لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ الجغرافيا والجغرافيين فى الأندلس - حسين مؤنس PDF

كتاب تاريخ الجغرافيا والجغرافيين فى الأندلس تأليف حسين مؤنس - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF





معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ الجغرافيا والجغرافيين فى الأندلس.


تأليف : حسين مؤنس.


الناشر : المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.


حجم الكتاب : 18.8 ميجا بايت.

 ‏

 عدد الصفحات : 768 صفحة.

 ‏

صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"أبو عبيد البكرى


كان أبو عبيد البكرى من تلاميذ أحمد بن عمر بن أنس العذرى، وهو دون شك من أعلام الجغرافية عند العرب، وهو واحد من هذه الجماعة الباهرة من الفحول الذين أطلعهم الأندلس خلال القرن الخامس الهجري، الحادى عشر الميلادى، فهو معاصر للعذرى وابن حزم وابن حيان وابن بسام ومن إليهم. وهو يشترك معهم فى الاتجاه الموسوعى، سواء في تحصيل المعارف أو في الرغبة في إذاعة هذه المعارف بين الناس. وإذا كانت هذه الموسوعية تتبدى في كتابات ابن حيان وابن بسام وفى شعر الفحول من شعراء ذلك العصر مثل أبي عمر بن دراج القسطلي وأبى بكر بن عمار والمعتمد بن عباد وعبد المجيد ابن عبدون فى صورة إشارات وكنايات في ثنايا النثر والنظم تدل على إحاطة تدعو إلى الإعجاب بتاريخ العرب وأدبهم، حتى ما خفى منهما في أطواء الشروح والتعليقات، فإنها تتجلى عند ابن حزم ومعاصره أبي عبيد البكرى في التأليف والتجويد في أكثر من صنف من العلوم، وكما كان ابن حزم فقيها مؤرخاً فيلسوفاً متبحراً في العلم بالأديان والعقائد وعالماً بأسرار النفس الإنسانية وشاعراً فلسفي النزعة والأسلوب، فإن أبا عبيد البكرى كان عالماً لغوياً ومؤرخاً وجغرافيا ونباتياً وشاعراً أيضاً، وإن كان شعره أقل أدواته وأضعف ملكاته. وهو يمتاز إلى جانب ذلك بميزة كبرى يشارك فيها ابن حزم وبقية أعلام هذا الجيل الموسوعى الفريد، وهى الدقة، فقد كان محققاً مدققاً لا يكتب شيئاً إلا بعد أن يستوثق منه تماماً، ولا يزال يبحث وينقب حتى يصل إلى آخر شيء في الموضوع، ونظرة يسيرة في كتابه معجم ما استعجم تكشف عن هذه الملكة فيه بأجلى بيان، وهي ليست بالقليلة في رجل يشتغل بالعلم ويتصدى للتأليف فيه.


وحياة أبي عبيد البكرى صورة من مأساة العصر الذي عاش فيه، مثلها في ذلك مثل حيوات معاصرية من أعلام الفكر الأندلسي في ذلك القرن الخامس الحافل بالمآسى والقلق والخيرة في الأندلس، فقد كان أولئك جميعاً من الخلافة نشأوا ودرسوا على أيامها، وأعدوا أنفسهم لحياة حافلة بالنشاط ثمرات عصر والعمل في ظلال الأمن والاستقرار، ثم فاجأتهم الفتنة الكبرى في مطالع شبابهم، فإذا الدنيا تنقلب من حولهم وتصوّح آمالهم، وتفرض الظروف القاسية عليهم طريقاً غير التي أرادوا، وتجرفهم الحوادث فتصبح حياتهم حيرة متصلة وقلقا دائما بصورها ابن بسام بأبلغ بيان في فاتحة « الذخيرة )، ويصورها ابن حزم في صفحاته الباكية من « طوق الحمامة »، ويصورها ابن حيان في تلك المرارة التي تفيض بها صفحات كتابه «المتين » ويصورها ابن دراج القسطلي في شعره الذي يتمشى اليأس والألم والموت في أبياته، ويصورها عند أبي عبيد البكرى بالاقبال على شرب الخمر اقبالا لا يعلل إلا بالرغبة في النسيان، فقد قضى معظم عمره مثلهم مشرداً متنقلا من ناحية إلى ناحية، لا يكاد يطمئن في بلد حتى يشد رحالة إلى أخرى، يطارده طواغيت الطوائف من بلد لبلد ويطل عليه شبح المصير المحزن الذي كان الأندلس يقترب منه في سرعة مخيفة لم يطامن منها إلا تدارك المرابطين إياه.


وأبو عبيد البكرى، واسمه الكامل عبد الله بن عبد العزيز بن محمد بن أيوب بن عمرو، من بيت يوصف بأنه بيت إمارة، على عادة الأندلسيين في الحديث عمن استبدوا بأمور نواحيهم عند قيام الفتنة الكبرى. وأول من نعرف أخباره من أجداده هو أيوب بن عمرو البكرى ( نسبة إلى بكر وائل ) قال في حقه ابن بشكوال : صاحب خطة الرد بقرطبة، والقاضي ببلدة لبلة، كان ذا علم وفضل وسرو وعفة ومروءة ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة، ولقى جماعة من العلماء، وكان شديداً فى أحكامه، وتوفى في شهر رمضان سنة ٣٩٨ ) مايو ۱۰۰۸ )، ودفن بمقبرة الربض، وحضره جمع الناس، فأتبعوه ثناء حسناً جميلا. ذكره ابن حيان » وهي عبارة يفهم منها أن أصل هؤلاء البكريين من لبلة Niebla وأن أيوب بن عمرو سار في طريق غيره من الراغبين في العلم فرحل إلى المشرق وحج ودرس ثم عاد، فتولى القضاء ببلده لبلة، ثم انتقل إلى قرطبة، فتولى خطة الرد، أي إدارة الشكاوى، واختصاصها النظر فيما يرد إلى مركز الدولة من شكاوى الناس والعمل على إنصافهم ورد المظالم عنهم، ولهذا تسمى خطة الرد أو رد المظالم، وهى ليست وظيفة « قاضي القضاة » أو Grand juge كما قال دوزى. وكان الرجل من أهل النباهة والذكر في قرطبة، فقد ذكر ابن الأبار أن ابن حيان سماه في الذين سمعوا من هشام المؤيد ما أمر بعقده للمنصور أبي عامر مجددا بن للألفة، وسمى معه محمد بن عمرو أخاه، وتاريخ ذلك العقد شهر صفر سنة ٣٨٧ ) فبراير مارس ۹۹۷ ). أى أن أيوب وأخاه كانا من شهود العقد الذي كتبه هشام المؤيد على نفسه مفوضاً أمور السلطان في خلافته للمنصور محمد بن أبي عامر، بعد جفوة وقعت بينهما عند ما شاء هشام ورجاله استرجاع السلطان من يد محمد بن أبي عامر.


ويبدو أن هذه الواقعة تضع يدنا على حقيقة هامة تتصل بالبكريين، وهي أنهم كانوا من رجال المنصور بن أبي عامر ومؤيديه فيما سما إليه من الاستئثار بالسلطان، وإلا فما أن يكون أيوب وأخوه محمد شاهدين على عقد أخرج السلطان من يد الخليفة ورجاله ؟. ولابن بسام رواية أخرى – عن ابن حيان أيضاً - يمكن تفسيرها بأن أيوب تولى ولبة وشلطيش في أخريات أيامه، فقد قال ابن حيان في حديثه عن ابنه أبي زيد محمد « وكان هذا الفتى أبو زيد البكرى وارث ذلك العمل لأبيه، وكان أبوه من بيت الشرف والحسب والجاه والنعمة والاتصال بسلطان الجماعة »، وإذا كان الناس لا يتولون الأعمال في تلك الأيام إلا إذا كانوا من رجال المنصور وأهل ثقته، استطعنا أن نقول إن أيوب وابنه كانا أولاً من رجال الخلافة والجماعة ثم دخلا في زمرة الحزب العامري الكبير الذي قبض على أزمة الأمور فى الأندلس واستبد بها دون الخليفة وآله ويؤيد ذلك قول ابن بسام بعد الفقرة التي رويناها : « وكان له – أى لأبي زيد محمد البكرى وسلفه قبل اسماعيل بن عباد جد المعتضد رسائل وأذمة خلفاها في الأعقاب، اغتر بها عبد العزيز ) بن أبي زيد محمد ) البكرى » ومعنى هذا أن أيوب وابنه كانت لهما صلات وثيقة وذمم قديمة مع اسماعيل ابن عباد جد بنی عباد أظهر رجال الحزب العامرى أواخر أيام المنصور، ومن أول الخارجين على الجماعة والبادئين بالاستبداد، وضارب المثل السيء لغيره من حكام النواحي في الانتزاء بنواحيهم والسير في طريق الفرقة المحزن المخوف."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب