لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من بلاد - الجزء الأول pdf تأليف عبد الله التميمي الفاسي

 كتاب "المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من بلاد" الجزء الأول لأبي عبد الله التميمي - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf










معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من بلاد.


المؤلف : عبد الله التميمي الفاسي.


تحقيق : د. محمد الشريف.


الجزء : الأول.


الناشر : منشورات كلية الآدب والعلوم الإنسانية تطوان.


عدد الصفحات : 282 ص.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"الأصل الاجتماعي للأولياء


ولعل أولى الملاحظات التي تسترعي المتفحص هو التباين الكبير في أصول عباد «المستفاد ». فهم ينتمون إلى فئات اجتماعية مختلفة فاستناداً إلى نصوص المستفاد » نقف على الوضعية الاجتماعية المتواضعة بصفة عامة للشرائح الاجتماعية التي ينتمي إليها المتصوفة والأولياء. فمنهم من كان من فئة المعدمين لا يملك إلا ما على بدنه ومنهم من لم يكن يملك إلا جبة صوف لا غيرها. إلا أن كثيراً منهم كانوا من فئة الحرفيين البسطاء كالخياطين " والجزارين " والخرازين " والحاكة " والناسخين "، أو تجاراً بسطاء من دون حانوت أو رأس المال تقريباً .. أما الذين لم يفصح التميمي عن طبيعة نشاطهم الحرفي فإن ألقابهم تدل على انتمائهم لفئة الحرفيين، مثل «الخشاب» و«الخراط» «الطراز» و «الحداد » و «الحايك» ... إلخ. إلا أننا لا نستطيع الجزم بأن أصل» هؤلاء كان دائماً وضيعاً أو هامشياً من الناحية المادية، لأن أغلبهم لم يسعوا أصلاً إلى غنى أو ثراء، بل آثروا الفقر والتقشف طواعية واختياراً. 


وإذا كان أغلب الأولياء قد زهدوا في الدنيا وأعرضوا عنها فإنهم لم يستنكفوا من الاشتغال لضمان قوتهم بل نجدهم يولون قيمة كبرى للعمل فهم يحصلون معيشتهم بعرق جبينهم باحترافهم لشتى المهن حتى ولو كانت قليلة الكسب والمردودية. لا غرو إذن إن وجدناهم يبتعدون عن النزعة التواكلية في كسب قوتهم. فالشيخ الأريني كان «لا يتعيش إلا من الطحين يطحن للناس بالإجارة لا غير ذلك»، والشيخ عبد الرحمان الخراز كان مقبلاً على حرفته، فإذا جاء الصيف خرج للحصاد يحصد بيده عند من يرضى حاله، ولا يأخد زائداً على إجارته المعلومة». والشيخ أبو الربيع سليمان «كان يعمل المراوح من العزف وبتقوت من ثمنها على قلته أما أبو عامر الناسخ فكان يتقوت من نسخه، وكان الشيخ ابن شبة يتحرف بصناعة الخرازة ويتقوت منها.


بينما كان عبد الرحمان الملاح يبيع الملح بالقرب من منزل سكناه بالأرض دون حانوت ولم يكن رأس ماله فيما يبيع ستة دراهم يؤدي منها الكراء في الموضع الذي يسكنه مع أهله وينفق على عياله، وكان يوسف الفرار يتصرف عند حائك في صناعة الحاكة «قبل أن يتزهد وينقطع"، ومنهم من انصرف إلى النشاط الفلاحي والحيواني مثل أبي خزر يخلف الذي كان يحرث ببلده بزوج وأبي إسحاق ابراهيم بن كنون الذي كان يتدبر قوته ومؤونته من عسل نحل كانت عنده.


ولا نعدم وجود أولياء ومتصوفة ينتمون إلى الشرائح العليا من المجتمع أو على درجة من الغنى مثل الفقيه ابن الرمامة الذي كان من ذوي اليسار والشيخ محمد بن ابراهيم المهدوي الذي وصل إلى مدينة فاس جمال كثير عدة آلاف أنفقها على الفقراء وأهل الإرادة؛ أو من المقربين إلى الأمراء مثل الشيخ أبي جعفر أحمد الفنكي الذي درس العلم بقرطبة صحبة الأمير المرابطي أبي زكريا بن اسحاق بن غانية المسوفي، أو من الذين شغلوا وظائف هامة في هياكل السلطة ثم نبذوها ليسلكوا طريق المجاهدة والمكابدة، مثل أحمد الأريني الذي كان عاملاً بمدينة فاس ثم «تاب من ذلك»


إلا أننا نؤكد بالاستقراء أن نسبة كبيرة من عباد التميمي لم تكن تنتمي إلى فئة العامة، وإنما كانت تنتمي إلى الفئة الوسطى من المجتمع : موظفو الدولة، تجار، ملاك...). فالشيخ عبد الله بن مسعود الهواري كان قاضياً بفاس مثله مثل عبد الله الهذلي، وعلي بن حرزهم كانت لأبيه أملاك بخولان ولو شاء لكانت تعد له الفرش اللينة والشيخ عيسى الزرهوني كان له بموضعه جنان والشيخ ابن فوقة كانت عنده عرصة ببني بسيل أما الشيخ عبد الرحمان ابن خنوسة فكان يملك جناناً بيعت غلته فقط من الفاكهة بأكثر من ستين ديناراً، والشيخ عبد الله بن دبوس كان يمتلك جناناً بداخل مدينة فاس به ماشية وغنم وابن العجوز ورث فندقاً مرتين، وكان له «فدان بباب الجيسة» والحسن بن ست الآفاق «كان له مال أنفقه على أهل الفضل والدين في بناء القناطر وعمارة المساجد». ومن المرجح أن يكون الحاج أبو عبد الله البناء والشيخ أبو يدو يعلى من الميسورين حتى يتسنى لهم القيام بالأعمال التي كرسوا حياتهم لها. فالأول كان مولعاً ببناء المساجد في البادية وبناء القناطير» والثاني متصرفاً بنفسه في مرافق الناس من حفر بئر في البادية وغير ذلك»، ولا يستبعد أن يكون الشيخ عبد الوهاب السلالجي من أسرة ميسورة فبيت بني السلالجي يعد من «بيوت الثروة والفقه والكرامة الواردة في ترجمته لها علاقة بالتجارة والمخبر عنه سلالجي تجار. أما الشيخ أحمد الطوال فكان يضرب الرقم القياسي في إسعاف المحتاجين بما يسلفه للناس ومن كان فقيراً سامحه، ويحيى التادلي كان بامكانه التصدق على المساكين بقمح غرفتين خلال فترة مجاعة بفاس.


بل إن «المستفاد » يقدم لنا حالة فريدة تشذ عن قاعدة سلوك الأولياء؛ ويمثلها الشيخ محمد الأشقر الذي لم ير حرجاً في السعي وراء الغنى، فقد أشار عليه النبي (ص) بالخروج من سبتة والتوجه إلى الغرب بعد أن اشتكى له في منامه من فاقة الفقر، فتوجه إلى القصر ثم انتقل إلى ناس واستقر أخيراً بأغمات فأقام بها يقرئ كتاب الله نحو ثلاثة أعوام فخرج منها «بسبعمائة دينار».


وعلى غرار الأصل الاجتماعي المتباين للعباد تباينت كذلك أصولهم الإثنية. فمنهم من أصله من البربر، ومنهم ذوي الأرومة العربية، ومنهم من ينحدر من أصول سودانية أو مشرقية، مثل الشيخ أبي علي المنصر ابن فوقة الذي كان أسمر اللون مثله مثل الشيخ أبي جبل يعلى، وأبي يعزى ومسلم الحبشي، والشيخ أبي سعيد الحبشي.


والجدير بالذكر أننا لم نعثر على أي معطى يفيد بتوارث الصلاح أو تركزه في أسرة معينة سواء بمفهومه التبركي، أو بمفهومه الديني الاجتماعي، مثلما هو حال آل أمغار في تبط الفطر مثلاً الذين كانوا يتوارثون الصلاح كما يتوارث الناس المال أو كما هو الشأن بالنسبة لتوارث العلم" أو الوظائف المخزنية"."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب