لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الحركة العياشية: حلقة من تاريخ المغرب في القرن 17 - عبد اللطيف الشادلي pdf

كتاب الحركة العياشية: حلقة من تاريخ المغرب في القرن 17 - عبد اللطيف الشادلي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الحركة العياشية: حلقة من تاريخ المغرب في القرن 17.


المؤلف : الأستاذ عبد اللطيف الشادلي.


الناشر : منشورات كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط.

أطروحات ورسائل 10.


سنة النشر : 1982.


عدد صفحات الكتاب : 300.


حجم الكتاب : 7.1 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).  


 



مقتطف من الكتاب :


"نشأة الحركة


في نهاية العقد الأول من القرن السابع عشر م. بدأ حديث الناس في مراكش وغيرها، يدور حول قائد من قواد الجهاد في دكالة، هو محمد بن أحمد العياشي، لما له من الشجاعة والاقدام، والمعرفة بمكائد الحرب، ولما كبده من خسارات للبرتغال المستقرين بالجديدة. ولقد كان أول اتصال للعياشي بدكالة، حينما وجهه شيخه عبد الله بن حسون إلى تلك المنطقة حوالي 1604/1012، آذنا له بالجهاد، بعد أن تضايق أهل فحص البريجة من عمليات البرتغال المحيطين. وتنفرد نزهة الحادي بهم من بين المؤلفات المغربية القريبة من وقت العياشي - بتفصيل الكيفية التي فارق بها العياشي استاذه متوجها إلى دكالة. فتقول ان بعض أشياخ القبائل أهدى إلى ابن حسون فرسا، فأمر الشيخ باسراجه وقال : أين محمد العياشي، فقال له : ها أنذا يا سيدي. فقال له : اركب فرسك ودنياك واخرتك. فتقهقر متأدبا، فحلف له وحبس له الركاب بيده وقال : ارتحل عني إلى أزمور، وانزل على أولاد أبي عزيز وجاهد في سبيل الله.


ويظهر من هذه الصورة أن أمر التوجيه للجهاد فكرة طارئة، وانها لم تكن مدار أي حديث سابق بين الاستاذ وتلميذه. غير أنه من غير المستبعد أن يكون عبد الله بن حسون فكر فما قبل ذلك في توجيه أحد تلامذته للجهاد في ناحية دكالة، وانه - بعد طول مراقبة لتلميذه، وبعد ان تعرف على مميزاته وخصائصه - وجد في مناسبة اهداء فرس اليه، الفرصة المنتظرة لتحقيق ما فكر فيه قبل. أما الذي يستوقف النظر من جهة أخرى، فهو وقوع اختيار عبد الله بن حسون على دكالة، وعلى أولاد أبي عزيز بالضبط. وأول ما يتبادر إلى الذهن لتفسير هذا الاختيار هو أن منطقة الجديدة هي أقرب النقط الصالحة للجهاد في وقت كانت فيه العرائش والمعمورة غير خاضعتين للأجانب، وفي وقت كانت فيه طنجة وسبتة، وما والاهما من جهة المشرق من المستعمرات الايبيرية بعيدة عن سلا. وفيها على أية حال من يقوم بوظيفة الجهاد من أمثال ابناء النقسيس كما سبقت إلى ذلك الاشارة. على أن هناك تفسيرا اخر يعتمد على احتمال وجود علاقة بين ابن حسون ودكالة، أو قل بينه وبين بعض صلحائها. وهذا غير مستبعد اعتبارا لما رأيناه من طبيعة العلاقات بين رجال التصوف التي ربما شجعت أحد صلحاء دكالة على أن يطلب من ابن حسون توجيه شخص تتوفر فيه مميزات معينة لقيادة الجهاد ثم استجابة ابن حسون لذلك الطلب. والواقع ان منطقة دكالة لا تعدم صلحاء في هذا الوقت. منهم سعيد بن محمد القاسمي، وعبد الرحمن بن عبد السلام. وسعيد والد اسماعيل صاحب الزاوية المشهورة بدكالة ومبارك بن يحيى الزياني المالكي. بل ليس من المستبعد أن يكون لوجود هذا الأخير – وهو كما نرى زياني مالكي - صلة بوقوع اختيار ابن حسون على العياشي كرجل. وعلى دكالة كمنطقة. وهناك افتراض آخر لا يخلو من صدق هو أن يكون مبارك بن يحيى المالكي قد اتصل بالعياشي، وحبب اليه المشاركة في عمليات الجهاد، ويؤكد هذا الافتراض ما ورد في النزهة من أن توجه العياشي إلى دكالة كان عن اذن شيخه. وواضح أن الاذن يعني الموافقة. وان الموافقة تقتضي سبق الطلب.


يستقر العياشي اذن عند أولاد أبي عزيز حوالي 1604 ويستمر مقامه هنالك إلى 1615. فيكون مقامه بدكالة قد دام اذن حوالي 10 سنوات. وخلال هاته الفترة الغير قصيرة. مارس العياشي عمليات عسكرية ضد البرتغال، والظاهر أن وضعيته هناك لم تكن وضعية الفرد المتطوع للمشاركة - وسط غيره في الجهاد، بل لا شك أنه ترأس العمليات هناك لما له المكانة بين أصحابه باعتباره مجاهدا دخل من الجهاد وهو يحمل توصية من أحد قادة الحركة الصوفية في البلاد - عبد الله بن حسون، وباعتباره عارفا بوجوه المكائد الحربية (؟). وبذلك بدأت شهرة العياشي سواء بالنسبة للمغاربة أو بالنسبة للبرتغال. فوجود العياشي في المنطقة أثر كبير التأثير على سكان البريجة، وجعل قائد المدينة يبني كثيرا من ارائه الدفاعية اعتمادا على دراسة الحرب المغربية انطلاقا من عمليات العياشي. كما أثر وجوده من جهة أخرى على المغاربة. حيث وصلت أنباء انتصاراته إلى مراكش، تسامع الناس أخباره... ولم يزل على ذلك إلى أن توفي قائد الفحص في حدود (1611 – 1612). فسأل السلطان زيدان بن أحمد الذهبي عمن يليق بتولية ذلك الثغر، والقيام بوظيفته ونواحيه. فقيل له : سيدي محمد العياشي. فكتب له بالتولية لذلك.. 


وبذلك اكتسب العياشي الصفة الرسمية، فواصل عمله الجهادي محاولا ارضاء السلطان زيدان بمراكش بما يبعث إليه من الغنيمة، ليرضيه طبعا، وليبرهن عن تبعيته له، في وقت قل فيه من يعترف له بتلك التبعية.


غير أن عمليات العياشي التي نتج عنها... أن ازدادت شهرته وتناقل الناس حديثه...، كانت تعتبر بالنسبة لزيدان مقدمات الحركات ربما يخشى منها على ملكه. وعلى ذلك وجه زيدان فرقة مكونة من فارس بقيادة محمد السنوسي مكلفة بالقاء القبض على العياشي وقتله.. فالقى الله في قلب القائد المذكور الشفقة عليه لما يعلم من براءته مما قذف به. فبعث له خفية ان أنج بنفسك فانك مغدور (و) ومما قذف به العياشي... انه مسموع الكلمة في تلك النواحي نواحي دكالة وانه ممن لا تومن غائلته، وربما يخشى منه على الملك، كأحمد بن عبد الله بومحلي وبذلك يظهر تصرف زيدان ازاء العياشي معقولا. 


غير أن هناك رواية أخرى تفسر كيفية وسبب مغادرة العياشي لدكالة وقد وردت هذه الرواية في تاريخ الدولة السعدية لمؤلف مجهول، وفي الترجمان المعرب للزياني، وفي الخبر عن ظهور العياشي ) وأخيرا في الاستقصا. ويظهر من هذه الرواية ان مغادرة العياشي لأزمور كانت بامر من زيدان وباذنه، استجابة لطلب وفد وفد على السلطان مستنجدا بعدما تضايق سكان سلا من تحرشات اسبان معمورة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب