لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب كباء العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر - أحمد بن قاسم المنصوري PDF

 كتاب كباء العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر للمؤلف أحمد بن قاسم المنصوري أونلاين بصيغة PDF.






معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : كباء العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر.


المؤلف : أحمد المنصوري.


تحقيق : أ.محمد بلحسن.


الناشر : المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.


الطبعة الأولى : سنة 1425 هـ - 2004 م.


عدد الصفحات : 323.


حجم الكتاب : 7.59 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).




مقتطف من الكتاب :


"الجبال الزيانية أو الأطلسية


الكلام عن الجبال الأطلسية المتوسطة والكبيرة فيها طويل وطويل جدا. ولكن نلم بشيء من أحاديثها. في إحصاء رسمي نشر بصحيفة آخر ساعة تاريخ 19 صفر 1383 يوافق 12 يوليوز 1963 قالت : الجبال في المغرب أربع سلسلات جبلية، الريف وأرفع قمة تبلغ 2456م والأطلس المتوسط وأرفع قمة فيه 3190م، والأطلس الكبير وأرفع قمة فيه 4165م، وهو خزان الماء، والأطلس الصغير. ويلاحظ عليه أن الذي أعرفه وشاهدته في الجبل المتوسط أن أعلى قمة فيه هي المحل المسمى في الزاد حيث تشرف على بسيط ملوية بين آزرو وميدات علوه، وأعلى قمة في الأطلس الكبير العياشي وفي المحل المسمى توبقال 4165م.


وخنيفرة هي الحد الوسط بين الأراضي الجبلية عند الزيانيين وبين الأراضي الأزغارية، أو الحد الفاصل لانتجاعاتهم الشتائية والصيفية. فمن خنيفرة شرقا، الأراضي الجبلية، وهي منتجعاتهم الصيفية. ومنها غروبا الأراضي الأزغارية، وهي منتجعاتهم الشتائية. وأريد أن أتحدث عن الأراضي الجبلية لأنها أخصب مرعى وأعم نفعا، وطرق الجميع يستدعي طولا، تأخذ من هذه المحاضرة فصولا.


بعد الجبال المحيطة بخنيفرة، سلسلة جبال وفقرات وتلال، جبل يدعى أروكو، قبلة من خنيفرة بنحو 10 كلم. هذا الجبل كله عيون متدفقة تنبعث من خلاله في عذوبة، وبرودة، لا يكاد الضمئان يتم بها من شربته المثلجة. وبه مدشر يسكنه شرفاء علويون ومرابطون ومنه أخذ السلطان المولى رسماعيل إمامه أبا الحسن علي وإبراهيم، جد المؤرخ الأكبر أبي القاسم الزياني مدرسة قرآنية وعلمية وأخيرا صارت قرآنية، إلى تاريخ الاحتلال، لم ينقطع عنها الطلبة المسافرون. وسنتحدث عنها في القسم العلمي لهذا التاريخ.


ويتكون من هذه العيون، نهر صغير تسقى به بعض محصولات القبائل المحيطة به و المنحدرة تحته، وعن يمين المستقبل منه جبل آخر يدعى عميرة. وهو أقل ماء من الأول، به ربوة تدعى الكارة" هي القلعة البربرية التي تسمى "قلعة فازاز. وكان المتولى بها مهدي بن تولي اليحفوشي الزناتي. وهذه القلعة هي التي حاصرها يوسف بن تاشفين مدة تسع سنين، ولم تخضع لسلطنته، ولا رضخت لسلطته، وما خضعت إلا صلحا بعد اللتي واللتيا سنة 465.


وعهدي بأطلال هذه القلعة قائمة إلى حدود سنة 1328، قبل مغادرتنا زيان. وجبل عميرة هذا مطل على بسيط يسمى أدخسان وبه القصبة الإسماعلية العظيمة التي كان لها شأن في استتباب الأمن لهذا الأطلس أيام المولى إسماعيل ومن بعده.


وأول من أسس هذه القصبة هو يوسف بن تاشفين، أيام حصاره قلعة فازاز. ولكن جددها السلطان إسماعيل سنة 1099. ثم ألحق بها السلطان المولى الحسن حامية أخرى بعد الأولى التي أنزل بمعسكر خنيفرة، ولم تزل باقية بها إلى الاحتلال الفرنسي سنة 1332هـ - 1914م، وهذه القصبة، وما اتصل بها من مياه عذبة ونظرة جذابة في بسيط منفسح، وغالب مياهها تستغل. كان يستغله الجند الحسني الملازم به، وقائدا فيلقه الأول القائد الحبيب، ثم أخوه القائد التهامي. وكان يصلح به البرتقال والتين والتفاح، وما إلى ذلك كالذرة بجميع أنواعها. وشرقا من أروكو جبال بسفحها مداشر كمدشر أسول، ومدشر جنان أماس وكلها عيون عذبة مثلجة لأقصى حد، وخصوصا الأخير، وهو مدشر له تاريخ. يذكر متفيقهة البرابر ، أنه كانت به حركة علمية كبيرة، وأن أماس هذه إسم امرأة عالمة، تحفظ كثيرا - قالوا حتى المدونة، وأظنه من الأساطير - لكن الذي لا شك فيه أن هناك كانت حركة علمية أوائل القرن الثاني عشر بهذا المدشر ، أو بقريب منه المسمى بوسادر، فقد وجدنا من العلماء المؤلفين في القراءات، علامة جليلا يسمى أبا محمد عبد السلام بن محمد التازناقتي المضغري. كان علامة أخذ عن سيدي إدريس المنجرة، وسيدي مسعود جموع ، وله تأليف في القراءات، ألفها في شوال 1131 ، بالمحل المسمى بوسادر ايت سعديان وهم آيت عمو عيسى، أصحاب هذه البلاد. وسنوافي القراء بترجمته وما إليه في القسم العلمي من هذا التاريخ.


وجنان أماس مركب من لفظتين عربية وبربرية، الأولى عربية والثانية بربرية، معناها الوسط، وكذا فسرت الكلمة عند إلقائي المحاضرة. ولاحظ المستعمر روكس الذي كان يرى أن لا أصل للعربية في هذا الأطلس قائلا : "الكلمة كلها بربرية لأنها "جن ألماس"، جن بمعنى نم، وألماس بمعنى وسطه، أي نم وسطه. فرددت عليه بالمثل المشهور "أهل مكة أدرى بشعابها، أنا أدرى لأن نشأتي زيانية، وعشت معها، وعرفتها وكيفية النطق بها الخ.


وجنان أماس هذا، وكل الجبال المحيطة به تنفجر منه عيون تشق الأرض شقا، كأنها سبائك الفضة. ويتخلله الهواء الطيب البارد صيفا، ويصفق فيه النسيم الذي يطيح بلفح الحر أيام الصيف. ولا أدل على ذلك إلا أن بعض ذوي السلطات الفرنسية، أصحاب معسكر خنيفرة، قد يختارون الإصطياف به، من رحلتهم لفرنسا وطنهم الغالي وباريزهم العزيز.


وهكذا كل هذه الجبال الأطلسية الزيانية وغيرها مما لا نطيل بذكره. ومياه هذه العيون، غالبها يستغل ولكنه استغلالا بسيطا، كثيره في الذرة خريفا وبعض الخضر وإذا كان بعض جفاف، يستغل في حبوب القمح والشعير ولكنه بقلة.


 وكل هذه الجبال أيام الشتاء ترى عليها تيجان الثلوج، ولا يمكن للحال بها دخول ولا خروج. وقد وصف جبال الأطلس وصفا جميلا وأجاد في علوة وبياض ثلوجه الأديب إبن عمنا محمد بن أبي عسرية المنصوري، أحد كتاب السلطان مولاي سليمان، في رحلته معه سنة 1210. فقال عند نزولهم تحت الأطلس في طريقهم من مراكش لمكناس قال :


أمامها بانت جبال الدير . شاهقات متصلات الوعرة

ترى بياض الثلج فوق رأسها ينور وقت صبحها وأمسها

لأنه كشقة القصار نشرها على سطوح الدار

ضاع لها السلوم والدروج قد هدمت فامتنع العروج

سبحان من خلقها كذلك عزا لكل خاذف من مالك

فيها قبائل كثيرة العدد من البرابر وقوم لا تعد

فكم مضى مع الملوك غمرات لأهلها، وكم مضى من حسرات

فمضت الملوك والجبال باقية وما لها زوال

حتى إذا ما جاء وعد ربي جعلها دكا وذاك حسبي".


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب