لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مدرسة الحوليات pdf تأليف گي بوردي

 مقالة - مدرسة "الحوليات" تأليف گي بوردي - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf








معلومات عن المقالة :


العنوان : مدرسة "الحوليات".


تأليف : گي بوردي.


ترجمة : مصطفى الناجي.


الناشر : مجلة أمل.


العدد : 1 /ص66.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).  


 



مقتطف من المقال :


"ف. بروديل Braudel : أزمنة التاريخ


ولد فرناند بروديل سنة 1902، درس التاريخ، اجتاز امتحان التبريز ووجد نفسه يشغل منصبا بالجزائر، حيث بقي ما يقرب من عشر سنوات، من 1923 إلى 1932. وهناك اكتشف البحر المتوسط متوسط الضفة الأخرى، كما لو كان مقلوبا. التقى ل فيفر الذي أصبح «أستاذه وصديقه؛ والذي اقتريخ عليه أن يحول الموضوع العادي لأطروحته السياسة المتوسطية لفيليب II إلى بحث أصيل ومبتكر حول البحر المتوسط في عهد فيليبب II. ويفترض تغيير العنوان تحولا كبيرا في الرؤية. وخلال سنوات عديدة، نقب ف. بروديل في أرشيفات خزانات لم تكن قريبة المثال دائما، بسيماناکس، مدريد، جین، روما، البندقية، وحتى ديبروفنيك. إلا أن مهمة بالبرازيل قد أبعدته عن انشغالاته المتوسطية، من سنة 1935 إلى 1937، ولكنها فتحت أمامه في نفس الوقت آفاق أمريكا الجنوبية، بعد هذه المرحلة السعيدة، جاءت القطيعة المؤلمة، لقد فرضت عليه الحرب العالمية الثانية من 1939 إلى 1945 محنة طويلة، إذ ألقي عليه القبض بعد اندحار الجيش الفرنسي، ووضع بمعسكر للأسرى قرب لوبيك. وخلال اعتقاله بألمانيا نظم بحثه وكتب مخطوطا أول له، اعتمادا على الذاكرة، دون كتب، ودون كراسات. وحين عاد إلى فرنسا سنة 1945 - 1946، راجع توثيقه، وأنهى صياغته فناقش أطروحته لنيل دكتوراه الدولة. وفي الواقع فإن «البحر المتوسط» عمل عمر بكامله : لقد تم إعداد المشروع حوالي سنة 1929 : ونشر أولا سنة 1949؛ ثم أعدت منه طبعة أخرى منقحة نشرت سنة 1966. إن الأمر يتعلق بكتاب قيم تجسد فيه التجديد المنهجي بشكل واضح؛ وبكتاب ضخم (1160) صفحة في الطبعة الأولى؛ و 1222 صفحة في الطبعة الثانية) يحدد النموذج المثالي للأطروحة بالنسبة لأجيال عديدة من المؤرخين. 


إن هذا العمل المعبر عن روح «الحوليات»، يصدر عن التقليد المتبع في التاريخ التاريخاني». ولم تعد الشخصية المركزية فيه رجل دولة، هو فيليب، ولكن فضاء بحريا هو البحر الأبيض المتوسط. وقد تأثر ف. بروديل بدروس الجغرافية الإنسانية : بكتاب لوحة عن فرنسا ل ب فيدال دي لابلاش وبأطروحات إقليمية ل ر بلانشار، ج سيون Sion و أ. ديمانجون، الذين كانوا يهتمون بخصائص البيئة الطبيعية أثناء دراستهم للتحولات التاريخية. واستوحى ف. بروديل أيضا تجربة ل. فيفر الذي فتح الحوار بين الجغرافية والتاريخ في كتابه الأرض والتطور الإنساني». لقد حاول مؤلف «البحر المتوسط»، الذي يستمد قوته من تجارب سابقيه، أن يؤسس [علم] الـ جغرافية - تاريخ»، ويحدد له برنامجا كالتالي : إنه يطرح المشاكل الإنسانية من منظور جغرافية إنسانية ذكية تنظر إلى كيفية توزيع تلك المشاكل في المكان وتضعها في خرائط إن أمكن... يطرحها من زواية الماضي، واضعا الزمن في الاعتبار؛ يحرر الجغرافية من تتبعها للوقائع الحالية التي تشكل همها الوحيد أو تكاد، ويفرض عليها استغلال مناهجها وروحها لإعادة التفكير في الوقائع الماضية. إنه يجعل من الجغرافية التاريخية التقليدية على طريقة لونيون، التي تكاد تقصر جهودها على دراسة حدود الدول، والدوائر الإدارية دون اهتمام بالأرض نفسها بالطقس بالتربة بالنباتات والحيوانات... جغرافية حقيقية، إنسانية ومهتمة بالماضي يفرض على الجغرافيين أن يعطوا مزيدا من الاهتمام للزمن الشيء الذي قد يكون سهلا نسبيا، وعلى المؤرخين أن يهتموا أكثر بالمكان الشيء الذي قد يكون أكثر إحراجا لهم).... (الطبعة الثانية المجلد 2 ص 295). لقد توصل ف بروديل، وهو يفكر في جدلية الزمان والمكان، إلى تصور أزمنة متعددة: هكذا توصلنا إلى تفكيك التاريخ إلى مستويات على شكل رفوف، أو إن شئنا إلى التمييز بين زمن جغرافي، زمن اجتماعي، وزمن فردي» (ص 15).


المرقى الأول : « عبارة عن تاريخ ساكن تقريبا، تاريخ الإنسان في علاقاته بمحيطه، وهو تاريخ بطيئ في سيره وتحوله، مكون غالبا من تجارب تتكرر بالحاح ودورات معادة باستمرار) (ص 13). وقد قدم ف. بروديل مستوى المدة الطويلة في القسم الأول من أطروحته، حيث يصف الجبال. الأطلس، الأبنين، طوروس، الخ. وسكان الجبال وعاداتهم الموروثة، وانتجاعهم المنتظم؛ يصف السهول الساحلية - سهول اللانجدوك، كمبانيا، ميتيدجا، الخ. ومستنقعاتها، وسكانها الذين تنخرهم الملاريا يصف البحار - البحر الأسود، بحر الإيجه، بحر الأدرياتيك، الخ. التي تفرض سواحلها رياحها، وتياراتها أشكال الإبحار وإيقاعه؛ يصف الجزر - سردينيا، كريت، قبرص، الخ - التي تمثل في نفس الوقت موانئ للبحارة، مخابئ للقراصنة مواطن للهجرة. ويبين الكاتب حدود البحر المتوسط : شمالا. المناطق المعتدلة التي تسكنها جماعات مستقرة وهي أراض مسيحية، وجنوبا الصحاري القاحلة التي ينتقل عبرها الرحل، وهي أراض إسلامية؛ ثم يحدد السمات الخاصة للطقس المتميز بهيمنة الجفاف، والذي يتناوب فيه شتاء معتدل وصيف حار. [أما] الزمن الجغرافي فيبدو متداخلا، الأزل: إن الفضاء المتوسطي، على ما يبدو، لم يتغير، بين إمارة أوغست وملك فيليب II. ومع ذلك، فإن مفهوم الإستمرارية يجب تصحيحه. فقد سجل الطقس على مر القرون بعض التحولات؛ فقد تعرضت النباتات لبعض التقهقر وانتقلت مدن من مكان إلى آخر وعدلت ممرات الطرق أحيانا. وهكذا فإن معاينة الجغرافيا تقود إلى الكشف. عن أكثر التغيرات التاريخية بطئا. 


المرقى الثاني : « [وهو ] تاريخ ذو إيقاع بطئ... تاريخ بنيوي؛ بل لا نمانع في تسميته تاريخا اجتماعيا، لأنه] تاريخ للجماعات والتجمعات» (ص 13). وقد عالج ف. بروديل مستوى المدة الدائرية في القسم الثاني من أطروحته، حيث رسم محاور المواصلات البرية والبحرية، قاس المسافات التجارية اعتمادا على معدل سرعة البواخر حصر حجم الأسواق - طوسكانا أو الأندلس.. مجال نفوذ الموانئ - البندقية، ليفورن، مرسيليا أحصى عدد الناس الذي يمكن أن يكون آنذاك ستين مليونا قدر توزيعهم، مع الإشارة إلى المناطق الخالية. مثل الألغارف - والمناطق الآهلة - مثل مالطا قدر النمو الديمغرافي (كان بصقلية سنة 1501 : 600.000 نسمة، و 1.100.000 سنة 1607). اهتم بالميكانيزمات النقدية، مع الإشارة إلى نضوب الذهب السوداني أواخر القرن 15، وتدفق الذهب الكارايبي والمكسيكي، ثم فضة البيرو، اللذان كانا يصلان الى اشبيلية يمران عبر أنفير ثم عبر جين فينتشران عبر البلدان المتوسطية، خلال القرن السادس عشر. وقد أدت وفرة المعادن الثمينة إلى ارتفاع منتظم للأسعار، من قرن إلى قرن، من 1530 إلى 1620)، وهو ارتفاع يعرف تقلبا كل عشر سنوات انخفاض من 1558 إلى 1567؛ ارتفاع من 1567 إلى 1576؛ انخفاض من 1576 إلى 1588، الخ). وتنعكس حركة الأسعار هاته على المداخيل، حيث كان التجار والسادة يزدادون غنى، بينما يزداد العمال والفلاحون فقرا. إن دراسة ف. بروديل للأوضاع المتوسطية جعلته يلتقي بأعمال س. إ. لابروس الذي قام، قبل وقت قصير، بتحليل تطور الأثمان بفرنسا خلال القرن الثامن عشر. يمثل هذه المساهمات، بدأ تاريخ الاقتصاد يبني أسسه.


المرقى الثالث : «وهو تاريخ تقليدي، أو إن شئنا، تاريخ ذو بعد فردي وليس ذا بعد إنساني...إنه حركة التسطح الموجات التي تخلقها الحركة القوية للأسواق. إنه تاريخ التغيرات الوجيزة السريعة والحادة» (ص 13). وقد تم تناول المستوى الزمني القصير في الجزء الثالث من الأطروحة. حيث يعرض ف. بروديل الامبراطوريتين المتنافستين، الإسبانية والتركية، عن طريق وصف مؤسساتهما المعقدة، أقاليمهما المتنوعة، ساكنتهما المتعددة الأجناس؛ ويقدر قواتهما العسكرية عن طريق معاينة تنظيم الجيشين، قيمة الأسطولين. وشبكة التحصينات، وبعد الانتهاء من وضع الديكور ينتقل المؤرخ الى ميدان الحركة فيستعرض «الأحداث الرئيسية : استقالة شارل كان (1556)، معاهدة كاتو. کامبرسيس السلمية (1559)، الحرب الإسبانية - التركية (من 1561 إلى 1564)، اختبار القوة بمالطا (1564)، تأسيس الرابطة المقدسة (من 1566 إلى 1570) معركة ليبانت (1571)، الهدنات الإسبانية ـ التركية السنوات 1578، 1581، 1583) وحلقات أخرى من مواجهة غطت أكثر من نصف قرن. إن هذا النص الموثق والمكتوب بشكل جيد، يمثل إغناء للتاريخ العسكري والدبلوماسي. إلا أن كاتبه لا يميل إلى نوع تقليدي [من التاريخ بهذا الشكل وهكذا فإنه لا يحتفظ من معركة ليپانت بوقائعها بقدر ما يحتفظ بنتائجها الدائمة. إذا كف [المؤرخ عن التعلق بالأحداث وحدها، بهذه القشرة البراقة والسطحية للتاريخ، فإن ألف حقيقة جديدة ستظهر متجاوزة، دون ضجيج، للحدث في حد ذاته. فقد انكسر سحر القوة العثمانية.... وعادت المنافسة المسيحية إلى نشاطها.... وتفككت قوة الأسطول التركي» (ص 923). إن ف برودیل، باهتمامه بـ «التاريخ - المعركة قد تراجع خطوة إلى الوراء لصالح المدرسة «الوضعية» التي ظلت محتفظة بموقع قوي في المؤسسات الجامعية وفي نفس الوقت، وباعتباره ممثلا جديرا لمدرسة الحوليات، فإنه يرجع «ما هو حدثي» إلى المستوى الخلفي. إن [مقولة] «السياسي أولا، لـ إ. لافيس قد عوضتها [مقولة] «السياسي ثانيا، لـ ف بروديل."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب