لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب هيجل أو المثالية المطلقة pdf تأليف د. زكريا إبراهيم

 كتاب هيجل أو المثالية المطلقة تأليف د. زكريا إبراهيم - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : هيجل أو المثالية المطلقة.


تأليف : د. زكريا إبراهيم.


الناشر : مكتبة مصر.


تاريخ النشر : 01/01/2010.


عدد الصفحات : 449.


حجم الملف : 12.02 ميجا بايت


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


 



مقتطف من الكتاب :


"مصادر الفلسفة الهيجلية


قلنا في ختام عرضنا لفلسفة كانت إنه سيكون لنا عود إلى كانت إن شاء الله - في كتب أخرى من هذه السلسلة نتعرض فيها لدراسة عبقريات فلسفية أخرى تكونت مذاهبها في أحضان الفكر الكانتي". والسؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا الآن هو هل يحق لنا أن نقول عن الفلسفة الهيجلية إنها قد تكونت في أحضان الفكر الكانتي؟ أو بعبارة أوضح: هل يصح لنا أن نجعل من هيجل مجرد تلميذ من تلاميذ كانت ؟ إننا لو عدنا إلى المراسلات التي تبادلها هيجل مع زميله شلنج في مرحلة مبكرة من مراحل تطوره الروحي، لوجدنا أنه كان يشيد بالثورة الكوبرنيقية التي قام بها كانت لأنها في نظره - قد نجحت في جعل نظرية المعرفة تقوم أساسا على الذات، لا على الموضوع. وهو يضيف إلى ذلك قوله: «إنني أتوقع أن يُحدث مذهب كانت بعد استكمال تطوره على أسمى وجه - ثورة كبرى في ألمانيا: ثورة تتخذ نقطة انطلاقها من المبادئ التي تم وضعها حتى الآن، لكي تعمد إلى تطويرها وصبغها بصبغة كلية عامة، تمهيدًا للعمل على تطبيقها على المعرفة القائمة كلها". وواضح من هذا الخطاب الذي كتبه هيجل في عام ١٧٩٥م أن هيجل كان ينظر إلى «الفلسفة الكانتية، على أنها تصلح نقطة انطلاق لثورة فكرية كبرى يمكن أن تحيل الفلسفة إلى نسق عقلي متكامل أو علم كلي شامل.


فإذا ما انتقلنا إلى الدراسة الهامة التي كتبها فيلسوفنا في العام نفسه (سنة ١٧٩٥م) عن حياة المسيح»، لمحنا لدى هيجل تأثرًا واضحا بفلسفة كانت، حتى لقد زعم دلتاي Dilthey أن هيجل لم يكتب هذه السيرة إلا تحت تأثير قراءته لكانت.


ولئن كنا قد اختلفنا مع دلتاي في هذا الحكم، إلا أنه من المؤكد أن هيجــل كـان مشغولاً خلال تلك الفترة من فترات حياته - بقراءة «الدين في حدود العقل»، مما جعله يتأثر إن من حيث يدري أو من حيث لا يدري- بتصوير كانت لشخصية المسيح. وعلى الرغم من أن هيجل لم يعتبر نفسه في يوم من الأيام مجرد تلميذ من تلاميذ كانت، إلا أننا نراه يقرر بصراحة في الجزء الأول من كتابه الموسوم باسم «علم المنطق»: أن فلسفة كانت... إنها تمثل الدعامة التي قامت عليها الفلسفة الألمانية الحديثة، ونقطة الانطلاق التي بدأت منها . ولا غرو ، فقد نظر هيجل إلى كانت على أنه المؤسس الحقيقي للمثالية الحديثة، وبالتالي فقد اعتبره بمثابة الأب الروحي لمذهبه المثالي المطلق. وهيجل يمضي إلى حد أبعد من ذلك فيقول في «موسوعة العلوم الفلسفية» إن مبدأ استقلال العقل الذي زادت به الفلسفة الكانتية إنما هو المبدأ العام الذي يجب أن تقوم عليه الفلسفة بأسرها. ومعنى هذا أن هيجل قد وجد في شخص كانت الباعث الحقيقي لحركة المثالية في الفكر الألماني الحديث، إن لم نقل في الفلسفة الحديثة كلها.


بيد أن هيجل فيما يظهر - قد قصر الجانب الأكبر من اهتمامه (في مرحلة الشباب) على دراسة فلسفة كانت العملية، بدليل أننا نراه يشيد بثورة كانت النقدية في مجال الأخلاق، فضلاً عن أننا نجده يعد الشعور الأخلاقي بمثابة الشعور الوحيد الذي يتحقق فيه (عند كانت التطابق التام بين الشعور بالذات والشعور بالموضوع. هذا إلى أن كانت حينما جعل من الأخلاق ومستلزماتها النظرية حجر الزاوية في تصوره للعالم، فإنه قد جعل من الوجود، مجرد مصادرة، أو فعل، أو ناتج، هو ثمرة لحرية الذات الخلاقة. ومن هنا فإن هيجل ينسب إلى كانت أنه كان أول من استطاع أن يكتشف هوية الذات والموضوع، وبالتالي فإن الفضل في قيام «الفلسفة النظرية» إنما يرجع إليه. ولكن هيجل سرعان ما يأخذ على كانت أنه لم يستطع أن يظل مخلص حتى النهاية لهذا المبدأ، فبقيت الفلسفة النظرية عنده مجرد «مصادرة» يستلزمها العقل العملي، دون أن ينجح كانت نفسه في تحقيقها. ومع ذلك، فإن عظمة كانت في رأي هيجل - قد تجلت في تطبيقه للفكرة الأخلاقيـة على المعرفة، إيمانا منه بأن ثمة هوية بين ماهية الواجب أو ما ينبغي أن يكون من جهة، وبين ماهية الذات المفكرة المريدة من جهة أخرى. ولا شك أن كانت حينما جعل الحقيقة رهنا بالإنسان فإنه قد جعل من الحرية البشرية المبدأ الأول الذي تقوم عليه نظرته الكونية الشاملة، وكأن النقد الكانتي هو مجرد تأكيد للنزعة الإنسانية في أعمق صورها . وهكذا وجد هيجل في إيمان كانت باستقلال الذات وأولويتها المطلقة، ما يؤيد الحملة التي أراد أن يشنها في صباه) على العنصر الوضعي مـن عنـاصـر الـديـن بصفة خاصة، والوجود البشري بصفة عامة. ولعلَّ هذا ما حدا بهيجل إلى القول بأنه «ليس للقانون من مصدر سوى الإنسان نفسه".


ولو أننا عدنا إلى «فنومنولوجيا الروح (الجزء الثاني) لوجدنا أن هيجل يكرس الصفحات الطويلة من فصله الموسوم باسم «الــروح» لدراسة الأخلاق الكانتية. وهنا نجده يحدثنا عن النظرة الأخلاقية إلى العالم»، فيقدم لنا فلسفة كانت العملية بصورة نظرة شاملة إلى الكون نظرة يتخذ فيها الوعي البشري «مُطْلَقَهُ» من الواجب المحض، وكأن «المطلق» إنما هو ذلك الجهد المستمر الذي تبذله الذات للاستقلال عن الطبيعة المحسوسة. وهيجل يرى في مصادرات العقل العملي جزءًا لا يتجزأ من هذه «النظرة الأخلاقية إلى العالم، لأنه يلاحظ أن كانت حريص على تأكيد الروابط القائمة بين الفضيلة والطبيعة، أو بين النظام الأخلاقي ونظام العالم. ولكن كل الجهد النقدي الذي قام به كانت إنما كان يهدف أولاً وبالذات نحو فـصل الحرية عن الطبيعة، فكيف يجيء كانت في مصادراته العملية لكي يجعل من انسجام الأخلاقية مع الطبيعة الموضوعية الشرط الضروري لقيام المسلمة الأولى؟ ألم تقم الأخلاق الكانتية منذ البداية على فكرة صراع الحرية ضد الطبيعة، وتعارض العقل مع الحساسية؟ فكيف يتناسى كانت هذه الحقيقة الأولية، لكي يعلن في مصادراته توافق الحساسية مع العقل، وتطابق الطبيعة مع الحرية؟ أليس في صميم الفلسفة الكانتية إذن تناقض جذري يقضي على روح «النقد» نفسه؟"


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب