لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب سجلماسة وإقليمها في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي - حسن حافظي علوي PDF

 كتاب سجلماسة وإقليمها في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي - حسن حافظي علوي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب : 


عنوان الكتاب : سجلماسة وإقليمها في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي.

تأليف : حسن حافظي علوي.

الناشر : منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب سنة 1418 هـ - 1997 م.

عدد الصفحات : 488.

حجم الكتاب : 7.3 ميجا بايت.

صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"النشاط التجاري :

المسالك التجارية الصحراوية

تم التبادل التجاري بين بلاد المغرب وبلاد السودان الغربي منذ فترة مبكرة من التاريخ بواسطة التجارة الصامتة التي وصفها القزويني بقوله «عندما يصل التجار إلى بلاد السودان كانوا يضربون طبولا ليعلموا القوم... فإذا علم التجار أنهم سمعوا صوت الطبل أخرجوا ما معهم من البضائع فوضع كل تاجر بضاعته من التبر ويترك البضاعة وضربوا الطبول
وانصرفوا ولا يذكر أحد من هؤلاء التجار أنه رأى أحدا منهم».

ويغلب على الظن أن مضمون هذا النص لا ينطبق على المرحلة التي عاش فيها مؤلفه أي القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي، بقدرما يعبر عن الكيفية التي تم التعامل بها بين التجار المغاربة والسودانيين في العهود القديمة. بدليل أن بلاد السودان كانت خاضعة زمان القزويني إلى نفوذ دول إسلامية من سلالة الزنوج، وكانت تضم بين رعاياها التجار المغاربة والفقهاء والقضاة وغيرهم.

ولعبت منطقة سجلماسة دورا مهما في عملية التواصل بين المغرب والسودان المغربي بحكم موقعها على مشارف الصحراء الكبرى منذ تاريخ بداية عملية التواصل بين المنطقتين بدليل اكتشاف صور لعربات تجرها الخيول بجبل أفيلال إلى الجنوب من موقع مدينة سجلماسة. ويعتبر ذلك دليلا على أهمية هذه المنطقة في ربط شمال الصحراء الإفريقية بجنوبها.

ولم تختص منطقة سجلماسة بهذا الدور لوحدها بل كانت كل المناطق الواقعة جنوب جبال درن مؤهلة للقيام بنفس الدور، ومثال ذلك مناطق درعة الأوسط ووادي نون غير أن تأسيس مدينة سجلماسة وازدهارها السياسي في عهد المدراريين ومن بعدهم مغراوة جعلها محطة رئيسية في هذه العملية، وأثر ذلك على أولويتها مقارنة مع هذه المناطق المذكورة لمدة طويلة من الزمن. لأن موقعها لعب دورا كبيرا في ذلك قال عبد الواحد المراكشي وهذه المدينة - أعني سجلماسة - متوسطة في الصحراء، مسافة ما بينها وبين تلمسان وفاس ومراكش على حد سواء، فمن حيث قصدت إليها من أحد هذه البلاد، كان ذلك مسافة عشر مراحل.

لم تكن الطرق التجارية الصحراوية تتبع دائما المسالك السهلة أو نقط الماء أو غيرها من العوامل الطبيعية المساعدة على اختراق الصحراء بل ارتبطت أيضا بالعامل الأمني والسياسي. ومثال ذلك أن المرابطين حولوا الطرق التجارية الصحراوية نحو الشمال الغربي من القارة الإفريقية بعد أن أقاموا دولتهم في الشمال، وفقدت الطرق التجارية الشرقية أهميتها بفعل ذلك.

ميزت D.J. Meunie بين فترتين في تطور المحاور التجارية الرابطة بين بلاد السودان الغربي والمغرب الأقصى أولى تبتدىء بالقرن الحادي عشر الميلادي وتنتهي في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، وفيها ظلت سجلماسة تلعب دورها كاملا في التبادل التجاري بين الشمال والجنوب. وثانية تبتدىء بالقرن الخامس عشر الميلادي وتستمر إلى ما بعده، وفيها فقدت هذه المدينة أولويتها التجارية وتخلت عنها لصالح منطقة وادي نون ودرعة وسوس.

وتجب الإشارة هنا إلى أن الطرق التجارية الرابطة بين بلاد السودان وبلاد المغرب قد بدأت تميل نحو الغرب منذ القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي، في وقت بدأت فيه المحاور الشرقية تعرف تضررا كبيرا أثر على المدن الفاعلة فيها كغدامس ووركلة وطرابلس. غير أن القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي شهد استقرارا في اتجاه هذه المسالك واستمرت الوضعية على ما أصبحت عليه منذ ذلك التاريخ في المراحل اللاحقة. ويظهر هذا بوضوح من خلال وصف البكري للمسالك التجارية الذي لا يختلف عنه وصف الذين أتوا بعده في أغلب تفاصيله إلى حدود أواخر القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي، رغم التحول الذي يمكن أن نلمسه في انحراف الطرق نحو الشرق في أواخر القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي كما سيأتي.

أجمعت أغلب الدراسات الحديثة على أن الطرق التجارية الصحراوية التي ربطت بين بلاد المغرب الأقصى والسودان الغربي اتخذت سماتها منذ القرن الحادي عشر الميلادي، ولم تعرف تراجعا إلا مع القرن الرابع عشر الميلادي وهي ثلاثة طريق سجلماسة - غانـة عبر أودغست، طـريق سجلماسة - تمبكتو عبر ممالح تغازى والطريق الساحلي الذي كان يمر بنول لمطة وممالح أوليل، وهو الطريق الذي كانت له أهمية كبيرة في العهود القديمة والفترة المبكرة من التاريخ الوسيط، ثم تقلص دوره في عملية التبادل التجاري بعد مضي فترة غير قصيرة من القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي.

تعزز تعامل بلاد المغرب مع بلاد السودان الغربي بفعل ما قامت به الإمارات والدول من جهود قصد التحكم في هذه المحاور التجارية، وقد كان لامارة الخوارج الصفرية دورا مهما في هذا الباب بالنسبة لسجلماسة. غير أنه إذا كانت المسالك التجارية الغربية قد عرفت انتعاشا في القرن العاشر الميلادي، فإنها لم تتخذ شكلها القار سوى في القرن الحادي عشر لتستمر على ذلك إلى ما بعد نهاية القرن الثالث عشر الميلادي. ومن ثم، تتأكد الأهمية القصوى للمدة الزمنية التي حددناها لهذه الدراسة والتي هيا القرن الثامن الهجري لما شهده من تحول في اتجاه المسالك التجارية نحو الشرق بعد مرحلة من الثبات دامت أزيد من أربعة قرون.

1 - الطريق الساحلي :

هو أقدم هذه الطرق التجارية استعمالا يمر بعد مغادرته لدرعة عبر نول المطة وممالح أوليل. قال ابن حوقل وآخر العمارة واوليل معدن الملح ببلاد المغرب بينها وبين أو دغست شهر، ومن أوليل إلى سجلماسة راجعا إلى الإسلام شهر وكسر، ومن سجلماسة إلى لمطة معدن الدرق اللمطية عشرون يوما. ومن أوليل إلى لمطة خمسة وعشرون يوما ودون لمطة من بلاد المغرب تا مدلت وعلى جنوبها أو دغست».

يتضح من نص ابن حوقل أن الطريق الساحلي الرابط بين سجلماسة وممالح أوليل عبر نول لمطة كان يتطلب مسيرة ستين يوما، وكانت القوافل تتبع فيه طريقا يتخذ شكل مثلث ما بين سجلماسة وأوليل على الساحل الأطلسي ثم أو دغست إلى الشرق من هذه الممالح.

ذكرت Meunié أن هذا الطريق كانت مسافته 6000 كلم، وكان بعد انطلاقه من سجلماسة يعبر مناطق درعة الأوسط بزاكورة ثم ينحرف نحو الجنوب بمحاداة السفوح الجنوبية الغربية للأطلس الصغير ليصل إلى وادي نون ثم يتبع ساحل المحيط الأطلسي إلى أن يصل إلى أوليل.

وأهم محطة تجارية على هذا الطريق هي مدينة نول لمطة وقد ذكر البكري أن صناعاتها من الأسلحة جيدة للغاية، كما قال بأنها آخر مدن الإسلام في اتجاه الجنوب.

لم يكن الطريق الساحلي يتوفر على المياه في المسافة الفاصلة بين نول لمطة وأوليل، لأن القوافل التجارية كانت تسير في أرض صلبة عبارة عن صفى يصعب حفره بالمعاول إلى درجة أنه في حالة وفاة شخص من التجار فإنه لا يدفن بسبب صعوبة حفر القبر، وكان التجار في هذه الحالة يكتفون بستره بالحطام والحشيش أو يقذفون به في البحر.

ويصل الطريق الساحلي إلى جزيرة أيونيا حيث يوجد العنبر، وهي قريبة من ممالح أوليل. ثم يتجه شرقا نحو مدينة أو دغست التي تبعد عن غانة بحوالي عشرين مرحلة.

وأوليل التي ذكرها ابن حوقل والبكري هي وليلى عنـد صــاحب الاستبصار، وهي ملاحة جلبت إليها التجار المغاربة منذ فترة مبكرة من العصر الوسيط. وأصبحت في القرن العاشر والحادي عشر الميلاديين آخر نقطة تصل إليها القوافل التجارية في الجنوب قبل أن تنحرف شرقا نحو أو دغست. وقد كان لهذه الممالح دور أساسي في تدعيم النشاط التجاري خلال قرون عديدة، يشهد على ذلك أن الجغرافيين أشاروا في القرن السادس والسابع الهجريين إلى أن هذه المصالح استمرت في الإنتاج، الأمر الذي يؤكد أن الطريق الساحلي لم يتم التخلي عنه قبل زمان ابن سعيد المغربي.

قال الإدريسي «فأما جزيرة أوليل فهي في البحر وعلى مقربة من الساحل وبها الملاحة المشهورة ولا يعلم في بلاد السودان ملاحة غيرها، ومنها يحمل الملح إلى جميع بلاد السودان» ومعنى ذلك أن هذا المؤلف لم يكن على علم بوجود ملاحة أخرى في بلاد الصحراء هي ملاحة تاتنتال."

رابط تحميل الكتاب

عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب