تحميل وتصفح كتاب منهجية البحث التاريخي الأسس والمفاهيم والأساليب العلمية - تأليف حسين محمد جواد الجبوري وقيس حاتم هاني الجنابي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF
معلومات عن الكتاب :
عنوان الكتاب : منهجية البحث التاريخي الأسس والمفاهيم والأساليب العلمية.
المؤلف : حسين محمد جواد الجبوري، قيس حاتم هاني الجنابي.
الناشر : دار صفاء للنشر والتوزيع.
عدد الصفحات : 209.
حجم الكتاب: 6.23 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
Ebook download PDF
مقتطف من الكتاب :
"ماهية منهج البحث التأريخي
(The Nature of Curriculum Historical Research)
يعني البحث التاريخي الدراسة المنتظمة لأحداث الماضي بغية معرفة حقيقة ما حدث فيه، إذ هو ليس مجرد عملية وصف للأحداث من خلال جمع حقائق وتواريخ حسب بل هو محاولة جادة لتفسير ما حدث بشكل حيوي يهدف إلى فهم أحداث الماضي على حقيقتها واستنباط العبر منه.
والبحث في التأريخ ليس بالأمر الهين كما يضن البعض، إذ أن الباحث هنا يبحث في ماضي الإنسان وما ترتب على تصرفات وفعاليات الإنسان، وهو هنا يتعامل مع عواطف وميول بشرية، والإنسان الذي حرك تأريخ الماضي غالباً ما يكون قد مات وزال عن الوجود ولم يبقى منه إلا آثاره أو ما كتب عنه، وهذا بعني أن نتاجه وما كتب عنه خاضع للطبيعة الإنسانية، أي أنه قد لا يعكس واقع الحال، وهو ليس بالضرورة أن يمثل حقيقة ما حصل، لذا فالباحث في التأريخ يتعامل مع متغيرات إنسانية متباينة من شخص إلى آخر، ومن هنا يتضح جلياً أن التأريخ يدور حول الإنسان وتصرفاته عبر العصور، راصداً حركاتـه ونتاجه سواء أكان حرباً ،أم سلاماً ، تعمير أم تخريباً ، تقدماً أم تخلفاً، ثم ينتهي التأريخ إلى تقييم إنتاج هذا الإنسان ويفلسف دوافعه وتصرفاته.
يهدف البحث التاريخي إلى تزويدنا بالمعرفة العلمية التي تصل بنا إلى أقرب ما يكون عن حقيقة ماضي الإنسان، وهي عملية تستند إلى أساليب وطرائق عقلانية تصل بالباحث إلى الحقيقة قدر المستطاع وبحسب الظروف التي يخضع لها البحث التأريخي، وهذه الظروف تنقسم إلى : ظروف تقنية تتمثل في طبيعة الوثائق المستخدمة ومدى توافرها وظروف منطقية تحللها نظرية المعرفة.
ومنهج البحث التأريخي مرتبط بالتاريخ، والأخير هو ذلك السجل الكبير الذي يحتوي على أحداث الماضي بكل جوانبها وعلاقاتها مع بعضها وتأثيراتها على من عايشوها وتفاعلوا معها، ومن الجدير بالذكر في هذا المجال أن التاريخ ليس مجرد سرد للأحداث التي مضت مرتبة في تسلسلها الزمني خالياً من التحليل والتفسير والاستنتاج.
يُلزم الباحث في منهجية البحث التاريخي بأن لا يقف عند وصف الوقائع والخبرات الماضية بل يتعدى الى التحليل والتفسير لتلك الوقائع والخبرات على وفق أسس منهجية البحث بهدف الوصول الى حقائق وتعميمات، تساعد في فهم الماضي والحاضر فضلا عن إمكانية التنبؤ بالمستقبل، ولا يقتصر استخدام هذا المنهج في مجال مادة التاريخ فقط بل يستطيع الباحث أن يستخدمه في مجال العلوم الطبيعية والطب والقانون وعلم النفس والعلوم الاجتماعية والإدارية والاقتصادية والتربوية للتحقق من معنى الحقائق القديمة وصدقها، ومن هنا كان لزاماً على الباحثين في مختلف الاختصاصات الإنسانية والعلمية التعرف على هذا المنهج.
وعلى أساس ما تقدم يتعامل منهج البحث التاريخي مع مغزى وأهمية المعلومات الكامنة في التاريخ البعيد والقريب، ولما كان التاريخ مجموعة من الظواهر والنشاطات البشرية وجب على الباحث أن يقوم بدراستها وفحصها.
إن هذا المنهج التاريخي من خلال الأنشطة والظواهر التاريخية لا يقتصر على مجال واحد أو موضوع واحد لكونه يشمل المجالات والموضوعات والمعارف الإنسانية كافة، إذ إن لكل موضوع وكل علم من العلوم الإنسانية خلفياته وأصوله ومسبباته وتطوره وتاريخه القديم والحديث.
على الرغم من المناقشات التي دارت حول اعتبار منهج البحث التاريخي منهجاً علمياً أم لا، امتلك هذا المنهج خصائص ومعايير علمية متعددة مثل: (الدقة والصحة والموضوعية والأمانة الفكرية والقياس الكمي والإدراك والعلاقات) وغيرها مما يمكن تطبيقه في منهج البحث التاريخي ... وهذه جميعها تجعل من منهج البحث التاريخي منهجاً علمياً، ومن المادة التي نتوصل اليها عن طريق هذا المنهج مادة علمية.
إن منهج البحث التاريخي هو الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن الأحداث والحقائق الماضية وفي فحصها ونقدها وتحليلها والتأكد من صحتها وفي عرضها وترتيبها وتنظيمها وتفسيرها واستخلاص التعميمات والنتائج العامة منها والتي لا تقف فائدتها على فهم أحداث الماضي بل تتعداه الى المساعدة في تفسير الأحداث والمشكلات الجارية وفي توجيه التخطيط بالنسبة إلى المستقبل والمنهج التاريخي يقوم على الفحص الدقيق للبيانات والنقد الموضوعي لمصادرها المختلفة.
ويعرف المنهج التأريخي بأنه مجموعة الطرائق والتقنيات التي يتبعها الباحث التأريخي والمؤرخ للوصول إلى الحقيقة التأريخية، وإعادة بناء الماضي بكل وقائعه وزواياه، وكما كان عليه في زمانه ومكانه، وبجميع تفاعلات الحياة فيه."
رابط تحميل الكتاب
