لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المنتقى المقصور على مآثر الخليفة المنصور - الجزء الأول - أحمد بن القاضي المكناسي pdf





معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : المنتقى المقصور على مآثر الخليفة المنصور.


الجزء : الأول.


المؤلف : أحمد بن القاضي.


المحقق : محمد رزوق.


الناشر : مكتبة المعارف.


سنة النشر : 1986


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"جوانب من الحياة السياسية والفكرية في


عهد المنصور من خلال المنتقى


أ ـ جوانب من الحياة السياسية والادارية :


سنحاول مین خلال المنتقى أن نرسم صورة ولو مصغرة للنظام السياسي والاداري في عصر المنصور، وذلك لكي تكتمل لنا المقارنة التي حاولنا أن نعقدها لانظمة الحكم في المغرب العربي . فهذه المقارنة تبين من جهة ما اقتبسه المنصور من الاتراك، وتبين من جهة أخرى ما استقل به وابتكره لتسيير دفة الحكم في البلاد. أول شيء نلاحظه في هذا المجال أن ابن القاضي حدد منطلقه من عنوان الكتاب نفسه : المنتقى المقصور، على مآثر (الخليفة) المنصور، وهو يعتمد على أحقية المنصور بالخلافة.


وبالفعل فالمولى أحمد منذ الساعة الأولى لتوليته، تسمى بالخليفة المنصور، تخليدا لانتصار المسلمين في معركة وادي المخازن من جهة، ولان الحكام السعديين. لأصلهم العربي ونسبهم الشريف - كانوا يعتبرون دولتهم من جهة ثانية بعثا وتجديدا للخلافة الهاشمية المنقرضة وبأنهم أحق بخلافة المسلمين من الاتراك العثمانيين الذين هم من (جملة المماليك والموالي الذين دافع الله بهم عن المسلمين وجعلهم حصنا وسورا للاسلام. وقلدوا الأمر في الحقيقة نيابة وامانة يؤدونها الى من هو أحق بها وأهلها وهم موالينا ساداتنا الشرفاء ملوك بلادنا المغرب الذين شرفت بهم الامامة والخلافة).


وقد اتخذ المولى أحمد كل القاب الخلافة، فهو (أمير المؤمنين وامام الجماعة .... وركن الامامة والخليفة المخصوص بتراث الرسالة ومالك امرة المؤمنين) واستعمل جميع شاراتها مم ذكر اسمه في خطب المساجد أيام الجمعة والاعياد، وضربه على السكة والنقود، ثم الجلوس على أريكة الملك ولبس أبهى الحلل وأفخمها كما أعطى لبلاطه وحكومته من المظاهر والصفات ما يؤكد قوته وعظمته ويجعله جديرا بامامة المسلمين وخلافتهم العظمى : 


( الحمد لله الذي رفع أعلام الخلافة بعد نكوصها ونكوسها، وأضحك مباسم الايام عند قطوبها وعبوسها، وجدد معالمها الدراسة، وأركانها الطامسة، بلمة من عترة نبيه وخليله وصفيه، فنفق بهم کسادها، وأصلح فسادها، وأمن في الاغيال من الاغتيال آسادها، وكادت السخلة أن تفترس الضرغام وتدس في فيه على رغمه الرغام، رأفة بالعباد من العيث، ورحمة للبلاد كالغيث ... ).


وقد عمل المنصور على انشاء جهاز اداري وسياسي قوي اذ كانت الحكومة التي أنشأها تضم شخصيات من مستوى علمي رفيع : (... ويعين لشأن الرعية من يثق بنصحه لعباد الله المسلمين وفيه شفقة على أمة محمد من الرؤفاء الرحماء الناصحين الكرماء . فممن عينه لذلك الفقيه الصوفي المحب المفتي الحافظ الزاهد الخير ، الورع الدين، الخاشع الأواه : أبو مالك عبد الواحد بن أحمد الشريف الحسني - أحسن الله اليه، وأسبل نعمه عليه ، والفقيه الأجل، القاضي الاعدل قاضي القضاة بالحضرة العلية من الديار المراكشية : أبو القاسم بن علي الشاطبي والفقيه الاجل الاكمل الاتقى الانقى الاسعد الاصعد الانصح لعباد الله تعالى : أبو الحسن علي بن سليمان التاملي . ومن الفقهاء الكتاب الفقيه الكاتب الناظم الناثر، حجة الاعلام، وحسنة الليالي والايام : أبو فارس عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم الفشتالي، والفقيه الكاتب الحافظ الناظم الناثر : أبو عبد الله محمد بن علي الفشتالي - أعلا الله مقامه، ورفع أقلامه والفقيه الكاتب اللوذعي الفكاهة الحافظ، الناظم النائر، الاسمى الاسنى : ابو عبد الله محمد بن عمر، وغير هؤلاء ممن يطول ذكرهم. ومن وزرائه كالقائد الاعظم والخضم الفخم الاسمى الاسنى الامجد الانجد، الاحظى الارضى المحسن الانصح، القائد الارجح : أبو سالم ابراهيم بن محمد السفياني الروقي، صانع ايالته العلية، وناصح دولته الهاشمية ...). وقيمة هؤلاء تتجلى بالاضافة الى مستواهم العلمي الرفيع الرفيع - في اطلاعهم العميق على أحوال السكان وسلوك السلطة الاقليمية والمعرفة بسير الأحوال خارج المغرب، ولا سيما بالنسبة للدول التي لها ارتباط وثيق بالسياسة المغربية، وفي مقدرتهم الفائقة في تحرير الخطابات الملكية والمنشورات التي تهم مختلف الاقاليم. وكانت عناية المنصور بضبط أعمال مساعديه تفوق عناية أسلافه من ملوك الدولة السعدية، فكان يحاسبهم على عدم المحافظة على أوقات العمل الرسمية، والتأخر في الرد على المراسلات الإدارية والسياسية : (... ويعين في كل سنة من يتفقد أحوال ،رعيته، ومن ينهي أمرها بحضرته، ويأخذ العهد من خواصه وجلاسه على مثل هذه الامور ألا يخفوا عنه شيئا جل أو صغر، ولا يغادروه صغيرة ولا كبيرة من أحوال رعيته، وقد يتولى بعض هذا بنفسه فيركب ويشق مراكش ليفحص في ركوبه عن أحوال رعيته، ويتوصل الى شكيته، وقد شاهدت ذلك، ولم يزل على هذا النحو في كل نفس، فأوقاته بالمصالح معمورة، وسيره في ملوك الأرض مشهورة، وهو أبدا رافع لما يرفع اليه من ظلمات الظلم، ويأمر بالنداء في البلدان برفع ذلك اليه ...)أعماله احداث حروف (شيفرة) بعدد حروف المعجم سميت (الزمام) وهي خاصة بالمراسلات السرية حتى لا يعرف فحواها اذا وقعت في ايدي العدو، وكان اذا غادر أحد أبنائه أو مساعديه المقربين العاصمة سلم اليه نسخة منها حتى يمكنه أن يفك بها رموز الخطابات الملكية ، وقد أشرف على هذه (الشيفرة) في بلاط مراكش عبد الواحد بن مسعود عنون الاصيلي.


وباستثناء بعض الجهات التي كانت تدين بالولاء للسلطان السعدي وتحتفظ باستقلالها في أماكن نائية من الامبراطورية، فان جميع الجهات الأخرى زودت بأجهزة ادارية يعين المسؤولون عنها في الغالب من المناطق الجنوبية القريبة نسبيا من العاصمة كبعض العناصر السوسية والدرعية والفيلالية . وعلى العموم فقد تميز عنهد المنصور الذهبي بتقسيم جديد للمناطق الادارية التي تتميز بضخامة رقعتها، واستمر هذا التقسيم من سنة 1585 الى 1670 أي الى حين انهيار الدولة السعدية وقيام العلويين بقطع النظر عما وقع من تمزق في السلطة وتوزيعها بين عدد من الاشخاص والحركات الثائرة.


وكان المنصور ينيب عنه في هذه الاقاليم ابناءه ومن يتمتعون بثقته : ( ... وسلك سلكه في عدله المنصور) وهديه أولاده المكرمون المعظمون المهتدون، فمنهم ولي عهده ووصيه على الخلافة من بعده مولانا أبو عبد الله محمد المامون - أمن الله ،روعته، وستر عورته ـ لما ولاه مدينة فاس، لاحظ سيرة والده في كل الأنفاس . وقد شوهد من عدله وقيامه بالجيش وأكتاد دولتهم ما صيره في الخلفاء كنار في علم ... ومنهم واسطة عقد المجالس، وفارس الفوارس، ولده الواثق بالله مولانا أبو فارس ضبط بالعدل أحوال الرعية ،وأحصى لما أن ولاه والده السوس الاقصى، وكذلك شوهدت منه السير المرضية، والشهامة الهاشمية، لما أبقاه في الحضرة المراكشية ومنهم نخبة الولدان مولانا : أبو المعالي زيدان ظهر على يده هتون، لما أن ولاه مكناسة الزيتون فأجرى أولاده (المنصور) أيده الله. على العدل في المناهج المبرورة، والمساعي المشكورة (...). ويبدو ان الولايات التي يتولاها أبناء المنصور كانت تتمتع بصفات خاصة أبرزها ان الامير كان مطلق الصلاحيات وان ادارته كانت تشبه الى حد كبير ادارة والده المركزية بمراكش والى هذا فلا بد من تعيين قائد المحلة وحاجب وكاتب سرك وأصحاب مشورتك وصاحب المظالم كما هو عندنا)، وان الامير يجند قوات مسلحة يتخذها من قبائل اقليمه للمحافظة على الامن وتسيير الشؤون : (بلغنا انه قد استخدمتهم هناك جماعة من أولاد طلحة وبلغنا أن الخلط رجعوا كلهم رماة بالمدافع والنار)، ولانجاد والده عند الملمات وتزيد للقائد ... ألف رام ليستوفى بهم (الغرض). وقد درج الملوك السعديون منذ تأسيس دولتهم على اتخاذ فاس مقرا لولي العهد لاهميتها الدينية والعلمية وكمركز حضاري هام لا يقل أهمية عن العاصمة مراكش، لذا فقد عين المنصور منذ توليته ابنه محمد الشيخ وكان لا يزال صغير على ولاية فاس وجعل معه من يساعده على تدبير الأمور، ولما كبر أصبح المتصرف المطلق في المدينة واقليمها، وبديهي ان الغرابة من ذلك تدريب ولي العهد على ممارسة شؤون الادارة والحكم وتهيئة لتحمل المسؤولية الكبرى في المستقبل.


ومن مبتكرات المنصور الذهبي في طرق البيعة لولي العهد أن يؤدي المبايعون يمين البيعة أمام كتاب الله وصحيح البخاري ومسلم. وبذلك يكون استعمال الصحيحين أو أحدهما ليمين البيعة سابق لعهد مولاي اسماعيل بما يناهز قرنا، فقد اشتهر ان الجيش الافريقي الذي نظمه السلطان العلوي كان يؤدي اليمين على صحيح البخاري وبذلك سموا عبيد البخاري."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب