لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المجتمع المغربي كما عرفته خلال خمسين سنة - 1350 / 1400 هـ pdf تأليف محمد بن أحمد أشماعو

 تحميل وتصفح كتاب المجتمع المغربي كما عرفته خلال خمسين سنة - 1350 / 1400 هـ تأليف محمد بن أحمد أشماعو - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : المجتمع المغربي كما عرفته خلال خمسين سنة - 1350 / 1400 هـ.


تأليف : محمد بن أحمد أشماعو.


الناشر : مطبعة الرسالة.


سنة النشر : 1980م


عدد الصفحات : 335.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"العلاقات والشركات والتعاون


في غير نطاق القرابة والصداقة تكون هناك علاقة تفرضها الظروف بحكم ان الانسان اجتماعي وآخذ ومأخوذ منه.


قد تفرض الحاجة أن تكون رغبة الناس شديدة في الاتصال بفرد من الافراد وقد تكون هناك رغبة لكنها ليست شديدة وقد يكون الفرد بالعكس هو المحتاج بشدة للناس وفي كل الاحوال يحرص العقلاء على ان تكون علاقاتهم مطبوعة بالمودة والمرونة والطيبوبة والخير شعارهم القولة ما بينتنا غير الخير يعذون أن الاخذ والعطاء يجب أن يكون على أساس الرغبة في الخير أولا وفعلا كان الرئيس الطيب، والتاجر اللبق، والصانع "المعقول" أبي الجدبي، والخادم المخلص كلهم يجلبون لانفسهم الخير والسمعة الطيبة والتعلق وبذلك يعيشون راضين ويموتون مشمولين بالرضى والذكر الجميل ان الرئيس الطيب الخير محبوب ولو كان صارماً في اشرافه مدققاً في أداء واجبه وواجب مرعوسيه وهو مكروه مبغوض اذا كان حديثاً دساسا ذا وجهين كما أن التاجر يكمن الاقبال عليه شديدا اذا كان بشمشاً واسع الصدر حتى ولو زادت أثمنته قليلا على سبيل المثال والصانع لا يجد فراغا اذا كان صادقا في المعاملة متقناً لعمله ومحافظا على مواعده متقبل منه تصرفات أخرى خفيفة حتى الخادم بعتز ويتمسك به إذا كان طلق المحيا، نقى الضمد عف اللسان، ويصير بمثابة الابن اذا كان حدثاً وبمثابة الوالد اذا كان مسنا.


والعلاقات يتدخل فيها عناصر كثيرة منها التقوى والايمان ويكاد الناس أن يتواصوا على التعامل مع المتقى الله على أساس أنه "موضى مصلى" ومن يتعامل مع الله باستمرار لا يتوقع منه الا بتعامل بإحسان كما ان ذا النسب الطيب تكون للناس رغبة في التعامل معه على أساس المثل القائل ايلا غاب عليك أصلو شوف فعلو" كما ان للنظافة والاناقة وحسن المظهر جاذبية قوية للتعامل ومن الناس من لا يود أن يتعامل مع اليد النقية والرجل المنقية ؟ واقتداء بالقول الذي يقول التمسوا حاجاتكم عند حسان الوجوه ترى الوجيه لا يجد مشقة في التعامل فالاقبال عليه شديد ولكم تكون الصدمة مريرة اذا خالف الواقع حسن الظن !


وكما تسري النار في الهشيم اليابس تروج الدعاية السيئة ضد متعامل من المتعاملين من حيث ينفض من حوله زبناؤه ويتركوه يحدق في الفراغ بحسرة وبعيد كل البعد وصعب كل الصعوبة الرجوع الى مكان سبق النفور منه كم رأينا من عدل من عدول الشرع - مثلا - يتهافت عليه ذوو الحاجات وآخر لا يجد من يصبح عليه وكم رأينا من تاجر يحسن العرض وينتقي البضاعة ومع ذلك يمر به الزبناء معرضين، والآخر بجواره، يطول الانتظار بأولئك الزبناء قبل أن يصلوا اليه.


ولهذا كنت شخصيا اعتبر أن أمهر الخبراء النفسيين هم هؤلاء الباعة فهم من مجرد سؤال وبمجرد نظرة، يعرفون النية المطوية والقصد الخفي ويعرفون الكيفية التي يجب أن يعامل زبونهم أو زبونتهم الواقفة، وهل هي قنيصة سهلة، أم هو صيد عسير المنال ؟ هل تلازم معه الجدية التامة أو نصف الجدية أو يجب أن يحتال عليه ؟


وما قلناه عن الباعة نقوله عن غيرهم من المتعاملين، عطاء وأخذا فافراد المجتمع نبهاء ـ غالباً ومتفطنون فمن الصعب خداعهم، وهم ان خدعوا مرة فلن يخدعوا في كل مرة ما عدا وجود أناس يعدون "عشماء" ووجود الغشماء يفيد في تصريف بعض المواد غير الجيدة كل الجودة ويقول المثل " كل فولة مسوسة تجيبلها الله فروج اعور اللي ياكلها.


 ويقتضي تشابك المصالح ببعض الناس ان يتبادلوا المنافع فهذا صاحب مال وذاك صاحب خبرة فيبادر أحدهما الى بسط يده مستعينا بالآخر وبذلك تولد شركة شركة فلاحية شركة تجارية شركة عقارية وغيرها من الشركات وتقوم الشركات على عدة أسس بادخال عنصر الشهامة واحترام الكلمة أو اشهاد الله على ما يتفق عليه، أو بحضور شهود من الاصدقاء للجانبين عند ابرام ما يراد ابرامه ويبقى هؤلاء شهود الى النهاية، أو تعقد الامور بصفة مضبوطة عدليا أو على يد موثق.

،

ويتطور الامر من التعاقد من أجل الشركة بين طرفين أو أطراف أجنبية الى التعاقد بين الاب وابنه أو الاخ واخيه أعني أن العلاقة العائلية تجعل جانباً وتقوم علاقة منفعية وهذه عقلية متفتحة وعملية.


نجحت عدة مشاريع بسبب التشارك المعزز بالتفاهم واستمرت مددا طويلة الى أن انتهى أمرها بانتهاء آجال المتشاركين ومنها ما بقي امرها كما كان من حيث ورث الوارثون العمل الناجح ومضوا في استثماره.


هذه ملاحظات أولى يمكن أن يشرحها ويوسعها بحثا أها، التخصص فيها.


 أما التعاون فقد كان يتخذ طابعا انسانيا وخاليا من المنفعة فالاب يجد ان ابنه متوقف على عمل لانسداد الابواب أمامه فما يكون منه الا أن يمده بما يحتاج اليه ويفسح له المجال لا بحكم البنوة ولكن بدافع انقاذ شاب من الضياع وكذلك بالنسبة لقريب آخر ولربما حتى لغير الاقرباء فكم من رجل نجا من الضياع ومن التشرد بفضل محسن خير بذل الاحسان وعمل الخير لوجه الله ولوجه الاحسان والخير !


وكان بعض الافاضل الميسوري الحال مستعدين دائما وأبوابهم مفتوحة أمام المازومين ثقة منهم في قول الرسول عليه السلام من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " ياتي المحتاج أو تاتي المحتاجة فتقترض القدر الذي تحتاج اليه أو يحتاج ويعطيان موعداً لرد القرض دفعة واحدة أو أقساطا طبعا بلا فائدة ولا مقابل.


وكان في هذا حفظ للكرامات من أن تهان وللنفوس من أن تنحط إلى درك الاستجداء والمذلة ولا ضرورة أكيدة تدعو الى التحدث عن الصدقات وظروف، اعطائها فالخيرة من المتصدقين كانوا يبذلون من أموالهم وأرزاقهم ما وسعهم البذل سرا أكثر مما كان في العان وباستمرار ودون تقطع أو انقطاع حتى ان من أهل الفقر والحاجة من كان يجهل كيف كانت طريقة تسديد حاجاته وما ذلك إلا لأن فاعلي الخير كانوا يعملون خيرهم بنية خالصة لوجه الله الكريم وذلك بدافع من الايمان الصادق والاريحية المتأصلة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب