معلومات عن الكتاب :
العنوان : الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس.
المؤلف : علي بن أبي زرع الفاسي.
الناشر : دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط.
عدد الصفحات : 518 ص.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب:
" زعم بعض المستشرقين أن كلمة القرطاس مصحفة عن كلمة القرطاس لقب زيري بن عطية المغراوي غارس الزيتون الذي يمر وسطه سور مدينة فاس بين باب فتوح وباب الجديد، وأن روض القرطاس المحرف إلى القرطاس هو زيتون ابن عطية وكان من منتزهات فاس الشهيرة في العصر الوسيط، وبهذا التأويل يفهم اسم الكتاب.
كان الكتاب يعرف باسمه الطويل المسجوع المذكور في الفقرة الأولى، ثم صار يعرف اختصارا باسم القرطاس فقط، خصوصا في القرنين الأخيرين بعدما ألف محمد بن الطيب العلمي كتابا سماه أيضا الأنيس المطرب. نسب الكتاب لأبي زرع الفاسي عدد من المؤرخين الكبار الذين عاصروه أو كانوا في زمن قريب من زمانه، مثل علي الجزنائي ومحمد بن الخطيب السليماني، وعبد الرحمن ابن خلدون الحضرمي في كتابه العبر، وكذا عدد من العلماء والأدباء والمؤرخين الذين جاءوا من بعدهم مثل أحمد المقري القرشي التلمساني صاحب النفح الطيب.
اسم ابن أبي زرع : ابو الحسين علي بن بن عبد الله كما ورد في جنة زهرة الاس، المؤلف بعد القرطاس بقليل، وسماه احمد ابن القاضي في كتابه لقط الفرائد من حقق الفوائد، ابا عبد الله محمد، وجعله ممن توفي سنة 741 هجرية في واقعة طريف، وسماه أصحاب بيوتات فاس الكبرى ابا العباس أحمد. ونعتوه بالشيخ الكبير الإمام الخطيب البليغ الواعظ الورع الزاهد الولي الصالح العلامة المدرس المفتي، وذكروا ان العامة قدمته لامامة بجامع القرويين، والراجح أن ابا الحسن علي بن عبد الله هو الاسم الحقيقي لابن ابي زرع مؤلف القرطاس لعدة أسباب منها:
أن الجنائزي ذكره بهذا الاسم وهو أعرف به، لأنه معاصر له. إن اسمه كتب كذلك على عدد من نسخ الكتاب المكتوبة بداية من القرن الثامن الهجري، منها النسخة العتيقة المحفوظة بمكتبة أكسفورد. أن محمد بن أبي زرع الذي زعم ابن القاضي انه مؤلف تاريخ فاس هو شخص آخر ذكره الجزنائي في جنة زهرة الاس وجعله من مصادره التاريخية.
إن ابن زرع الذي نسب إليه أصحاب بيوتات فاس الكبرى تاريخ فاس وردت اخباره في جنة زهرة الاس، وفي القرطاس في الفصل المتعلق بخطباء جامع القرويين، وفي كلا الكتابين وصف الرجل بالزهد والصلاح ولم يشر إلى اهتماماته بالتاريخ ولا إلى تأليفه في تاريخ فاس على الخصوص، ولو انه فعل ذلك لما اغفل الإشارة إلىه مؤلفا الكتابين المذكورين، ثم إن المدة الفاصلة بين تقديم أشياخ فاس وفقهائها احمد بن ابي زرع الإمامة بجامع القرويين وبين تأليف القرطاس لا تقل عن 20 سنة، فلو فرضنا أن عمر إمام يقدمه الفقهاء والاشياخ والعامة لامامة بأكبر مساجد المغرب لا يمكن أن يقل عن 40 سنة يكون الف القرطاس على فرض تأليفه اياه وهو ابن مئة سنة وذلك مستحيل. أما النعوت والأوصاف التي اضفاها أصحاب بيوتات فاس فاس الكبرى على الإمام أحمد بن أبي زرع فهي من وحي الخيال قطعا. لا يعرف شيئا عن حياة ابن أبي زرع مؤلف القرطاس سوى ما ذكر من انه كان شاهدا بسماط العدول، والغالب أن ما ذكر عنه صحيح، لأن في ثنايا الكتاب ما ينم عن ذلك.
أسرة بن ابي زرع أسرة نبه ذكرها بفاس في أواخر العصر الموحدين وأوائل العصر المريني، وقد ذكر منها رجال عرفوا بالصلاح والزهد والفضل مثل ابي العباس احمد الذي قدمه الفقهاء والاشياخ الإمامة بجامع القرويين بعد وفاة الامام علي بن أحمد، وابي عبد الله محمد أول خطباء جامع الكبير بفاس الجديد، وأبي عبد الله محمد المتوفى في واقعة طريف سنة 741 هجرية وعلي ابن عبد الله مؤلف القرطاس.
نسب القرطاس أيضا إلى رجل يسمى صالح بن عبد الحليم، ذكر في بعض الكتب أنه غرناطي، وفي كتب أخرى انه من كتاب الدولة المرينية، وتبث هذا الاسم في عدد من نسخه التي كتبت ابتداءا من أواخر القرن الثامن الهجري، وقد حاول واحد ممن اسهموا في تأليف بيوتات فاس الكبرى التلفيق بين النسبتين، فزعم ان القرطاس قرطسان كبير و صغير، أحدهما من تأليف ابن ابي زرع الفاسي والآخر من تأليف صالح بن عبد الحليم، والظاهر ان هذا التلفيق هو من باب جبر الخواطر."
رابط تحميل الكتاب
