لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المؤرخون في العصور الوسطى pdf تأليف بيريل سمالي

 تحميل وتصفح كتاب المؤرخون في العصور الوسطى ل بيريل سمالي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF








معلومات عن الكتاب :


العنوان :المؤرخون في العصور الوسطى. 


المؤلف : بيريل سمالي.


عدد الأوراق : 186. 


رقم الطبعة : 2. 


الناشر : دار المعارف.


بلد النشر : مصر. 


المحقق : قاسم عبده قاسم.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من الكتاب :


"التاريخ، المدونة البحث التاريخي


(١١٥٠ - ٩٥٠)


توقف التدوين التاريخي، باستثناء الحوليات في أوربا فيما بين أواخر القرن التاسع، وأوائل القرن العاشر ذلك أن الحروب التي اندلعت نتيجة لتصدع الامبراطورية الكارولنجية، وغارات الفيكنج والهنغاريين والمسلمين جعلت التأليف الأدبي أمرا صعبا. وفجأة ظهر عالم من الطراز الأول هو فلودورد Flodoard قسيس ريمس Reims (ت) (٩٦٦. وكان فلودورد كاتب حوليات دؤوبا؛ ولكنه كتب أيضا تاريخ كنيسة ريمس»، كما كتب أشعارا فى تمجيد انتصار المسيح وقديسيه. وكان مثل بيديه، مؤرخا باحثا. إذ كان هدف كل منهما أن يكون أشمل من مجرد جامع للأخبار التاريخية وهو يدرس الماضى البعيد. كما كتب كل منهما في لغة لاتينية كنسية واضحة لكي يصل إلى أوسع جمهور ممكن من القراء وجمع فلودورد الأدلة والبراهين على تاريخ ريمس الباكر. فاعتمد على بعض الروايات الشفوية، وعلى كتابات الكتاب اللاتين الكلاسيكيين، فضلا عن سير القديسين. وتم اكتشاف الملف الذي جمعه أثناء الاعداد للكتابة منذ زمن قريب. ومنه يتضح كيف أضنى نفسه سعيا وراء الدليل التاريخي؛ إذ كان يقتنى نسخة من نقش مسجل على مذبح كنيسة فوزجيس Vosges وذلك لأن أحد كبار أساقفة. ريمس السابقين كان قد كرس نفسه للكنيسة. وقد ساعدته إحدى زياراته لروما على نقل المرئيات المنقوشة على إحدى مقابر البابوية لكي يستخدمها في قصيدة من قصائده. وقدم فلودورد عرضا حاذقا لتاريخ ريمس المتأخر اعتمادا على معلوماته التى استقاها من تجاربه الشخصية.


والمفاجأة التالية هى ما يمكن أن أسميه تاريخ الصالونات Salon history ». وهو نمط من الكتابة يثير الدهشة والاستنكار، كما يبدو من اسمه. وهناك كتاب ثلاثة وهم لويد براند Lindprand و ويدو كند Widukind وریشر Richer، الذين كانوا متخصصين في الكلاسيكيات، كما اشتركوا فى كونهم هازلين متعصبين. وكانوا يكتبون في لغة لاتينية كلاسيكية الطابع. وكان لويد» براند» يرصع لغته اللاتينية بعبارات وكلمات يونانية، وقد خطر ببال المترجم الذى نقل مؤلفاته إلى الانجليزية أن يترجم هذه العبارات والكلمات اليونانية إلى الفرنسية مما يعطينا انطباعا عن أدبه. ويفضل كل من « ويدوكند » و «ريتشر» استخدام كلمة «معابد » الكلاسيكية عوضا عن كلمة كنائس »، كما يطلق على الجيوش المعاصرة له اسم فرق legiones اللاتينية. وعلى العموم، فإنهما لم يقتبسا من الكتاب المقدس؛ ذلك أن لويد براند لا يستخدم عبارات الكتاب المقدس إلا حين يضطر إلى وصف مناسبة كنسية. ويبدو أن أحدا من الثلاثة لم يكن يتمتع بأية حاسة نقدية، رغم أنهم جميعا عاشوا في عصر شهد أحداثا جساما، ولم يعايشوا هذه الأحداث كمتفرجين، وإنما كرجال ذوى مواقف سياسية واضحة.. بيد أن الحقيقة القائلة بأنهم كانوا يرددون الأساطير لا تعنى أنهم كانوا من السذج ؛ اللهم إلا إذا اعتبرنا ليفي ساذجا لأنه يخبرنا بالقصص المتداولة عن تاريخ روما الباكر. كذلك فإن قصص لويدبراند البذيئة تذكرنا بفولتير.


بدأ لويدبراند (ت) (۹۷۲ حياته وصيفا في بلاط الملك هو Hugh » بإيطاليا، ثم ترقى فيما بعد في خدمة أوتو الأول الذى كان له فضل رسامته أسقفا على كريمونا Cremona. وقد اختار لكتابه الأول عنوانا هو «واحدة بواحدة». أنه كتبه نكاية في أعدائه وأهدى هذا الكتاب إلى راهب أسبانى كان قد قابله في بلاط أوتو بألمانيا واقترح عليه أن يكتب مؤلفا تاريخيا عن عصره. وهو يوضح فى مقدمته أن هدفه تسلية قرائه. لأن دراسة الفلسفة تستدعى التسلية عن طريق الكوميديا أو قراءة التواريخ الممتعة للرجال الأبطال. فالطلاب الذين أرهقتهم متابعة شيشرون سينعمون بالانتعاش في فيض العبارات المتدفقة منى». ويزيد حقده على خصومه في حلبة الصراع السياسي الايطالي من استمتاعنا بحوليته المخزية. كما تثيرنا تعليقاته الدنيئة اللاذعة إذ يقول : يحب الايطاليون أن يكون لهم سيدان، وذلك لكي يضربوا احدهما بالآخر». ورغم أن لويد براند كان لمبارديا، فإنه لم يكن يريد لنفسه سوى سيد واحد هو « أوتو» وله مؤلفان صغيران؛ أحدهما عن « أعمال أوتو» الذي يكيل فيه الثناء على الامبراطور، بينما يبالغ فى تشويه صورة الحزب المعادي له، والثاني عن السفارة القسطنطينية » ؛ وهو عبارة عن ذكريات ساخرة عن رحلته إلى القسطنطينية إذ كان يكره البيزنطيين وطعامهم، وعاداتهم، وسائر مظاهر حياتهم. والأذى الذي نتج عن خوضه فى الأوحال مايزال باقيا مستمرا. إذ أن المؤرخين لم يبدأوا في التشكك في الصورة التي رسمها للأحزاب المتنازعة في روما إلا منذ زمن قريب. فالبابوات والنساء هم مادته الاخبارية الدائمة، وهى «توليفة » برهنت أن لها سحرا لا يقاوم.


اما ويدوكند، فكان يفضل المعارك على مكائد البلاط كان راهبا في أحد الأديرة السكسونية في كور فى Corvey، وهو دير اسسته الأسرة الملكية. وكانت تربطه بالأسرة الألمانية الحاكمة علاقة وطيدة إذ أنه أهدى كتابه المسمى « أعمال السكسون» إلى الأميرة الراهبة ماتيلدا Matilda ابنة أوتو الأول. وهذا المؤلف ينقسم إلى كتب ثلاثة لكل منها مقدمة أكثر تملقا من سابقتها وهدف ويدوكند من هذا الكتاب أن يسلى الأميرة ماتيلدا ويرفع من قدرها بتمجيد أسلافها. وهو يبدأ بأصول السكسون ويمضى متسلسلا حتى موت أوتو سنة.۹۳۷ ولسنا نعرف تاريخ وفاة ويدوكند؛ لأن تواريخ نصوص كتبه متضاربة، إلا أنه يبدو أنه بدأ فى الكتابة أثناء حياة أوتو. والصورة التي يرسمها للسكسون تقدم لنا مزيجا من التراث البطولى الجرماني، والتراث الكارولنجي الذي خلفه اينهارد. ويضيف ويدوكند روايته الشخصية إلى التراث الروماني القديم. فقد رسمت شخصية كل من هنرى الصياد Henry The Fowler وأوتو الأول على نسق شخصيات الأبطال الأسطوريين. إذ يبرزان كمحاربين عظيمين، وصيادين كريمين كثيرى البذل والعطاء لمن حولهما من المحاربين، وذلك في إطار يفوق الاطار البشرى. وتحمل الصورة التي يرسمها ويدوكند لأوتو بصمات كل من سويتونيوس وإينهارد. إذ نجد أوتو وقد تحول مثل يوليوس قيصر، إلى الانشغال فى وضع قوانين مقدسة وبشرية» بعد أن سحق أعداءه فى الداخل وفي الخارج.


أما السمات الأصيلة فى كتاب ويدوكند فتتمثل في إحيائه لنمط من القياصرة متطور عن ذلك الذي كتب عنه سويتونيوس. إذ جاء بالقياصرة - الجنود الذين عرفتهم الفترة المتأخرة من العصر القديم، والذين جاء بهم الجيش إلى العرش الامبراطوري. ولم يكن أولئك القياصرة مدنيين مثل القياصرة الاثنى عشر الذين كتب عنهم سويتونيوس. ويقرر ويدوكند أنه تم تتويج هنرى الصياد أولا ثم أوتو ثانيا فى ميدان المعركة، وصار كل منهما امبراطورا بعد أن أحرز انتصاره العظيم. وهو يتجاهل الحقائق بمنحهما اللقب الامبراطورى فى أعقاب مناداة الجيش بذلك. ولابد أن هذه الحقائق كانت معروفة لرجل له مثل هذه الصلة الوثيقة بالبيت الملكي. ذلك أن هنرى لم يتوج امبراطورا فضلا عن أنه لم يستخدم اللقب الامبراطوري قط، بينما تعين على أوتو أن ينتظر إلى ما بعد تتويجه في روما سنة ٩٦٢؛ ولم يكن يستخدم اللقب الامبراطوري بشكل منتظم قبل ذلك الحين، وحتى بعد نصره المؤزر الذي أحرزه في ليخفيلد سنة ٩٥٥. ويستطرد ويدوكند متجاهلا تتويج أوتو امبراطورا على يد الباب في روما. وقد حذف هذه الواقعة عن عمد. فمن المؤكد أنه كان يعلم أنها قد حدثت، كما أنه لم يتورع عن تسجيل انتصارات أوتو على الرومان العصاة. ولابد أن الأميرة ماتيلدا كانت تعرف ذلك أيضا. ويغطى ويدوكند ما قام به من حذف بأن يحذرها بأنه لا ينوى اخبارها بالقصة الكاملة لما قام به أبوها من أعمال. ويبدو تجاهله لواقعة التتويج في روما غريبا، لا سيما وأنه وصف تتويج أوتو على يد كبير أساقفة ريمس في آخن بعد أن خلف هنرى الصياد على العرش سنة ٩٣٦. ولابد أن السبب في ذلك راجع إلى أن ويدوكند كان يكره الارتباط بالرومان. وربما يكون اينهارد قد شجع فيه الاحساس بأنه لا يجب تتويج القائد العسكرى البطل بيد أحد القساوسة، حتى ولو كان ذلك القسيس هو خليفة القديس بطرس نفسه، ولما كان أوتو قد حصل على لقبه الامبراطوري في ساحة الوغى، فلم يكن ثمة ما يدعو لأن يقدمه إليه أحد رجال الكنيسة. أما التتويج الملكي في آخن فكان أكثر ملاءمة وتوافقا ؛ ذلك أنه كان يقوى حلقة الوصل بين أوتو وشارلمان.


وقد دارت مناقشات طويلة حول ما قام به ويدوكند من حذف، كما طرحت تفسيرات عديدة لكتابه، واختلف العلماء في تقدير أهمية انحياز اينهارد العلماني في التأثير على هذا الكتاب. إلا أن النقطة الحقيقية فى الموضوع هى أن ويدوكند استكشف منطقة جديدة في التاريخ القديم، وهى الفترة التي حكم الأباطرة - الجنود أثناءها، كما اكتشف اطارا أمكن من خلاله أن يحتفظ للسكسون بصلتهم بالقياصرة دون التضحية بأمجادهم كقادة محاربين."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب