لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مفهوم الحرية pdf تأليف عبد الله العروي

 تحميل وتصفح كتاب مفهوم الحرية للمؤلف عبد الله العروي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : مفهوم الحرية.


 المؤلف : عبد الله العروي.

 ‏

الناشر : المركز الثقافي العربي.


الحجم : 2.07 Mo.


عدد الصفحات : 150.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من الكتاب :


"الحرية الليبرالية


المنظومة الفكرية التي تحمل في عنوانها كلمة حرية، أي الليبرالية. إن الليبرالية تعتبر الحرية المبدأ والمنتهى، الباعث والهدف، الأصل والنتيجة في حياة الإنسان وهي المنظومة الفكرية الوحيدة التي لا تطمع في شيء سوى وصف النشاط البشري الحر وشرح أوجهه والتعليق عليه.


من الطبيعي إذن أن يكون المفكرون العرب في العصر الحديث قد تلقوا مفهوم الحرية من خلال تعرفهم على الليبرالية. بيد أن الصعوبة التي تواجه المؤرخ والمحلل السياسي هي تحديد مميزات الفكر الليبرالي أو بعبارة أدق تشخيص المكونات التي لم تكن مكتملة قبل ظهور ذلك الفكر والتي اختلطت فيما بعد بأفكار أخرى أفقدتها خصوصيتها.


إن الليبرالية مرت بمراحل :


- مرحلة التكوين حيث كانت وجهاً من وجوه الفلسفة الغربية المرتكزة على مفهوم الفرد ومفهوم الذات.


- مرحلة الاكتمال حيث كانت الأساس الذي شيد عليه علمان

عصریان مهمان علم الاقتصاد وعلم السياسة النظرية.


- مرحلة الاستقلال حيث نزعت الليبرالية من أصولها كل فكرة تنتمي إلى الاتجاه الديمقراطي بعد أن أظهرت تجربة الثورة الفرنسية إن بعض أصول الليبرالية قد تنقلب عند التطبيق إلى عناصر معادية لها.


- مرحلة التقوقع حيث أصبحت تعتبر أنها محاطة بالأخطار وأن تحقيقها صعب إن لم يكن مستحيلاً، لما تستلزم من مسبقات غير متوفرة لدى البشر في غالب الأحيان. وقد تعرف الليبرالية في المستقبل تطورات أخرى غير ما ذكرنا لهذا السبب يجب على المتحدث أن يوضح منذ البداية أي نوع من أنواع الليبرالية يعني عندما يقول : لقد تأثر المفكرون العرب بالفكر الليبرالي. هل يعني : ليبرالية بعض فلاسفة عهد النهضة التي لم تكن سوى وجه من أوجه الإنسية الأوروبية أم ليبرالية القرن الثامن عشر التي كانت سلاحاً موجهاً ضد الأقطاع والحكم المطلق والتي جمعت في ذاتها بين ديمقراطية روسو ونخبوية فولتير واستبدادية هوبس، أم ليبرالية بيرك وطوكفيل، في بداية القرن التاسع عشر التي نقدت الدولة العصرية المهيمنة على الأفراد والجماعات الدولة التي ورثتها أوروبا عن الثورة الفرنسية، أم ليبرالية نهاية القرن الماضي وبداية هذا القرن حيث تلتقي في كثير من مطالبها مع طوبى الفوضوية وتعتبر أن الشر كله في الدولة التي تنظم حياة الناس وتضيق الخناق على مبادرة الفرد؟


إن كل مرحلة من مراحل الليبرالية تتميز بالتشديد على مفهوم أساسي خاص بها.


إن المفهوم الأساسي في المرحلة الأولى هو مفهوم الذات الذي يميز الفلسفة الغربية الحديثة جميعها، إذ ينطلق التحليل الفلسفي الغربي من الإنسان باعتباره الفاعل صاحب الاختيار والمبادرة. هذا هو أصل الإنسية الغربية كما عبرت عن ذاتها في ميادين الفن والأدب والعلم والسياسة وهو منطلق الفلسفة اليونانية السقراطية، المخالف لمنطلق الفلسفة اليونانية السابقة لسقراط ومنطلق فلسفة القرون الوسطى الأوروبية ومنطلق الفلسفات الشرقية، حيث ينظر إلى الإنسان كمخلوق بين المخلوقات ويضاف الفعل إلى الخالق المبدع.


والمفهوم الأساسي في المرحلة الثانية هو مفهوم الفرد العاقل المالك لحياته وبدنه وذهنه وعمله على أساسه شيد تاريخ معقول يخالف التاريخ الفعلي الذي لم يكن سوى سلسلة من الصبيانيات والحماقات، حسب تعبير فولتير، وشيد علم الاقتصاد العقلي المخالف للاقتصاد الإقطاعي الضعيف المتفكك وشيد علم السياسة العقلية المبني على التعاقد بين أفراد عقلاء مستقلين ومتساوين والمخالف لسياسة الاستبداد المترهل المنخور.


أما المفهوم الأساسي في المرحلة الثالثة فهو مفهوم المبادرة الخلاقة. يجب المحافظة عليها لأنها كانت سبب تفوق أوروبا على باقي العالم. إن الدولة الحديثة كما استوحتها الثورة الفرنسية من تحليلات مفكري القرن الثامن عشر، قد نفت حقوق الفرد المالك الخلاق باسم حقوق مجردة أسندت للفرد العاقل. هذا الفرد العاقل لا وجود له في الواقع التاريخي، في حين أن الفرد الخلاق هو نتيجة تطور طويل. لا بد في رأي ليبرالية المرحلة الثالثة من المحافظة على الحقوق الموروثة ومن الاعتماد على التطور البطيء، دون اللجوء إلى الطفرة التي تقطع حبل الاستمرار التاريخي. إن الفرد الواقعي، كما كونه توالي الحقب والعصور، هو الذي يجب أن يكون هدف السياسة، لا الفرد الخيالي الذي قد يتحقق في مستقبل بعيد بعد تدخل الدولة واستعمال العنف.


والمفهوم الأساسي في المرحلة الرابعة هو مفهوم المغايرة والاعتراض. إن الفرد الذي يعيش داخل الدولة الحديثة المبنية على الاقتصاد الصناعي الموجه والمساواة الديمقراطية، يميل بطبعه إلى مسايرة الآراء الغالبة. أصبح الفرد يفضل الرضوخ إلى رأي الأغلبية وهو رأي يتكون تلقائياً في المجتمع العصري. لكن الإجماع على رأي واحد وهو إجماع اصطناعي، يتسبب في ذهول فكري وفي تعثر المجتمع ككل. لكي نحافظ على أسباب التقدم لا بد من الإبقاء على حقوق المخالفين في الرأي، لأن الاختلاف هو أصل الجدال والجدال هو أصل التقدم الفكري والابتكار.


لقد أعطينا هنا نظرة موجزة عن تطور المنظومة الليبرالية. ليس الغرض منها تاريخ تطور الفكر الليبرالي بل تحديد منظومة الأفكار التي تعرف عليها المفكرون العرب في العصر الحديث وذلك لنرى كيف فهموها وتأثروا بها وتعاملوا معها.."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب