لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الجباية والمجتمع في تاريخ المغرب (جوانب من تاريخ جباية المدارس والزوايا بسوس أواخر القرن التاسع عشر) pdf تأليف د. السعيد بوسكة

 تحميل وقراءة مقالة "الجباية والمجتمع في تاريخ المغرب (جوانب من تاريخ جباية المدارس والزوايا بسوس أواخر القرن التاسع عشر)" تأليف د. السعيد بوسكة - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf







معلومات عن المقال :


العنوان : الجباية والمجتمع في تاريخ المغرب (جوانب من تاريخ جباية المدارس والزوايا بسوس أواخر القرن التاسع عشر).


المؤلف : د. السعيد بوسكة.


المصدر : دراسات.


الناشر : كلية الآداب والعلوم الانسانية - جامعة ابن زهر.


المجلد/العدد : ع18.


سنة النشر : 2015.


عدد الصفحات : 35 ص.


حجم الملف : 2.42 ميجا بايت.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من المقالة :


"علاقة وظائف المدارس والزوايا بالجباية


- وظيفة التعليم والأبعاد الجبائية اهتمت الرباطات الأولى في المغرب بمسألة التعليم، واستهدفت من هذه الوظيفة الدفاع عن الملة الإسلامية من كل خطر خارجي، وكذا تصحيحها وحمايتها من كل أشكال الانحراف الديني، ثم استمرت الزوايا في الاهتمام بوظيفة التعليم التي ورثتها عن الرباطات بل حاولت تطوير ممارستها " وفق شروط أكثر وضوحا [...] عبر مقروءاتها وموادها المدرسية وفقهائها المتقدمين للتحصيل، كما استقطبت المتعلمين من كل الآفاق موفرة لهم شروط التعليم والإقامة. وإلى جانب الدور الديني والعلمي لوظيفة التعليم، كان لها كذلك بعدا ماديا لا يمكن غض الطرف عنه، حيث شكل بعض المريدين بعد تخرجهم شبكة امتداد نفوذ الزاوية وإشعاعها، ولا تقتصر علاقاتهم مع شيوخهم على مستوى الولاء الطرقي والعلمي (علما الظاهر والباطن، وحتى العاطفي، بل تمتد إلى ارتباط مادي جسدته الهدايا المنتظمة أو الاستثنائية التي كان يقدمها طلبة الأمس لشيوخ الزاوية. وحرص هؤلاء على استمرار ورود الهدية من الفروع، سواء بقدوم القيمين عليها إلى الزاوية الأم في أوقات معلومة توافق عادة زمن المواسم، أو بخروج الشيخ أو من ينوب عنه - وعادة من أبناءه – لجمع الواجب. وفضلا عن مسؤولياتهم في نشر طريقة الزاوية انشغل المقدمون في الفروع بجمع الهدايا والزيارات والواجب من أعشار و زكوات، بمقتضى الظهائر التي حظيت بها الزاوية الأم من المخزن، وكانت مداخيلها توزع بين نفقات الفرع في الإطعام والتجهيز المتواضع وأجور الأساتيذ، وبين باق يوجه إلى الزاوية الأم.


وقد كان للرسائل التي كان يتبادلها الشيوخ مع مقدمي فروع زواياهم وأعيان القبائل حيث توجد قيمة هامة في الكشف عن العلاقات المادية التي جمعت بين الزاوية وفروعها، وهذا ما يؤكد أن تأسيس الفروع لم يكن قرارا فرديا مهما بلغت درجة أحدهم ومرتبته في الطريقة، فلابد من إجازات الشيوخ المقرونة عادة برسالة موجهة للقبيلة المعنية، حتى إن الأمر يشابه أحيانا مضمون التكليف السلطاني لقواد القبائل، ولتأكيد هذا القول نستشهد برسالتين كلتاهما من شيخ الزاوية التمكيديشتية: أما الأولى، فمن الحسن بن احمد التيمكيدشتي موجهة إلى قبيلة ايت مزال في أوائل ربيع الأول 1294 ويقول فيها: وبعد، فإننا وجهنا إليكم أخاكم الفقيه سيدي احمد أوجمل المزالي، ليعمر مدرستكم بالجهاد في دين الله، وتدريس العلم الشريف، وعليه فمن امتثل منكم لكلامنا هذا فالله يعطيه خير الدارين، ومن لم يمتثل فالله حسيبه وولي الانتقام.


لقد حمل خطاب الشيخ صبغة تكليف للفقيه، كما تعبر عنه عبارة "وجهنا إليكم"، وطبيعة الإلزام للقبيلة، فهي لا توجه نصحا بقبول الفقيه أو استئذان في ذلك، بل أمر يستوجب الامتثال وباللغة التي تزاوج بين الترغيب والترهيب كما خبرناه في الوثيقة المخزنية. أما نموذج الرسالة الثانية، فالخطاب موجه للفقيه المعني، كما نقرأ في الإذن الذي قدم من شيخ الزاوية ذاتها إلى الفقيه مسعود المعدري أدنا لحامله الفقيه [...] مسعود المعدري في جميع ما أدنت به السنة المطهرة [...]، وأدنا له في التعليم والإرشاد وإصلاح ذات البين ووعظ المسلمين، ودعائهم إلى القيام بواجب أمور الديانات. يفصح المكتوب عن الإذن الذي حصل عليه المعدري لفتح فرع للزاوية، لكن الخطاب هنا أخف من الرسالة الأولى، فلا يلزم القبيلة، إنما يدعوها للقيام بواجب الديانات، وأي شيء غير الأعشار والزكوات والخدمات يمثل هذا الواجب؟


ولا يمكن افتراض الولاء التام أو على الأقل الدائم لمقدمي الزاوية في الفروع، خاصة مع انقراض الشيوخ الأوائل، وبداية تجدر الشأن الاقتصادي وأهميته زمن الشيوخ اللاحقين، وعادة ما ينطلق بعض القيمين على الفروع من مشاكل الزاوية الأم زمن الصراعات حول المشيخة للاستئثار بمستفاد زواياهم وهذا يستوقفنا عند آليتين اثنتين اعتمدهما الشيوخ لدوام الوصل المادي للمقدمين مع الزاوية الأم: أولهما سلطة الولي الروحية التي مثلت آلية لضمان استمرار توصل الزاوية بأنصبة ،الفروع سلطة عكسها العدد الكبير من الكرامات التي لا تخلوا منها كتب المناقب، وزاوجت بين الترغيب والترهيب للجم نوايا مقدمي الزاوية بالتصرف في مداخيل مواضع استقرارهم من دون إذن، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، مقال مقدم على جباية زاوية بأحد الفروع شيخه يسمع حس النملة في الساقية الحمراء وهو بسوس كما يسمع أحدهم حس الدابة إذا مرت حذاء أذنيه؟ وثانيها أن الشيخ يجد نفسه أحيانا مجبرا على الاستعانة بسلطة المخزن المادية لردع هؤلاء.


لقد كانت كلفة التعليم آلية لامتداد نفوذ الزاوية الروحي ومعه المادي، وفي مرحلة من هذا التوسع، قد تصبح الزاوية في أمس الحاجة للمخزن حتى تضمن ولاء الشبكة لمركزها. لكن إذا كان من الواضح إسهام التعليم فقها وتصوفا في الثراء المادي لبعض الزوايا، فما وقع نظم مؤسسات هذا الركن المادي على الحركية العلمية وعلى تاريخ الذهنيات بسوس والمغرب عامة لقرون طويلة؟


الإطعام بين الكلفة والأبعاد الجبائية يعد الإطعام من وظائف عدة رافقت الزوايا منذ ميلادها، وشكل مظهرا معبرا عن التحول الذي شهدته الحركة الصوفية في العالم الإسلامي من عمل زهد واعتزال أفراد إلى مرحلة جماعة ومأسسة، وقد دافعت الزوايا عن شرعية هذه الوظيفة، فلم تعتبرها حدثاً طارئا أو بدعا مستجدا، ولكن أكدت على أصولها الدينية، من حيث مقاصدها في نشر العقيدة ومساندة المحتاجين ...، أو من خلال التنظيم حيث استشهدت على سنية الإطعام الجماعي وتنظيمه من خلال ما كان بين الرسول الله والله والأنصار والمهاجرين.


وقد اهتم باحثون أجانب بوظيفة الإطعام في جانبها الاقتصادي، ومنهم دوفوكو، وميشل نکولاس الذي وصف تمكروت بأنها عبارة عن قصر كبير مسور يأوي ما يناهز 2500 نسمة أغلبهم كان من العلماء والطلبة، كانوا يعيشون من الهدايا والزيارات التي كان المؤمنون البرابرة وغيرهم يقدمونها كل يوم. وقد كانت هذه الجموع التي تعيش من مداخيل الزاوية تنزع إلى الاتساع بفعل تعدد الزوجات الذي كان يزيد بسرعة من نسل الأولياء، فضلا عن استقطاب عدد كبير من الأتباع والطلبة للتعلم والتربية، ولاجئين يأوون إلى حرم الولي، وخداما وعبيدا، إلى جانب تدفق دائم للزوار ، وكلها أفواه تعتمد على موارد الزاوية في إعالتها، وهنا تظهر الحاجة إلى سوس وغيره من المناطق. وشكلت نفقات الإطعام عبئا ماديا ذي بال في اقتصاد الزوايا يتنامى بتكاثر النسل داخل مجالها، وبتزايد نفوذها وإشعاعها الخارجي لكن في الوقت نفسه شكل العبء حافزا بالنسبة لها لاستثمار" كل مقدراتها ورأسمالها الروحي لتوفير مستلزمات الوظيفة، التي استمدت جاذبيتها ليس فقط من آليات الجمع والادخار والإنفاق، بل كذلك من واقع تعاقبت فيه الكوارث بنوعيها الطبيعية والسياسية، حتى تحول الإطعام في مجتمع ألف ندرة الحاجة أو انقطاعها من واجب لسد رمق الجوعي إلى كرامة سيتذكرها هؤلاء زمن الرخاء بهداياهم وزياراتهم، وهنا يصير الإنفاق آلية للمكاسب الروحية والمادية.."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب