاً اتخذوا آلات من عظام تلك الحيوانات وملابس من جلودها؛ ثم جعلوا ينضجون مأكولاتهم على النار التي كانوا يعتبرونها - أول الأمر - خطراً داهما على حياتهم وبعد حقبة طويلة من الزمن جعل الشعور الديني يتسرب قليلا الى صدورهم، في شيء من الغموض والابهام، فنصبوا اذ ذاك في بعض الأماكن صخوراً عظيمة يعبدونها من دون الله كالتي تشاهد اليوم في ناحية بني مطير وبني ازناسن بالمغرب الأقصى، أو كالتي توجد حتى الآن في شبه جزيرة بريطانية الفرنسية والمعبر عنها بكلمتي ( Dolmens et Menhirs).


أما فيما يرجع لحقيقة سكان المغرب الاولين فقد اجمع المؤرخون على بكرة أبيهم ان العنصر الأول الذي استوطن هذه البلاد يتألف من البربر، وفي أصل هذه الكلمة يقول عبد الرحمن بن خلدون ( ان العرب لما وفدوا على هذه البلاد وسمعوا لهجة أهلها الغريبة صاحوا قائلين ما هذه البربرة، يريدون الرطانة؛ فسموا بالبربر » ويعتقد الم البارتيني انها مأخوذة من كلمة ( بارباري، اللاتينية التي كان الرومان يطلقونها على كافة الشعوب القديمة باستثناء اليونان والرومان.


وكيفما كان الامر فقد اجتهد المؤرخون في اثبات وطن البربر الاصلي غير ان آراءهم في هذا الباب ظلت متباينة فمن قائل انهم جاءوا من أوربا؛ ومن زاعم انهم قدموا من الصحراء والبلاد العربية؛ ومن جملة هؤلاء فيلسوف المؤرخين عبد الرحمن بن خلدون الذي يقول : « ان هؤلاء البربر قدموا من جنوب جزيرة العرب وان جدهم الأول يدعى مازيغ ». وهي نتيجة مقبولة رجحها علماء كثيرون بحجة ان الشبه موجود بين الساميين وبرابرة افريقيا الشمالية لا فيما يتعلق بالبنية فحسب بل فيما يخص اللغة ايضاً، في حين انه لا سبيل الى اثبات الشبه المذكور بين البربر من جهة واحدى الامم الاوربيه من جهة أخرى واذن فلا بد من أن يكون البربر قد أتوا الى المغرب من آسيا.؛ فانتشروا في هذه البلاد واستوطنوها الى أن أغار عليها العرب؛ فتخلوا اذ ذاك عن طباعهم ووثنيتهم وتدينوا بدين الفاتحين وتطبعوا بطباعهم.


هذا وينقسم البربر من حيث الخلقة الى صنفين مختلفين فالنوع الاول معروف بلونه الاسمر وشعره الاسود ورأسه المستدير؛ وهو بارز الخدين؛ أنفه قصير وجبهته مقوسة وهذه الصفات توجد في أهالي اسبانيا وايطاليا وجنوب فرنسا الغربية.


أما النوع الثاني الذي ينتسب إليه بالأخص سكان الريف بالمغرب الأقصى وأهالي جبال جرجرة بالمغرب الأوسط ( الجزائر ) فهو أشقر الشعر، أزرق العينين، مستطيل الرأس، رقيق الانف والشفتين، مسطح الجبهة وهو أقدم العنصرين في هذه البلاد على حد قول المؤرخين - الا انه قليل العدد بالنسبة للنوع الأول الذي هو منتشر في كافة أنحاء الشمال الافريقي.


 وللبرابرة شيم عالية منها حبهم للوطن والحرية المطلقة التي شبوا عليها منذ نعومة أظفارهم؛ ومن أجل ذلك تراهم يسعون بكل ما لديهم من وسائل وراء المحافظة على كيان القبيلة وضمان استقلالها والبربري - فضلا عن ذلك ـ شجاع بالطبع يحب الخوض في ساحات القتال كما انه معروف بالتعصب لقبيلته واهله ومن يدري ؟ فلعل هذا التعصب المتطرف أحياناً كان من بين الأسباب التي عاقت البلاد دون تحقيق رغبتها والحصول على وحدتها السياسية المنشودة في ذلك العصر القديم..؟


والبربري - بالإضافة الى ما ذكر - شديد المحافظة على عوائده الموروثة واخلاقه ولغته؛ وأوضح دليل على ما نزعم ان الرومان - وان كانوا قد استعمروا هذه البلاد مدة من الدهر لا تقل عن خمسة قرون ـ الا انهم لم يتمكنوا من القضاء على عوائد أهلها، ولا على لغتهم التي لم تتغير ولم تتبدل عبر القصور مهما الأحداث التي طرأت على البلاد.


ثم ان البربري نشيط، لا يعرف للكسل معنى، يتعاطى الزراعة ويشتغل بتربية المواشي؛ وفي كلتا الحالتين يعيش عيشة بسيطة اذ يكتفي بالقليل من القوت ولا يرتدي الا ملابس الصوف او الوبر؛ مسكنه بيت من الطين والحجر او خيمة نسجت من الصوف وشعر النياق؛ أو هو عبارة عن کوخ بسيط جداً يتخذه من القصب وأغصان الشجر الممزوجة بالوحل."


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب