لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المدارس التاريخية: برلين، السوربون، استراسبورغ، من المنهج إلى التناهج - محمد حبيدة pdf

 كتاب المدارس التاريخية: برلين، السوربون، استراسبورغ، من المنهج إلى التناهج، للأستاذ محمد حبيدة -  أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : المدارس التاريخية: برلين، السوربون، استراسبورغ، من المنهج إلى التناهج.


المؤلف : محمد حبيدة.


الناشر : دار الأمان - الرباط، 2018. 


عدد الصفحات : 216 ص.


حجم الكتاب : 48 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"عودة التاريخ السياسي


ترتبط عودة التاريخ السياسي إبيستيمولوجيا بـ "المنعطف النقدي". لكن على مستوى ممارسة البحث، لم يتخل المؤرخون أبدا عن دراسة هذا التاريخ حتى في الوقت الذي كانت فيه موجة التاريخ الاقتصادي والكمي عالية وخارفة. فقد استمر عدد كثير من المؤرخين في جامعات فرنسا وأوروبا عموما في تناول الأحداث والقضايا السياسية الكبرى التي رسمت معالم الدول والعلاقات الدولية في المرحلة المعاصرة بوجه خاص، لكن خارج الأضواء. ومعنى ذلك أن المراجعة التي حصلت في الثمانينيات، والتي أعادت الاعتبار للخدث والسياسة والفاعل السياسي، هي التي حملت التاريخ السياسي من جديد إلى واجهة مشهد الكتابة التاريخية.


تستدعي مسألة العودة هذه ملاحظة رئيسية، كون أن التاريخ الاجتماعي ! والاقتصادي والثقافي على النحو الذي مارسته مدرسة الحوليات، هم بدرجة أساسية الأزمنة الوسيطية والحديثة، بينما حافظ التاريخ المعاصر على نوع من الاستقلالية تجاه هذه المدرسة لمدة ستين سنة تقريبا، أي من أواخر العشرينيات حتى أواخر الثمانينيات. ثم إن الاشتغال في هذا التاريخ المعاصر ظل على صلة بالتاريخ السياسي.


كان بيار نورا قد كتب عام 1974 مقالة تحت عنوان "عودة الحدث" : ضمن الكتاب الجماعي الشهير "صناعة التاريخ الذي أشرف عليه رفقة جاك لوغوف، شدد فيه على ارتباط التاريخ السياسي بالتاريخ المعاصر، وضرورة عقد الصلة بين الحاضر والماضي في عملية فهم الحدث التاريخي، وذلك عبر بعث الماضي في الحاضر، أو الحاضر في الماضى، بحسب زاوية التناول، كما هو الشأن مثلا في معالجة أحداث مايو/ أيار 1968 باستعادة ما حصل ليلة 4-5 غشت آب 1789 عندما ألغى الثوار الفرنسيون الامتيازات الإقطاعية. هذا ما يميز هذه المقاربة عن التصور التقليدي الموروث عن المدرسة الوضعانية والقائل: "لا يولد التاريخ كمرحلة إلا عندما تموت هذه المرحلة، لأن ميدان التاريخ هو الماضي" .


وكان جورج دوبي، من جهته، قد أصدر عام 1973 كتابا تحت عنوان "معركة بوفين"، الذي يبقى تأليفا في التاريخ السياسي، رغم تناوله للحدث في سياق الفهم الحولياتي للبنيات الاجتماعية والثقافية للقرن الثالث عشر لكنها معالجة جددت مفهوم الحدث، لأنها قاربت الحرب الفيودالية مقاربة أنثروبولوجية. في هذه المقاربة تبدو المعركة التي انتصر فيها ملك فرنسا فيليب أوغسطس على التحالف الأوروبي بقيادة الإمبراطور الألماني أوطون الرابع، مثل طقس ديني تكون فيه الكلمة الأخيرة للحكم الإلهى، حيث ينتصر الخير على الشر.


وقبل بيار نورا وجورج دوبي، ومن داخل الحوليات أيضا، كان فيرناند بروديل، لما كتب "الحوض المتوسط والعالم المتوسطي" قد خصص باباً بأكمله للتاريخ السياسي، سماه "الأحداث السياسية والأشخاص". لكنه ميز على نحو صريح بين التاريخ السياسي والتاريخ الحدثي كون أن القضايا التي يتطرق إليها التاريخ السياسي أكثر عمقا مما يعرضه التاريخ الحدثي. فالأحداث والأشخاص، التي ميزت تاريخ الحوض المتوسط خلال القرن السادس ظهرت في كتابه هذا في سياق النقاش الذي هم البنية الاقتصادية للدولة والأسس المالية للحرب والأبعاد الدولية، وفهمت في حجمها الموضوعي من هذا المنظور، اعتبر انتصار التحالف الأوروبي المسيحى على الأسطول العثماني في معركة ليباني في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1571 فوزا" بلا نتائج. وفي المقابل، شدد على أهمية هزيمة البرتغال أمام المغرب في القصر الكبير (معركة وادي المخازن في 4 غشت / آب 1578، لأنها أكدت قوة "المغرب" وأفقدت البرتغال استقلاله السياسي لما حصل فراغ في العرش البرتغالي نتيجة وفاة الملك سيباستيان، إذ حولها الملك الإسباني، فيلبي الثاني، إلى "دولة تابعة لإسبانيا".


الذي حصل في فرنسا على وجه الخصوص بعد الحرب العالمية الثانية، خلال المرحلة التي هيمن فيها التاريخ الاقتصادي والكمي، هو مين المؤرخين المشتغلين في التاريخ السياسي إلى العلوم السياسية أكثر من ميلهم إلى العلوم الاجتماعية: هذا ما يفسر نشاطهم في معهد الدراسات السياسية" بباريس (سيانس بو). وعلى مستوى آخر، تبقى جامعة نانتير (باريس 10) المؤسسة التي احتضنت أبرز الأسماء في هذا الموضوع. فمعظم الأبحاث ذات الصلة بهذا القطاع ارتبطت بهاتين المؤسستين. ومن أبرز هؤلاء المؤرخين المختصين في التاريخ المعاصر، الذين واصلوا البحث في التاريخ السياسي باستعمالات جديدة ومقاربات متجددة، روني ریموند صاحب أول كرسى خاص بـ "تاريخ القرن العشرين" بجامعة نانتير. ويعتبر كتابه الصادر عام 1954 تحت عنوان "اليمين في فرنسا من 1815 إلى الوقت الراهن"، مساهمة قيمة في إدراك تاريخ اليمين الفرنسي، إذ بين علاقة اليمين بالكنيسة والطبقة البورجوازية، وكشف عن تعدد الفكر اليميني (اليمين المعادي لثورة 1789 واليمين البونابرتي واليمين الليبرالي، ورصد آليات الصراع بين

اليمين واليسار.

.

لكن ظرفية الثمانينيات، التي تعرضت فيها مدرسة الحوليات للنقد والمساءلة والتي تكلمنا عنها في الفصل السابق في سياق ما يعرف بـ "المنعطف النقدي"، هي التي نفست عن التاريخ السياسي، إذ تحرر المؤرخون المختصون في التاريخ المعاصر من الحصار المضروب على هذا القطاع من البحث التاريخي، فتمكنوا من البروز من جديد، والعمل على نحو معلن" كما قال ميشال بيرتراند. فقد أتاحت هذه الظرفية بروز التاريخ السياسي من جديد بزعامة روني ريموند هذا، وعمره قد قارب السبعين سنة. ففي عام 1.988 أشرف على كتاب جماعي ذي عنوان إيحائي: "من أجل تاريخ سياسي، أوضح فيه خريطة البحث في هذا الميدان. من جهة أولى، بين سبل تجديد التاريخ السياسي، أولا بالاحتكاك بالعلوم الاجتماعية، وثانيا بتناول الظواهر السياسية في عمقها الزمني والرجوع في استيعاب التجارب الراهنة إلى الثورة الفرنسية وما لحقها من تطورات، وثالثا بالتركيز على دور الجماهير في سير المجريات السياسية. ومن جهة أخرى، غرض المجالات البحث في التاريخ السياسي، التي تنخرط في الحقبة المعاصرة والتي تهم موضوعات لا تخلو من راهنية، مثل الأحزاب والانتخابات والرأي العام. لقد أعاد هذا الكتاب، الذي شارك فيه إثنا عشر باحثا الاعتبار لتاريخ سياسي همشته إسطوغرافية ما بعد . الحرب العالمية الثانية، بل وشوهته. يقول المشرف على الكتاب: "من يقرأ عن قرب أعمال المؤرخين المعروفين بـ "الوضعانيين" والمنتمين للجامعة في بداية الجمهورية الثالثة، يفهم إلى أي حد عمل خصومهم في فترة ما بين الحربين على تحريف مسعاهم وممارستهم . للبحث التاريخي، قصد تحقيق فوز سهل على الكتب التي حدُّوا من قيمتها على نحو لا أساس له. والأكثر من ذلك، حظي هذا الكتاب بمصداقية داخل دوائر الحوليات نفسها. فقد كتب بيار لابوري في قراءته للكتاب والمنشورة . بمجلة الحوليات في السنة الموالية : أن هذا المؤلّف يذهب إلى أبعد من مجرد رد فعل دفاعي"، لأنه يضع النقاش في مستوى تجري فيه التيارات الحية".


لقد كوّن روني ريموند جماعة من المؤرخين داخل جامعة نانتير، استطاعت حمل مشعل التاريخ السياسي بالبحث في الإشكاليات ذات الصلة بالقضايا المطروحة في الواقع الحاضر، مثل تبعات الحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة والأنظمة الشمولية وحركات التحرر من الاستعمار، وذلك باعتبار دور وسائل الإعلام، وأهمية الرواية الشفهية والاستعمالات السياسية للذاكرة. من هؤلاء المؤرخين بيار ميلزة المختص في الفاشستية الإيطالية، وسيرج بيرستاين العارف بخبايا الجمهورية الثالثة، ولاسيما التيار الراديكالي في فترة ما بين الحربين. ففي عام 1998 أشرف هذان المؤرخان على كتاب جماعي حول منهج البحث في التاريخ السياسي، والنابع في الأصل من ندوة علمية كان قد أقامها مركز تاريخ أوروبا المعاصر عام 1996 ، عرض فيها المساهمون سبل تجديد كتابة التاريخ السياسي من . حيث المضادر والإشكاليات والمقاربات المنهجية.."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب