لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب صدام الحضارات: إعادة صُنع النظام العالمي - صامويل هنتنجتون pdf





معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : صدام الحضارات: إعادة صُنع النظام العالمي.


المؤلف : صامويل هنتنجتون.


ترجمة : طلعت الشايب  تقديم صلاح قنصوة.


الناشر : مؤسسة هنداوي.


حجم الكتاب : 23.35 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"طبيعة الحضارات


التاريخ الإنساني هو تاريخ الحضارات، ومن المستحيل أن نفكر بتاريخ الإنسانية بأي معنى آخر، والقصة ممتدة عبر أجيال من الحضارة منذ السومرية القديمة إلى المصرية إلى الكلاسيكية والأمريكية الوسطى، وعبر تجليات متتالية للحضارات الصينية والهندية. والنتيجة، أن أسباب وظهور وصعود وتفاعلات وإنجازات وانهيار وسقوط الحضارات، كان يتم استكشافها بواسطة مؤرّخين وعلماء اجتماع وأجناس متميزين .... منهم «ماكس ويبر» و «إميل دوركهايم» و «أوزوالد شبنجلر» و «بيتريم سوروكين» و«أرنولد توينبي» و«ألفريد ويبر» و « أ . ل . كروبر» و «فيليب باجباي» و «كارول كويجلي» و«رشتون كولبورن و كريستوفر داوسن» و «س. ن . إيزنشتاد» و «فرناند برودل» و «وليم هـ. ماكنيل» و «آدا بوزيمان» و «إيمانويل وولرشتاين» و «فيليب فرناندز آرمستو».


هؤلاء الكتاب وغيرهم أنتجوا كما ضخمًا من المؤلفات العميقة مكرسة للتحليل المقارن بين الحضارات. ورغم الاختلافات في المنظور والمنهج وبؤرة الاهتمام والمفاهيم التي تعم تلك المؤلفات، إلا أن هناك اتفاقًا عريضًا على الفروض الرئيسية التي تتعلق بطبيعة وهوية الحضارات وقواها المحركة.


أولا: هناك فروق بين الحضارة بمعناها المفرد والحضارات بصيغة الجمع، وقد كشف المفكرون الفرنسيون عن فكرة الحضارة وطوروها في القرن التاسع عشر كنقيض لمفهوم «البربرية»، فالمجتمع المتحضر يختلف عن المجتمع البدائي لأنه كان مستقرا ومدينيًّا وليس أُميًّا. كان من الحسن أن تكون متحضرًا، ومن السيئ ألا تكون.


ومفهوم الحضارة قدم معيارًا نحكم به على المجتمعات، وخلال القرن التاسع عشر، كرس الأوروبيون الكثير من الجهد الفكري والدبلوماسي والسياسي لشرح المعيار الذي يمكن على أساسه الحكم على المجتمعات غير الأوروبية، إن كانت «متحضرة» بما يكفي حتى يمكن قبول عضويتها في النظام العالمي الذي تسيطر عليه أوروبا. 


في الوقت نفسه، كان الناس يتكلمون بشكل متزايد عن الحضارات بصيغة الجمع، وكان هذا يعني رفض «الحضارة التي تعرف على أنها نموذج، أو بالأحرى على أنها المثال الذي يجب أن يحتذي». كما يعني تحولاً عن الافتراض الذي يقول إن هناك معيارًا واحدًا لما هو متحضر، أو بعبارة «برودل»: «مقصور على قلة متميزة من الشعوب أو الجماعات النخبة الإنسانية.


بدلا من ذلك، كان هناك عدة حضارات كل منها متحضر على طريقته الخاصة. أما الحضارة بصيغة المفرد فباختصار قد فقدت جزءًا من طابعها»، والحضارة بصيغة الجمع يمكن في الواقع أن تكون غير متحضرة بالمعنى الفردي الحضارات ما بصيغة الجمع هي يهم هذا الكتاب، بيد أن التمييز بين الفردي والجمعي يحمل علاقة وثيقة، وقد عادت فكرة الحضارة بالمفهوم المفرد للظهور في المحاجة بأن هناك حضارة عالمية عامة.


ثانيًا: الحضارة كيان ثقافي خارج ألمانيا. لقد وضع المفكرون الألمان في القرن التاسع عشر تمييزا حادا بين الحضارة التي تتضمن الآلات والتكنولوجيا والعوامل المادية، وبين الثقافة التي تتضمن القيم والمُثلَ والصفات الذهنية والفنية والأخلاقية الراقية في المجتمع. وظل هذا التمييز قائمًا في الفكر الألماني وإن كان لم يُقبل في أي مكان آخر. وقد عكس بعض علماء الأجناس العلاقة وفكروا بثقافات لها سمات المجتمعات البدائية الجامدة غير المدينية، بينما اعتبروا المجتمعات الأكثر تعقيدًا وتطورًا ومدينية وحركة حضارات. إلا أن هذه المحاولات للتمييز بين الثقافة والحضارة لم تنتشر. وهناك اتفاق عام خارج ألمانيا مع «برودل» على أن «من المضلل أن نحاول – على الطريقة الألمانية - فصل (الثقافة) عن أساسها (الحضارة)».


الحضارة والثقافة كلاهما يُشير إلى مجمل أسلوب الحياة لدى شعب ما، والحضارة هي ثقافة على نطاق أوسع. وكلاهما يضم المعايير والقيم والمؤسسات وطرائق التفكير، التي علقت عليها أجيال متعاقبة أهمية أساسية في مجتمع ما.» الحضارة عند «برودل»:


«فضاء ...» «مساحة ثقافية»، «مجموعة من المواصفات الثقافية»، و«ظاهرة». ويعرفها «وولرشتاين» بأنها : نظرة مركزة إلى العالم والعادات والبنى الثقافية المادية والراقية معا) التي تُكون نوعا من الكل التاريخي والتي تتعايش (وإن لم يكن دائما في نفس الوقت مع ظواهر أخرى متنوعة.».


الحضارة عند «داوسن» نتاج : «عملية أصيلة خاصة من الإبداع الثقافي والتي هي من صنع شعب ما. بينما هي عند «دوركهايم» و «ماوس»: «نوع من وسط أخلاقي يضم عددًا معينًا من الأمم، كل ثقافة وطنية هي شكل خاص من الكل.» وعند «شبنجلر»: «الحضارة هي المصير الحتمي للثقافة ... نتيجة.» .


والثقافة هي الفكرة العامة في كل تعريف للحضارة تقريبًا.


وقد حدد الأثينيون العناصر الثقافية الأساسية التي تعرف الحضارة على شكل كلاسيكي، عندما أكدوا لأهل «إسبرطة» أنهم لن يفشوا أمرهم للفرس: «حيث إن هناك اعتبارات كثيرة وقوية تمنعنا من أن نفعل ذلك حتى لو كنا نريد. أولا وأساسا هناك صور ومنازل الآلهة الآثار المحروقة والمدفونة: هذه تحتاج إلى أن ننتقم لها بأقصى ما نستطيع بدلا من أن نصل إلى تفاهم مع من ارتكب تلك الأفعال. ثانيًا، الجنس الإغريقي من نفس الدم ونفس اللغة ومعابد الآلهة والأضحيات عمومًا وعاداتنا المتشابهة وأن يخون الأثينيون ، ذلك لن يكون فعلا حسنًا» الدم واللغة والدين وأسلوب الحياة، كانت هي العوامل المشتركة بين الإغريق وما يميزهم عن الفرس والآخرين من غير الإغريق. والدين هو أهم عامل بين العوامل الموضوعية التي تعرف الحضارات كما كان الأثينيون يؤكدون والحضارات الرئيسية في التاريخ الإنساني كانت دائما متوحدة ومتطابقة مع ديانات العالم الكبرى وبدرجة كبيرة، والناس المشتركون في العرق واللغة ويختلفون في الدين قد يذبحون بعضهم البعض كما حدث في لبنان ويوغوسلافيا السابقة وشبه القارة. وهناك تشابه كبير بين تقسيم الناس إلى حضارات طبقًا للمواصفات الثقافية، وتقسيمهم إلى أجناس طبقًا لمواصفات جسمانية، إلا أن الحضارة والجنس ليسا مُتماثلين. الناس المنتمون لنفس الجنس يمكن أن ينقسموا حضاريا، كما أن الناس المنتمين لأجناس مختلفة، قد توحدهم الحضارة.


الأديان الكبرى ذات الرسالة مثل الإسلام والمسيحية على نحو خاص تضمُّ مجتمعات من أجناس مختلفة، أما الاختلافات الأساسية بين الجماعات الإنسانية فتتعلق بالقيم والمعتقدات والبنى الاجتماعية وحجم الجسم وشكل الرأس ولون البشرة.


ثالثًا: الحضارات شاملة، بمعنى أن أي جزء من مكوناتها لا يمكن فهمه تماما دون الرجوع إلى الحضارة التي تضمه. يقول «توينبي»: «الحضارة تشمل ولا يشملها غيرها... الحضارة وحدة كلية. ويقول «ميلكو»: «الحضارات بها درجة معينة من التكامل أجزاؤها تُعرف أو تتحدد بعلاقتها بالأجزاء الأخرى وبالكل، وإذا كانت الحضارة مكونةً من دول، فإن هذه الدول ستكون بينها علاقات أكثر مما بينها وبين دول من حضارات أخرى، وهي قد تُناضل أكثر ، وتدخل في علاقات دبلوماسية أكثر، وسيكون اعتمادها الاقتصادي المتبادل على بعضها أكثر، وستكون هناك تيارات فنية وفلسفية سائدة.».


الحضارة هي الكيان الثقافي الأوسع. القرى والمناطق والجماعات العرقية والقوميات والجماعات الدينية ... كلها لديها ثقافات محددة وعلى مستويات مختلفة من التمايز الثقافي. فثقافة قرية في الجنوب الإيطالي قد تختلف عن ثقافة قرية في الشمال ولكنهما يشتركان في ثقافة إيطالية عامة تميزهما عن القرى الألمانية والمجتمعات الأوروبية بالتالي ستشترك في ملامح ثقافية تميزها عن المجتمعات الصينية أو الهندية. 


الصينيون والهندوس والغربيون ليسوا جزءًا من أي كيان ثقافي أوسع وهم يشكلون حضارات."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب