لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب منهج البحث التاريخي - د. حسن عثمان PDF

 كتاب منهج البحث التاريخي - د. حسن عثمان PDF


 


 



معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب :  منهج البحث التاريخي.


تأليف : د. حسن عثمان.


الطبعة : الثامنة.


الناشر : دار المعارف.


تاريخ الطبعة : 2000.


عدد الصفحات :220 ص.


حجم الكتاب : 8.08 ميجا بايت.

 

صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).

 


 


مقتطف من الكتاب :


"العلوم المساعدة


تمهيد – اللغات - الفيولوجيا - الخطوط - الوثائق - الأختام - الرنوك - النميات - الجغرافيا - الاقتصاد - الأدب - فنون الرسم والتصوير والنحت والعمارة - الفنون الموسيقية – التاريخ – طائفة من العلوم الأخرى - الارتحال والسفر.


المقبل على دراسة التاريخ وكتابته، ينبغى أن يعلم من أول الأمر أنه مقبل على عمل شاق يتطلب الجهد والتضحية والصبر الطويل، وأنه تلزمه دراسة عميقة وتحصيل جدي متنوع، وشأن التاريخ فى ذلك هو شأن سائر أنواع العلوم والمعارف. وأنواع المعرفة الإنسانية متداخلة متشابكة فيما بينها، ولا يمكن أن يدرس علم معين مستقلاً بذاته تمام الاستقلال عن سائر العلوم أو المعارف. فمثلاً لا يستطيع الدارس أن يفهم القرآن الكريم دون أن يحسن معرفة اللغة العربية وعلوم القراءات والفقه والحديث الشريف والتصوف والأدب والتاريخ والجغرافيا وكلما ازدادت معرفته بهذه العلوم ازداد فهمه واستيعابه لمعانى القرآن الكريم.


 وقل مثل ذلك بالنسبة لدراسة التاريخ، التى هى متصلة بأنواع مختلفة من المعرفة الإنسانية. فمن الضرورى للمؤرخ أن يكون واسع الثقافة، عارفا بالعلوم المتصلة بدراسة التاريخ وكتابته. ويمكن أن تسمى العلوم اللازمة للمؤرخ – أو لغيره من الدارسين والباحثين بالنسبة لموضوع كل منهم – بالعلوم المساعدة أو العلوم الموصلة. ويلاحظ أن العلوم المساعدة تختلف وتتفاوت – بالنسبة لدارس التاريخ باختلاف العصر أو الناحية التي يرغب فى دراستها والكتابة عنها. فالعلوم المساعدة اللازمة لدراسة تاريخ اليونان القديم تختلف عن العلوم المساعدة الضرورية لدراسة تاريخ عصر عصر النهضة أو تاريخ الثورة الفرنسية الكبرى أو تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.


واللغات من أهم العلوم المساعدة التى ينبغى أن يتزود بها الباحث في التاريخ. فلا بد أولا من معرفة اللغة الأصلية الخاصة بالموضوع التاريخي المراد بحثه والكتابة عنه، لأن الترجمات التي تكفى لتحصيل الثقافة العامة لا تفى حاجة المؤرخ للتوفر على تفهم الناحية التي يريد أن يتناولها. والراغب فى الكتابة عن ناحية من تاريخ اليونان القديم لا بد له من معرفة اللغة اليونانية القديمة، والراغب في الكتابة عن موضوع من تاريخ العصور الوسطى في أوروبا يلزمه أن يكون عارفا بلاتينيتها، ومن يرغب في الكتابة عن ناحية من تاريخ عصر النهضة لا بد له من معرفة اللغة الإيطالية، وهكذا. وتتفاوت أهمية اللغة الأصلية بالنسبة للموضوعات التاريخية المختلفة. فالراغب مثلاً في الكتابة عن ناحية من الثورة الفرنسية الكبرى تكون اللغة الأصلية بالنسبة له هى اللغة الفرنسية - لا اللاتينية – التي لا داعي للتعمق في دراستها في هذه الحال، ومن الأفضل له أن ينفق جهده في تعلم لغة أوروبية أخرى بعد الفرنسية، ولكن اللاتينية تعد لغة أصلية ضرورية بالنسبة لمن يرغب في دراسة تاريخ الكنيسة حتى في العصر الحديث.


وكلما تعددت اللغات الأصلية القديمة أو الحديثة التي يلم بها الباحث، اتسع أمامه أفق البحث والاستقصاء. فعليه أن يكون حريصا على دراسة ما يلزمه منها مهما كانت قديمة أو صعبة أو نادرة مثل اللغة المصرية القديمة أو اللغة الصينية أو العربية أو الفارسية أو الروسية... حتى يستطيع الرجوع إلى الأصول والمصادر التاريخية الأولى، وهذه كلها أدوات أساسية لا يمكن بغيرها السير قدما في سبيل البحث التاريخي العلمي.


 وكذلك ينبغى على الباحث في التاريخ أن يلم بلغة أو أكثر من اللغات الأوروبية الحديثة الشائعة الاستعمال كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية، وإن قصر في معرفة بعضها فيمكنه أن يواظب على دراستها، حتى يبلغ المستوى الذي يتيح له فرصة الإفادة بها. وهذه لغات غنية بتراثها الأدبى والتاريخي، ويجتذب انتشارها كثيراً من الباحثين في التاريخ إلى التأليف فيها، ولا يجوز أن يفوت المؤرخ الثمرات التاريخية التى تنتظمها هذه اللغات كلها

أو بعضها.


وقد تبدو مسألة تعلم اللغات - الأصلية أو العامة – أمرا عسيراً، وربما تجعل أشجع الناس يتردد في الإقدام على دراستها. ولكنها دراسة أساسية لمن يرغب جدياً في دراسة التاريخ وكتابته. ويحسن بالدارس أن يبدأ في دراسة ما يلزمه من اللغات في أثناء وجوده بالمعاهد النظامية. وليس هناك ما يمنعه من أن يتعلم لغة ما، في أي وقت شاء من حياته. وإن دراسة سنتين في إحدى اللغات الجديدة على الباحث كافية كأساس مبدئى يستمر بعدها فى المزيد، ويا حبذا لو أمكنه قضاء بعض الزمن، وفى فترات متتابعة، فى بلد تلك اللغة الجديدة عليه.


والفيلولوجيا (philology) - فقه اللغة - من العلوم المساعدة الضرورية لدراسة فروع كثيرة من التاريخ. وكلما بعد العصر الذى هو موضوع الدرس ازدادت أهمية الفيلولوجيا، إذ لابد لفهم النصوص التاريخية من معرفة لغة ذلك العصر التاريخي المعين. وليست اللغة علامات جبرية أو أرقاماً حسابية تستخدم كما في العلوم الطبيعية للدلالة على معان وكميات محددة، ولكن اللغة كائن حي ينمو ويتغير ويتطور تبعاً لظروف المكان والزمان، ولتغير الإنسان، واختلاط الثقافات. وفى بعض الأحيان قد يدل اللفظ اللغوى على معنى محدد تماماً كما يمكن أن يدل اللفظ اللغوى على معان نسبية أو متغيرة أو متضادة، وقد تدل كلمة واحدة على معان متفاوتة أو مختلفة باختلاف استخدامها عند كاتب بعينه.

-

وتبدو هذه الظاهرة شديدة الأهمية في دراسة التاريخ ـ كما في غيره من الدراسات وعلى الأخص في الدراسات الأدبية. وبذلك فلا بد من معرفة اللغة التي يقرأ فيها دارس التاريخ، فضلا عن الدراية بما نال ألفاظها من المعانى المتفاوتة أو المختلفة، حتى لا يفسر ما يقرأ على غير حقيقة.


وعلم قراءة الخطوط (paleography) من العلوم الأساسية لدراسة نواح كثيرة من التاريخ، منذ أقدم العصور حتى أزمان متأخرة. وتوجد أنواع مختلفة من الخطوط الشرقية تبقى كالطلاسم حتى يتعلمها الباحث ويتدرب على قراءتها. ودراسة هذه الخطوط تحفظ له الوقت وتجنبه الوقوع في كثير من الخطأ. وتتضح أهمية هذه الدراسة في فروع عديدة مثل تاريخ مصر القديم، وتاريخ بلاد العرب قبل الإسلام، وتاريخ اليونان، وتاريخ الرومان، وتاريخ العصور الوسطى، والتاريخ الأوروبى الحديث حتى جزء من القرن السابع عشر، وتاريخ الشرق الأدنى حتى القرن التاسع عشر، وذلك بالنسبة للغات التى تتعلق بهذه الموضوعات. أما بعد ذلك فتصبح الخطوط واضحة مقروءة.


ولقد نسمت الخطوط العربية - مثلاً - وتطورت وكتبت بأشكال مختلفة فمنها الطومار، ومنها النسخى والرقعة والثلث والكوفى والفارسي والمغربي والغبار. وتوجد أنواع لكل من هذه الخطوط يحتاج قراءة بعضها إلى التعليم والتدريب. وفى الشرق الأدنى العثماني - حيث كانت اللغة التركية العثمانية تكتب بالحروف العربية - كتبت الوثائق العثمانية بعدة خطوط، مثل الخط الديواني، وخط القيرمه وتستلزم قراءة هذين الخطين تعليماً خاصاً، وخط القيرمه مثلاً خط معقد كثير الزوايا والثنايا، ويمكن أن تكتب به معلومات كثيرة في حيز ضيق،، فضلاً عن الأرقام الخاصة به. ولقد أوجده العثمانيون لتحرير الشؤون الإدارية والمالية، ولكى يحيطوا محفوظاتهم بالكتمان والسرية.


ومجموعات وثائق دار المحفوظات المصرية بالقلعة - مثلاً - تحتوى على آلاف الوثائق عن تاريخ مصر المالي والإدارى فى العهد العثمانى وفى عهود محمد على وخلفائه، وأغلبها مدون باللغة التركية وبخط القيرمه. وكذلك توجد مجموعات لا تحصى من الوثائق المدونة بهذا الخط في تركيا وفى كثير من المناطق التي خضعت للإمبراطورية العثمانية. وستظل معلوماتنا عن هذه القرون الطويلة قاصرة وناقصة حتى يوجد من يتعلم قراءة خط القيرمه، ويتمكن من دراسة ما تتضمنه مخطوطاته من المعلومات على مدى سنوات طويلة.


ونجد الخطوط الأوروبية - مثلاً قد نمت وتطورت واختلفت من عصر إلى آخر، وطرأت على كتابتها تغييرات مستمرة على الحروف الصغيرة وعلى الحروف الكبيرة، ونشأت خطوط خاصة في أوقات معينة، ووجدت اختصارات لبعض الألفاظ، الألفاظ، مثل كتابة الجزء الأول من الكلمة أو من أجزائها. وأحيانا وضعت علامات فوق الحروف للدلالة على كلمة ما. فلا بد من دراسة الخطوط اللازمة للباحث في التاريخ، حتى يمكنه الرجوع إلى الوثائق التي دونت بها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب