لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مظاهر تأثير صوفية مراكش في التصوف المغربي pdf تأليف د. حسن جلاب

 تحميل وتصفح كتاب مظاهر تأثير صوفية مراكش في التصوف المغربي تأليف د. حسن جلاب - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : مظاهر تأثير صوفية مراكش في التصوف المغربي.


المؤلف : د. حسن جلاب.


الناشر : المطبعة والوراقة الوطنية.


الطبعة : 1 - سنة 1994م.


عدد الصفحات : 266.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من الكتاب :


"الدقة المراكشية


من الصعب تتبع مظاهر تاثير سبعة رجال في المرددات الشعبية، اذ لا يكاد يخلو اي صنف من اصناف هذه المرددات من هذا التاثير.


فقد تبين لنا فيما سبق أن التوسل بالاولياء والاعتماد على حمايتهم والشوق الى زيارتهم من المعتقدات الراسخة في الذهنية الشعبية وتبلغ أعلى درجات الخطورة فيما يدعي "حج المسكين" الذي لا يستطيع لسبب ما زيارة البقاع المقدسة، فيلجأ الى حج من درجة ثانية في جبل العلم (ضريح ابن مشيش) او في ضريح (بويا) (عمر) بالسراغنة، أو طواف سبعة رجال مراكش.


ومثل هذا الاعتقاد موجود لدى كافة الشعوب وفي كل المجتمعات.


وقد سبقت الاشارة الى وجود ظاهرة سبعة رجال في مدن ودول أخرى.


فمن الطبيعي اذن ان يعبر الفن بمختلف انواعه واشكاله عن هذه الظاهرة، فسواء الاغاني الشعبية، أو فيما يسمى في مراكش اكريف الميزان تسمع مثل هذه الابيات المعبرة :


أرواح اللي ابغا پزور      الولي مول القصول


مول الطابع ما يفرط فيا


ومثل هذا البيت


را مراکش گـــــــالو ابعيد       فيه النخل وفيه الجريد


سيدي بلعباس ما يفرط شي فيا


وقد يستغل البيت لذكر صلحاء آخرين بدل الغزواني والسبتي


وتجاوز الامر المرددات الشعبية بالمدينة الى طرب القبائل الكثيرة التردد على مراكش وخاصة منها قبائل الحوز. اذ نجد الادب الحوزي يهتم بزيارة اولياء المدينة ومنهم سبعة رجال. وتصف هذه القصائد طقوس الزيارة وتحرك موكبها ودخول المدينة والقيام بالطواف واستخلاص العبرة والدعاء والتوسل.


ان خوف الاطالة يجعلنا نركز حول نموذج واحد : هو الدقة المراكشية.


ان المعلومات المتداولة في موضوع "الدقة المراكشية" تتسم بكثير من التناقض، وتفتقر للوثائق والحجج : فمن قائل بالاصول الافريقية للدقة لمجرد وجود "القراقب" الحديدية ضمن آلاتها، الى قائل باصولها البربرية لوجود بعض العبارات الامازيغية مثل "افوس" "اعراج" و "اگوال". ويدعم هذا الراي وجود فن شعبي شبيه بالدقة في مدينة تارودانت.

.

اما تاريخ الدقة فمن الصعب تحديده لانه كباقي الفنون الشعبية يرتبط وجوده بوجود الانسان نفسه. الا انه فن اسلامي :


- لارتباطه زمنيا بمناسبة دينية اسلامية وهي الاحتفال بعاشوراء.


ومن هنا جاءت فكرة نشأته في ظل حكم يعادي الشيعة يبدون الحزن الشديد في هذه المناسبة). 


لان في زجله دعوة الى التوسل بالاولياء واحترامهم واتباع الطريق السوي.


و ترد كثير من الاقوال تاريخ الدقة الى عصر المنصور السعدي ولعل السبب في ذلك عائد الى ما عرف عن هذا السلطان من تشجيع للالعاب في المناسبات الدينية تخليدا لانتصاره في معركة وادي المخازن فقد تحدث المؤرخون عن احتفالاته بموكب الشموع الذي شاهده اثناء زيارته لاسطمبول. واقامته لحلقات الذكر والامداح النبوية بهذه المناسبة.


الا ان انعدام الوثائق يجعلنا غير مطمئنين لهذا الرأي، وحتى "العيط" (الزجل المعتمد في الدقة ) لا يساعدنا على ذلك لانه كما سنرى غير،قار يتغير بتغير العصور فلا يبقى الا جوهره.


وللدقة زمان : هو ليلة عاشوراء، ومكان هو كافة احياء المدينة. وتقوم على ترديد زجل شعبي يسمى "العيط".

وتنقسم الجوقة المرددة الى قسمين : يردد الأول الشطر من البيت، والثاني الشطر الثاني منه. مع النقر على "التعاريج" وينسق بين القسمين شخص يدعى "العراج" في حين يقود الجوقة حامل "البندير" ويتبعه في تحركاته وايقاعه حامل القراقب الحديدية.


ولإيقاع الدقة اربعة موازين :


1) ميزان رباعي توحي دقاته الاربع بعدم استقامته مع تجاوب القراقب والبندير.


2) میزان رباعي متعادل الضرب تتداخل فيه نقرات البندير والقراقب جماعة تضرب ايقاعا رباعيا معتدلا واخرى تحدث ايقاعا ثلاثيا سريعا وثالثة تحدث ايقاعا ثنائيا مؤجل النبر.


3) ميزان ثلاثي ذو ايقاع سريع حثيث.


4) ميزان رباعي تشتد حماته من فرط سرعته، وتصحب ايقاعاته الصاخبة تهليلات وصيحات من طرف العازفين.


وتكون الدقة ناجحة في مرحلة "افوس اي الانتقال الى الميزان السريع. والمفروض ان يقع الانسجام في الانتقال بين كافة المشاركين : صاحب البندير، والقراقب، واصحاب التعاريج. وهو أمر يحتاج الى درية وممارسة، اذ ان بقاء تعريجة واحدة في الميزان الثقيل أو خروجها قبل الوقت المناسب الى السريع يفسد "أفوس".


بعد هذا التقديم الضروري نركز حديثنا على اهم شيء في الدقة وهو الزجل الشعبي الذي تردده الفرقة في مرحلة الضرب الثقيل ويسمى لذلك "العيط" من عيط القوم اي صاحوا واجلبوا )


وتكون لهم بالفعل صيحات وجلبة، سواء اثناء الترديد المزدوج، أو عند الاعلان عن نجاح "افوس".


ويسمح لنا التدبر في نصوص العيط" ورواياته بابداء الملاحظات التالية


1) انه تراث شعبي اصيل لا يعرف قائله او،ناظمه وانما هو منسوب للفئات الشعبية بكاملها على امتداد زمن وجود هذا الفن.


2) نص العيط طويل يختلف حجمه من راو الى آخر. ويتفق الرواة على ان اغلبه ضاع. وانه اطول مما يحفظون ويتناقلون. وقد قدمت لنا تقديرات في الموضوع اقلها مائة وعشرين بيتا واقصاها اربعمائة بيت غير ان المتداول حاليا اقل من ذلك بكثير. ويمكن رد هذا الاختلاف الى الفقرة التي يذكر فيها الاولياء، فانها تطول أو تقصر بحسب الاسماء الواردة فيها.


وتكون الجوقة بامس الحاجة الى العيط الطويل حتى لا يحدث السأم بالاستمرار في ترديد نفس البيت زمنا طويلا. فالمفروض ان يستمر "جر العيط" حسب اصطلاحهم من بدء الدقة (بعد صلاة العشاء ) الى "دخول افوس" (قبيل الصبح وخاصة اذا صادفت المناسبة فصل الشتاء.


3) عيط الدقة مفتوح ومرن يزاد فيه وينقص منه بحسب الظروف والاحوال تتغير الفقرة المخصصة للسلطان بتغيره، ويسجل الاحداث التي تعرفها المدينة او التي تعرفها البلاد، ويتم تناسي فقرات لم تعد لها اهمية لفائدة المضاف ذي الاهمية.


فقد روى لنا الشيوخ ابياتا في ذم الاستعمار ومساندة الوطنيين اثناء الحماية، كانت الفرق تدخلها بين سطور التوسل، داعية الاولياء ان يخففوا عن البلاد مصابها.."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب