لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تجار الصويرة: المجتمع الحضري والأمبريالية في جنوب غرب المغرب (1844 - 1886) pdf تأليف دانييل شروتر

 تحميل وتصفح كتاب تجار الصويرة: المجتمع الحضري والأمبريالية في جنوب غرب المغرب (1844 - 1886) تأليف دانييل شروتر - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تجار الصويرة: المجتمع الحضري والأمبريالية في جنوب غرب المغرب (1844 - 1886).


المؤلف : دانييل شروتر.


تعريب : خالد بن الصغير.


الناشر : كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط.


الطبعة : الأولى - 1997م.


عدد الصفحات : 491.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من الكتاب :


"الصفات المميزة لنخبة التجار اليهود


استطاعت نخبة اليهود في الصويرة أن تبلغ أوج ثروتها وتحقق أكبر قدر من القوة لنفوذها ابتداء من أواخر القرن الثامن عشر حتى العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر. واتبعت نخبة يهود الصويرة في حياتها أسلوبا يجمع بين الثقافة الحضرية اليهودية المغربية وسلوك البرجوازية الأوربية وعاداتها. وتتناقض هذه الصورة تناقضا صارخا مع ما وصف به برنار لويس Bernard Lewis يهود البلدان الإسلامية. وتوحي أوصافه تلك بأن اليهود الذين عاشوا في البلدان الإسلامية بين أواخر القرن الثامن عشر ونهاية القرن التاسع عشر كانوا يعيشون في الدرك الأسفل من الانحطاط. ويوحي لويس بأن ذلك الانحطاط كان جليا على طول الخط، وذلك على الرغم من أن الجماعات اليهودية التي عاشت في الأراضي الواقعة في هوامش العالم الإسلامي – وخاصة في إيران والمغرب - هي التي كانت أشد معاناة فيما يبدو. وعلى الرغم من درجات الإنحلال الشديد والفقر المدقع اللذين كانت تتخبط فيهما فئات عريضة من اليهود المغاربة، فإن نمو برجوازية يهودية يناقض هذه الصورة العامة المتسمة بالانحطاط. وسواء أتعلق الأمر بالمدن الساحلية أم تعلق بمثيلتها في الداخل، فإن التجار المسلمين واليهود قد حققوا جميعاً درجات من النجاح الإقتصادي بفضل نمو التجارة مع أوربا وتطورها. كما استفاد من ذلك التدفق التجاري وسطاء من المستويات الدنيا وهكذا بدأت تبرز إلى الوجود جماعات يهودية مزدهرة الأحوال على طول الطرق الداخلية للقوافل التجارية. واستمر اليهود في خدمة المخزن بصفتهم تجارا للسلطان أو بصفتهم متعاقدين مع المخزن في إطار نظام الإلتزام لتحصيل الضرائب والرسوم.


 وأفضت الأزمات السياسية والاقتصادية التي شهدتها العقود الممهدة لإقرار نظام الحماية الفرنسية في المغرب سنة 1912 إلى التعجيل بتردي أوضاع العديد من أسر النخبة التجارية اليهودية وانهيارها. وقد أدى إضعاف قوة المخزن وسلطته، وعجزه عن مواجهة التحديات الاستعمارية إلى تدهور أوضاع العديد من التجار اليهود الذين كان مصيرهم وثيق الارتباط بالقصر السلطاني. ومع مجيء الاستعمار، برزت نخبة جديدة مثلها جيل جديد من التجار اليهود المتأثرين بالحضارة الغربية. وقد نشأت تلك النخبة الجديدة في أحضان الإقتصاد الإستعماري الفرنسي وبتشجيع منه.

 ‏

 ‏ أعطت التجارة الخارجية دفعة قوية للتجار المغاربة، لكن هذا ليس ظاهرة خاصة بالقرن التاسع عشر دون غيره من القرون؛ لأن التجار لعبوا دورا طلائعيا دائما في حواضر العالم الإسلامي، على الرغم من تعرضهم للإقصاء بوجه عام حتى يظلوا بمعزل عن السلطة السياسية. ويمكن العثور في كل حواضر بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الرئيسة على برجوازية محلية لها مشاركة في التجارة الدولية قبل مرحلة التوسع والاستعمار الأوربيين. وتمت البرهنة على أن البرجوازية الفاسية، على سبيل المثال، قد بدأت الظهور عند نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، أي قبل انفتاح المغرب على أوربا. ولابد من فهم نمو نخبة التجار في القرن التاسع عشر في السياق المغربي أيضاً، وليس باعتباره دالة إدماج المغرب في نظام السوق العالمي المتمركز حول أوربا فقط.

 ‏

ذلك، كانت المؤثرات الأوربية مهمة في المدن الساحلية لمغرب القرن ومع التاسع عشر. إذ أصبحت المظاهر الخارجية للثقافة الأجنبية من رموز القوة ومن استراتيجيات النخبة اليهودية. وسبق لرحالة إسباني أن لاحظ في سنة 1803 أن نخبة اليهود في الصويرة كان يُسمح لها بارتداء الملابس الأوربية، وهذا امتياز لم يكن يحظى به سائر اليهود في المغرب. وهكذا، أصبحت نخبة اليهود جزءاً من مجموعة التجار العريضة التي كان يدخل ضمنها الأجانب أيضا. وكتب أحد الرحالين البريطانيين ما يأتي : إنه على الرغم من الأضرار السخيفة التي يتعرض لها يهود بلاد البربر، فإن بعضهم ممن يتخذون اللباس الأوربي أو ممن يختلطون بالتجار الأوربيين، ربما اعتبروا عناصر خيرة في المجتمع، تحاول دائما أن تحافظ على خصوصياتها الذاتية». وأصبح اللباس الأوربي رمزا لجاه ثلة من التجار اليهود الذين كانوا يستطيعون أن يخولوا لأنفسهم ذلك الإمتياز . لكن اتخاذ اليهود المغاربة اللباس الأوربي صار يُنظر إليه، أكثر فأكثر، بأنه نوع من التحدي لسيادة السلطان. ويُروى أن احد يهود الصويرة قد ظهر في بلاط السلطان المولى سليمان بزي أوربي عند بداية القرن التاسع عشر، فما كان من السلطان إلا أن أصدر ظهيرا ألزم فيه اليهود بارتداء الأزياء اليهودية المحلية. وذكر السلطان مولاي عبد الرحمن بمضمون الظهير السليماني حينما بدأ عدد متزايد من اليهود المنحدرين من أصل مغربي يعودون إلى المغرب من جبل طارق بجنسية بريطانية وزي أوربي وقد أصدر السلطان مولاي عبد الرحمن قرارا نص فيه على أن يعود اليهود المغاربة القادمون من جبل طارق إلى اتخاذ الزي اليهودي المغربي بعد شهر واحد من رجوعهم إلى المغرب. غير أنه لم يتم الإلحاح على تنفيذ مثل هذه القيود بدقة. ويبدو أنها لم تدخل حيز التنفيذ في الصويرة إلا في عهد المولى سليمان. ولم يكن اللباس الأوربي وسيلة التعبير الوحيدة عن علو المقام أو الجاه في أوساط يهود الصويرة، بل كانت تتخذ ملابس مغربية أنيقة أيضاً إلى جانب الملابس الأوربية. فيرتدي أثرياء اليهود فوقيات صوفية في غاية الزخرفة والتطريز ويتمنطقون بأحزمة زاهية الألوان، ويغطون رؤوسهم بمناديل حريرية، وينتعلون بلغة سوداء اللون. أما النساء، فيرتدين تحتية موصلية فضفاضة رفيعة التطريز وقفطاناً واسعاً مشدوداً بحزام. وتغطي اليهوديات المتزوجات رؤوسهن بمناديل حريرية ويسدلن أهدابها على الكتفين. وتتزين نساؤهم من الطبقة الثرية بقلائد من المعادن النفيسة والمجوهرات وأساور الذهب والفضة. وتعبر المرأة في المجتمع المغربي عن منزلتها الرفيعة بالظهور أمام الآخرين متحلية بما قدمه لها زوجها من مجوهرات ثمينة وملابس رفيعة بمناسبة الزفاف. وتتباين قيمة الصداق وتوابعه من حوائج وحلي تباينا كبيرا حسب الحالات، ولكن الأثرياء غالبا ما ينفقون مبالغ مالية ضخمة على العروس."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب