لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الروض العطر الأنفاس بأخبار الصالحين من أهل فاس - محمد بن عيشون الشراط أبو عبد الله pdf

 كتاب الروض العطر الأنفاس بأخبار الصالحين من أهل فاس - محمد بن عيشون الشراط أبو عبد الله - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF






معلومات عن الكتاب :


العنوان : الروض العطر الأنفاس بأخبار الصالحين من أهل فاس. 


المؤلف : محمد بن عيشون الشراط أبو عبد الله. 


عدد الصفحات : 419. 


حجم الملف: 11.84 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"علي بن أحمد الصنهاجي


ومنهم الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد الصنهاجي دفين خارج باب الفتوح.

قال الفقيه المؤرخ أبو عبد الله بن عسكر في «دوحة الناشر»: كان رحمه الله تعالى، من عباد الله الصالحين، وولايته عند أهل فاس قطعية كفلق الصبح، وكان بهلولا مجذوبا على طريق الملامتية تعتريه أحوال الجذب في كل حين، وليس له أهل ولا قرار يخبر بالمغيبات ويكاشف بها من لقيه لا يلتفت إلى مدح ولا إلى ذم، يدخل دیار ملوك بني مرين، فتلتقيه النساء والأولاد فيقبلون يديه وقدميه فلا يلتفت إلى أحد، ويدفعون إليه الحوائج الرفيعة والدخائر النفيسة، ويلبسه السلطان من أشرف لباسه، فإذا خرج تصدق بجميع ذلك، ويمر على حوانيت الزياتين فيغمس أكمام الحلة التي تكون عليه ويبرقعها بالزيت أو السمن، ولا يزال يدور في بعض الأماكن ويصرخ باسم الجلالة، ولا يعرف أحد له مأوى وشأنه عظيم عند أهل فاس لما رأوا له من الكرامات التي لا تحصى. ولما توفي تساقط الناس على جنازته وتقاسموا أعواد نعشه وسجادته ولباسه. وكانت وفاته في آخر العشرة الخامسة يعني من القرن العاشر، ودفن

خارج باب الفتوح، وحضر السلطان والفقهاء وغيرهم جنازته، رحمة الله عليه. هذا کلام صاحب «الدوحة» فيه، رضي الله عنه.


وقال في «ممتع الأسماع» : وكان، رضي الله عنه، له صاحب يبيع الزيت والسمن بعين علون من سوق فاس. فكان يأتيه فيعطيه الزيت يريقه على نفسه، فإذا به قد أقيمت عليه بينة أنه حلف بيمين الزوجة ليحجن العام، وقد ذهب ركب الحجيج ولم يبق مطمع في لحوقه وتعين عليه فراق زوجه إن مضى وقت الحج، فشق عليه ذلك كثيرا. فبينما هو على حاله تلك مهموما مكروبا إذا بسيدي علي قد أتاه على العادة فكلمه فقال له : إليك عني، ولم يجد فيه مساغا للكلام، فسأله عن حاله فأخبره خبره وما هو فيه فقال له [سيدي علي] : لتحجن العام إنشاء الله فليسكن ،روعك، واشتغل بشغلك حتى يأتي إبان الحج. فاشتغل كما أمره، فلما حضرت أيام الحج جاءه فقال له : سر معي، فسار معه، وقيل إنه أردفه وراءه على قصبة [كانت بيده إلى موضع خال من الناس، فأطلقه في بلاد أخرى لا يعرفها وقال له : إذا حججت فقل لمعارفك يكتبون لك كتبا إلى أهاليهم وأنا آتيك، فسأل عن البلاد، فإذا هي هي حرم مكة، فدخلها ولقي معارفه فسألوه عن مجيئه وكيف كانت قصته فقصها عليهم، فلما تم الحج قال لهم : إني ذاهب إلى بلدي، فمن أراد منكم أن يبعث معي كتابا فليكتبه، فكتبوا إلى أهاليهم، فأتاه سيدي علي وفعل به ما فعل به أولا، وإذا به في بلاده، فجعلوا يسلمون عليه ويقولون له : أين كنت؟ فيخبرهم أنه قد حج، فيتعجبون منه وينكرون عليه، فأعطاهم كتبهم، واستوصفوه البلاد فوصفها لهم، فتوقفوا في أمره إلى أن قدم أصحابهم فسألوهم عنه فأخبروهم بحجه معهم وأنهم الذين كتبوا له الكتب، فاتضح أمره وسلموا له. وقد تكلم شیخ شیخه سيدي أحمد زروق، رضي الله . عنه، في شرح «الوغليسية» على الحج بالخطوة هل يكفي في حج الفريضة أم لا، فراجعه.


وكانت خديمته وضجيعته في [المدفن السيدة آمنة بنت أحمد بن القاضي لا تفارقها آنية الزيت إذا أتاها وجدها عندها ليريقها على نفسه، وكانت هذه السيدة تخدمه وتتبعه وكان أهلها ينقمون ذلك عليهما وقال : ما جاء بأولاد ابن القاضي كلهم من مدينة مكناسة إلا لأجلها. وسجنوها مرة في غرفة وجعلوا عليها قيد الحديد فلم يشعروا إلا وهو واقف في وسط الدار ينادي : يا آمنة، وكان رضي الله عنه لا تحده الحدود ولا يمنعه حائط ولا باب فلما ناداها قالت : نعم يا سيدي، فقال لها : إهبطي، فإذا بالقيد قد سقط من رجليها وبها خرجت إليه وهم ينظرون، فمن يومئذ سلموا لهما.


وكانت يوما قد طبخ أهلها دجاجا وأعطوها سهمها فقالت : لو أن كلبة سيدي، لكلبة كانت له، [حضرت]لأعطيتها سهمي هذا، فإذا بالكلبة معها مادة يدها فناولتها إياه.


وكانت امرأة أخرى تخدمه، وكان زوجها لا يحب ذلك، وكان يمنعها من المسير إليه، فأتى سيدي علي يوما فوجد الزوج في وسط الدار، فهزه سيدي علي بيده وأجلسه في وسط الدار، فما استطاع القيام من هنالك حولا كاملا، وهو يظلل عليه من المطر والشمس، وبعد الحول، دخل سيدي علي، فكلموه ورغبوا إليه فيه، فأتى إليه فهزه وأقامه كأن لم يكن به شيء.


ودخل يوما دارا فصعد السطح وجعل يدور بحلقة الدار وهو يقول : الله، الله، مولانا، يكرر ذلك لوارد ورد عليه في الوقت اقتطعه عن ضبط حسه، فلم يبال بجمع ثيابه عليه فقالت امرأة في نفسها : [سيدي علي] يدور على رؤوسنا ولم يجمع عليه ثيابه، فنزل إليها مسرعا وقال لها : وأنتن، أي عدوات أنفسهن، أو كلمة تشبهها، تدخلن حيث يدخل ماء الوضوء.


ودخل دارا بغتة قبل أن يستأذن أهلها، فوجد ربتها تغسل ثيابها وهي مشمرة ثيابها التي عليها، فكرهت دخوله عليها في تلك الحال، وإذا بصبي قد سقط من سطح الدار وفق دخوله، فلقيه بيده وأنزله إلى الأرض سالما وقال للمرأة : هذا الذي أدخلني [دارك]، وخرج على طريقه مسرعا.


ومر يوما بدار فألقى يده تحت عتبة الباب العليا وجعل يصيح بأهل الدار أخرجوا، أخرجوا، فلما خرجوا كلهم ولم يبق بها منهم أحد أزال يده فسقط الحائط. 


وكان يوما جالسا بباب مسجد القرويين والناس يصلون وهو يأكل الخيار، فاجتاز به رجل داخل للمسجد يصلي فقال في نفسه : الناس يصلون وسيدي علي يأكل الخيار لا يصلي، ثم دخل، فكان يصلي وخاطره يتحدث بشراء حمار احتاج إليه من سوق الخميس، وكان ذلك اليوم يوم الخميس والصلاة صلاة الصبح، فلما خرج ناداه سيدي علي : يا فلان، أكل الخيار خير من صلاة الحمار. هكذا حكى الحكاية حفيد الرجل الذي وقع له ذلك معه وغيره.."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب