لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

النخبة الأندلسية المثقفة في خدمة الخلافة الموحدية ما بين 541 - 609 هـ / 1146 – 1212 م - العمراني محمد pdf

تحميل وتصفح مقال "النخبة الأندلسية المثقفة في خدمة الخلافة الموحدية ما بين 541 - 609 هـ / 1146 – 1212 م." للأستاذ العمراني محمد - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF


 




 



معلومات عن المقال :


العنوان : النخبة الأندلسية المثقفة في خدمة الخلافة الموحدية ما بين 541 - 609 هـ / 1146 – 1212 م.


المؤلف : د. العمراني محمد.


المصدر : أعمال اليوم الدراسي : مسالك الثقافة والمثاقفة في تاريخ المغرب – أعمال تكريمية مهداة للأستاذ السعيد لمليح.

 

الناشر : الجمعية المغربية للبحث التاريخي.


عدد الصفحات : 12 ص.


حجم المقال : 0.5 ميجا بايت.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 




مقتطف من المقال :

 

"لقد تباينت مواقع النخبة الأندلسية المثقفة من النظام الموحدي حسب الأشخاص، وحسب مزاج الخلفاء، وكذا الفترات الزمنية فهناك من استطاع الوصول إلى مكانة هامة عند السلطة الموحدية، كما هو حال الحافظ أبي بكر بن الجد"، الذي قيل عنه في كتاب "المغرب في حلى المغرب " «أنه كان أعجوبة في سرعة ما يحفظه، وبلغ به العلم إلى مرتبة علية»، ولعل هذه المكانة العلمية والفكرية التي كان يتميز بها هذا الفقيه ما هي أهلته ليصبح شخصية محترمة ليس فقط داخل المجتمع الإشبيلي، وإنما نال هذه المكانة أيضًا عند الخليفة يوسف بن عبد المؤمن لدرجة أن هذا الخليفة الموحدي كان ينزل له عن فرسه إذا ما خرج للقائه وذلك احترامًا وتقديرًا له . وإذا كانت المؤهلات الفكرية والأدبية لبعض النخب الأندلسية هي ما دفعت بالمسؤولين الموحدين التقرب منهم، إما لاستشارتهم أو لتوظيفهم في البلاط الموحدي، فإن البعض الآخر قد دفعت بهم الظروف للوصول إلى هذه المرتبة. وهذا فعلاً ما حدث لـ "أبي عبد الله محمد بن عياش الذي كان في خدمة "أبي حفص الرشيد بن يوسف" قبل أن يقوم بالثورة على أخيه الخليفة "يعقوب المنصور". غير أنه بعد قيام هذه الثورة وإعدام "الرشيد" بدأت عملية البحث عن أصحابه فكان ابن عیاش من جملتهم، وهذا ما اضطره إلى الهروب والاختفاء فعانى كثيرًا وأراد أن يجعل حدا لهذه الأزمة من خلال نظمه لأبيات شعرية، فوقف عليها الخليفة يعقوب المنصور وأثرت فيه فقرر أن يعينه كاتبًا له وقد تولى هذا المنصب نفسه خلال فترة حكم الخليفة "محمد الناصر".


لم يتردد الموحدون في استمالة النخب المثقفة الأندلسية وإغداق الأموال عليها وفي هذا الصدد نشير إلى "المنذر بن الرضى الرعيني" من أهل بسطة الذي اتصل بالموحدين في بداية حكمهم «فاعتنوا به واقطعوه إقطاعات بمالقة. ويظهر أن الموحدين قد أعطوا عناية كبيرة للنخب التي لها امتدادات عائلية معروفة داخل الأندلس، فما كانوا ليمنحوا هذا الأديب ما منحوه إياه من الأراضي إلا لحسبه وأدبه" على حد قول ابن الزبير في صلته لقد قام الموحدون بتقريب العلماء والاهتمام بهم من خلال منحهم الأموال والهبات فهذا هو شأن "نجبة بن يحيى بن خلف الرعيني" المتوفى عام (٥٩١هـ/١١٩٥م) ، والذي قال عنه صاحب "صلة "الصلة بأن كان له صيت عظيم ووجاهة عند ملوك وقته». ويتبين من سياق نص "ابن "الزبير" أن هذا العالم لم تكن غايته في التقرب من السلطان وفي الحصول على الأموال، إلا بغرض منحها كمساعدة لطلبة العلم بإشبيلية حتى يتمكنوا من تجاوز ضائقتهم المالية.


ومن بين النخب الأندلسية التي تمكنت من الوصول إلى البلاط الموحدي نجد "عبد الله بن عبد الرحمان" من أهل وادي "آش" والمتوفى سنة (٥٨٧هـ/١١٩١م) ، فقد كان كاتبًا مجيدًا جليل المقدار، عالي الهمة مشهور الجلالة مشكور المكان بارع الخط أديبا شاعرًا، عارفًا بالعدد، وهي مؤهلات علمية وفكرية كانت كافية لاختياره كاتبا للخليفة عبد المؤمن ولم تقتصر استمالة النخب الأندلسية من قبل السلطة المركزية الموحدية على فئة الكتاب فقط، بل قربوا إليهم فقهاء الحديث، كما هو الشأن بالنسبة لـ "عبد الله بن محمد بن ذي النون "الحجي المتوفى سنة (٥٩١هـ/١١٩٥م) من أعيان المرية، والذي يقول عنه العزفي نقلاً عن ابن الزبير أنه كان من أركان العلم والدين جمع الزهد والعفاف والورع والنزاهة مع الكفاف ودون الكفاف، فلا شك أن هذه المواصفات كانت قادرة على إجبار السلطة المركزية الموحدية على عهد المنصور لاستقطاب هذا الفقيه الأندلسي من خلال تعيينه في منصب إسماع الحديث في المسجد الأعظم في مراكش.


إن الصيغة التي عبر بها ابن الزبير عن تقريب "ابن ذي النون" إلى الخليفة الموحدي يعقوب المنصور" تدل على أن هذا الفقيه لم يكن راغبا في الالتحاق بدائرة نفوذ السلطة، خصوصًا وأن هذا العالم يعتبر من رجالات التصوف والزهد ولم يكن يطمح إلى تجميع الثروة وتكديسها. إن ما يؤكد ما ذهبنا إليه أنه على الرغم من كون المنصور قد أنعم عليه بالمال والسكن والملابس الفاخرة، فإنه لم يستفد منها، كما لم يصرف تلك الأموال، وإنما تبرع بها على أصهاره وضعفاء من قرابته وأهله. بل إن إعلانه عن انقطاعه عن مجلس السلطان معتذرًا بكبر سنه، يدل هذا على أن هذا الفقيه الأندلسي يشكل حالة خاصة من بين الحالات القليلة التي لم تتهافت على كرسي الزعامة وإعلان التقرب من السلطة طمعًا في الحصول على امتيازات كبيرة أو حظوة لدى الخليفة. 


وكان ميل بعض النخب الأندلسية إلى اتجاه مذهبي معين، دافعًا وراء احتضان السلطة لهم ذلك ما نجده مع القاضي "عبد الله بن سليمان "الأنصاري من شرق الأندلس، والذي قال عنه صاحب صلة الصلة أنه كان فقيهًا جليلاً أصوليًا نحويًا، كاتبًا أديبًا، شاعرًا متفننا في العلوم، ورعا دينا حافظا فاضلاً». غير أنه في تقديرنا يبقى هناك دافع أقوى أدى بالخليفة المنصور إلى الميول إليه، ألا وهو انتصار هذا الفقيه لرأي الظاهرية، فكان هذا حافزا للخليفة الموحدي لكي يكلفه بالإشراف على تدريس الناصر وإخوته فكانت له بذلك مكانة متميزة عند الموحدين عبر عنها "ابن الزبير" في قوله أنه: «كان مشهورًا بالفضل معظمًا عند الملوك، معلوم القدر لديهم ». فهذه المرتبة هي ما جعلته يخطب في مجالس الأمراء، وأثناء التجمعات، وذلك بفضل بلاغته وفصاحته مما دفع أمراء الموحدين إلى الاهتمام به كثيرًا.


ومن بين العلماء الذين حضروا مجلس الخليفة المنصور، نشير إلى "ابن الفرس" المتوفى سنة (٥٩٧هـ/١٢٠٠م). فرغم أن الإشارة المصدرية لا تسمح لنا بتحديد درجة علاقته بالسلطة الموحدية، غير أن ما قدمته من خبر عن مراسيم تشييع جنازته يفيدنا بكون هذا الفقيه لم تكن له أطماع أو رغبة في تراكم الثروة، ولا تحدوه أي تطلعات نحو احتلال مراكز سلطوية، وهذا ما يؤكده صاحب "الذيل والتكملة" فيما يلي: وشهد جنازته عالم لا يحصون كثرة وكسر الناس نعشه وتقسموه تبركًا به» إنه مشهد جاء في كثير من الأحيان في سياق كتب التراجم والمناقب بالنسبة لأعلام كثيرة من رجالات الزهد والتصوف. 


وإذا كانت النخبة الأندلسية ممن اقتربت من السلطة الموحدية تهدف في معظمها إلى الحصول على امتيازات أو تجميع الثروة، من خلال قيامها بوظيفة ما داخل البلاط الموحدي أو خارجه، فإن فئة من هذه النخبة قد سطرت أهدافها بوضوح عندما فكرت في الارتباط برجالات السلطة والحكم ويكون هذا التقرب في شكل لقاء مباشر يتم خلاله الإعلان عن الهدف من الزيارة، أو من خلال تقديم مؤلف يتوخى منه صاحبه أن يجازى عنه بأموال، أو الإنعام عليه بظهير أو حماية ممتلكاته وثروته ولعل هذه الحالات قد انتشرت بشكل كبير في بداية الحكم الموحدي قبل وعند دخولهم "مراكش" عام (٥٤١هـ/١١٤٧م).."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب