لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب رحلة ابن بطوطة: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار pdf تأليف ابن بطوطة وابن جزي الكلبي

 تحميل وتصفح كتاب رحلة ابن بطوطة: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار تأليف ابن بطوطة وابن جزي الكلبي - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : رحلة ابن بطوطة: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.


عدد الأجزاء : جزأين.


تأليف : محمد بن عبد الله ابن بطوطة وابن جزي الكلبي.


الناشر : مؤسسة هنداوي.


عدد الصفحات : 510.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من الكتاب :


"ذكر سفري إلى القسطنطينية


وسافرنا في العاشر من شوال في صحبة الخاتون بيلون وتحت حرمتها، ورحل السلطان في تشييعها مرحلة ورجع هو والملكة وولي عهده وسافر سائر الخواتين في صحبتها مرحلة ثانية ثم رجعن وسافر صحبتها الأمير بيدرة في خمسة آلاف من عسكره، وكان عسكر الخاتون نحو خمسمائة فارس منهم خدامها من المماليك والروم نحو مائتين والباقون من الترك، وكان معها من الجواري نحو مائتين وأكثرهن روميات، وكان لها من العربات نحو أربعمائة عربة ونحو ألفي فرس لجرها وللركوب ونحو ثلاثمائة من البقر ومائتين من الجمال لجرها وكان معها من الفتيان الروميين عشرة ومن الهنديين مثلهم وقائدهم الأكبر يسمى بسنبل الهندي، وقائد الروميين يسمى بميخائيل ويقول له الأتراك لؤلؤ، وهو من الشجعان الكبار وتركت أكثر جواريها وأثقالها بمحلة السلطان؛ إذ كانت قد توجهت برسم الزيارة ووضع الحمل وتوجهنا إلى مدينة أكك وهي (بضم الهمزة وفتح الكاف الأولى، مدينة متوسطة حسنة العمارة كثيرة الخيرات شديدة البرد وبينها وبين السرا حضرة السلطان مسيرة عشر وعلى يوم من هذه المدينة جبال الروس وهم نصارى شقر الشعور زرق العيون قباح الصور أهل غدر، وعندهم معادن الفضة ومن بلادهم يؤتى بالصوم وهي سبائك الفضة التي بها يباع ويشترى في هذه البلاد ووزن الصومعة منها خمس أوقي، ثم وصلنا بعد عشر من هذه المدينة إلى مدينة سرادق (وضبط اسمها بضم السين المهمل وسكون الراء وفتح الدال المهمل وآخره (قاف)، وهي من مدن دشت قفجق على ساحل البحر ومرساها من أعظم المراسي وأحسنها وبخارجها البساتين والمياه وينزلها الترك وطائفة من الروم تحت ذمتهم وهم أهل الصنائع وأكثر بيوتها خشب، وكانت هذه المدينة كبيرة فخرب معظمها بسبب فتنة وقعت بين الروم والترك، وكانت الغلبة للروم فانتصر للترك أصحابهم وقتلوا الروم شر قتلة ونفوا أكثرهم وبقي بعضهم تحت الذمة إلى الآن، وكانت الضيافة تحمل إلى الخاتون في كل منزل من تلك البلاد من الخيل والغنم والبقر والدوقي والقمز وألبان البقر والغنم والسفر في هذه البلاد مضحى ومعشى.


وكل أمير بتلك البلاد يصحب الخاتون بعساكره إلى آخر حد بلاده تعظيمًا لها لا خوفًا عليها؛ لأن تلك البلاد ،آمنة، ثم وصلنا إلى البلدة المعروفة باسم بايا سلطوق وبايا عندهم بمعناه عند البربر سواء إلا أنهم يفخمون الباء وسلطوق (بفتح السين المهمل وإسكان اللام وضم الطاء المهمل وآخره قاف)، ويَذْكُرون أن سلطوق هذا كان مكاشفًا لكن يُذْكَر عنه أشياء يُنْكِرها الشرع وهذه البلدة آخر بلاد الأتراك بينها وبين أول عمالة الروم ثمانية عشر يوما في برية غير معمورة منها ثمانية أيام لا ماء بها يتزود لها الماء ويحمل في الروايا القرب على العربات، وكان دخولنا إليها في أيام البرد فلم نحتج إلى كثير من الماء والأتراك يرفعون الألبان في القرب ويخلطونها بالدوقي المطبوخ ويشربونها فلا يعطشون، وأخذنا من هذه البلدة في الاستعداد للبرية واحتجت إلى زيادة أفراس فأتيت الخاتون فأعلمتها بذلك، وكنت أسلم عليها صباحًا ومساء ومتى أتتها ضيافة تبعث إلي بالفرسين والثلاثة وبالغنم فكنت أترك الخيل لأذبحها، وكان من معي من الغلمان والخدام يأكلون مع أصحابنا الأتراك، فاجتمع لي نحو خمسين فرسًا وأمرت لي الخاتون بخمسة عشر فرسًا وأمرت وكيلها ساروجة الرومي أن يختارها سمانًا من خيل للمطبخ وقالت: لا تخف فإن احتجت إلى غيرها زدناك ودخلنا البرية في منتصف ذي القعدة، فكان سيرنا من يوم فارقنا السلطان إلى أول البرية تسعة عشر يومًا وإقامتنا خمسة ورحلنا من هذه البرية ثمانية عشر يومًا مضحى ومعشى وما رأينا إلا خيرًا والحمد الله، ثم وصلنا بعد ذلك إلى حصن مهتولي وهو أول عمالة الروم وضبط اسمه بفتح الميم وسكون الهاء وضم التاء المعلوة وواو مد ولام مكسور وياء).


وكانت الروم قد سَمِعَتْ بقدوم هذه الخاتون على بلاد فوصلنا إلى هذا الحصن كفالي نقوله الرومي في عسكر عظيم وضيافة عظيمة وجاءت الخواتين والدايات من دار أبيها ملك القسطنطينية، وبين ومهتولي والقسطنطينية مسيرة اثنين وعشرين يوما منها ستة عشر يوما إلى الخليج وستة منه إلى القسطنطينية، ولا يسافر من هذا الحصن إلا بالخيل والبغال وتترك العربات به لأجل الوعر والجبال، وجاء كفالي المذكور ببغال كثيرة وبعثت إلي الخاتون بستة منها وأوصت أمير ذلك الحصن بمن تركته من أصحابي وغلماني مع العربات والأثقال فأمر لهم بدار ورجع الأمير بيدرة بعساكر ولم يسافر مع الخاتون إلا ناسها وتركت مسجدها بهذا الحصن وارتفع حكم الأذان، وكان يؤتي إليها بالخمور في الضيافة فتشربها وبالخنازير، وأخبرني بعض خواصها أنها أكلتها ولم يبق معها من يصلي إلا بعض الأتراك كان يصلي معنا وتغيرت البواطن لدخولنا في بلاد الكفر، ولكن الخاتون أوصت الأمير كفالي بإكرامي، ولقد ضرب مرة بعض مماليكه لما ضحك من صلاتنا، ثم وصلنا حِصْنَ مسلمة بن عبد الملك وهو بسفح جبل على نهر زخار يقال له اصطفيلي، ولم يَبْقَ من هذا الحصن إلا آثاره، وبخارجه قرية كبيرة.


ثم سرنا يومين ووصلنا إلى الخليج وعلى ساحله قرية كبيرة فوجدنا فيه المد فأقمنا حتى كان الجزر وخضناه وعرضه نحو ميلين ومشينا أربعة أميال في رمال، ووصلنا الخليج الثاني فخضناه وعرضه نحو ثلاثة أميال، ثم مشينا نحو ميلين في حجارة ورمل، ووصلنا الخليج الثالث وقد ابتدأ المد فتبعنا فيه وعرضه ميل واحد فعرض الخليج كله مائية ويابسه اثنا عشر ميلا وتصير ماء كلها في أيام المطر فلا تخاض إلا في القوارب، وعلى ساحل هذا الخليج الثالث مدينة الفنيكة واسمها بفاء مفتوحة ونون وياء مد وكاف مفتوح)، وهي صغيرة لكنها حسنة مانعة وكنائسها وديارها حسان والأنهار تخرقها والبساتين تحفها ويدخر بها العنب والإجاص والتفاح والسفرجل من السنة إلى الأخرى، وأقمنا بهذه المدينة ثلاثًا والخاتون في قصر لأبيها هنالك، ثم قدم أخوها شقيقها واسمه كفالي قراس في خمسة آلاف فارس شاكين السلاح، ولما أرادوا لقاء الخاتون ركب أخوها المذكور فرسًا أشهب ولبس ثيابًا بيضاء وجعل على رأسه مظللا مكللا بالجواهر وجعل عن يمينه خمسة من أبناء الملوك وعن يساره مثلهم لابسين البياض أيضًا وعليهم مظللات مزركشة بالذهب وجعل بين يديه مائة من المشائين ومائة فارس قد أسبغوا الدروع على أنفسهم وخيلهم وكل واحد منهم يقود فرسًا مسرحًا مدرعًا عليه شكة فارس من البيضة المجوهرة والدروع والتركش والقوس والسيف وبيده رمح في طرف رأسه راية، وأكثر تلك الرماح مكسوة بصفائح الذهب والفضة وتلك الخيل المقودة هي مراكب ابن السلطان وقسم فرسانه على أفواج كل فوج فيه مائتا ،فارس، ولهم أمير قد قدم أمامه عشرة من الفرسان شاكين في السلاح، وكل واحد منهم يقود فرسًا وخلفه عشرة من العلامات ملونة بأيدي عشرة من الفرسان وعشرة أطبال يتقلدها عشرة من الفرسان ومعهم ستة يضربون الأبواق والأنفار والصرنايات وهي الغيطات.


ورَكِبَت الخاتون في مماليكها وجواريها وفتيانها وخدامها وهم نحو خمسمائة عليهم ثياب الحرير المزركشة بالذهب المرصعة وعلى الخاتون حلة يقال لها النخ، ويقال لها أيضًا النسيج، مُرَصَّعَة بالجوهر، وعلى رأسها تاج مُرَبَّع، وفرسها مُجَلَّل بجل حرير مزركش بالذهب، وفي يده ورجليه خلاخل الذهب، وفي عنقه قلائد مرصعة وعظم السرج مكسو ذهبًا مكلل جوهرًا، وكان التقاؤهما في بسيط من الأرض على نحو ميل من البلد، وتَرَجَّلَ لها أخوها لأنه أصغر سنًا منها، وقَبَّلَ ركابها وقَبَّلَتْ رأسه وترجل الأمراء وأولاد الملوك وقَبَّلُوا جميعًا ركابها وانصرفَتْ مع أخيها، وفي غدِ ذلك اليوم وَصَلَّنا إلى مدينة كبيرة على ساحل البحر لا أثبت الآن اسمها ذات أنهار وأشجار، نَزَلْنَا بخارجها، ووصل أخو الخاتون ولي العهد في ترتيب عظيم وعسكر ضخم من عشرة آلاف مدرع، وعلى رأسه تاج وعن يمينه نحو عشرين من أبناء الملوك، وعن يساره مثلهم وقد رتب فرسانه على ترتيب أخيه سواء إلا أن الحفل أعظم والجمع أكثر، وتلاقت معه أخته في مثل زيها الأول وترجلا جميعًا وأوتي بخباء حرير فدخلا فيه فلا أعلم كيفية سلامهما، ونزلنا على عشرة أميال من القسطنطينية، فلما كان بالغد خرج أهلها من رجال ونساء وصبيان ركبانًا ومشاة في أحسن زي وأجمل لباس وضربت عند الصبح الأطبال والأبواق والأنفار وركبت العساكر وخرج السلطان وزوجته أم هذه الخاتون وأرباب الدولة والخواص، وعلى رأس الملك رواق يحمله جملة من الفرسان ورجال بأيديهم عصي طوال في أعلى كل عصى شبه كرة من جلد يرفعون بها الرواق وفي وسط الرواق مثل القبة يرفعها الفرسان بالعصى."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب