لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الانتربولوجيا والاستعمار - جيرار لكلرك pdf





معلومات عن الكتاب :


اسم الكتاب : الانتربولوجيا والاستعمار.


المؤلف : جيرار لكلرك.


ترجمة : جورج كتورة.


الناشر : المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر.


تاريخ النشر : 01/01/1990.


عدد الصفحات : 242.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"استقلالية غرض الأنتربولوجيا


وحدها الحقيقة البدائية الموجودة والمعاصرة، هي الغرض الأصيل للنظرية التي باتت تملك من الآن وصاعداً وحدة الحقل التحليلي المتميز عن التاريخ. ولفهم هذا الحقل يجب أن نميز على ما يبدو بين عبارات رادكليف - براون غير المتحررة تماماً من الإشكالية السالفة، والموقع الفعلي الذي يحتله علماء الأنتربولوجيا المعاصرون.


اضطر رادكليف - براون، في محاولته إعطاء الأنتربولوجيا الجديدة نقاءً ومنهجية، أن يذوّب هذا العلم في النظرية العامة المتعلقة بالمجتمعات، أي في علم الاجتماع. وفي الوقت ذاته أعطاه تمايزاً معرفياً. فما دامت المجتمعات البسيطة نسبياً مجال هذا العلم. فباستطاعته أخذ مفاهيم علم الاجتماع الأساسية (بنية، وظيفة، مجتمع... إلخ ) ؛ وهكذا يمكنه، انطلاقاً من أجزاء بسيطة في علم الاجتماع، إغناء طريقته.


ومع أن هذا الموقف ظل سائداً بعد رادكليف براون، إلا أنه سقط من حقل الأنتربولوجيا الفعلي، ذلك أن الضرورات العملية لتقسيم العمل العلمي لم تجعل نقاط التقارب مهمة جداً بين علم الاجتماع الذي اتجه لدراسة الظواهر «الحديثة » الغربية، والأنتربولوجيا التي توجّهت لدراسة المجتمعات « التقليدية » في العالم الثالث.


ما هي أسس استقلالية و«كفاية » الأنتربولوجيا الوظيفية؟ يعتبر رادكليف - براون المجتمعات أنظمة طبيعية، كما يعتبر أن المجتمعات البدائية هي بدورها أيضاً أنظمة طبيعية، ولكنها بسيطة.


إن شكل الخطاب الأنتربولوجي المنسق قد صار ممكناً بفضل تنظيم شكل الحقيقة التجريبية التي تشكل غرضه : المجتمع البشري. فالمجتمعات ليست حقيقة تاريخية وحسب، بل حقيقة طبيعية، نظام علاقات لا يتغيّر نسبياً، موزون ومستقل عن التغيرات التي تطرأ على أشخاصه (الأفراد الذين يتحقق بهم النظام). وهكذا يستمر نظام القبيلة الاقتصادي والسياسي ونظام القرابة فيها، مهما تحوّل الأفراد، بل حتى لو زالوا، ومهما حدث من تغيرات اجتماعية غير أساسية، ذلك أنّ نسق الأدوار والبنى يستمر على الدوام. يمكننا الاحتجاج بالطبع ضد رأي من هذا القبيل حتى لو كان بالإمكان تطبيقه في مجتمعات لا تعرف التحوّلات الخاصة في المجتمعات الغربية (كما يذكر غلوكمان، بالتمييز بين التمرّد الذي لا يؤثر في النظام، وبين الثورة التي تؤدّي إلى هدم النظام هدماً كلياً). مهما يكن من أمر، فالواضح أن النظرة الوظيفية للمجتمعات البدائية ليست نظرة إلى مجتمعات منبثقة من أصول التاريخ، تحيا رغماً عنه، بل هي أنظمة طبيعية معاصرة، معاصرة بمعنيين اثنين : إنها معاصرة للمجتمعات الغربية ومؤسسات المجتمع البدائي، ومعاصرة لذاتها (أو تنتمي للعصر نفسه. لا تعتقد المدرسة الوظيفية بوجود « مخلفات حية » كما يعتقد التطوريون بالمعنى السلبي للكلمة. لكن ذلك لا يعني أن بعض المؤسسات أو الممارسات التي يمكن ملاحظتها لا تعود إلى أصل تاريخي بعيد، بل المهم أن يعاد تفسيرها ويعاد تكييفها مع عمل المجتمع الحالي. فإذا كان معنى مخلفات حية « خطاً ثقافياً » لا يتناسب مع محيطه، فلا وجود للمخلفات برأي مالينوفسكي ؛ لاعتقاده أن بقاءها «إنما يبدو لاكتسابها معنى جديداً ووظيفة جديدة ».. كل مؤسسة تستمر هي « وظيفة » في قلب الثقافة وفي قلب المجتمع الحالي.


ثمة نتيجة هامة : إذا كان مفهوم المخلفات الحية متبطاً للتحليل الحقلي، فنفيه يحافظ على وجود علاقة ضيقة مع نشأة التحليل الحقلي. كيف يمكن فهم ممارسة ما دون أن نذهب للتحقق من وظيفتها في نظام الثقافة الحالي؟


إن كفاية التحليل واستقلاليته أمران ممكنان ؛ ذلك أن كل العناصر التي يرفضانها باعتبارها عناصر خارجية، هي عناصر غير كافية (مثلا : مفهوم الأصل)، أو أنها خالية من أي محتوى (مثلاً : مفهوم المخلفات الحية). فالمهم بالنسبة للبحث العلمي هو « إحكام » التحليل الناتج عن إحكام غرضه.

.

لذلك نجد غموضاً في التحليل، ناتجاً عن النزعة نحو وصف الأنظمة الطبيعية وعن بناء الأنظمة المفهومية ؛ فالمجتمعات بما لها من ميزة تجريبية تسمح بإجراء تحليل وصفي. وبصفتها أنظمة تسمح بإجراء تحليل منظم ذي صبغة شمولية. لهذا نجد أن رادكليف - براون قد ميّز أحياناً بين هذين المستويين، كما خلط بينهما أحياناً أخرى. فهو يميز بين العلاقات الاجتماعية التجريبية، والبني الاجتماعية التي يبنيها الأنتربولوجي، لكنه يعلن في مكان آخر «إن البنى الاجتماعية صحيحة وحقيقية تماماً مثل الأعضاء بالنسبة للأفراد، وإن المجتمعات عبارة عن بُنَى.


لا تزعم هذه الملاحظات الصورية والمجرّدة تقديم منطلق لنقد المبادىء المعرفية التي قامت عليها وظيفية رادكليف - براون، بل يجب الوقوف لمدة أطول على تحاليله العينية، وأخذ كتبه الأخرى نقطة لانطلاقنا. علينا تحليل المبحث الجديد في اعتبار أنظمة القرابة، « مركز » البنية الاجتماعية للمجتمعات القبلية.


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب